سامي النصف

ثقافة الصراع في العقل الكويتي!

لتخلف الكويت عن جيرانها أسباب عدة قد يكون منها ثقافة الصراع الحاد والدائم المسيطرة على الذهنية الكويتية، فلا يوجد مركز عمل في بلدنا لا تجد الخلاف محتدا بين الكويتيين من أبنائه، بينما لا ترى ولا تسمع عن نفس الصراع بين غير الكويتيين العاملين معهم.

***

وذهنية الصراع المستدام المتجذرة في العقل الكويتي والتي هي البديل عن مشاريع التنمية المستدامة القائمة لدى الجيران، هي كذلك السبب الرئيسي للاشكال السياسي المحتد في الشارع الكويتي، ولا يوجد للأسف بصيص أمل في توقف ذلك الصراع الذي كلما أطفئت ناره اشتعلت بدلا منها نيران أخرى لأسباب تصطنع في حينها وتقوم في العادة على إساءة الظن بالطرف الآخر والديكتاتورية الشديدة في الرأي ورفض أول وأهم مبادئ العمل السياسي والديموقراطي، أي القبول بالرأي والرأي الآخر والالتقاء منتصف الطريق مع الآخرين.. إلخ، فما هو قائم لدينا هو المبدأ القمعي القائل: ما أريكم إلا ما أرى، ورأيي صواب لا يحتمل الخطأ قط، ورأيك خطأ لا يحتمل الصواب أبدا.

***

ذهنية الصراع في العقل الكويتي تمتد الى صفوة المجتمع أي الى أصحاب المهن الراقية كالدكاترة والأطباء والمهندسين والمحامين والطيارين والأدباء والإعلاميين ورجال الدين ورجال الاقتصاد.. إلخ، ففي جميع الجمعيات المهنية نجد أن هناك انقساما حادا بين منضويها، فما يعمله زيد يسعى لإفشاله عبيد حتى لو أضر بسمعة ممارسي المهنة الآخرين، وقد زاد علم التواصل الاجتماعي الذي خلق لأسباب خيّرة من حدة ذلك الصراع فسعى البعض لاستغلاله في الشتم والكذب بقصد تأجيج الخلافات لا إصلاحها.

***

والغريب جدا أنك لو سألت الجماعات المتخندقة عن أسباب تخندقها وعدائها المميت للطرف الآخر لما وجدت إجابة قط، وهو الصراع الذي لم يوقفه حتى الغزو الغاشم لبلدنا، حيث انتقل الخلاف من الداخل الى بلاد الغربة في الخارج، وبذلك أصبحنا أكثر غفلة من أهل بيزنطة الذين اختلفوا على جنس الملائكة قبل سقوط بلدهم، لا أثناء السقوط وبعده كحالنا، والأغرب كذلك أنه لا يقوم بسبب الدم أو القتل بين المتصارعين دائما وأبدا، بل على الأرجح بسبب.. «ليش خزني بعينه»؟!

***

آخر محطة: (1) كلما أسرعنا بعمليات التدريب المستمرة لتطوير الذات زاد الكويتي مهنية واحترافا وانشغالا بعمله، وقلت حدة الصراع المؤسف القائمة التي تضر بقارب الوطن الذي يحملنا جميعا.

(2) شكلنا في مجلس حي اليرموك لجنة لإصلاح ذات البين بين الأزواج والأهل والجيران، ونرجو تشكيل لجان مماثلة في كل حي ومركز عمل لعل وعسى.

(3) وفي وقت نشهد فيه هذا الكم من الصراع في أمة المليون كويتي، يقاطع 1.3 مليار هندي احتفالات رأس السنة هذا العام تعبيرا عن تضامنهم جميعا مع أسرة فتاة هندية بريئة اعتدت عليها وقتلتها بعض الوحوش البشرية.. تستحق الهند بحق أن يطلق عليها عاصمة الإنسانية في العالم.

 

احمد الصراف

الوفاء للصلع

ورد في صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية أن باحثين في جامعة برادفورد وجدوا، من خلال تجارب إكلينيكية، أن قطرات العين «ليوميغان» التي رُكّبت لعلاج المياه الزرقاء، تحث على نمو الرموش. ويعتقد العلماء بأن لهذه القطرة، أيضاً، أثراً مشابهاً على شعر الرأس، إذ إنها قد تحث بصيلات الشعر على إنتاج فروة رأس أكثف من المعتاد. ويُجري الباحثون، حالياً، تجارب أولية لمعرفة إن كان مكوّن «البيماتوبروست» يمكن أن يعالج الصلع عند الرجال والنساء. وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة فالري راندول، إن مادة «البيماتوبروست» معروفة في حث الرموش على النمو وتستخدم في العيادات لهذه الغاية. وأضافت «أردنا رؤية إن كانت ستنتج التأثير نفسه على فروة الرأس، كون بصيلات الرموش والرأس مختلفة، ولكنها وجدت أن المادة المذكورة تحفّز، أيضاً، نمو شعر الرأس عند البشر، وبالتالي يمكن أن تشكل نهجاً جديداً لعلاج مشكلة فقدان الشعر».
وعلى الرغم من أنني من مشاهير الصلعان، في محيطي على الأقل، فإنني لا أعتبر نفسي معنياً كثيراً بهذا الخبر، ولا أعتبره سعيداً، فقد استقر حالي ورضيت نفسيتي بشكلي ووضعي بعد كل هذه السنين، والعودة إلى الشعر الكثيف لا تجذبني كثيراً، خصوصاً أنني أصبحت في منتصف العمر(!). كما أن وجود شعر على رأسي يعني أن عليّ استخدام الشامبو، الذي توقفت عن شرائه منذ أربعة عقود. كما يجب أن اشتري عدداً لا بأس به من أمشاط الشعر، أضع منها في السيارة والمكتب والبيت، وأن أعوّد نفسي على النظر إلى المرآة بتكرار أكثر، بعد أن أصبح النظر إليها لحلاقة الذقن فقط. وأن أتأكد بين الفينة والأخرى أن شعري غير منكوش ولا يحتاج إلى مردكوش لتقويته. كما سأصاب بالقلق إن تغيّر لونه، ومال إلى الأبيض أو حتى إلى الرمادي، فعليّ هنا شراء الصبغات المناسبة، التي لم أجربها من قبل في حياتي أصلاً، كما عليّ الاهتمام بالكريمات الخاصة بالشعر ومتابعة إعلانات القنوات التلفزيونية فيما يتعلق بالعناية به، وشراء التركيبة المناسبة التي تمنع تساقط القشرة من الفروة، وتمنع الحكة! كما عليّ، أيضاً، تغيير صوري في الهوية والجواز ودفتر قيادة المركبة وحتى تأشيرات الفيزا، التي أظهر فيها بصلعة ناصعة. كما سيتكلف الأمر وقتاً أطول عند الاستحمام، إضافة إلى استهلاك صابون وماء ومناشف أكثر، إلى غير ذلك من موجبات وأعذار، غالبيتها مختلق! لهذا نعلن من الآن مقاطعتنا لهذا المستحضر الجديد، الذي إن طبّقناه، فإنه سيعود بنا إلى مكان نسيناه منذ أكثر من أربعين عاماً، ألا وهو صالون الحلاقة بأدواته غير المعقّمة في غالب الأحيان، فآخر مرة دخلت فيها إلى صالون حلاقة كانت قبل أكثر من عشر سنوات، وهي المرة اليتيمة خلال أربعين عاماً، ولك أن تتخيّل ما كنت سأتكلفه طوال هذه السنين، لو كان لديّ شعر كثيف! أما فيما يتعلق بقدرة المستحضر الجديد على إطالة رموش العين، التي كانت دائماً طويلة، فمرحباً بها، فإطالتها لن تكلفنا شامبو أكثر أو كريماً ولا حتى مسكرة أو دهاناً ولا تحتاج إلى تمشيط وغسل وتشحيم مستمر. وكل عام وأنتم بخير.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com