بشار الصايغ

العدساني ومزرعة علي العمير ..

بيني وبين النائب د. علي العمير ما صنعه الحداد .. فهو اسلامي سلفي وأنا ليبرالي علماني، وفي أي عملية انتخابية أرى فكره خطر على العمل السياسي والديمقراطية الحقيقية، وهو وفكره وجماعته أعتبرهم خصومي الى يوم الدين!

وهذا على المستوى السياسي، أما على المستوى الشخصي فتربطني به علاقة شخصية جيده جدا .. فهو يتقبلني كمواطن ليبرالي وأنا اتقبله كمواطن سلفي، فالانتماء السياسي والفكرى رغم ضراوة صراعه فيما بيننا إلا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يصنع بيننا خلافات على المستوى الاجتماعي.

أقول هذا وأنا اتابع الهجمة الشرسة التي قادها النائب رياض العدساني على العمير خلال الفترة الماضية بسبب شراء العمير شاليه عبر تنازل مالكه الأصلي له، وطبعا هناك من فرح في هذه الهجمة وطار بها بسبب عداوة مع العمير أو انتصارا لرياض، خاصة من السلف المنشقين عن التجمع السلفي وكذلك الاخوان المسلمين.

ولكن .. هل العمير أول نائب يستأجر أرضا من أملاك الدولة بشكل غير مباشر ومن خلال تنازل مواطن آخر؟ بالتأكيد لا .. فقائمة النواب الحاليين والسابقين من ملاك الشاليهات والمزارع والاسطبلات لا تعد ولا تحصى، وإن لم تكن بأسماءهم بشكل مباشر فتجدها بأسماء أقربائهم .. وهذا الأمر ليس بالمفاجأة الكبرى!

فمثلا .. حين كانت تعقد كتلة الأغلبية السابقة اجتماعاتها في مزرعة النائب السابق خالد السلطان، فهل تلك المزرعة ملكه الخاص؟ أم هي مؤجرة من أملاك الدولة؟ وحين دعا النائب علي الراشد السلطتين الى غداء في مزرعته قبل ابطال مجلسه، هل كانت المزرعة ملكا خاصا له أم أيضا مؤجرة من أملاك الدولة؟! والأمثلة كثيرة بما فيهم “ربعي” الليبراليين فهم أيضا يمتلكون شاليهات ومزارع حالهم حال الآخرين.

مشكلة رياض العدساني اختصرها العمير في لقاءه تلفزيوني بقوله أنه يريد اظهار الجميع بالمتجاوزين وهو الوحيد النظيف … ومشكلة من فرحه في قضية العمير أنه نسى حضوره الاجتماعات السياسية لدى نوابهم في يوم من الأيام في مزارع مؤجرة من أملاك الدولة.

الوضع السياسي في الكويت أصبح مزعج بشكل لا يطاق خاصة في موضوع الانتقائية ولعبة غض النظر عن هذا وذاك، ومهاجمة فلان وعلان! المبادىء أصبح لعا معيار مختلف تحدده هوية الشخص الذي أمامنا وانتماءه.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *