احمد الصراف

شكراً على إلغاء الدعم!

يعتمد العقد الاجتماعي غير المكتوب بين شعوب بعض دول الخليج والأسر الحاكمة فيها، والتي تفتقد دساتير واضحة، على مسؤولية الأسر الحاكمة عن توفير الماء والكهرباء والتعليم والأمان وبقية الخدمات الأخرى مجانا تقريبا «للشعب»، مقابل ولاء الشعوب لهذه الأسر. ولكن لم يتساءل أحد علناً عما سيحدث عندما لا يكون بمقدور الأسر الوفاء بمسؤولياتها، أي عندما تصبح كلفة الدعم فوق طاقتها؟ كان هذا محور سؤال تقدّم به Bill Law مراسل الـ «بي.بي.سي» للباحث جيم كرين، من جامعة كيمبريدج، الذي لاحظ أن الحكومة الكويتية مثلا قامت عام 1966 بتخفيض تعرفة كيلووات الكهرباء من 27 فلسا إلى فلسين، وأبقتها لـ46 عاما على الحال نفسها، بالرغم من أن الكلفة الحقيقية تضاعفت منذ يومها كثيرا! كما يوجد في الكويت أكثر نظام غرابة في العالم خاص بدعم أسعار الوقود، حسب قول المحلل. وفي تقرير لوحدة الاستخبارات الاقتصادية فإن سكان دول مجلس التعاون، إضافة الى اليمن، سيصل عددهم خلال 8 سنوات لقرابة 53 مليونا، غالبيتهم من دون سن الـ25، ولهؤلاء توقعات وتطلعات كبيرة وستصارع حكوماتهم لتلبيتها، وسيصعب عليها ذلك، في ظل إصرارها على تقديم الخدمات بصورة شبه مجانية. كما أن سعر الوقود المحلي المنخفض لدرجة غريبة سيدفع هذه الحكومات لخفض ما تقوم بتصديره من نفط لتغطية حاجة السوق المحلي منه، وهذا يعني دخلا أقل وكلفة محلية أكثر، نتيجة زيادة الاستهلاك وزيادة الدعم، وهكذا ستستمر الأمور في حلقة جهنمية لا تنتهي، في ظل غياب تام لأي تصرّف رشيد. ويقول خبير اقتصادي من بنك «دوتشه» الألماني أن حكومات، أو أسر، الدول النفطية الحاكمة تصرف 80 دولارا من قيمة كل برميل نفط تبيعه لكي يكون بإمكانها الاحتفاظ بما يرتبه عليها العقد الاجتماعي من متطلبات. ويقول إن هذه الحكومات تواجه مشكلة صعبة، فهي غير قادرة على وقف الدعم، والتسبب في إثارة شعوبها، وليس أمامها مفر من فتح خزائنها والصرف لإخماد لهيب «الربيع العربي»، وإقرار زيادات رواتب خيالية، وفتح أبواب التوظيف للكل تقريبا، ففي سلطة عمان مثلا، قامت الحكومة بخلق 50 ألف وظيفة في القطاع العام، من دون أن تنشئ مشروعا حيويا واحدا، وتوظيف هؤلاء سيكلف قرابة ثلاثة مليارات دولار! ويقول الخبير إن هذه الإجراءات، وما يماثلها دليل آخر على أن هذه الدول تأكل من لحومها الحية، وأنها في مصيدة من صنع يدها! ولكن مع إيمان الكثيرين، حتى أقرب مستشاري بعض الحكام، بصحة مثل هذه التحاليل، إلا أن من الواضح أن لا أحد يود أن يتحرّك بصورة جدية. ولا أحد يود التفكير في الاقتداء بدبي التي توفر الخدمات بأجور عالية نسبيا، كما لا أحد يودّ التفكير في الطاقة البديلة، كالسولار.
نختم مقالنا بأننا لسنا فقط بحاجة لصرف النظر عن إسقاط أي قروض أو فوائدها، بل والتفكير جديا في وقف الدعم وترشيد الإنفاق، وخلق مجتمع أكثر إحساسا بالمسؤولية، فما يدفع من دعم غالبه غير مُجدٍ، سيكون له تأثير سلبي رهيب مستقبلا، فمن مثلا استفاد يوما، وعلى مدى أكثر من 30 عاما على الأقل، من دعم أعلاف الماشية، غير المتاجرين بها؟ وما فائدة تخصيص كل هذه الأراضي الزراعية والزرائب؟ وهل تساهم حقا في الأمن الغذائي؟ إن الكارثة قادمة، ونحن تعبنا من دق ناقوس الخطر، ولسنا ضد أحد ولا نكنّ كراهية لجهة، ولكننا بحاجة إلى مستوى معيشة أفضل، وليس لنقد أكثر في أيدينا، فكل وفوراتنا المالية ستستنفد خلال سنوات قليلة، إن استمرت طريقة الهدر الحالية!

***
• ملاحظة: بيّن محافظ البنك المركزي وجود أكثر من 340 ألف مقترض في الكويت، يعني أكثر من نصف السكان، في حال استبعاد غير البالغين، وهذا يعني أن غالبية المقترضين لم يكونوا بحاجة إلى الاقتراض، بل ربما البعض منهم هدفوا إلى سرقة المال العام!

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

مبارك الدويلة

برلمان.. لا يمثل الأمة

لا يمكن لمجلس أمة يتآمر بعض نوابه على الأمة..!! ولا يجوز لممثلي الشعب أن يشرعوا للتضييق على حرية الشعب….! ولا يتوقع احد أن يحرض بعض نواب الشعب وزير الداخلية لضرب الشعب!! ولا يصدق عاقل أن نوابا في البرلمان يستنكرون على الحكومة السماح للشعب بالخروج في مسيرات سلمية للتعبير بشكل حضاري عن مطالبهم المشروعة…!
كل هذا حصل في مجلس الأمة الكويتي..!!!
فقد تقدم عدد من نواب مجلس الصوت الواحد بعدة مقترحات بقوانين تهدف إلى كبت الحريات والتضييق على حرية الكلمة والتوسع في دائرة المحظورات في قضايا الرأي مثل الاقتراح المسمى قانون الغمز واللمز!! وإلغاء القانون الذي يحدد صلاحية المخافر والنيابة في حجز المتهمين، وتشديد العقوبات في بعض الأفعال التي تصاحب الحراك السياسي هذه الأيام وكأن الأمر مقصود به التضييق على تحرك المعارضة السياسية! ولعل آخر أفعالهم المشينة ما طالب به بعضهم وزير الداخلية بإرسال القوات الخاصة إلى «صباح الناصر» لضرب المسيرة السلمية واستنكارهم على الوزير عندما علموا أن الوزارة لن ترسل قوات القمع إلى هناك!! أمر عجيب أن نوابا يفترض فيهم أنهم يمثلون الأمة يطالبون الحكومة بقمع المسيرات السلمية للشعب!
ومن الملاحظ أن نوابا بعينهم في هذا البرلمان غير الشعبي قد أخذوا على عاتقهم العمل ضد الشعب ومكتسباته الدستورية بل انهم تبنوا إثارة كل ما فيه ضرر على المصلحة العامة، ولعل إثارة لون علم الكويت في مباراة كأس الخليج أكبر دليل على تصيدهم للإثارة دون اعتبار لنتائجها على النسيج الاجتماعي، وعندما اعلن سفير الكويت أن الإضاءة ساهمت في تغيير لون العلم كنا نتوقع منهم اعتذارا للشعب على وقاحتهم ولكن «وجه ابن فهره» لاحيا ولا مستحا…! ثم ها هي الجلسة السرية تأتي لتؤكد ما ذهبنا اليه، فما ان خرجت المجموعة نفسها من النواب إلى العلن بعد نهاية الجلسة حتى أرسلوا كذبتهم الوقحة على سمو رئيس الوزراء وتقولوا عليه ما لم يقل عن الإخوان المسلمين متناسين أن حبل الباطل قصير كقصر نظرهم!
ومن عجائب هذا المولود المسخ ان احد النواب الذي يفترض فيه أن يحترم القانون والذي دائماً ما ينتقد نواب الأغلبية بعدم تطبيقهم للقوانين نجده يقف في قاعة عبدالله السالم وفي فمه سيجار كوبي كما نشرت الصحف!! وهو يعلم أن التدخين ممنوع! لكن من يعرف هذا النائب لا يستكثر عليه هذا الفعل الذي يعتبر من الحسنات مقارنة بسجل حافل من الأفعال التي يتعفف القلم عن كتابتها.
هذا هو المجلس الذي ابتلي به أهل الكويت، والأيام حبلى ببلاويه واسقاطاته السيئة على المجتمع، ونسأل الله ألا يأتي اليوم الذي يكمل فيه عامه الأول إلا وقد عادت الأمور إلى نصابها الصحيح، وعاد دستور 62 للتطبيق بشكل سليم، وأصبحنا نشاهد في برلمان الكويت من جاء لها بالأمس ليصبح عضوا في مجلس الامة، أو من تم طرده من عمله بسبب جريمة السكر والعربدة ثم اصبح ممثلا على الأمة، أو من هرب من البلاد بالغزو وفتح مواخير الفساد في بلاد الغرب ثم هو اليوم ممثل لهذه الأمة المنكوبة!!
نريد برلمانا يمثل الشعب بآماله وآلامه ويتحسس مشاكله وما ينفعه! نريد برلمانا يدافع عن المكتسبات والحريات العامة، ويحافظ على النسيج الاجتماعي من التمزق وعلى ثوابت المجتمع وقيمه وأخلاقه! وأتمنى أن يكون التشكيل الجديد للمعارضة والذي تم الإعلان عنه بالأمس مدخلا لتحقيق هذه الأمنيات بإذن الله.
* * *
• ظواهر غريبة جاءتنا متزامنة مع قدوم مجلس الصوت الواحد:
– أصبح نصف الشعب الكويتي محالا إلى النيابة العامة بسبب جرائم متعلقة بالحريات العامة وحرية الكلمة.
– انتشار ظاهرة التخوين في المجتمع.
والله يستر من القادم.

محمد الوشيحي

:على شاطئ صباح الناصر

لطالما سخر صديق سوء وهو يشاهد قارئ النشرة الجوية المتحمس يفصّل: "درجات الحرارة في الأحمدي كذا وكذا، وفي الوفرة كيت وكيت، وفي النويصيب كذا وكيت" ويعلّق: "كلنا عيال قريّة، وكلنا نعرف أن الجالس في الوفرة يمكنه أن يلمس النويصيب بيده الكريمة، بشرط أن يكون طويلاً، والجالس في الأحمدي يمكنه أن يسمع أحاديث أهل الوفرة وضحكاتهم، فلماذا كل هذه الفشخرة؟ وماذا تركنا للولايات المتحدة الأميركية، ونيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا، وساحلها الشرقي وساحلها الغربي، وولاياتها الشمالية وولاياتها الجنوبية؟" ويضيف: "ليس للكويت ولا لقطر ولا للبحرين أن تغوص في تفاصيل مناطقها، يكفيها القول إن درجة الحرارة في الدولة هي كذا، ونقطة".
ويضيف صديق سوء آخر، مؤيداً: "لو كانت الكويت مثل لبنان، حيث الجبل والسهل والوادي والنهر والغابة والساحل لما اعترض أحد على تفصيل النشرة الجوية، لكن الكويت كباطن كف الفتاة المترفة، ملساء من غير سوء… فشخرة مضحكة".
كنت أستمع لهما وأتمتم لنفسي: "الحمد لله أنهما لم يسمعا عن ترقيم كتائب الجيش، الكتيبة (51) دبابات، أي أن هناك بالتأكيد خمسين كتيبة دبابات أخرى أو أكثر، والكتيبة (82) إمداد وتموين، أي أن لدينا إحدى وثمانين كتيبة أخرى للإمداد والتموين، على الأقل، واللواء الخامس عشر، ووو، أرقام تجعلك تشفق على قوات حلف الناتو… ولا أدري بماذا سيعلّق الصديقان لو عرفا هذه الأرقام وهذه الفشخرة العسكرية؟".
كل هذه الأرقام، سواء للكتائب أو الألوية أو درجات الحرارة، تؤكد أن الكويت والولايات المتحدة الأميركية الكتف بالكتف والسن بالسن، وسيب وأنا أسيب.
وأمس الأول، ثبت بالقطع المبين أن الكويت كأميركا، قص ولصق، ففي أميركا لكل ولاية قوانينها الجنائية الخاصة بها، وفي الكويت كذلك لكل ولاية أو منطقة قوانينها الخاصة بها. ونخرج في مسيرة احتجاجية في منطقة قرطبة، فلا نعرف من أين تنفجر كل قنابل الغاز هذه، ومن أين تهوي كل هذه المطاعات (الهراوات) علينا، ولا ندري هل نعطس أم نسعل (نكُحّ) أم نئن أم نعرج ونحجل، فوضى مشاعر، وكنا نتساءل بعد كل مسيرة تتراقص فيها القنابل عن الميزانية المخصصة لها.
هذا ما حدث في قرطبة ومشرف وغيرهما من المناطق، في حين أن المسيرة في منطقة صباح الناصر لم يكن ينقصها إلا شاطئ بحر وفتاة حافية القدمين تمشي إلى جانبك، شعرها منثور مبلول، وعازف أوكورديون يستند إلى الجدار، وإنارة خافتة… كانت مسيرة رومانسية للغاية، تصلح لشهر العسل.
وكانت المطاعات تغني على ظهور شبان الصباحية، في حين كان شبان الجهراء، في التوقيت نفسه، يتبادلون الضحكات وفناجين القهوة مع القائد الميداني المسؤول.
يا صاحبي، لكل ولاية قوانينها لا شك. فأنت في الولايات المتحدة الكويتية.

احمد الصراف

تركي وراء القضبان

ورد في وسائل الإعلام أن السلطات السعودية ألقت القبض، قبل شهر تقريبا، على المفكر والروائي السعودي تركي الحمد، ولم يتم نفي الخبر حتى الآن، مما قد يعني صحته! ويقال ان السبب تعلق بتغريدة للمبدع تركي، فهمت من بعض الملالوة بأن بها مساساً بالرموز الدينية! ولكن لتركي تاريخا طويلا في نقد مختلف الأوضاع، ويكفي أنه مفكّر حرّ صدرت عنه آراء نقدية متعددة، إن من خلال ما ألف وكتب من روايات ومقالات، أو ما صرّح به في مقابلات. وكان نقده دائماً ساخراً في غالبيته، منتقداً أوضاعنا السيئة بطريقة متحفظة ومؤدبة! وينقل عنه قوله بأنه بينما ينشغل العالم بالتحديات والمخاطر الكبرى المحدقة به، ينشغل «علماؤنا» بشرف المرأة، وكيفية منعها من ألا تخرج من بيتها إلا إلى قبرها. كما دعا تركي دوما الى تحرير الفكر من أغلاله. كما دعا إلى وقف استبداد طال لأكثر من الف عام، والانفتاح على المستقبل والانتماء إليه، كما حذر من نازية جديدة يسعى المتأسلمون لفرضها علينا.
مؤلم أن يبات تركي الكبير في سجنه البارد، بينما ينعم أعداؤه الصغار، من متخلفي الأمة، بدفء فرشهم الوثيرة، فخلاص هذه الأمة يكمن بتبديل المكانين، وبتشجيع ودعم أمثال تركي الحمد، الذي دعا دوما إلى تحرير الفكر من أغلاله العتيقة، وتوسيع دائرة الحرية، فلا تقدم بغير حرية، قولا ونشرا، وإن كان تركي يشكل خطرا على الأمة، فما هو إذن شكل الخطر الذي تمثله الحركات الدينية المتطرفة، وأصحاب الفكر الهدام؟
نضم صوتنا لصوت كثيرين مطالبين باطلاق سراح تركي الحمد، فمخجل أن يُعتقل كاتب ومفكر بوزنه لم يرتكب جرما سوى ممارسة حقه كإنسان حر في إبداء رأيه، ودفع العقول إلى أن تفكر، وربما هنا كان مقتله، فنحن بمجملنا لا نشجع الآخر على ممارسه حقه الطبيعي في التفكير، إن كان خارج خط تفكيرنا التقليدي، المتزمت عادة. والمؤسف أن قضية حجز حرية المفكر تركي لم تجد من «المثقفين» العرب ما تستحقه من اهتمام، والسبب طبعا معروف، ولكن لا يعلم هؤلاء أن دورهم قادم لا محالة ان استمر سكوتهم.
نطالب بإطلاق سراح تركي الحمد، ليس من أجل إنسان لم يرتكب ذنبا يستحق عليه البقاء في سجنه من دون تهمة واضحة، بل ومن أجل كرامتنا جميعا!

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

علي محمود خاجه

عقدة قد يحلها ثمانية

لن أطيل في مقال اليوم فالوضع السياسي القائم القاتم الممتد حتى للأمور الاجتماعية أبلغ من كل كلمة تُكتب، فقد وصلنا إلى درجة التربص حتى بمن يؤدي واجب العزاء، وتوضع الصور على الصفحات الأولى للصحف عن زيارة سياسي من هذا الفريق لعزاء سياسي من الفريق الآخر، بل إن البعض بات ينظر إلى هوية المقتول أو المحتجز كي يقيِّم موقفه من الأمور. الواضح أن هذا الوضع سيستمر، فالحكومة تتجاهل كل ما يدور وبقية الساسة يتناحرون في إثبات صواب موقفهم ويقصون الآخر حتى إن كان مصيباً. أعتقد أن هذا الوضع تجلى، وأقول تجلى ولم يبدأ، منذ "مجلس فبراير" الماضي حينما تعمّدت أغلبية ذلك المجلس إقصاء البقية وعقد الاجتماعات المنعزلة، بل طرد بعض الأعضاء من تلك الاجتماعات أحياناً عطفاً على انتقائيتهم في رفع الحصانة واستفرادهم حتى بتقديم الاستجوابات لدرجة أن نائب رئيس ذلك المجلس صرّح بأن أي استجواب لا يوافق عليه الأغلبية لن يؤَّيد حتى إن كانت القضية مستحقة! وها هو "مجلس ديسمبر" يستمر بهذا الأسلوب وكأنه يحاول الانتقام من ممارسات "فبراير" بشخصانية واضحة لدرجة وصلت إلى حرمان المواطن وليد الطبطبائي من حقه الدستوري بالتقاضي برفض "مجلس ديسمبر" رفع الحصانة عن أحد نوابه. المشكلة أن هذه العقدة والانقسام سيستمران في ظل فرح حكومي من حالة الانقسام تلك التي تمكن الحكومة بكل تأكيد من التحكم بمجريات الأمور بشكل سهل بمجرد تمكنها من السيطرة على جزء من المنقسمين يقف معها في الحق والباطل. شخصياً أعتقد أنه لا بد من الحوار الآن، وإلا فإننا سنصبح لبنانيين سياسياً قريباً جداً، فحالة الانقسام تلك لن تؤدي إلى الانفراج أبداً، ولأن الحوار مطلوب فلا بد من ناس يتقبلونه ونتقبلهم أيضاً، وعلى هذا الأساس فأنا أتمنى بل سأسعى إلى حوار شعبي مشترك للوصول إلى صيغة تعيد للوضع السياسي الكويتي نصابه السليم من خلال أطراف يمتلكون الحد الأدنى على الأقل من القبول لدى مخالفيهم، وأرشح لذلك السادة علي العمير وعدنان عبدالصمد ورياض العدساني وعادل الدمخي وعمار العجمي، ومن الشباب وهم الأهم بالنسبة إلي راكان النصف وبدر ششتري وفلاح الحشاش، وسأبدأ من اليوم في السعي إلى هذا الحوار، وكلي أمل أن يتحقق في المقام الأول وأن يثمر عن الأفضل للخروج من هذه العقدة الكريهة. خارج نطاق التغطية: أتابع في هذه الأيام أكثر الوجوه ظهوراً على الشاشة، وأعني الشيخ أحمد الفهد، ويؤسفني فعلاً الحال التي وصل إليها لدرجة بات يعتقد فيها أن كل ما يحصل في الكويت من أجله فقط، فإسقاط مجلس ٢٠٠٩ شعبياً كان من أجله، وتحقيق كأس الخليج الماضية في اليمن لأنها تحمل اسم والده، وتحديد رئاسة الاتحاد الآسيوي ستكون بسببه، حالته صعبة جداً جداً.

سامي النصف

تموت أمة ليحيا فرد!

أبدع الزميلان صالح الشايجي وفيصل الزامل كعادتهما في مقاليهما السبت الماضي، فمما خطه الشايجي في مقاله الشائق «ما يجري تحت عنوان الحراك هو جعل الوطن في خدمة الفرد، بحيث يدفع الوطن الثمن حتى يعود فلان وعلان إلى مقاعدهما النيابية وإلا الفوضى والخراب وتشويه سمعة الديموقراطية الكويتية أمام العالم».

***

وضمن مقال الزميل الزامل في اليوم نفسه «لم يهضم الناس أن يطالب البعض بشيء في البحرين ويرفضه في الكويت» ويستطرد أبوقتيبة بالقول « توريط الشباب لمخالفة القانون لخدمة مشروع سياسي وصل إلى تقديم عدد كبير من هؤلاء الشباب «للمحاكم والسجون» لافتداء فرد وهذا استغلال بشع جدا لحماستهم».. انتهى.

***

إن الواقع المر يظهر أننا وبعد نصف قرن من الديموقراطية مازلنا نفتقد أول مبادئها أي الإيمان بالرأي والرأي الآخر والحلول القائمة على الالتقاء في منتصف الطريق، وقد أضفنا إلى هذا الفهم العقيم للديموقراطية كثيرا من ممارسات الأنظمة القمعية لإعطاء العصمة لبعض القيادات السياسية المعارضة فكل ما يقولونه صواب لا يحتمل الخطأ، وكل ما يفعلونه أمور منزلة لا يجوز نقاشها أو تفنيدها أو تخطئة قائلها مهما شطح وابتعد عن الحقيقة والحكمة، حتى لو أثبتت الأيام خطأ اجتهاده مرارا وتكرارا أو عدم صدق كلماته واتهاماته.

***

لقد قال عقلاء الأمم وحكماؤها «يموت فرد لتحيا الأمة»، بينما يؤمن بعض زعاماتنا بأن الغاية تبرر الوسيلة و«لتمت أمة كي يحيا الفرد ويجلس على مقعده الأخضر الوثير» وهو فهم يجب أن يوقفه الشباب الواعد عبر الدعوة إلى تجديد الدماء بدلا من القبول بالانقسامات والانشقاقات التي باتت تعاني منها المجاميع السياسية المعارضة هذه الأيام بسبب مرض التمسك بالكراسي وحب الزعامة والتسلط على الآخرين.

***

إن الأحداث تثبت تباعا أننا مازلنا نجلس على سواحل وشواطئ الديموقراطية الحقيقية ولم نمخر عباب بحورها العظيمة بعد، ومن ذلك انتظارنا لسطوع شمس الديموقراطية الحقيقية لا عبر الأخذ بخيارات الحزبية والحكومة الشعبية التي ستعزز مفاهيم الديكتاتورية السائدة لدى تلك القوى السياسية وستمنحها أنيابا ومخالب وتجعلها تنصب المشانق وتفتح أبواب المعتقلات وتدفع الناس للهجرة، كما حدث في عراق صدام وليبيا القذافي وغيرهما من طغاة لبسوا لبس الحملان عندما كانوا في مواقع المعارضة وليتحولوا إلى ذئاب مفترسة بعد الوصول لمواقع المسؤولية.. وكم في تاريخنا الحديث من دروس وعظات وعبر.. ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟!

***

آخر محطة:

 التهنئة الحارة للسيد الزميل أحمد يوسف بهبهاني على رئاسته كأول كويتي وخليجي لاتحاد الصحافيين العرب، وكم من خلق رفيع وحكمة في الرأي وعقل راجح وتواضع جم سيضاف إلى ذلك الاتحاد بوصول أبوسليمان.

احمد الصراف

صور العجاف

ارتحنا لسنوات من مقالات العجاف والتملق التي كانت تزخر بها الصحف العربية في مدح الكويت، ولكن مع تعقد الأمور الداخلية قليلا في الكويت أخيرا، خرج علينا الزميل جهاد الخازن قبل بضعة اشهر بمقال سال المدح المزيف منه أكثر من الحبر الذي كتب به، ثم أردفه بمقال آخر وصف فيه بعض المعترضين على ممارسات السلطة بـ «أولاد شوارع»!، وهذا وصف لم يكن يليق صدوره من كاتب في خبرته، ولكنه ربما دفعه المدح الزائف اللعين لذلك! ثم جاء آخر ربما من فئة الوعاظ، وهو سفير البوسنة السابق في الكويت، ياسين رواشدة، وكتب في القبس أن الكويت، المعروفة تقليدياً في العالم «كله» بحنكة قيادتها ورصانة دبلوماسيتها! وهذه مبالغة غير مستحبة ابدا، فأكثر من نصف العالم لم يسمع بالكويت اصلا، فكيف عرف بحنكة قيادتها ورصانة دبلوماسيتها؟!، وما الذي تعنيه الرصانة هنا أصلا؟! ونحن لا نشكك هنا في حنكة القيادة، ولكن نرفض هذه المبالغات التي لا يقبلها عاقل، فقيادة الكويت في غنى عن مثل هذا التزلف. واستطرد السفير السابق قائلا: إن الكويت مارست خلال هذا العام أنشطة إيجابية كبيرة، وحققت نجاحات رائعة (!) عزّز ذلك دورها المعروف في الحفاظ على وقار وحصافة سياستها الخارجية التي تتميز بابتعادها عن الضجيج والتبجح اللذين يمارسهما مراهقو السياسة من الطامحين للجلوس في مقاعد الصفوف الأولى على مسرح السياسة الدولية! ونحن إذ نتفق معه في ميل دبلوماسية الكويت للبعد عن الضجيج والتبجح، إلا أننا لا نعتقد أنها حققت «نجاحات رائعة» خلال 2012، ولا حتى فشلا غير رائع، بل كانت عادية مثلها مثل أي سنة اخرى. ويعود السيد رواشدة، الذي يسبق اسمه بحرف الدال ونتمنى أن يدلنا على الجامعة التي حصل على شهادته منها، للعلم فقط، ليكرر كلامه قائلا: وإذا كان لنا أن ننظر بسرعة، عبر الشهور الاثني عشر الماضية، عبر نافذة السياسة الخارجية للكويت (هكذا)، فإننا لا بد أن نشاهد النجاحات الدبلوماسية الكبيرة والإنجازات المهمة والحضور المميز (وهذا تكرار لسابق ما ذكره من تزلف) ودور كويتي نشط هادئ ( نشط وهادئ!)، وتصالحي في جميع مؤتمرات القمم الخليجية والعربية والآسيوية ينعكس بالأهمية والفعالية ذاتهما في جميع المؤتمرات الوزارية، سواء التي تسبق عادة تلك القمم أو تلك المستقلة عنها! ثم عاد وقال: دور الكويت كان، وما زال، فاعلاً ومؤثراً ومطلوباً في اللقاءات والمشاورات الخليجية والعربية والدولية، المتعددة الأطراف أو الثنائي منها (ولا أدري ماذا تركنا لأمين عام الأمم المتحدة؟) هذا الدور المتميز كان، وما زال، يحظى بإلهام وتوجيه من عميد الدبلوماسية العالمية، وهذا وصف اطلقه على صاحب السمو الأمير، علما بأن سموه أرفع من هذا اللقب.
ثم يعرج السيد رواشدة على علاقة الكويت بدول البلقان، ويقول إن بوابات الصداقة والتعاون، التي فتحت على مصاريعها للكويت خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في منطقة البلقان، تعتبر تعزيزاً للحضور الكويتي «العريق» في تلك المنطقة! وهذا أيضا كلام لا معنى له، فالأبواب فتحت على مصراعيها للكويت لما قدمته من مساعدات، وليس لحضورها «العريق»، فما علاقة العراقة بتمويل المشاريع، علما بأن علاقة الكويت بدول المنطقة لا تعود لسنوات طويلة جدا، كان فيها الشيك هو العامل الفعال!
لقد سئمنا من كل هذا المدح الزائف، فقيادتنا ليست بحاجة لهؤلاء، ومشاكلنا نحلها بيننا، وقد اثبتت التجارب أنه قد يكون ما دفعته الكويت لبعض الأقلام لم يعد عليها بالخير يوما، فمن قبض منا ليكتب عنا، سيقبض حتما من غيرنا ليكتب ضدنا.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

سامي النصف

نظرة منصفة لمجلس قائم!

لا يصح إن اختلف زيد مع عمرو ان نسمع رأي الأول في الثاني او العكس لأن رأيهما لن يكون منصفا ومن ذلك الا يتم تقييم أعمال مجلس الأمة الحالي الذي انتخبه الشعب الكويتي في انتخابات حرة نزيهة ـ من قبل القوى السياسية المقاطعة، بل يجب ان ينظر الشعب الكويتي لمجلسه عبر عين منصفة عادلة تشكر من خلالها من يصيب من الأعضاء وتحاسب من يخطئ لا أكثر ولا أقل.

***

كانت البداية الصائبة هي عبر الالتزام الشديد بحضور الجلسات واجتماع اللجان وهي أمور كان بها خلل شديد في السابق، كما أنجز المجلس في زمن قياسي إقرار خطة التنمية والذمة المالية والوحدة الوطنية وإخراج الاتفاقيات المختبئة في الأدراج منذ عام 2003 ووافق عليها، كما تم اقتراح إنشاء لجنة قيم والنظر في حصانة النواب، وجميع ما سبق قضايا حيوية انشغلت أغلب المجالس السابقة عنها بقضايا التأزيم والسخونة السياسية فلم تستفد الكويت شيئا.

***

والحقيقة ان الإنجاز والإنجاز وحده ـ لا التهديد والوعيد ـ هو ما سيدخل المجلس الحالي للتاريخ وقد أحسن الرئيس علي الراشد عملا بدعوة السلطتين لحفل غداء خارج أيام العمل، ونرجو تكرار تلك العادة الاجتماعية والسياسية الطيبة من قبل الوزراء او النواب بين فينة وأخرى كي يقل التوتر وتنعدم الصدامات بين السلطتين التي ملها حتى النخاع الشعب الكويتي، فينعدم الجدل الذي مكانه خارج القاعة ويزداد العمل الذي ما خصصت القاعة إلا لأجله.

***

ورغم التباين في وجهات النظر بين النواب الحاليين فلم نر أي كلمات جارحة او عراك او ضرب كما كان يحدث في السابق، كما لم يشتك أي طرف من الرئاسة قمعته او تحيزت ضده كما كان يحدث في السابق، وفي هذا السياق، وكي لا تختلط الأوراق فمن يعرف التوجه السياسي للنائب والإعلامي نواف الفزيع لا يمكن ان يصدق تهمة الإساءة للذات الأميرية التي وجهت له وتم طلب رفع الحصانة بناء عليها وقد كلمني بعد تلك التهمة المصطنعة قبيل دخوله على سمو الأمير. ولا يمكن لأحد بعد ذلك ان يصبح ملكيا أكثر من الملك.

***

آخر محطة: «لأن الحلو ما يكملش»، كما يقول المثل العامي المصري، نرجو من مجلس الأمة القائم إسقاط فكرة إسقاط فوائد قروض البنوك لما في ذلك من ضرر فادح بالمال العام وبمبادئ الدستور (المادة 17) والعدالة بين الناس وكونه أمرا لم يعمل في الدول الأخرى الأكثر ثراء منا، إضافة الى انه سيصبح سابقة يبنى عليها مستقبلا خاصة ان الإسقاط يشمل الجميع لا من كانت هناك ملاحظات من البنك المركزي حول قرضه.

 

حسن العيسى

وحش فرانكشتين يعود من جديد

لماذا قفزت على الساحة الخليجية فجأة مؤامرة لقلب أنظمة الحكم لدول الخليج يدبرها الإخوان؟ في دولة الإمارات تم القبض على خلية من الإخوان اتهم أفرادها بالتآمر ضد الدولة، وفي الكويت هناك اتهامات عن خلايا أو (خلية) إخوانية تمول رفاقها في دول الخليج…!
مصادر إخوانية ذكرت في خبر لجريدة المصري اليوم "أن دولة الكويت حالياً دخلت مع الإمارات والأردن… (وأن هذه الدول) تسعى إلى هدم التنظيم العالمي للإخوان…" أياً كانت صحة تلك الاتهامات لتنظيم الجماعة والاتهامات المقابلة من الجماعة لدول الخليج والأردن، يظل السؤال السابق قائماً عن المناسبة الزمانية لإعلان الحرب ضد تنظيم الإخوان…! فالمعروف أن دول الخليج ظلت عقوداً ممتدة ومنذ بداية محاصرة تنظيم الإخوان في مصر عبدالناصر في منتصف الخمسينيات هي المراعي الخضراء و"بندروسا" تنظيم الإخوان، فالأبواب شرعت على مصاريعها للإخوان المضطهدين من النظام "الثوري" الناصري، وفي الثمانينيات أضحت أموال "البترو-دولار" الخليجية أكياس التغذية الطبية للمجاهدين الأفغان، وطبعاً كان التنظيم الإخواني في أول قائمة من تصدوا للخطر الشيوعي السوفياتي الكافر وقبره في الدولة الأفغانية، وكان المجاهد الإخواني عبدالله عزام الأب الروحي لأسامة بن لادن، الذي "تطرف" في حربه ضد الكفار السوفيات بعد انسحاب الأخيرين، ليعلن تنظيم القاعدة (وحش فرانكشتين الخليجي- الأميركي) الجهاد ضد الكافر الأميركي وحلفائه من دول الخليج…
ذلك تاريخ معروف وليس به جديد، لكن الجديد اليوم هو مناسبة محاصرة الإخوان في دول الخليج! فالإخوان وصلوا إلى كراسي الحكم في تونس أولاً، ثم في مصر، أكبر دولة عربية ومركز ثقل العالم العربي، اعتلى الإخوان الحكم هناك بانتخابات حرة نزيهة، ولم يأتوا للحكم على ظهر دبابة، كما جرت العادة التاريخية في الدول الثورية العربية الآفلة، لكن ماذا عن بقية الأنظمة العربية المتكلسة؟! في سورية يبدو أن الإخوان ستكون لهم اليد العليا في ما لو سقط النظام السوري، وبقيت سورية موحدة غير مقسمة طائفياً (سنة – علويون) وعرقياً (عرب – أكراد). وعدا سورية، هناك "خشية" مبررة أو غير مبررة عند بقية دول النظام العربي بأن الإخوان هم المرشحون القادمون للحكم، فدولنا ليس بها التراث والثقافة الليبراليان كما هو الحال في أوروبا الشرقية بعد سقوط الأنظمة الشيوعية، والطبقة الوسطى فيها مهمشة وملحقة بالجهاز العام للدولة، على ذلك يبقى الإخوان بما لهم من خبرات تنظيمية وتاريخ عريض يمتد في عمق الوجدان العربي هم المهيؤون ليحلوا مكان الأنظمة العربية… فإذا لم يتحقق هذا فالخيار الآخر هو تصدر السلفيات الجهادية الساحة، عندها ستبدأ عملية خلق لـ"وحش فراكشتين" مرة أخرى من أنظمة الحكم العربية، ومن الأفضل أن يوضع قناع تنظيم الإخوان على وجه هذا الوحش، وأن تتم مطاردته من الأنظمة ذاتها التي خلقته بداية، وتحت مبرر وذريعة محاصرة الإرهاب الإخواني ستتم محاصرة الشعوب وأحلامها بالحرية.

مبارك الدويلة

حديث الأقزام

عندما يتحدث الناس في الكويت عن «الاخوان» فهم يقصدون الحركة الدستورية الاسلامية، وكما ذكرت سابقا أننا لا ننزعج من هذا الربط بسبب العوامل التاريخية والارث الفكري. واليوم الاخوان المسلمون اصبحوا يحكمون عدة دول وصار التقرب منهم غاية الكثيرين وان كنا دائماً نؤكد أننا لا نرتبط تنظيميا بهم ولا بغيرهم. لذلك استغل بعض الأقزام هذا التأكيد ليطعن يوميا بالاخوان المسلمين قاصدا الحركة الدستورية الاسلامية! ونحن نتقبل الانتقاد، هكذا علمنا ديننا، (لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها) لكن انتقاد الرجال!! وليس تخرصات الأقزام وأكاذيبهم! ولعل اقرب مثال ما تناولته بعض وسائل الاعلام أخيراً نقلا عن سمو رئيس مجلس الوزراء في الجلسة السرية(!!) من انه ذكر أن الاخوان بالكويت متورطون بالخلية الارهابية الاماراتية!! وتسابق البعض لترديد هذه المقولة من دون التثبت من صحة نقلها أو عدالة راويها! وعندما تحققنا من الخبر من مصدره وجدنا انه تم تحريفه والزيادة عليه بشكل فج وقبيح!! فأصل الخبر أن عددا من نواب التهريج والتلفيق سألوا وزير الداخلية عن ارتباط الاخوان بالكويت بالخلية الارهابية التي أعلنت عنها الامارات أخيراً، لكن وزير الداخلية لم يجب عن هذا السؤال، فبادر سمو رئيس مجلس الوزراء بالقول ان الامارات أخبرونا بان هناك بالكويت من يمول هذه الخلية لكنهم لم يزودونا لا بأسماء ولا بأرقام!! انتهى! وهذا الكلام سمعناه بشكل يومي من مدير شرطة دبي ضاحي خلفان، بل قال أكثر من ذلك، لكن القزم يظل طول عمره قزما في حديثه وفي نقله وفي تخيلاته وحتى أمنياته!! وعتبنا على بعض الصحف التي روجت لهذه الكذبة المنقولة عن سمو الرئيس وهي تدرك أنها لم تنقل بشكل صحيح، وكيف لا تعرف أنها كذلك وهي التي نقلت أدق التفاصيل عما دار في الجلسة السرية؟!
ان البعض استمرأ الكذب لانه لا أخلاق تردعه ولا دين، بل ان البعض يريد من كثرة ترديد بعض الأكاذيب أن يلفت الأنظار عن بعض ما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان في بعض الدول المرتبط بها شعوريا وقلبيا أو حتى مذهبيا أحيانا!! والا فان تاريخ الحركة الاسلامية بالكويت والخليج مشرف منذ الأزل ولا ينكر مواقفهم وقت الشدائد الا جاحد مكابر، ولا أظنني بحاجة الى التدليل على ذلك سواء قبل الغزو الغاشم للكويت أو في اثنائه أو بعده! بل ان التاريخ يسطر بالسواد مواقف بعض هؤلاء الأقزام من نشر الرعب في الكويت أثناء تفجير موكب سمو الشيخ جابر عليه رحمة الله وتفجيرات المنشآت النفطية واختطاف «الجابرية» وآخرها شبكات التجسس التي يتم كل يوم اكتشاف المزيد منها كما لا ننسى سوء السمعة التي التصقت ببعض هؤلاء المطبلين لكل ناعق وباطل بقصد التغطية على سواد الوجه حيث التاريخ الممتلئ بالفاحش من القول والفعل!!
ان السير بمنهج العداء لمكونات المجتمع الكويتي بدءا بقبائله وعوائله ومرورا بقمع شبابه وانتهاء بتخوين تياراته الوطنية لهو منهج خطير! ونستغرب موقف الحكومة التي قد تتعامل بتكتيكات سياسية واجندات انتخابية مع المحرضين ومثيري الفتن من دون أن تفعل قوانين نبذ الكراهية والوحدة الوطنية؟!!
وبالمقابل فانه ليسعدنا تلك المواقف المنصفة التي صدرت من مجاميع سنية وشيعية عاقلة ومخلصة ترفض لغة التخوين وتشهد بما عرفته عن أبناء هذا التيار في الكويت من حب للوطن وترابه.
البعض أيضاً طعن بالاخوان المسلمين من الباب المعاكس!! فاتهمهم بتقاربهم مع ايران وتآمرهم على دول الخليج من هذا التقارب…؟!!
للعلم فقط لمن كان ناسيا أو تناسى أن اول من ترحم على أبي بكر وعمر في طهران هو محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية! وان اول دولة تعقد مؤتمرا لنصرة عرب الأحواز هي مصر محمد مرسي!! فقد عقد بالقاهرة الأسبوع الماضي مؤتمر نصرة العرب الأحواز شارك فيه الشيخ العريفي وعبدالله النفيسي وتحت رعاية مساعد الرئيس المصري، فاتقوا الله في أنفسكم وكفانا انشغالا بأنفسنا، فوالله ما تأخرت الامة الا من هذا الجدل الذي نحن فيه اليوم!! كلما رأينا خيرا حاربناه وكلما شاهدنا ناجحا حسدناه! والله المستعان.