مبارك الدويلة

حصاد السنين .. أخطاء الرئيس مرسي

طوال شهرين وأنا استمع إلى حجج المؤيدين لإسقاط الرئيس المصري محمد مرسي بالقوة الغاشمة عن طريق الانقلاب العسكري واستطعت ان احصرها في التالي:
– أخونة الدولة: ويقصدون ان الرئيس مرسي عيّن الاخوان المسلمين في معظم المناصب القيادية للدولة المصرية وتجاهل بقية فئات المجتمع المصري.
– الانفتاح على ايران، مما فتح المجال للتشيع في المجتمع المصري.
– التآمر مع حركة حماس لاضعاف مقدرات الشعب المصري وامكاناته.
هذه أهم الاخطاء التي يراها خصوم مرسي سبباً كافياً للعمل على اسقاطه، وقد بحثت في موضوع الاخونة، فوجدت العجب العجاب، واكتشفت حجم الافتراء على الرئيس، حيث تبين لي ما يلي: رئيس الوزراء قنديل لم يكن منتمياً إلى الاخوان المسلمين في يوم من الايام، اما اول حكومة تتشكل فكانت تحوي عدداً كبيراً من القوى السياسية المختلفة ولم تتجاوز حصة الاخوان اكثر من ثلاثة وزراء! اما الحكومة الثانية فقد تم استدعاء جبهة الانقاذ للمشاركة لكنها رفضت مع ان المنصب المقترح لها كان نائب رئيس الوزراء. والدليل على ان الاخونة لم تكن موجودة في الحكومة ان وزارات السيادة الاربع (الخارجية والداخلية والدفاع والاعلام) لم يوزر فيها أي من الاخوان، حيث ان وزراءها هم اول من انقلبوا على الرئيس مرسي!
– تم تعيين سبعة عشر محافظا في عهد مرسي منهم ثلاثة فقط من حزب الرئيس والبقية من الكفاءات المدنية المستقلة او المنتمية الى احزاب سياسية اخرى.
– اختار مجلس الشورى «المنتخب» اربعة عشر رئيسا للصحف وبعض المؤسسات الاعلامية ولم يكن فيهم أي من الاخوان عدا واحد فقط. والدليل ان هذه الصحف، وبالذات الاهرام والاخبار والجمهورية، كانت تمتلئ يوميا بالمقالات التي تعارض الاخوان وتنتقد الرئيس!
– عندما اختار مجلس الشعب المنتخب لجنة لصياغة الدستور ثارت ثائرة المعارضين وطالبوا بتغييرها وفعلا تم تغييرها واعادة تشكيلها بحيث أصبح الاخوان أقلية فيها!
وللعلم، في كل الدول الديموقراطية الرئيس الفائز بالانتخابات يختار الفريق الذي يدير العمل الحكومي من حزبه نفسه حتى يتحقق الانسجام بين الرئاسة والحكومة، ويتمكن الاثنان من تحقيق البرنامج الذي في ضوئه تم اختيار هذا الرئيس من الشعب، ومع هذا حرص مرسي على ان يكون رئيساً لكل المصريين ويضرب مثالا لمن بعده غير ان خصومه لم يمهلوه فثاروا عليه في الشهر الثاني من ولايته، وساعدهم الاعلام، الذي رفض مرسي أخونته، فكان السهم الذي أصابه في مقتل! لذلك اعتقد ان اكبر أخطاء مرسي أنه لم يُؤَخون وزارات السيادة، وحرص على مثالية لا تصلح لمجتمع كان محكوما بالدكتاتورية والبطش عقوداً طويلة.
اما موضوع الانفتاح على ايران وتسهيل حركة التشيع داخل المجتمع المصري فهذا مردود عليه بموقف الرئيس في طهران وهو موقف عجز عن مثله زعماء العرب والمسلمين. والدليل على غضب ايران من مرسي وسياسته هو موقف علماء الشيعة وايران من الانقلاب الدموي عليه! أما دعمه لـ «حماس» فقد اتضح الآن ان الانقلابيين ضد حكومة حماس في غزة بل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، والدليل انهم هدموا كل الانفاق التي كان يتنفس منها اهل غزة المحاصرة من كل جانب، وشاهدنا كيف تحولت الحياة في غزة اليوم الى جحيم وسجن كبير لمليون فلسطيني!
ختاما، ستثبت الايام حقيقة الانقلابيين، وستتكشف اهدافهم للناس، وسيبدأ شباب الثورة بالتبرؤ منهم لكن بعد فوات الوقت، ما لم يسقط الانقلاب بثورة شعبية مضادة بدأنا نشاهد بوادرها الجمعة الماضي عندما تحركت التظاهرات في ستمائة موقع في عموم الجمهورية.
***
• انا افهم لماذا يكذب اعلام الانقلاب ويضلل الناس ويعطي صورة مخالفة للواقع، لكن الذي لا افهمه ان يمارس هذا الدور مراسل تلفزيون الكويت يوم الجمعة الماضي في اخبار منتصف الليل عندما يخرج علينا ويقول ان الشوارع اليوم هادئة! وكلنا شاهدنا بأم أعيننا الآلاف يتحركون في كل شارع وقرية ومدينة؟!
***
• شكر خاص للاخ وزير الدفاع على قراره الانساني لحل مشكلة المسرحين، وما هي غريبة على بومحمد هذه المبادرات والتي نتوقع منها المزيد لدعم امن البلد واستقراره.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *