سامي النصف

المفاعلات النووية الكويتية.. والمناقصات!

تطرّق ضيوف برنامج «مواجهة» ليلة الجمعة الماضية، وهم: السفير جمال النصافي، ود.مشعل السمعان، وم.مصطفى غلوم، وكاتب هذه السطور، لموضوع مهم جداً يجب أن يحظى بالاهتمام الشديد من الدولة، وهو إيجاد مصادر بديلة للنفط الناضب سريعا، وذلك لإنتاج الكهرباء والماء، خاصة أن الدولة تعتزم التوسع الشديد في البنى الأساسية وبناء المدن والمنازل، مما سيضاعف ما نحتاج إليه من النفط لتوليد الطاقة إلى ما يقارب المليون برميل يوميا، أي ثلث الإنتاج، وتلك مصيبة ما بعدها مصيبة.

■■■

وإيجاد مصادر أخرى للطاقة يعني أن نوفر نفطنا للتصدير الخارجي، حيث مازال يمثل 99% من دخل الكويت، كما يعني إطالة عمر الاحتياطات العامة من النفط لضعفي أو ثلاثة أضعاف السنوات المتوقعة فيها إذا استمر حرق البترول لتوليد الطاقة، كما اتفق الفريقان المتواجهان في البرنامج على أن الطاقة المتولدة من الهواء أو الشمس لا يمكن لها أن تسد حاجيات البلد، وان العالم غيّر مسماها من الطاقة «البديلة» إلى الطاقة «المكملة» كونها لا تستطيع أن تحل محل البترول والغاز والطاقة النووية.

■■■

وأول مزايا الطاقة النووية التي كنت وزميلي م.مصطفى غلوم نسوق لها أنها ـ وبعكس ما يشاع عنها ـ آمنة نظيفة رخيصة، فعبر العقود الماضية لم نسمع بحوادث مريعة بسببها واحتمال وقوع حوادث لها يقارب 0% أو تحديدا واحد لما يقارب المليونين، وبالتالي فهي أكثر أمنا من قيادة السيارة أو الذهاب للأسواق أو البقاء في البيوت ومراكز العمل التي يمكن لها أن تنهار، وفي هذا السياق أتى ضمن البرنامج على لسان م.مصطفى أن مفاعل بوشهر بعيد جدا عن احتمال التسريب أو الانهيار، حيث يتمتع استثناء بأربع طبقات عازلة تمنع تسرب الإشعاعات منه أو تلويثه لمياه الخليج.

■■■

ومن الواضح أن الدول المستخدمة للطاقة النووية في توليد الكهرباء هي أكثر دول العالم تقدما ورقيا، وهي بالترتيب (أميركا، فرنسا، اليابان، ألمانيا، روسيا، كوريا الجنوبية، بريطانيا، أوكرانيا، كندا، السويد.. الخ)، كما أن كلفة وحدة الكهرباء أقل كثيرا (156 دولارا للبترول، 116 دولارا للغاز، 58 دولارا للذرة)، وقد بدأت الدول الخليجية الأخرى بالعمل منذ سنوات طوال لدخول عصر الذرة، ومثلها الأردن ومصر، وتخلفت الكويت ـ كالعادة ـ وكلما طال التأخر زادت كلفة دخول ذلك العصر الذي يحتاج إلى سنوات طوال من الإعداد واختيار الدول التي ستشارك في بناء المفاعلات الذرية واختيار الطلبة وإرسالهم لدراسة الهندسة الذرية.. إلخ.

■■■

آخر محطة: (1) في عام 2009 أنشئت لجنة وطنية في الكويت لدخول عصر الذرة، وبعد أن قطعت شوطا طويلا في العمل أتى قرار مفاجئ بإلغائها دون إبداء الأسباب، ولم يهتم أحد حتى بجمع الدراسات والأبحاث السرية التي تكلفت الملايين، وكأن هناك حرصا شديدا على أن نبقى متخلفين عن الجيران في مجال الطاقة.

(2) المفاعلات الذرية هي كالطائرات والسيارات.. إلخ، لا يعني عدم وجود تكنولوجيا محلية لصناعتها عدم القدرة على استخدامها وإدارتها وصيانتها بكفاءة شديدة.

(3) المفاعلات كحال الطائرات هي سلع استراتيجية يتم التفاوض لاستقدامها بين الجهات المعنية في الدول، نرجو ألا يدعي أحد أن لديه كذلك مفاعلات نووية خاصة يود بيعها للكويت.. بخصم كبير! حصلت في السابق.

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *