الذي يبدو من الظاهر أن النواب نبيل الفضل وصفاء الهاشم وعبدالحميد دشتي لم يضيفوا أمراً جديداً في اقتراح بقانون الذي يشترط أن "يكون المرشح كويتياً بصفة أصلية وفقاً للقانون…الخ"، فهو كما فهم الزميل عبداللطيف الدعيج في مقاله بالقبس يوم الثلاثاء، أن "القانون هو القانون، وأن آليته لم تتغير"، وهو بالتالي مجرد تأكيد لنص المادة ٨٠ من الدستور التي تشترط أن يكون المرشح كويتي الجنسية بصفة أصلية وفقاً للقانون…"… ومادام القانون واضحاً بذلك فلم يكن هناك حاجة بداية للمقترحين الثلاثة إلى إضافة الاقتراح الذي يمكن عده لغواً وتزيداً تشريعياً… فهل هو محاولة للالتفاف على احتمال حكم المحكمة الدستورية إذا حكمت ببطلان المرسوم… لا يقدم الزميل عبداللطيف إجابة قاطعة، فهو يرى أن الحكومة لن تساندهم أو أنه سيمرر، وأن الاقتراح لا يعدو أن يكون "احتمالاً" لتحصين القانون الحالي وتثبيته بعد حكم المحكمة الدستورية استباقاً لأي تعديل… (عبارة الزميل عبداللطيف…).
لا أعتقد أن النواب مقدمي الاقتراح يهدفون إلى تحصين القانون الحالي، وتثبيت واقعه السيئ، كما يتصور الزميل، فالعبارة التي أضافها المقترحون الثلاثة بشروط الترشيح تكمن خطورتها العنصرية في تكملتها بأن "… يكون المرشح من أب كويتي بصفة أصلية انحدر من آباء وأجداد استوطنوا الكويت قبل عام ١٩٢٠"! بهذه الفقرة يستحيل على أبناء المتجنسين الذين ولدوا بعد اكتساب والدهم الجنسية اعتبارهم "كويتيين بصفة أصلية"، فهم لم ينحدروا من آباء وأجداد استوطنوا الكويت قبل ١٩٢٠، بينما نص المادة ٦ من قانون الجنسية يقرر"… لا يكون لمن كسب الجنسية وفقاً لأحكام المادة ٤- ٥- ٧ – ٨ من هذا القانون حق الانتخاب لأي هيئة نيابية قبل انقضاء عشرين سنة ميلادية من تاريخ كسبه لهذه الجنسية. ولا يكون للمذكورين في الفقرة السابقة حق الترشح أو التعيين في أي هيئة نيابية".
أوردت المادة السابق ذكرها كلمة "المذكورين"… بمعنى حرمان "المتجنسين المذكورين" (وتحديداً بالفقرة السابقة)على سبيل الحصر، فالمنع من ممارسة الحقوق السياسية وأهمها الترشيح لا يمتد لغيرهم، أي لنسلهم وسلالتهم… بينما يتضح جلياً أن اقتراح النواب الثلاثة "يمدد" الحظر لكل ذرية المتجنس، لأن آباءهم أو أجدادهم لم يستوطنوا الكويت قبل ١٩٢٠"، بذلك نجد في الاقتراح العنصري للنواب نسخاً ضمنياً وتعديلاً للمادة السادسة من قانون الجنسية لسنة ٥٩ والتعديلات التي تمت عليه عام ٩٤…! فوفق هذا الاقتراح المقيت يصبح أبناء المتجنسين غير كويتيين بصفة "أصليـة" على خلاف الفهم السليم للقانون، ويحرم بالتالي فئات كبيرة من المواطنين من حقوقهم السياسية… فهل هناك عنصرية وروح استعلائية متغطرسة أكثر مما قدمه نواب الضمير التقدميين الثلاثة… عيب عليكم.
الشهر: يناير 2013
عندما يصبح العدوة قدوة
أثار خبر انتخاب وليد الطبطبائي رئيسا للجنة حقوق الإنسان، في أحد المجالس السابقة، سخرية البعض وقتها، ولم يقل عنه سخرية غير خبر تولي نائب مبطل آخر رئاسة «جمعية مقومات حقوق الإنسان»، وتخليه عن رئاستها، لمن لا يختلف عنه في المنظر والمخبر والمظهر. وبعدها تولت جماعة مماثلة لهم في الفكر والعقل والفهم مقاليد جمعية حقوق الإنسان، التي نجحوا، في غفلة وإهمال من «ربعنا»، في خطفها والاعتداء عليها وعلى كل ما كانت تمثله من إشعاع وامل! وتستمر سخرية الأقدار بتولي إمام المسجد السابق، صاحب الكبت، والعضو السابق، وعضو مجلس الأمة الحالي، خالد العدوة، رئاسة لجنة حقوق الإنسان فيها! فكيف قبل كل هؤلاء لأنفسهم مثل هذه المهام التي يعرفون جيدا أن صميم فكرها يختلف عما في أساسيات فكرهم الذي، من خلاله، لا سواسية فيه؟ فالم.ؤمن غير الكافر والمصلي غير تارك الصلاة، والمسلم يختلف حكمه عن غير المسلم، والمرأة لا تتساوى مع الرجل، وهذه الأمور وغيرها تبقى راسخة، حتى لو شاء البعض غير ذلك!
وللتدليل على أن مثل هؤلاء الأعضاء لا يصلحون للتصدي للدفاع عن حقوق الإنسان، ما صرح به الرئيس للجنة حقوق الإنسان في مجلس الأمة، السيد خالد العدوة، بعد زيارته للسجن المركزي، لغرض في نفسه، حيث قال ان سلطات السجن لا تقوم بانتهاك حقوق أي من نزلاء السجن، وأن اللجنة اسعدها لقاء النزلاء فيه! وهذا ربما يكون مفهوما، ولكن ما لم يكن مفهوما، ودل – ربما – على خبث مبطن، ما قاله من أن اللجنة لاحظت أن الذين أدينوا ببعض أعمال الإرهاب، انتبه لكلمة بعض، ومن خلال ما أجروه من حوار معهم، اتضح لأعضاء اللجنة، أنهم رجعوا عن تلك الأفكار التي كانوا يحملونها! وهنا لم يصفوها لا بالهدامة ولا بالإرهابية! كما اتضح لحضرة رئيس لجنة حقوق الإنسان، أن هؤلاء المساجين بالذات يمثلون قدوة حسنة في الالتزام الإسلامي وشمائل الأخلاق النبيلة لبقية النزلاء، وإن هذا بشهادة كبار الضباط والقائمين على السجن! وهو هنا يلمح، أو يطالب السلطة بالعفو عن هؤلاء فقط وإطلاق سراحهم، لأنهم يمثلون قدوة حسنة، ولكنه تعمد تجاهل باقي السجناء الذين ربما كانوا يمثلون قدوة أكثر من حسنة لبقية السجناء، وجرائمهم قد لا تقارن، بخطورتها جرائم الإرهابيين، ولكنه فضل التركيز على من يهمه أمرهم!
وطالما أن هؤلاء المحكومين باقتراف أعمال إرهابية يمثلون قدوة حسنة لبقية المساجين فمن الغباء إطلاق سراحهم، وحرمان المساجين من «قدوتهم الحسنة»!
إن قناعتي تزداد يوما عن يوم أننا في منتصف طريق كثير التعرج والانحناء، ويزيد تسارعنا فيه نحو هاوية أخلاقية وأمنية، بمساهمة نوعية من المشرعين الذين ارتضينا لهم إمساك زمام أمورنا، فمع كل نسمة أمل خفيفة من هنا، تهب من جهة أخرى رياح تخلف عاتية، فهل لا يزال بيننا عاقل يؤمن بأن الإصلاح قادم؟
أحمد الصراف
احتياطي وطياطي
ورد في وسائل الإعلام أن احتياطيات الكويت النقدية، او التي يمكن تحويلها لنقد في فترة قصيرة، تزيد على 270 مليار دولار. وعلمنا أيضا أن أكثر من ضعفي سكان الكويت هم من الوافدين الذين تهتم بأمورهم وزارة الشؤون. وأعلن مدير مشروع «ميكنة» خدمات قطاع العمل في الشؤون أن الأعطال المتكررة في نظام الحاسب الآلي سببها عدم تحديث «السيرفرات» منذ عام 2008 (!) وامتلاء السعة التخزينية منها بالمعلومات بالكامل، وهذا أدى الى توقفها. وقال إن عقد الشركة المشغلة انتهى منذ 120 يوما، حتى كتابة هذا المقال، ولم يجدد العقد، والشركة تعمل من دون مقابل، وإنه شخصيا خاطب مدير الحاسب الآلي في الوزارة، ولكنه لم يرد. ورفع مذكرة بالأمر للوزيرة الجديدة!
والآن، ألا يدعو هذا للخجل في دولة صغيرة، لا ينقصها شيء غير العقل، وتعتمد كليا على العنصر الوافد في أداء %90 من حاجاتها، ومع هذا لا تتمكن من تجديد عقد سخيف طوال ثلاثة اشهر؟ ألا يستحي أي مسؤول أن يقول إنه «مسؤول»! ولا نطالبه هنا بأن يستقيل، لو كان يابانيا، بل ان يعلن عن «أسفه» فقط! ولكن الحق ليس على الوزيرة الشابة والجديدة، ولا على الوكيل السابق، أو المؤقت، ولا على مدير الحاسب الآلي او اي مساعديه، بل على سياسة الحكومة التي عودتنا على هذا النمط من التصرف طوال عقود من الزمن، بحيث أصبح عقاب المقصر أمرا شبه مستحيل، ومكافأة الغائب والمعترض والمحتج والعاطل والسافل هي القاعدة!
نريد مثالا واحدا، درسا واحدا، عقابا لمقصر واحد، طرداً لمسؤول علنا، أو حتى إيقاف ترقية، فهل هذا كثير؟
إن الدولة برمتها «رايحة فيها» من فوضى الموانئ، التي لا يعرف المسؤول عنها أين وضعه القدر من مشاكلها، وحتى قضايا ومشاكل الحدود، ومخافرها المتهالكة، مرورا بخدمات كل مدينة وقرية وشارع وسكة، وبالتالي أتساءل: لو لم يكن لدينا 270 مليار دولار احتياطي نقدي، فهل كانت حالنا ستكون أفضل مما هي عليه الآن؟
لست أدري، ربما!
* * *
• ملاحظة: ان الطريق الوحيد للتقدم والخلاص من غالبية قضايا الوطن ومشاكله، وتحطيم صنم الاخوان، يتمثل في تطوير التعليم ونشر حرية الفكر… فلا فائدة من القراءة والكتابة من دون حرية فكر، ولا فائدة من حرية الفكر اذا لم نكن قادرين، بسبب جهلنا واميتنا الثقافية، على القراءة والكتابة.
أحمد الصراف
مصداقية الكاتب العلماني
يكاد يقف شعري ذهولا وأنا اقرأ لبعض زملائنا من أصحاب التوجهات العلمانية أو الليبرالية، فهم يكتبون كلاما يقرأه كثير من الناس، لانه ينشر في صحف يومية معروفة، وبالتالي مقروءة، ناهيك عما يعاد نشره في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بيد ان كثيرا مما يكتبون إما مجاف للحقيقة واما مخالف للواقع وإما انه تفسير للأحداث بشكل غير منطقي.
فتراهم يتزلفون بالديموقراطية وحق الشعب في اختيار من يمثله، ولكن عندما يصل الإسلاميون إلى السلطة يبدأون بالاعتراض على النتائج ويلعنون الديموقراطية ويتهمون الناس بالجهل، بل ويطالبون بإلغاء هذه الديموقراطية التي لم تأت باصحابهم إلى السلطة! وأغرب ما قرأت في هذا السياق ما كتبه بالأمس أحدهم ممن يدعي الفهامية والثقافة عندما قال بالحرف الواحد «واليوم وقعت مصر في مخالب الإخوان التي لا فكاك منها بغير الدم»! يا ستار….! يطالب بإزاحة الإخوان الذين وصلوا عن طريق صناديق الاقتراع بقتلهم واسالة دمائهم! ثم يأتي تلميذه، الذي كان راعيا لحقوق الإنسان في يوم ما، ليبرر لماذا يعترضون على وصول الإسلاميين للسلطة فيقول: لأننا نعرفهم ونعرف أنهم لا يؤمنون بالديموقراطية أصلاً! ثمانون عاما قضوها ما بين السجن والاضطهاد والتشريد، وعندما أتيحت للشعب الفرصة أن يقول كلمته اختارهم لثقته بهم ومعرفته بسوء سمعة خصومهم، ثم يأتي هذا الفيلسوف بهذا المنطق! واليوم يطالب أستاذه وشيخ طريقته في العلمنة بقتل الإسلاميين في مصر باعتبارها – حسب كلامه – الطريقة الوحيدة لازاحتهم عن الحكم الذي وصلوا اليه بالممارسة الديموقراطية!
نموذج آخر من نماذج العلمانيين في الكتابة وهو الكذب لتمرير المعلومة ولو كان فيها استغفال للعامة، خصوصا عندما يظن الكاتب انه هو الوحيد الفاهم، بينما غيره مغفلون! حيث كتب صاحبنا إياه في مقالة له ما يلي «… ما فعله الإخوان في مصر فعلوه قبل ذلك في الكويت عندما قاموا بإفساد كل جمعية أو تجمع انضموا اليه واغرقوه بحملة الشهادات المزورة»! هكذا يكتبها من دون أي شعور بالحرج من قرائه الذين يعرفون دور التيار الإسلامي في الكويت في محاربة الفساد والتعدي على الأموال العامة، وتاريخه المشرف طوال الستين سنة التي مضت منذ انشائه! وأقول لصاحبنا ان التيار الذي قصدته انشأ جمعية الإصلاح ولم يفسدها، كما ادعيت زورا وبهتانا، بل لها الفخر أنها حصلت على شهادات من وزارة الشؤون بالتزامها بمبادئ عملها وشفافية أدائها. هذا التيار يا صاحبي دخل جمعية المعلمين منذ سنوات وما زال إلى اليوم ينجح في كل انتخابات من دون منافسة! فبماذا تعلل ذلك؟ لأنهم أفسدوا الجمعية، أم لان جموع المعلمين الذين يختلفون في المشارب والأفكار وثقوا بأدائهم وصلاحهم؟! هذا التيار يا صاحبي تسلم دفة اتحاد طلبة جامعة الكويت منذ أكثر من ثلاثين عاما، بعد ان طفح فساد التيار العلماني الذي كان مسيطرا عليها، وما زال التيار الإسلامي في الجامعة ينجح في الانتخابات عاما بعد عام، والتيار العلماني بانحدار مستمر، فهل هذا الاستمرار بالنجاح له تفسير آخر غير انه اصلح الاتحاد وكسب ثقة الطلبة؟!
نموذج ثالث وأخير حتى لا أطيل على القارئ الكريم ما ذكره أحدهم بالأمس من مطالبته لمجلس الصوت الواحد سيئ الذكر بإلغاء قانون منع الاختلاط بالجامعة بحجة انه سبب تأخر مشروع جامعة الشدادية وسبب تأخر الطالب الكويتي بالتخرج! هكذا يخاطبون قراءهم من دون احترام لعقولهم وإدراكهم! وعجز ان يذكر الأسباب الحقيقية لتأخر مشروع الشدادية، ومنها سوء الإدارة والفساد المالي!
الخلاصة ان هذا النوع من الكتاب يظنون ان من الممكن استغفال الناس طول الوقت! ويذكرونني بآخر صرعات نواب مجلس الصوت الواحد عندما تقدم خمسة منهم باقتراح بقانون يمنع الكويتي من الترشيح ما لم يكن أجداده سكنوا الكويت قبل 1920، والملاحظ هنا ان احد مقدمي الاقتراح ربما غير كويتي! بمعنى انه أخذ جنسيته الأولى بغير وجه حق، ولو بحثوا في ملفه لوجدوه «مقطوع من شجرة»، يعني ليس له عم كويتي وليس له خال كويتي وليس له جد كويتي! يعني لو فلت من تزوير جنسيته «وين يفلت من القانون اللي شارك شلته في تقديمه؟!»، طبعا هو يتوقع ان هذا القانون لن يرى النور، لكنه أراد ان يوحي للناس انه كويتي أصلي. أليس هذا استغفالا للناس؟! هذا نوع من خصوم الإسلاميين، كلهم ملتهم واحدة…. في الكتابة والنيابة! والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المستشرقون من أبناء الصباحية
المعلومة التي يجهلها الكثيرون أن منطقة الصباحية، وهي منطقتي التي تعلمت فيها القراءة والخناق واللعب حافي القدمين والغزل والشعر المكسور والتدخين خلف فرع الغاز ووو، هي أكثر منطقة في الكويت أخرجت نواباً للبرلمان على مدى تاريخ الحياة السياسية الكويتية… حتى في هذا البرلمان غير المعترف به شعبياً، أخرجت الصباحية ثلاثة نواب، اثنان منهم من الطائفة الشيعية والثالث كندري…
أحد هؤلاء النواب الثلاثة، ناصر الشمري، كان أحد الموقعين على أجمل اقتراح بقانون، أيضاً على مدى تاريخ الحياة السياسية في الكويت، وينص على أن حق الترشح للانتخابات مقصور على من استوطن آباؤه وأجداده الكويت قبل عام 1920، وقد قام بالتوقيع عليه، كما ادعى، بتحريض من النائب عبد الحميد دشتي، الذي هو نائب كويتي (للتذكير فقط) حتى وإن استمات دفاعاً عن إيران وشكك في ولاء الآخرين وأهداف السعودية الشقيقة، وهو لا يعادي القبائل -أتحدث عن عبد الحميد دشتي – لكنه بالصدفة يدافع عن جويهل ويتحالف مع نبيل، وغيرهما ممن يتساقط شعره لمجرد ذكر القبائل، وهو متهم في قضايا مالية ينظرها القضاء هذه الأيام، لإصداره شيكاً بلا رصيد ومطعون في عضويته، وأشياء أخرى لا تثلم الذمة ولا تُغضب أشراف الأمة.
الجميل أن ناصر الشمري تراجع وانسحب من قائمة الموقعين، فسقط الاقتراح من علٍ والحمد لله، وإلا كنا، نحن المستشرقين، الذين أتى آباؤنا من قارات أخرى، ولم تكن هذه الأرض من ضمن مراتع إبلهم ولا ميادين خيلهم، ولم يكونوا هم من أطلق التسميات على أراضيها، ولا من سالت دماؤهم على أرضها دفاعاً عنها، ولا ولا ولا، أقول الحمد لله أن المقترح سقط وإلا كنا، نحن أبناء المستشرقين، ضعنا في الرجلين… يا ما أنت كريم يا رب.
المعلومة التي يجهلها الجاهلون أن عبد الحميد دشتي، استشهد في معارك الكويت، وأصيب في معارك أخرى، واستوطن الكويت قبل جزيرة وربة، وهو الذي زرع "الحمض" في الوفرة، الذي كانت تتزاحم عليه إبل القبائل، وكانت إبل دشتي "الشعل" وإبل صفاء الهاشم "الشقح" ترعى "العبدلية" وتحمض في "الوفرة"، والحمض، كما يعرف عبد الحميد دشتي وصفاء وكل عشاق الإبل، لا تستغني عنه الناقة.
بقيت نصيحة أهمس بها في أذن دشتي ورفاقه أصحاب القانون، وهم صفاء الهاشم وحسين القلاف ونبيل الفضل: إذا كان القصد استبعاد قبيلة مطير، أو أي قبيلة أخرى، فاجعلوا الاقتراح يبدأ من 1923 أي بعد معاهدة العقير بسنة، لأن التاريخ الذي اخترتموه يخدم القبائل ولا يخدمكم، فالكويت وقتذاك كانت تضم الكثير من مناطق مطير وغيرها من القبائل… خذوا هذه النصيحة وقبّلوها وخبئوها.
أهلاً بنواب الوحدة الوطنية
قبائل الهنود الحمر الكويتيين هي وحدها التي يحق لها الترشّح لمجالس "النص" صوت البرلمانية، هذا فحوى الاقتراح بقانون الذي قدمه النواب نبيل الفضل وصفاء الهاشم وعبدالحميد دشتي بقصر حق الترشح على الكويتيين الذين تمتد "جذورهم" العرقية إلى سنة ١٩٢٠، أي سنة بناء السور وهي السنة التي حددها المشرع الكويتي فيما بعد لوضع أساس الجنسية بالتأسيس.
وكان "المتجنسون" أي الذين اكتسبوا الجنسية بطريق التجنيس محرومين من ممارسة الحقوق السياسية، سواء كانت الانتخاب أو الترشّح لفترات مختلفة، حتى النصف الثاني من التسعينيات حين تم تعديل قانون الانتخاب وأصبح أبناء المتجنسين (باللهجة البغيضة يسمونهم كويتيين درجة ثانية) لهم الحقوق السياسية كاملة.
انتهينا منذ ذلك الزمن من حكاية كويتي درجة أولى كامل الدسم وكويتي درجة ثانية "سكيم" أو ناقص الدسم، الآن وبعد أن تجاوزنا بدرجة محدودة نوعاً ما ذلك التمييز العنصري الذي كان يفرق في درجات المواطنة يطل علينا بعض نواب "النص" مطالبين بالعودة إلى زمان الفوهرر الألماني بتحديد "امتياز" الترشيح على "الممتازين" من شعب الله "المحتار"!
لا أجادل بحق النواب المتقدمين بقانون هتلر الآري في أن يقدموا ما يعتقدونه الأفضل والمناسب لاستبعاد فئات من الكويتيين تم تصوير هويتهم الوطنية على أنهم "دخلاء" على أهل الحسب والنسب من "عيال بطنها" أهل البلد ومن داخل السور، ومن المؤكد أن نواب عرق ١٩٢٠ في عقلهم الباطن يؤمنون بأن غيرهم "هيلق ولفو" وأن قضايا البلد المزمنة ليس سببها رداءة الإدارة السياسية في الدولة إنما تنامي عدد وقوة "الهيلق، واللفو" الذين يهددون بابتلاع الدولة وخيراتها، وهي خيرات برميل النفط التي كان من المفروض أن يستحوذوا (عيال الديرة) عليها بحق الوراثة حصرا… لكن ما يثير الأسى الآن أن هؤلاء النواب بصموا على مرسوم الوحدة الوطنية، ويالها من وحدة وطنية عظيمة!
فلنقدم آيات الشكر، ولننحر قرابين الفداء من أجل مرسوم الصوت الواحد الذي يقدم لنا يوماً بعد يوم أرقى صور الوحدة الوطنية، وتحية لنواب "هاي هتلر".
مصير مصر الكالح
مصر أم كلثوم ومحمد عبده وجريدة الأهرام، ورمسيس ودار الأوبرا وطه حسين وحتشبسوت ودار الهلال. مصر محمد علي باشا ومصطفى كامل وأحمد شوقي وأهرام الجيزة ومحمد فريد وعبدالوهاب والنحات مختار. مصر هدى شعراوي وقاسم أمين ونهر النيل والمنفلوطي والأزهر ونجيب محفوظ وسيد درويش ونفرتيتي ولويس عوض. مصر التي في خاطري، مصر مجدي يعقوب وسلامة موسى والطهطاوي وسيد القمني ومكرم عبيد وتوفيق الحكيم وهوباتيا وخليل عبدالكريم. مصر طلعت حرب وفرج فودة ووادي الملوك وطريق الأكباش وعبدالوهاب المسيري وعلي عبدالرازق وعلي محمود طه ونصر حامد ابو زيد ومحمود العقاد وادوار أمبان وداليدا واستفان روستي وميشال شلهوب، مصر كل هؤلاء ومئات غيرهم من الشعراء والكتاب والموسيقيين والمبدعين في كل مجال ثقافي وأدبي وعلمي، مصر هذه وقعت اخيرا في مخالب الإخوان، التي لا فكاك منها بغير الدم، فقد انتظر هؤلاء الوصول للحكم ثلاثة وثمانين عاما، ولن يتركوا السلطة بسهولة، فمن ناقض نفسه في مقابلاته التلفزيونية قبل ترشحه، وبعد فوزه لا يرجى منه خير، وحكومات الصدف زائلة لا محالة!
ورد على لسان الرئيس المصري في مقابلة شهيرة أنه درس في جامعات أميركا، وعمل فيها مدرسا! كما عمل «لفترة طويلة» مستشارا لوكالة الفضاء الأميركية، (ناسا)، وأنه تعاون معها في تطبيقات عملية عدة! ومن يعرف الإنكليزية، وسبق أن استمع لمقابلات الرئيس مع قنوات غربية سيكتشف من دون عناء أن لغته الإنكليزية متواضعة جدا، وحتما لا تؤهله لأن يدرس في أي جامعة معروفة! عاد في مقابلة تالية ليقول انه لم تكن له علاقة أبدا مع وكالة الفضاء، ولم يكتب أو ينشر شيئا عن تلك العلاقة(!) ما فعله الإخوان في مصر فعلوه قبل ذلك في الكويت عندما قاموا بإفساد كل جمعية أو تجمع انضموا اليه، وأغرقوه بحملة الشهادات المزورة، لتتاح لهم فرصة التحكم فيها، وكونوا الثروات من خلال دعمهم بعضهم لبعض من دون رادع من ضمير أو خجل من انكشاف!
وفي مقابلة تعود لعام 2010 يقول محمد مرسي، عن إسرائيل: هؤلاء مصاصو الدماء مشعلو الحروب احفاد القردة والخنازير، الذين لا عهد لهم ولا ذمة، هؤلاء الذين لا يريدون عن دمائنا بديلا، لذلك يجب أن نقاومهم بكل الوسائل، وان نحاصرهم اينما وجدوا وألا يتعامل العرب والمسلمون معهم وألا يعطوا اي فرصة ليقفوا على أرض عربية، ويجب أن يطردوا من ديارنا ولا نتعامل معهم أو نشتري منهم أو نبيعهم، وأن يكون حصارنا لهم شاملا لكل النواحي والانشطة. (للمزيد يرجى الرجوع للرابط ادناه)، ولكن ما ان يتولى رئاسة الجمهورية حتى يرسل عاطف سالم سفيرا له لإسرائيل، محملا إياه رسالة حب واحترام وتقدير لرئيس الدولة، التي سبق أن سماها «صهيونية»!
http://www.youtube.com/watch?v=rZY0HZAR9vs&NR=1&feature=endscreen
أحمد الصراف
«السيستم غلط»
جهة تحكيم وليست طرف صراع، إذا فُهم هذا النظام وطُبّق فستكون الأمور أفضل حتماً، وأنا أقصد هنا دور أسرة الحكم في التعاطي مع الأمور في الكويت. هذا هو الهدف الأساسي أصلاً من دستور الدولة، وقد تعاطى معه المغفور له عبدالله السالم بهذا الشكل منذ نشأة الدستور، فهو لم يتدخل أو يعدّل على دستور الدولة، بل صدّقه فور استلامه للنسخة النهائية منه، لكن طوال الخمسين عاماً الماضية لم يتشرّب معظم أبناء الأسرة، وتحديداً أصحاب المناصب التنفيذية هذا الأمر إما بسبب قلة الوعي أحياناً، وإما بسبب الرفض السلوكي لدستور الدولة في أحيان أخرى. الوضع الطبيعي للدولة في ظل الدستور هو أن تكون شؤون حياتهم وبلدهم بأيديهم، يحاولون بناء وطنهم في إطار الدستور، ويسنّون القوانين المنظمة له، ومتى اختلفوا أو ابتعدوا عن إطار الدستور يكن رئيس الدولة هو الحكم، ويمتلك أدوات عدة للتحكيم كردّ القوانين أو حل المجلس ليكون الشعب هو الفيصل في الاختلاف، ويرجح كفة على الأخرى. هذا النموذج هو ما يجب أن يسود في كل موقع يتولاه أحد أفراد الأسرة في الاقتصاد أو الرياضة أو البيئة أو أي شأن آخر، ويجب ألا يكون أبناء الأسرة إطلاقا طرفاً في أي مجال تنافسي خلافي أصلاً، والعرف الحميد القائم على عدم ترشح أبناء الأسرة لانتخابات مجلس الأمة يجب أن يعمم على كل المجالات، لأن هذا العرف يقف اليوم وحيداً في تطبيق معاني الدستور المشددة على النأي بأسرة الحكم عن أي استقطابات. اليوم بل منذ سنوات طويلة ونحن نعيش بخلاف هذا النظام، وهو ما يزيد حدة صراعاتنا ومشاكلنا، لأن أسرة الحكم تشارك في العمل الجماعي التنافسي، وهو ما يولّد الخلاف بلا أدنى شك، والخلاف قد يجعل بعضهم يستخدم نفوذه في سبيل ترجيح كفته، وهو ما يجعل ميزان العدالة وتكافؤ الفرص يختل رغماً عنه، مثل ما يحدث اليوم مع طلال الفهد مثلاً؛ فالرجل أثبت فشله خلال عامين في إدارة شؤون الكرة الكويتية، ومع هذا سيفوز بأي انتخابات مقبلة إذا ما رغب في ذلك لأنه يسيطر على ١٠ أندية تنفذ ما يريد ويقدم لها بنفوذه ما تريد، وإن أقدم الشعب على تشريع يهذب الأمور ويحدّ من الهيمنة، فإن نفوذه كفيل بإسقاط أي تشريع يخالف أهواءه، وبالتالي يتعزز دوره كطرف بالصراع بدلاً من أن يكون حكماً في أي صراع رياضي. وزير الداخلية مثال آخر على ذلك، فهو يتعامل مع حق التعبير القانوني وفق نوعية هذا التعبير، فإن لم يلبِّ التعبير مطالبه تعاطى معه بالتخويف وكيل التهم التي لا تحصى حتى إن تجاوز الدستور في ذلك. أمثلة أخرى لا تحصى ولكل منكم قصته التي يراها يومياً في كيفية تأثير أبناء الأسرة سلباً على أي مجال تنافسي يخوضونه، ولا مجال لحصرها في المقال لقلة الاطلاع، أو كي لا يطول المقال أكثر. الدستور جاء صريحاً، ومخصصات أبناء الأسرة التي تفوق مخصصات بقية المواطنين أكثر صراحة في سبيل تأكيد عزلهم عن ساحة الاختلاف والصراع، وإلا فلا يوجد أي مبرر لأن تتميز مخصصاتهم المالية عن بقية المواطنين إن كانوا راغبين في منافسة بقية المواطنين في المجالات المختلفة. لا بد من العودة إلى نقطة البداية وأصل "السيستم" لفهم أن أسرة الحكم هي جهة تحكيم وليست طرفاً في الصراع أبداً، ومن هذا الأساس المغيّب يمكننا العودة إلى جادة الإصلاح الفعلي وتطوير الأمور. خارج نطاق التغطية: يدّعي أنصار طلال الفهد أن الظروف وإيقاف الدعم المادي من الدولة، هو سبب فشله في إدارة شؤون الكرة مع العلم أنه تلقى مليوني دينار من سمو الأمير قبل عامين، وهو ما يعادل ميزانية اتحاد الكرة لمدة ستة أعوام كاملة!
الدول تُحكم بالهيبة لا بالقوة!
لا يوجد جيش أو جهاز شرطة في العالم يقارب عدده حتى 5% من السكان، لذا لا تقاد الدول بقوة رجال الأمن بل بـ «هيبة الدولة»، ومن ذلك نجد أن شرطيا في انجلترا لا يحمل السلاح يستطيع ان يجعل الأمن يستتب في مدينة كبيرة بينما لم تستطع جيوش بأكملها أن تجعل الأمن يستتب في قرى صغيرة في بعض البلدان نتيجة لسقوط هيبة الدولة.
***
لقد سقط مخطط تدمير الكويت بفعل وعي وذكاء الأغلبية العظمى من الشعب الكويتي ووقوفهم خلف أبنائهم من رجال الشرطة الساهرين على راحتنا والذي جعل بلدنا من أكثر الدول أمنا في العالم حتى ان النساء والأطفال يرجعون إلى بيوتهم في كل الأوقات دون أن يعتدي أحد عليهم، وفي هذا السياق لا تقع جريمة في الكويت إلا ونسهم بالقبض على الفاعلين خلال سويعات قليلة بفضل جهود رجال الأمن من أبناء الكويت المخلصين، فالحالة الأمنية ليست بالسوء الذي يصوّره البعض.
***
ان من يقفون خلف مخطط تدمير الكويت يعلمون علم اليقين ان مؤامراتهم مدفوعة الأثمان لن تنجح مادامت هناك هيبة للدولة وسطوة للسلطة، لذا يتعمدون التعدي بأقبح القول على رجال القيادة السياسية وأقبح الفعل على رجال الأمن، وليس في الأمر مصادفة، بل ان هذا جزء أساسي من المؤامرة التي أفشلها رجال الكويت المخلصون عندما كانوا يصطفون مع أبنائهم رجال الأمن ويدلّونهم على المخرّبين والسذج المغرر بهم.
***
إن هيبة الدولة وحدة واحدة متى ما كسرت عمت الفوضى وانتشر القتل والدمار والدماء والخراب، لذا نود أن نرى تشريعات صارمة ضد من يتعدى على رجال الأمن وهو الأمر المعمول به في جميع الدول المتقدمة، حتى إن توجيه كلمة نابية لرجل الشرطة يعتبر خطاً أحمر يعرّض الفاعل للسجن أعواما عدة، ولو لا ذلك لتحولت بلدانهم إلى غابات قتل واستباحة، فلا تجعلوا بالمقابل بلدنا يتحول إلى غابة عبر التهاون والتخاذل والتسامح الذي يساعد على المزيد من التعدي والفوضى.
***
آخر محطة:
(1) كسر هيبة الدولة ليس مصادفة بل مخطط تآمري مر عبر طلبات إذعان مثل توزير 9 نواب على الأقل (!) وغل يد صاحب السمو الأمير في تشكيل الحكومة والتدخل في تشكيل المحكمة الدستورية والرفض المسبق لأحكامها وطلب عقد الجلسات دون حضور الحكومة ورفض تصويت الوزراء، وجميعها مطالبات غير دستورية وتضرب هيبة الدولة بالصميم، والأمر ليس مصادفة على الإطلاق، فاستيقظوا أيها الغافلون من المغرر بهم.
(2) المطالبة بالدائرة الواحدة غير الدستورية ليس مصادفة كذلك بل يقصد منها جعل التشاوريات تكبر وتصبح المواجهة مع رجال الأمن على مستوى البلد بأكملها فتعم الفوضى وتصبح على شفا حرب أهلية، وهذا عز مطالب البعض.
(3) وليس من المستغرب جدا أن الصحافة الدولية، التي تصمت وتغض النظر ولا تنتقد مواجهات رجال الأمن مع المتظاهرين في بلدانهم والتي يستخدم فيها الرصاص المطاطي والقنابل الدخانية والهراوات والعصي والمياه الحارة، أصبحت تسلط الأضواء الباهرة على مواجهات رجال الأمن في الكويت مع المتظاهرين بمخالفة للقوانين ممن يقطعون الطرق ويدخلون البيوت دون استئذان ثم تجعل ذلك وسيلة للادعاء الكاذب بأن الكويت دولة قمعية!
هل سنصحو متأخرين؟
يعاني المجتمع الكويتي، والمجتمعات الخليجية الأخرى طبعا، ظاهرة خطرة تتعلق بالإسراف في استخدام كل شيء، من الماء والدواء والأكل. فكل شيء فائض ويستخدم بابتذال كبير، ففي النادي الصحي الذي ارتاده، والذي يعتبر أعضاؤه من طبقة متعلمة، اجد أن تصرفات الكثيرين لا علاقة لها لا بالتعليم ولا بالخلق، ولا حتى بالرياضة، فمن لا يحتاج جسمه الضئيل لغير نصف منشفة يحمل معه للحمام ثلاثاً منها، غير عابئ بتكلفة جمعها وغسلها وكيها وإعادتها للاستعمال، هذا غير ما سيصرف عليها من ماء ومواد تنظيف كيميائية خطرة على البيئة! كما يصر عدد كبير من الأعضاء، ومن المواطنين بالذات، على إيقاف سياراتهم امام باب النادي الممنوع الوقوف أمامه، ولا يريدون بذل جهد بسيط والوقوف في الأماكن المخصصة، والغريب انهم أتوا لممارسة الرياضة وليس النوم، وهذا غيض من فيض. ولو تجولنا في أي حي لصدمتنا مناظر سلال القمامة، وهي تفيض بما فيها من مأكولات، والقطط تحوم حولها، ومنظرها لا يثير الحزن والألم فقط بل والشفقة على حالنا، ولا استثني احدا هنا! والغريب، بعد كل هذا الإسراف الذي يمارسه الكثيرون، في معيشتهم، وطريقة قيادة سياراتهم واستهلاكهم للوقود والكهرباء والماء، وهدر الوقت بالجلوس على المقاهي لأيام وليس لساعات، ثم يأتي البعض منهم ويطالب بإسقاط القروض الاستهلاكية عنهم وكأنهم اقترضوا من البنك لشراء دواء لأمهاتهم المرضى، وليس لاستبدال سياراتهم الكبيرة بأخرى أكبر، ومن موديل أكثر حداثة، أو لدفع فاتورة سفر للمتعة. غريب أن يطالب البعض بإسقاط فوائد قروضه وفاتورة هاتفه النقال تزيد على قسط قرض سيارته، أو ثمن ما يستهلكه من سجائر.
إن موافقة الحكومة على اي من حلول إسقاط القروض أو تقسيطها أو خصم فوائدها أو أي إجراء من هذا القبيل سيكون في حكم الكارثة الاجتماعية، فقد دفعنا جميعا الكثير نتيجة القرار المتعجل بزيادة رواتب موظفي الدولة، فقد التهمت زيادات الاسعار كل زيادات الرواتب، وتأثر أكثر من لا راتب لديه، وظهر تأثير تلك الزيادات العشوائية على أسعار المناقصات الجديدة التي تضاعفت نتيجة ارتفاع رواتب الموظفين والعمال، ولكن هذا ما لم تفكر به حكومتنا «الرشيدة» في حينه، بل كان كل همها إرضاء رغبة المنتمين لحزب «موظفي الحكومة» وخلاص. إن المسألة لا تكمن في ارتفاع راتب سائق منزل من 90 ديناراً إلى 130 ديناراً مثلا، بل ما أصبحت تتكلفه اليوم تعبئة عربة الجمعية مقارنة بعام مضى.
إن الحكومة ليست مطالبة فقط بإغلاق الباب تماما أمام اي مطالبة تتعلق بالقروض، بل عليها، إن كانت تريد الخير لشعبها، إعادة النظر بكل اسعار الدعم الحالية، من كهرباء ووقود ومواد أخرى، وحتى علف ماشية، ضمن خطة توجه فيها أموال الوفر من الدعم لرفع مستوى معيشة «الإنسان» في الكويت، وليس فقط دعم مواده!
* * *
• ملاحظة: ورد على تويتر النائب السابق، خالد السلطان: إذا فقد الإنسان حقه في التقاضي وتم تلفيق تهم له في بلاده فلا ملجأ له بعد الله في حفظ حقوقه إلا المنظمة الدولية! ولو كنت أمين عام المنظمة لقلت له بأنه، كسلفي، يرفض فكرتها من الأساس، ولا يعترف بميثاق حقوق الإنسان الصادر عنها، ولا بأغلبية قراراتها، فكيف يجوز لجوؤه اليها؟
أحمد الصراف