سامي النصف

عام 2013 وتحذير بعد تحذير!

أحد الأمور الأرجح حدوثا في عام 2013 هو انخفاض حاد في أسعار النفط المصدر الرئيسي للدخل في الدولة، لسببين هامين أولهما استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية مما سيؤثر بالتبعية على الطلب وهو ما أتى في دراسة مهمة صدرت مؤخرا لصندوق النقد الدولي.

***

العامل المؤثر الآخر هو اعتزام إدارة الرئيس أوباما الاستغناء التدريجي عن نفط منطقة الشرق الأوسط المضطربة أمنيا والمعادية للسياسة الأميركية، حسب قولهم، والتوجه إلى مصادر الطاقة البديلة، ومعروف أن الولايات المتحدة هي المستورد والمستهلك الأول للطاقة في العالم ومن ثم سيكون هناك تأثير سالب وسريع على أسعار البترول في الأسواق.

***

وطبقا لذلك السيناريو شديد الواقعية ستكون الكويت هي البلد الأكثر تضررا من ذلك الانخفاض كوننا لم نخلق خلال العقود الماضية بدائل للنفط بعد أن تمت عرقلة مشاريع التنمية عبر الأزمات السياسية المتلاحقة وما حملته الميزانية العامة للدولة من أعباء مالية إضافية تحقيقا للمطالب الشعبوية المدغدغة جعلت أي انخفاض في أسعار النفط عما يقارب المائة دولار سيخلق عجزا سريعا في الميزانية العامة سيتعاظم مع الأيام كون الدراسات المختصة ترى أن ذلك الانخفاض المتوقع في اسعار النفط سيستمر لسنوات طوال وهو ما قد يؤثر بالتبعية على سعر صرف العملة على المدى البعيد في بلد يستورد كل شيء.

***

تلك الحقائق المخيفة تجعلنا نطلب من الحكومة ومجلس الأمة إعادة النظر في كثير من المشاريع ذات الكلفة المالية الضخمة دون مردود اقتصادي والتي تشتري الحاضر على حساب تدمير المستقبل، وأن تستبدل تلك المشاريع المدغدغة بخطط تقشف وتحوط تفعل منذ اليوم حتى إذا أتى الأسوأ كنا مستعدين له بدلا من أن ننجرف في تياره.

***

آخر محطة: 1 ـ في مثل هذه الأيام من العام الماضي حذرنا من مخططات تدمير الكويت سياسيا وأمنيا وأثبتت الأيام صحة ما حذرنا منه.

2 ـ نحذر مع بداية هذا العام من المخاطر الماحقة لانحدار أسعار النفط وأضراره التي لا تقل تدميرا عن آثار الاهتزازات الأمنية والسياسية.. فالحذر الحذر!

 

احمد الصراف

سؤال شلع قلبه

كتب الزميل علاء الأسواني في «المصري اليوم»، 2012/1/25، مقالاً بعنوان: «كيف تكذب وتحتفظ بوضوئك»، عن واقعة مسجَّلة بالفيديو لوزير إعلام نظام الإخوان في مصر، الذي سبق أن تحرَّش بمذيعة جميلة على الهواء، وهو على وضوء، وكيف أنه ذهب يوم الاستفتاء ليدلي بصوته، ولما كان الطابور طويلاً دخل الوزير إلى اللجنة من باب خلفي، بينما بقية الناخبين ينتظرون في الخارج لساعات، وقد يكون تصرّف الوزير مبرراً، لأن «عنده شغل»! ولكن أثناء خروجه سألته صحافية شجاعة عن سبب عدم دخوله من الباب الرئيسي، كبقية المواطنين، فأجاب، بلا تردد: أنا دخلت من الباب الرئيسي ولم أدخل من الباب الخلفي! وهكذا لم يصدق الوزير أمام الكاميرات والصحافيين بلا أدنى حرج. وقال الأسواني إن هذا الكذب من وزير في بلد «ديموقراطي» كان سيشكل فضيحة ربما تؤدي إلى الإطاحة به، ولكن في مصر، التي يحكمها الآن المرشد، سيظل الوزير الإخواني في منصبه ما دام المرشد راضياً عنه. الغريب أن الوزير متدين، وهو بالتأكيد يحرص على أداء الصلاة، وهو غالباً كان متوضئاً وهو يكذب. السؤال هنا: ألا ينقض الكذب الوضوء؟ ألا يعلم الوزير المتدين أن الكذب حرام، وأن الله لن يقبل صلاته، إذا كان كاذباً؟ وقال الأسواني إن هذا الكذب لا يختص به الوزير الكاذب فقط، وإنما كل قيادات الإخوان المسلمين، بمن فيهم الكبار. فهم يقولون ما لا يفعلون ويعدون ولا يوفون بوعودهم إطلاقاً، وهم مستعدون لعمل أي شيء من أجل الاحتفاظ بالسلطة. أكاذيب الإخوان بلا حصر وآخرها الاستفتاء الذي تم تزويره بوقاحة لتمرير دستور الإخوان. كل أنواع الانتهاكات حدثت في هذا الاستفتاء، بدءاً من منع الأقباط من التصويت إلى الورقة الدوارة إلى إرهاب الناخبين وشراء أصوات الفقراء إلى التصويت الجماعي وقطع الكهرباء عن اللجان، حتى يتسنى تزوير النتائج، كل ذلك فعله من يسمون أنفسهم الإخوان المسلمين، دون أن يفكروا لحظة أن الكذب والتضليل وتزوير إرادة الشعب تصرفات غير مقبولة وتتعارض مع الإسلام! إلى آخر المقال الشيّق.
وفي رسالة إنترنت ساخرة من صديق عراقي عنونها كالتالي: «سؤال شلع قلبي»، قال فيها إنه عندما تعرّضت مدينة كوبي اليابانية لزلزال كبير قبل سنوات، لوحظ أن رئيس البلدية كان دائم البكاء، أثناء قيامه بتقديم المساعدة للمتضررين والمصابين، وأنه كان يعمل بجد ليلاً ونهاراً طيلة فترة الكارثة ولم يعرف أحد سبب بكائه، وما إن انتهى في يوم من القيام بواجبه، والمشاركة في مراسم دفن زوجته، التي كانت بين الضحايا، حتى ذهب لشجرة وعلّق نفسه بها من رقبته، تاركاً وراءه رسالة تقول إنه انتحر لأنه فشل في توفير مياه الشرب لسكان مدينته! والسؤال الذي شلع قلب صاحبنا العراقي هو: هل سيدخل رئيس البلدية النار، ويدخل وزير الإعلام، الكاذب والمتحرّش ببنات الناس، الجنة لأنه من الإخوان؟
* * *
• ملاحظة: اختارت «الجمعية العربية لجراحة المخ» الدكتور يوسف العوضي رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في «ابن سينا»، رئيساً تنفيذياً للجنتها العليا. علماً بأن انتخابات هذه الجمعية المهنية تخضع لقواعد مهنية صارمة! ود. العوضي هو نفسه الذي عزله وزير الصحة السابق عن منصبه، قبل فترة قصيرة، لعدم الكفاءة، وكادت الكويت تخسره لولا إيمانه بأن حقه لن يضيع.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

كانت سنة…

كم أعشق السنوات الفارهات، كسنة ١٩٦٢ التي ولد فيها الدستور، وسنة ١٩٩١ التي عادت فيها الكويت إلى الحياة، بعد محاولة اغتيال فاشلة قام بها صدام وجيشه، وسنة ٢٠١٢ التي تميزت بابتسامتها الساخرة من السلطة.
كانت سنة، تسابق فيها الشبان الأحرار على الزنازين، وتزاحموا أمام نيابة أمن الدولة، فتداعى الشعب لدفع كفالاتهم.
كانت سنة، مسحت فيها المادة السادسة من الدستور دموعها عن عينيها، ونهضت، وهرولت تغسل وجهها، وتعيد تسريح شعرها، وتطل من نافذة سجنها، بمشاعر اختلطت فيها الرهبة بالفرح، على وقع صيحات الشبان وأهازيجهم… صحيح أن الشبان لم يطلقوا سراحها بعد، لكنهم عرفوا مخبأها، ومازالوا يتصارعون مع السلطة لتحرير الأسيرة وإعادتها إلى حضن الشعب.
كانت سنة، لفرط اختلافها، تعاقبَ عليها مجالس ثلاثة، أقصد مجالس أمة، مجلسان للسلطة والثالث للشعب، بعد سنوات عجاف كانت السلطة فيها تبني مجلسها من التمر فإذا جاعت أكلته.
كانت سنة، حكّت معادن الناس، فظهرت ألوان المعادن الحقيقية، واختلط فيها الشامي بالمغربي، والليبرالي بالإسلامي، والقبَلي بالحضري، والفقير بالغني، ووو…
كانت سنة، تكلم فيها ليبراليو السلطة بلسان يخجل غلاة المتدينين، عندما رفعوا شعار "طاعة ولي الأمر من طاعة الله"، ورفع فيها متدينو السلطة شعار "لن تخطئ السلطة ولن يصيب الشعب"، على عكس شعار الفاروق عمر رضي الله عنه.
كانت سنة، فارهة فارقة، بفستانها الفخيم، وابتسامتها الشامخة الهازئة بقنابل الغاز والمطاعات والرصاص المطاطي واتهامات أمن الدولة والكفالات ومنع السفر ووو…
كانت سنة، لم تغادر إلا بعد أن أوصت شقيقتها الصغرى ٢٠١٣ بحسم الأمر، وبعد أن أعطتها "نقطة" لتضعها في آخر السطر، فتعهدت الأخيرة "بشرفها" بأن تفعل، وستفعل.
كانت سنة، سحرت قلوب الشبان، وخطفت ألبابهم، فتقدم إليها الفرسان منهم، ممن اعتادت جلودهم السموم والرمضاء والزمهرير، وتخاذل "عيال الفيّ" و"عشاق الدفء والظل".
كانت سنة، غادرت وبقايا عطرها مازالت تُسكر، وطريقة خطوِها تفتن، وجمالها يقتل… كانت سنة… وكل عام وأنتم بشموخ.

حسن العيسى

رسالة الشباب كما أفهمها

الرسالة القوية التي أفهمها من رفض الشباب خالد وراشد الفضالة وعبدالله الرسام وفهد القبندي، أنهم لا يتحدون قرار النيابة فقط بالإفراج عنهم بكفالة مالية قدرها ألف دينار لكل منهم، والتي يرون أنها عقوبة من غير حكم نهائي، وليست إجراء احترازياً كما يفترض أن تكون، بل يتحدون أيضاً التشريعات الجزائية التي يتهمون بخرقها، كالإساءة للذات الأميرية والعيب في صلاحيات الأمير والاشتراك في مظاهرة غير مرخصة.
طبيعي أن تلك التشريعات قد صيغت بشكل نصوص عامة غير محددة، والنصوص، هي كلمات واسعة وفضفاضة، ويمكن أن يختلف على فهمها الناس حسب ثقافتهم وميولهم السياسية وتبعيتهم لممارسات السلطة أو رفضهم لتلك الممارسات، فتلك النصوص يمكن أن تصبح سيفاً مصلتاً على رؤوس الأفراد تحركها وتهزها سلطة الحكم كيفما تشاء لترويع "كل من تسول له نفسه"، (وتلك عبارة ملهمة في خطاب السلطة عادة) أن يشق عصا الطاعة، أو يمكن أن نعقِّل من فهم تلك النصوص، حين يكون صدر السلطة متسامحاً رحباً يثق بنفسه وبمصيره المرتبط بقناعة الناس وقبولهم به.
المجاميع الشبابية التي تساق كل يوم وآخر إلى النيابة والمحاكمات، لا يتصور أنها تقصد خرق تلك التشريعات لأي سبب، وبالتأكيد لا يقصد أي من هؤلاء الشباب المساس بسمو الأمير أو سلطاته، ولا يهدفون بأي حال إلى هز نظام الحكم، فهم لا يريدون غير أن يتنفسوا بحرية. أرادوا أن يقولوا رأيهم بصوت عالٍ (ربما) ضد مرسوم الصوت الواحد أو (ربما) بكلمات أدق ضد استفراد السلطة بالحكم وعزلها تماماً للصوت المعارض.
أعتقد أن الشباب يعون أننا في بلد غير ديمقراطي، ولم تكن لدينا يوماً ديمقراطية حقيقية يتنطع بها الحزب الحاكم ومريدوه، وأننا كنا، ومازلنا، نحيا بوهم كبير اسمه الديمقراطية والدستور، ويعي هؤلاء الشباب أن الفسحة الضيقة واسمها "حرية التعبير النسبية" التي تنفس منها الناس في لحظات عابرة؛ يوم ولادة الدستور عام ٦٢ وخنق بعدها بسنوات قليلة، وبعد وفاة عبدالله السالم قد قلصت إلى حد كبير، وأن السلطة "وهي الأسرة الحاكمة" بممارساتها المستمرة لقمع أي محاولات جدية للإصلاح لا تقبل الرأى الآخر، ولا تريد أن تضع حداً للنهب المبرمج لمقدرات الدولة من بعض أفراد الأسرة أنفسهم، أو من الجماعات المتحلقة حولها، وفي الوقت ذاته، ليس لهذه السلطة أي مشروع تنموي ورؤية لمستقبل البلد كخيار ثانٍ يعوض قليلاً عن الغياب الديمقراطي.
فالدولة هنا أفلست من الاثنين، فهي لا تملك الديمقراطية بالأساس، ولا تحوز مشروعاً مستقبلياً يؤمن الغد المجهول، فأضحى الشباب الواعون رهينة القلق من القادم، وهم في الحاضر محرومون من حق التعبير عن هذا القلق المشروع، فمتى تتخلى السلطة عن دور الأخ الأكبر والوالد المسيطر، وتعلم أن التاريخ يسير دائماً إلى الأمام، ولا يقف عند تخومها كما تتوهم…

احمد الصراف

حسن الصباح

من قرأ رواية سمرقند الرائعة لأمين معلوف، لربما سحره الجزء الذي تطرق فيه لدولة حسن الصباح أو الحشاشين! والحشاشون هم جماعة إسماعيلية نزارية، انشقوا عن الدولة الفاطمية. وقد أنشأ الصباح دولته في قلعة آلموت الحصينة في إقليم ديلم بفارس، والذي ربما رحل منه الشاعر مهيار الديلمي في القرن الخامس إلى بغداد، وهو صاحب القصيدة التي كانت تدرّس لنا في المتوسطة، ولا أستغرب إن توقفوا عن تدريسها الآن، والتي يقول فيها:
«لا تخَال.ي نَسَباً يَخف.ضن.ي ** أَنَا مَن يُرض.يكَ ع.ندَ النَّسَب.
قَومي استَوَلوا عَلى الدهر فتىً ** وَمَشُوا فَوق رؤوس. الحُقَب.
عَمَّمُوا بالشَّمس. هَامَاتَهُمُ ** وَبَنَوا أبياتَهُم بالشَّهَب.
وَأب.ي كسرَى عَلَى إ.يوَان.ه. ** أَينَ ف.ي النَّاس. أَبٌ مثلَ أب.ي
سُورةُ المُلك القُدَامَى وَعَلى ** شَرَف. الإ.سلام. ل.ي وَالأدَب.
قَد قبستُ المَجدَ م.ن خَير. أبٍ ** وقبستُ الدّ.ين م.ن خَير. نَب.ي
وَضَمَمْتُ الفخرَ م.ن أطراف.ه. ** سُؤدَد الفُرس وَد.ين العَرَب.».
استمر حكم حسن الصباح 35 عاما، لم يغادر فيها القلعة ابدا، واستمرت دولته في ذريته سنوات طويلة بعدها، قبل ان يقضي عليها المغول. وقد اشتهر مساعدوه بالحشاشين، لأن زعيمهم كان يوفر لهم معيشة خيالية في القلعة، ومن ثم يطلقهم للقيام بعمليات الاغتيال لأعداء الطائفة والدين! ولكن كلمة «حشاشين» دخلت القاموس الإنكليزي، وقواميس أوروبية أخرى على أساس (assassin) أي الذين يقومون بعمليات الاغتيال لأهداف سياسية، وليس لأنهم حشاشون! ويتهم الإسماعيليون خصومهم بتلفيق تهمة التحشيش عليهم!
ولو تركنا الحشاشين، ونظرنا إلى واقع الجماعات الدينية عندنا اليوم، لوجدنا غالبيتها تأتمر بأمر شخص محدد، يكون عادة مرشدا أعلى، أو مفتيا كبيرا، كما هي الحال في إيرانـ ولدى الإخوان المسلمين، وأتباع شيوخ السلف. وبعكس ما كان يحدث مع حشاشي حسن الصباح، وفي الجيوش، فإن ما يصدر اليوم عن المرشد الأعلى، أو العام، ينفذ باقتناع من قبل الاتباع الذين سلموا عقولهم للمرشد برضا تام، وآمنوا بأن ما يقوله هو الصواب، وهذا يعني إلغاء العقل والمنطق والتفكير، وبالتالي فإن دولة الإخوان لا تختلف عن دولة حسن الصباح، مع الفارق أن أتباع الإخوان، والمؤمنين بصحة كلام المرشد، بينهم متعلمون، فكيف فقد هؤلاء كل قدرة على التمييز والتفكير السليم؟ وكيف يمكن أن يعطي الملايين أصواتهم، في انتخابات «سابقة» لشخص مثل حازم ابو اسماعيل؟ وهو الذي وقع في أخطاء مهلكة ومضحكة، عندما كان شيخ دين يفتي في القنوات، ويرتدي المضحك من الملابس، وينتقل من الجبة واللباس الأزهري إلى البدلة وربطة العنق؟ وكيف قبل هؤلاء بإمكانية تسليم مصير دولة، وهو الذي لم يكن صادقا في تصريحاته ولا بيانات ترشيحه؟ هل اصاب الخدر العقل العربي المسلم، بحيث اصبح غير قادر على التفكير والتدبير؟ ولماذا اصر الناخب الكويتي على اختيار كل هذه النوعية السيئة من النواب المرة تلو الأخرى، على مدى نصف قرن من دون أن يشعر يوما بأن في الأمر خطأ ما؟
أين أنت يا حسن الصباح، لتفسر لنا ما يجري؟
* * *
• ملاحظة: سبق أن ذكرنا أن كريسماس Xmas تتكون في الإنكليزية من كلمتين X وهي اختصار قديم لاسم المسيح Christ وmas وتعني ميلاد، وانها كلمة هيروغلوفيه! وقد نبهنا الصديق فيصل الغيص، السفير السابق، إلى أن Xmas كانت في الأصل Xmass واختصرت إلى mas وأصلها يعني قداس، وتفهم الكلمتان مجازا على أنهما تعنيان «ميلاد المسيح».

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

أمطار عام 2013

نهنئ القيادة السياسية ممثلة بصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء والشعب الكويتي قاطبة والانسانية جمعاء بقدوم العام الجديد الذي بدأت أمطار خيره الوافرة تهل على الكويت وأهلها، فعلى أهلنا وشبابنا ان يتفاءلوا بقدوم عام 2013 بعد ان اخفق بشكل ذريع مخطط تدمير البلد ونشر الفوضى والخراب بين ربوعه بفضل حكمة القيادة وذكاء وفطنة الشعب الكويتي بفئاته كافة.

***

واولى بوادر خير الحكومة الممثلة بكوكبة رائعة من الوزراء من ابناء وبنات الكويت المخلصين، المشاريع الضخمة التي بدأ انشاؤها وطرحها هذه الايام والتي سنستفيد جميعا منها، ونرجو الا تشغل تلك المشاريع الوزراء الاعزاء عن تفعيل عمليات الاصلاح وتجديد الدماء في أروقة الوزارات ومعها خلق أنظمة حديثة تسهل على المراجعين من مواطنين ومقيمين اعمالهم وتحد من الفساد المالي والاداري وتمنع تذمرهم بالتبعية.

***

ومن أمطار خير مجلس الأمة الجديد قرار رئاسته المقتدرة بإضافة جلسة ثالثة كل أسبوعين للتعجيل بالانجاز، ومن خيرات الأعضاء الأفاضل إنشاء لجنة القيم البرلمانية التي طال انتظارها ومعها بالتوازي طلب تفسير بعض مواد الدستور لمنع استمرار تحول النائب لشخص معصوم فوق المساءلة بحجة الحصانة البرلمانية التي خلقت لحماية النائب من تعسف الحكومة فتحولت لحماية ممثل الشعب من.. غضب الشعب!

***

ومن خيرات عامنا الجديد انصراف شباب الكويت الواعي عن المسيرات والمظاهرات التي تنشر الفوضى وتزعج المواطنين الآمنين وترعب الزائرين والمستثمرين والتي لا تنتج عنها فائدة واحدة لهم او لوطنهم عدا كونها تصرفهم عن العمل الجاد لتطوير ذاتهم، وفي هذا السياق اسقط البعض شرعية انتخاباتنا النيابية مع ان نسبة المشاركة فاقت 40% إلا انه لم يعلق بحرف على شرعية الاستفتاء في مصر الشقيقة والذي لم تتجاوز نسبة المشاركة فيه وحسب الأرقام الرسمية 30%، كما تواترت الأنباء بأن الحكومة المصرية الشقيقة التي نتمنى لها التوفيق في أعمالها تعتزم التقدم بمشروع «قانون المظاهرات» لمنع أعمال التجمهر والتظاهر والفوضى في الشوارع والتي كادت تتسبب في إفلاس الخزينة المصرية وتدهور سعر صرف الجنيه المصري في بلد يستورد كل شيء.

***

آخر محطة: العزاء الحار لـ «آل المرزوق» الكرام بوفاة الفقيد الكبير العم سعود خالد داود المرزوق، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

احمد الصراف

مصباح المهري وظلام المسباح

استنكر النائب السابق وليد الطبطبائي، في رسالة «تويتر»، قيام مسلمين بشراء شجرة الميلاد وتعليق الزينة عليها، وكيف أنه لم ير أو يسمع بمسيحي ذبح اضاحي في عيد الأضحى وقسّمها على جيرانه! يبدو سؤال نائب «إن العلم مجرد خرجة» لأول وهلة وكأنه معقول، ولكن بالتدقيق قليلا نجد أنه بلا معنى، فهل يعني قوله ان من رأى أو سمع بمسيحي يذبح خروفا في عيد المسلمين ويقسم لحمه على الجيران يحق له بالتالي تعليق الزينة على شجرة الميلاد؟ وهذا إن صح، فإنه يعني أن المسألة ليست مسألة مبدأ، بل هم يعطوننا لحم خرفان ونحن نبارك لكم بالكريسماس ونشتري شجرة ميلاد؟ ولا أدري لماذا لا نبادر ونعطي، ولو مرة، لكي يعطوا هم بعدنا، علما بأنهم أعطوا العالم أجمع الكثير ولم نعط العالم غير الخراب والدمار والقتل. ولو علمنا أن هناك 50 دولة مسلمة يعيش عشرات ملايين المسيحيين فيها، فهل عرف الطبطبائي كل شيء عن كل واحد منهم، وان لا أحد منهم وزع يوما لحوم الاضاحي على جيرانه؟ أنا شخصيا اعرف مسيحيين يعيشون بيننا، وهم اصحاب مصالح ومطاعم، ويقومون منذ سنوات بتقديم لحوم ذبائح لفقراء ومحتاجين من المسلمين، ولم يطلبوا مقابل ذلك شيئا من أحدا، علما بأن احتفالنا سنويا بعيد الكريسماس لا علاقة له بايماننا أو تأثرنا بالغرب أو بعادات المسيحيين، بقدر إيماننا بمشاركة من يعيشون بيننا، من أحبة، أعيادهم، والتخفيف، ولو قليلا، من وطأة ما يتعرضون له من هجوم وشتم من بعض جهلائنا، في مثل هذا الوقت من كل عام! فقد قام السيد ناظم المسباح، (القبس 12/25)، بإصدار فتوى حرم فيها الاحتفال بعيد الكريسماس، وقال ان الاحتفال به محرم، وأنه لا يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وأن هذه امور تتضمن مفاسد عظيمة وآثارا سيئة! وحيث انني احتفل بهذا العيد منذ اربعين عاما، واعرف نفسي جيدا فبإمكاني القول ان تصرفي هذا لم يفسدني يوما، والسيد المسباح يعرف جيدا أين يوجد الفساد! أما السيد محمد المهري، الذي لا أستسيغ غالبا تصريحاته، ولا تربطني به مودة كبيرة، فقد كان أكثر تسامحا في تصريحه، حيث قال بجواز تهنئة الكتابيين، من مسيحيين وغيرهم (ويقصد اليهود) بأعيادهم، وان يتخذ منهم اصدقاء ومعارف! فأي الرجلين على حق؟
المهم اننا ننتهز هذه المناسبة ونتمنى للجميع سنة جديدة سعيدة وعاما خاليا من الكراهية والبغض.

***
• ملاحظة: سألني صديق عن معنى كريسماس، التي تكتب اختصارا بالإنكليزية Xmas، وهذه تعني ميلاد المسيح، فحرف الإكس هو اختصار لاسم المسيح بالإنكليزية Christ، وماس تعني ميلاد، ولو أنه لم يرد ذلك في أي قاموس أوروبي حديث، بما في ذلك اكسفورد. ويعتقد البعض أن كلمة «ماس» من أصل فرعوني (!).

أحمد الصراف

www.kalama nas.com