سامي النصف

أيها السادة.. لا تدوّلوا!

على الذاهبين للشكوى ضد بلدهم في المنتديات الدولية ان يكونوا مستعدين للإجابة عن أسئلة المجتمع الدولي قبل ان يحاسبوا من قبل مواطنيهم وناخبيهم، ومن تلك الأسئلة المنطقية:

٭ هل تخضعون بحق لنظام حكم ديكتاتوري قمعي جائر يزيف الانتخابات ويملأ المعتقلات بـ «الأبرياء» من مواطنيكم؟! ويكمم الأفواه ويصادر الصحف وأرضه تعج بالمقابر الجماعية ومعها ملايين الجائعين والمعذبين؟! أم انكم تعيشون تحت نظام حكم أبوي ديموقراطي يعاني مواطنوه من رغد العيش وفائض في الحرية والديموقراطية؟!

٭ في المقابل أيها السادة هل يظهر تاريخكم وسيرتكم الذاتية انكم تقبلون بالرأي والرأي الآخر؟! وماذا كنتم ستفعلون بحق مخالفيكم في الرأي لو كنتم مكان نظامكم بالحكم؟!

٭ هل بينكم من يرفض الديموقراطية أصلا وحكم الأغلبية ويلجأ للشارع والتجمهر كلما خسر التصويت؟! وهل فيكم من مارس التعدي الجسدي على زملائه النواب تحت قبة البرلمان فقط بسبب الاختلاف في الرأي؟!

٭ هل فيكم من يرفض أحكام قضاتكم الأفاضل إذا لم تلق هوى في نفسه ومازال لم يتعهد بالقبول بحكم محكمتكم الدستورية القادم وكأن هدفه المبطن هو البقاء في الشوارع وزعزعة الاستقرار في البلد، لا المصلحة الوطنية، بل لخدمة أجندات خارجية؟!

٭ هل منكم من اتهم المعارضة في بلد خليجي شقيق لكم بأنهم انقلابيون وعملاء للخارج كونهم نزلوا للشوارع وطالبوا بحكومة شعبية ثم قام هو تماما بالفعل الذي نهى عنه؟!

٭ هل بينكم من يرفض مبادئ الدولة المدنية والديموقراطية والحريات الشخصية ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي هو مرجعية المجتمع الدولي الذي تشتكون اليه؟!

***

آخر محطة: (1) ليس من الحكمة أن يجدع الإنسان أنفه كي يغيظ أهله أو أن يشتكي بلده ليرضي غروره ويلبي أطماعه الشخصية.

(2) قلنا: لا تقاطعوا فأنتم من سيخسر، فقاطعوا وخسروا، ونقول هذه المرة: لا تدوّلوا حتى لا تخسروا.

 

مبارك الدويلة

حراك الكويت.. وحراك مصر

الحراك في مصر:
ــــ المتظاهرون يلقون بالزجاجات الحارقة داخل ساحة قصر الاتحادية، (قصر الحكم).
ــــ المتظاهرون يحرقون مقرات الإخوان المسلمين (الحزب الحاكم) ويعتدون على من فيها.
ــــ المتظاهرون يمنعون الناس من الوصول إلى البورصة.
ــــ المتظاهرون يحاولون اقتحام منزل رئيس الجمهورية بالشرقية.

• الحراك في الكويت:
ــــ المتظاهرون أعلنوها سلمية والتزموا بإعلانهم، ولم يكسروا غصن شجرة مروا عليها.
ــــ في كل المسيرات القوات الخاصة هي التي تبدأ العنف بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، ولا يملك المتظاهرون غير الانسحاب، عندما تقوم أي مجموعة بعمل بخلاف توجه سلمية المسيرة يصدر من المنظمين استنكار لهذا العمل، كما حدث مع إغلاق الدائري السادس والاعتداء على سيارات الشرطة.

• الحراك في مصر:
ــــ المطالبة بتغيير النظام الذي جاء عن طريق صناديق الاقتراع بانتخابات شهد الجميع بنزاهتها.
ــــ المطالبة بإلغاء الدستور الذي وافق عليه الشعب باستفتاء عام تحت إشراف قضائي.

• الحراك في الكويت:
ــــ التأكيد على ان الولاء للحكم وان الشرعية لا خلاف عليها.
ــــ المطالبة بإلغاء البرلمان الذي جاء وفق أداة صدرت بشكل غير دستوري (مرسوم الضرورة).
هذه مقارنة بسيطة وسريعة بين ما يحدث في مصر وما يحدث في الكويت، فلا يجوز ان يستكثر علينا احد ان دعمنا الحراك في الكويت لسلميته ودستوريته واستنكرنا كثيراً من الأحداث المصاحبة للحراك في مصر! خاصة إذا توافرت لنا معلومات تؤكد ان الكثير من المشاركين في الحراك المصري يهدف إلى إعادة الروح في النظام السابق والقضاء على مبادئ الثورة! ولماذا الاستغراب؟ ألم يصوت أكثر من احد عشر مليونا لمرشح الفلول؟!
كما ان التيار العلماني في جميع الدول العربية يرفض الممارسة الديموقراطية ان جاءت نتائجها في غير مصلحته، لذلك تجد حججهم في مصر ان الرئيس يسعى إلى اخونة الدولة! وانه حتى الآن لم يحل مشاكل المواطن المصري البسيط! ولقد استمعت إلى برامج حوارية متلفزة حول هذه القضايا، ولم اجد عندهم حجة تستحق النظر! فعندما تطلب من أحدهم ان يعطي مثالا على اخونة الدولة يقف عن الكلام! فالحكومة واللجنة التأسيسية ومجلس الإعلام ومستشارو الرئيس والمحافظون كلها تم تشكيلها بعيدا عن أي سيطرة للإخوان عليها! مع ان المنطق يقول ان الرئيس يجب ان يختار الفريق الذي ينسجم مع توجهاته وأفكاره والتي على ضوئها تم انتخابه من قبل معظم فئات الشعب كما هي الحال في كل الدول الديموقراطية التي يشكل فيها الحزب الحاكم الحكومة ويختار كل الجهاز التنفيذي من كوادر الحزب (الولايات المتحدة كأقرب مثال)! ومع هذا يثير العلمانيون في مصر هذه القضية ويكررونها من دون خجل، بل وتجد بعضا من أشباه العلمانيين عندنا من يتكلم بها! وهذا يذكرني بالكثير مما يكرره الليبراليون وأبناء عمومتهم العلمانيون عندنا في الكويت منذ سنوات، من ان الإسلاميين مسيطرون على وزارتي التربية والإعلام! ولئن طلبت منهم إعطاءك الدليل على ادعائهم لصمتوا او تهربوا من الإجابة! اكذب اكذب حتى يصدقك الناس!
***
• مجلس الصوت الواحد عندنا في الكويت ما باقي غير يعلق المشانق للناس بالشوارع ويفتح قصر نايف من جديد! بسبب هالاقتراحات اللي تصدر من بعض اعضائه ضد الشعب، ويغطونها باقتراح يدرون قبل غيرهم انه ما راح يمر وهو إسقاط القروض!
***
• أحلى تغريدة: امرأة تذبح في سوريا! وأخرى تغتصب في اريتريا! وثالثة تموت جوعا في الصومال! ولم تحرك الدول الغربية ساكنا! بينما تعترض بشدة على عدم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة؟!

سعيد محمد سعيد

لكي «لا ينجح» الحوار!

 

في العادة، يتداول المهتمون بالشأن السياسي، في كل مكان في العالم، وفي كل دولة تواجه أزمةً واضطراباً سياسيّاً… يتداولون ويتباحثون في أسس نجاح حوار ينهي تلك الأزمة ويعيد الأمور إلى نصابها باتفاق بين سلطة ومعارضة، لكي تتعافى الدولة وتبدأ مرحلة جديدة من العمل السياسي، لكن أن يكون التداول والتباحث في محور (لكي «لا ينجح» الحوار)، فهذا ما يمكن أن يوصف بأنه مؤشرات مسبقة لبقاء الأمور على ما هي عليه، بل ولربما تعقدت الأزمة وتشعبت وتضاعفت تبعاتها الخطيرة، وهذا ما يمكن أن توصف به حالة الحوار في بلادنا.

حتى اللحظة، لا يمكن لأي طرف أن يقدم قراءة واضحة لأسس الحوار الوشيك، وما إذا كان سيؤدي إلى إنهاء الأزمة السياسية في البلد أم لا؟ وحتى اللحظة أيضاً؛ ليس ممكناً تقديم ما يؤكد أن حوار التوافق الوطني الذي انعقد في شهر يوليو/ تموز 2011 قد أسهم فعلاً في وضع أسس وتوافقات لانطلاق سلسلة من الحلول، حتى يستكمل خطوة بخطوة! والأكثر تعقيداً من غياب القراءة الواضحة، هو الحيرة في وصف «المعارضة» التي هي ذاتها القوى السياسية وائتلاف شباب 14 فبراير، وهي ذاتها التي قادت حركة الاحتجاجات المطلبية طيلة عامين من عمر الأزمة، وهي ذاتها التي استخدمت تكتيكاتها السياسية في طرح مرئياتها المشتركة للمطالب وضمنتها «وثيقة المنامة»، وهي ذاتها التي صمدت بإصرار على تقديم الحل السياسي على الحل الأمني… هي ذاتها القوى المعارضة التي يجب أن تمثل الركن الرئيس في الحوار مع الحكومة. هل هي معارضة وطنية سياسية معترف بها؟ أم هي «ذراع خيانة» متصل بالخارج؟

أمامنا الآن معضلة معقدة تضاعف تعقيد قراءة الوضع المستقبلي للأزمة وآفاقها، ووفق، على الأقل، تصريح وزيرة الدولة لشئون الإعلام، المتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة رجب في تصريح نشرته «الشرق الأوسط» السعودية الخميس (24 يناير/كانون الثاني 2013)، فإن الحكومة «ستشارك في مؤتمر الحوار السياسي كمنسق لبرامج وفعاليات الحوار»، وهذا يعني في تصوري، غياباً حقيقيّاً للسلطة حين تكتفي بكونها «منسقاً لبرنامج مؤتمر»! هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، الحكومة ستتولى تنفيذ التوصيات (التي سيتم التوافق عليها)، وماذا أيضاً… (لن تشارك في الحوار كطرف مقابل ماذا)… مقابل المعارضة السياسية. اذن، هناك معارضة سياسية معترف بها، وهناك أزمة، وهناك مرحلة مقبلة لتنفيذ توصيات ما… لكن الحكومة لن تشارك! هنا، يمكن أن نعطي دلالة منطقية على ما يمكن اخضاعه تحت مقولة «لكي لا ينجح الحوار»… أليس كذلك؟

في الحقيقة، لسنا في مرحلة تستدعي أن نتفنن في لي المصطلحات، وتلوين المفردات، وتقطيع الوقت، والتنظير المفضي إلى لا شيء! ولسنا أيضاً في حاجة إلى استجلاب الخبراء والسياسيين والمتابعين للوضع الإقليمي حتى يعيدوا تكرار قراءاتهم عن تعقيدات الوضع في العالم العربي وخطط القوى الإقليمية، والمخاطر المحيقة بمنطقة الشرق الأوسط… و… و، بالقدر ذاته من عدم حاجتنا إلى حوار توافق وطني، سواء في إعادة مراجعة المحاور السابقة التي لم يثبت تأثيرها في حل الأزمة ولو بنسبة يسيرة منظورة، أو استكماله في المحور السياسي؛ لطالما أن طبيعة استخدام المفردات والمصطلحات والتصريحات كلها تسير في اتجاه المبهم القابل للكثير من القراءات عدا… أن تكون قراءات صحيحة!

مع الاعتبار لكل المؤثرات الإقليمية؛ فإن بلادنا تمتلك من المقومات ما يجعل جبهتها الداخلية محصنة تحصيناً قويّاً بإنهاء الملف السياسي بتوافق قائم على الاستحقاق والعدالة الاجتماعية والإنصاف والمساءلة بين طرفين رئيسيين: السلطة وقوى المعارضة، ولعلني، وليسمح لي القارئ الكريم، أن أعيد ما طرحته في مقال سابق بعنوان: «الراقصون على حساب الوطن» (24 يونيو/حزيران 2012)، ونصه: «وربما كان من بين هذا المسار، حوار عام توافقي «للنظر في الأجواء التي سيحققها حوار السلطة والمعارضة»، تماماً كما كان ومضى على غرار حوار التوافق الوطني في صيغته التي رأيناها (ملتقى أو منتدى لا أكثر ولا أقل)، على أن تكون الأهداف بالدرجة الأولى لدى السلطة والمعارضة، هي الاحتكام لمبادئ سمو ولي العهد السبعة، باعتبارها الخيار المتاح والأسلم لإنقاذ البلد… تيسيراً للجهد والوقت وتحقيقاً للفائدة وإصابتها إصابة تامة، فإنه ليس هناك من داعٍ لدعوة 300 أو 400 أو ألف شخص لحوار ينتظم عقده وينخرط بسرعة ويذهب جفاء، قبل حوار مباشر بين السلطة والمعارضة التي طرحت كل ما لديها في وثيقة المنامة بكل وضوح». (انتهى الاقتباس).

في ترقب الحوار «المبهم» بالنسبة لي وللكثيرين قطعاً، يجب على القوى المعارضة أن تشارك وتقدم ما توافقت عليه ضمن «وثيقة المنامة»، وتراقب في الوقت ذاته ما إذا كان في الأفق بصيص أمل لحل سياسي ضمن حوار حتى لو كان مبهماً! ذلك حتى تعيد وتثبت تأكيد دستورية مطالبها وحرصها على المصلحة العليا للوطن ووجودها الوطني الذي لا نشك فيه. فقد سقطت جملة من النعوت التي ألصقت بها وأولها أنها «متآمرة مع الخارج»… أليس كذلك؟ فهي اليوم «معارضة سياسية»! وحتى نفهم نحن المواطنين بالضبط، من الذي يسعى ويصر على أن يطوِّل أمد الأزمة، ولكي… لا ينجح الحوار.

احمد الصراف

شرور الإخوان

«.. إن دخل الإخوان جمعية تعاونية أو تعليمية أو هندسية، أو ناديا، أو حتى قصرا رئاسيا، خربوه وأفسدوه وجعلوا أعزته أذلة واشرافه سوقة..».
حكم مصر في الثمانين سنة الماضية ملك وثلاثة رجال، اتسمت فترة حكم الثلاثة الأخيرين منهم، بسبب خلفياتهم العسكرية، بالفراغ الفكري والضحالة، وبالتالي ذهبوا دون أن يتركوا اثرا حقيقيا، فقد كان خيار الدكتاتورية ربما الوحيد المتاح أمامهم! ولكن المرحلة الحالية تبدو مختلفة، فقد وقعت البلاد في قبضة حزب يعتقد، بسذاجة، وهنا الخطورة، أنه يمتلك الإجابة عن كل مشاكل مصر، وانه مدعوم من الله، وكل ما يطلبه الوقت لتطبيق البرامج «الاستراتيجية»، التي لا يعرف أحد عنها شيئا، ربما لعدم وجودها! وإطباق الإخوان قبضتهم على مقاليد الأمور يعني بقاءهم ربما إلى الأبد في الحكم، فكيف يمكن الانقلاب على حكم الله وإرادته، كما يدعون؟ ففي مقابلة لنائب المرشد قال انه راض تماما عن أداء رئيس الجمهورية، وأنه «قدر اختاره الله»! وقالت منال ابوالحسن، وهي إخونجية معروفة إن مرسي مدعوم من الله. وقال الشيخ الحويني، مخاطبا جمعا من السلف: ان رئيسكم ملتح ويعتمر ويزور مسجد الرسول ويصلي إماما ويعطي دروسا دينية ويتكلم في الكتاب والسنة، أفلا تكبرون؟ وشبّه سلفي آخر مرسي بالنبي يوسف عليه السلام، الذي خرج من السجن لعرش مصر، ومحمد مرسي خرج من السجن لعرش مصر! وقال داعية آخر انه حزم رأيه من اول يوم ترشح فيه مرسي للرئاسة، فهو رجل المرحلة ورجل هذا الزمان، وانه يقول فيه، كما تقول الستات «دا فارس أحلامي»(!) وهناك أقوال كثيرة تصب في السياق نفسه، والسؤال: ما الذي سيقوله هؤلاء إن فشل الرئيس في مهمته، أو لم يستطع تحقيق شيء، واضطر للاستقالة، خاصة بعد الفضيحة التي انفجرت في مصر اخيرا، والتي تعلقت بالتضارب الشاذ في اقواله، ففي مقابلة تلفزيونية قال ان من أهم منجزاته الشخصية حصوله على الدكتوراه من أميركا، التي درس فيها على يد اعظم استاذ، ولكنه لم يذكر اسمه! وأنه درس في جامعاتها كأستاذ مساعد! وأنه عمل لفترة طويلة مستشارا لوكالة الفضاء الأميركية في مجال التطبيقات العملية وليس النظرية. وفي مقابلة لاحقة مع قناة سلفية أنكر أي علاقة له بالوكالة، وأنكر انه قال يوما بوجود علاقة، فهو لم يكتب أو ينشر أو يصرح بأنه عمل يوما معها، وليس في سيرته الذاتية شيء من ذلك! وهنا نكتب لنحذر كل واهم بصلاح أغلب القائمين على تنظيم الإخوان المسلمين، أو بالتنظيمات الحدسية المتسترة، وإلى عدم الثقة بأي من وعودهم، فليس لدى هؤلاء برامج حكم ولا خطط ولا فكر ولا هدف غير الوصول للسلطة وسن القوانين المقيدة للحريات والتضييق على المرأة والاهتمام بالشكل الخارجي لها، وبالتالي هم سرطان يجب استئصاله.

***
• ملاحظة: أعلن وزير الأوقاف عن تشكيل لجنة (تاني؟) وصفها بالمحايدة، وهذا يعني عدم حيادية ما سبقها من لجان، وذلك للنظر في ما أثير من سلبيات ومخالفات في الأوقاف! وهذا وصف مهذب ربما لسرقات/ اختلاسات! وقال ان اللجنة ستضع تقريرها خلال شهر! ونحن على ثقة بأن لا شيء سيحدث، فإما ان تستقيل الحكومة، أو يستقيل المشتبه بهم، أو يتم تناسي الموضوع برمته!

أحمد الصراف