سامي النصف

شكر للأعزاء ولا عزاء للأعداء محطات

أثلج صدر الآلاف من العاملين بشركة الخطوط الجوية الكويتية الكلمات الطيبة لأقلام وطنية مخلصة أمثال الزملاء الأعزاء: علي البغلي ود.ناجي سعود الزيد وأحمد الصراف وصالح الغنام وقيس الاسطى وحسين عبدالرحمن ويوسف الزنكوي وغيرهم، دعما لما قامت به الخطوط الجوية الكويتية من خطوات تجاه محاولات الابتزاز الذي تعرضت له، ونعاهدكم على اننا سنبقى على درب الحق سائرين واضعين نصب أعيننا مصلحة الوطن والمواطنين، ومرسخين مبادئ النزاهة والشفافية التامة في العمل، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه للكويت وشعبها.

■ ■ ■

وموضوع «الكويتية» للعلم لم ينته بعد، والقادم من الايام سيشهد سريعا كشف الحقائق المذهلة، خاصة من ادعى تملك ما لا يملكه بل هو بيع لدخان في الهواء في سبيل الخداع وبقصد الاستيلاء على الاموال العامة، وسيتم تحريك الدعاوى القضائية ضد من اساء استخدام السلطة الممنوحة له للتكسب الشخصي حتى لو كان على حساب مصلحة البلد.

■ ■ ■

يقابل هؤلاء الاحبة للكويت و«الكويتية» جمع من (…)، احدهم يسأل بخبث شديد: كيف تعاقدت يابو عبداللطيف مع «الايرباص» دون وسطاء هذه الايام وكنت قد وقفت مع صفقة 2007 التي تمت عبر وسطاء؟!، وما لم يقله ان الوسيط آنذاك لم يكن فردا، بل هو شركة «مساهمة كويتية عامة» انشأتها وتملكها «الكويتية»، وان سبب قبول عرضها ان اسعارها ومواعيد تسليم طائراتها آنذاك كانت افضل من اسعار المصنعين بشهادة القائمين عليها، وان سبب اعتراضنا الغاء تلك الصفقة تحت صيحات «سرقة القرن» المعتادة، ولم تجد نيابة الاموال العامة اي تهمة على الجهاز التنفيذي لـ «الكويتية»، وقد تسبب الالغاء في خسارة المليارات، ويتساءل: هل للاخت والاخ شيء من الصفقة؟ وهو يعلم ان الصفقة مباشرة دون وسطاء من المصنع، ومن يقصدهم ـ ان صدق الحدس ـ هم الاكثر هجوما علي في وسيلة اعلامهم، للعلم سبق ان رفضت مرات عدة ان ارشح اسماء للحلول محل ذلك المتجني عندما كان مراسلا لقناة فضائية شهيرة لأنني لا أغدر كما غدر ولا أقبل بقطع أرزاق الناس.

■ ■ ■

وشخص آخر يسأل: كيف لمن تقدم باستقالته من الوزارة بسبب المرض ان يعمل مرة أخرى؟ وكأن المرض حالة دائمة في كل الاوقات، لقد مرضت وعدت بعد ايام قليلة من سفري للخارج حرصا على المال العام، وقدمت استقالتي من اعلى المناصب مما يظهر زهدي فيها وصحة مرضي، بينما هناك من ذهب في سياحة علاجية على حساب الدولة وبقي اشهرا طويلة في الخارج ثم عاد ليمارس عمله، فإن كان مريضا فكيف صحت عودته للعمل؟ وان لم يكن مريضا فلماذا بقي في الخارج طوال تلك المدة؟!.

وثالثا وضع راتبا خياليا ادعى كذبا انني تسلمته، وانا لا أتسلم حتى جزءا منه او حتى فلسا واحدا اكثر من الراتب المخصص للوظيفة المؤقتة التي اتقلدها والذي تسلمه لسنوات طوال من عمل في الوظيفة قبلي، للعلم من ادعى علي كذبا هو الذي توسطت له عندما فصل المرة الاولى من الصحيفة التي كان يكتب بها، وهو الذي سخرت قلمي قبل مدة قصيرة للدفاع عنه في اقسى ما يطعن به الشخص الشريف.

■ ■ ■

آخر محطة: التهنئة القلبية للزميل ماضي الخميس على اختياره لرئاسة تحرير جريدة «الكويتية»، بو عبدالله اعلامي شديد الاحتراف من الرأس حتى أخمص القدم، وستشهد الزميلة «الكويتية» التي كان اول قرار وقعت عليه عند دخولي وزارة الاعلام هو قرار ترخيصها، قفزات قوية الى الامام.. ومبروك مرة اخرى.

 

احمد الصراف

جسر تنهدات اليرموك

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

هناك جسر في مدينة البندقية الإيطالية يمر السياح فوقه فيطلقون تنهدة عميقة تيمنا بالتنهدات التي كان يطلقها في غابر الأيام المحكوم عليهم بالموت، كما تقول الرواية، وهم يعبرون الجسر لآخر مرة في طريقهم إلى ساحة الإعدام! وفي منطقة اليرموك الكويتية، وعلى شارع الملك فيصل، جسر تمر المركبات بمحاذاته ويتنهد سائقوها ألما وحسرة لوضعه ومكانه، ولما وصل له الفساد في دولة كانت يوما «نظيفة وجميلة»!
تستخدم المعارضة السياسية في الدول المتقدمة تعبير «جسر إلى لا مكان» أو A bridge to nowhere عندما تريد انتقاد الحكومة على إنفاقها مبلغا كبيرا لتحقيق هدف صغير، اي ان المال الذي صرف سوف يؤدي للا شيء تقريبا! والتعبير نفسه يطلق على اي جسر يبنى على طريق ما ولكن لا طرف منه يؤدي لأي مكان، وعادة ما يكون مثل هذا الجسر من دون خدمات وغير كامل الإنشاء ويفتقد شروط الأمان، وبني لغرض تنفيع جهة أو شخص ما. وعلى الرغم من أن جسورا كثيرة حازت لقب «جسر إلى لا مكان»، وفي أكثر من دولة في العالم، إلا ان اشهر هذه الجسور ربما كان جسر «فورت دوكسن» Fort Duquesne Bridge الذي بني عام 1963 على نهر أليكاني في بتسبيرغ، بنسلفانيا، والذي ما ان انتهى بناؤه بعد 6 سنوات، حتى تبين أنه لا يؤدي إلى اي مكان، ففي طرفه منطقة فضاء كبيرة لا يحدها البصر والشيء ذاته في طرفه الآخر، وبقي على حاله دون ان يستخدمه احد لأكثر من عشرين عاماً، قبل ان تقرر بلدية المدينة بناء استاد رياضي على أحد طرفيه.
نعود إلى جسر اليرموك، والذي بني على خط مواز لطريق الملك فيصل باتجاه المطار، والذي يبدأ أوله بعد فتحة الدخول والخروج من منطقة اليرموك على الطريق نفسه ويستمر بمحاذاته لينتهي لــ… لا شيء! وهذا ما دفع الأشغال لوضع كتل كونكريت على مدخله وأخرى على مخرجه، لعدم الحاجة له، علما بأن طوله يزيد على 100 متر، وربما تكلف الملايين، ومع هذا لا فائدة منه، وما يقال من انه بني لكي تستخدمه «شخصية أمنية» عند خروجها من اليرموك في طريقها للمطار، دون أن تضطر للدخول في زحمة مرور الملك فيصل لمائة متر، أمر لا يعقل ابدا! ولا شك ان الجهات أوصت ببناء الجسر، ووافقت على بنائه مستفيدة من فساد الوزارة المعنية! وهنا نتمنى على وزير الأشغال التفرغ لدقائق وطلب ملف هذا الجسر العجيب، واستعراض عدد ووظائف المهندسين والإداريين الذين أقروا موقعه وتكلفته، والشركة التي نفذته وحينها سيكتشف، إن احب ذلك، الكثير من مواطن الخلل في وزارته. وفي السياق نفسه فإن القول بأن فساد البلدية لا تحمله الجمال ربما لا يكون دقيقا، فالبلدية لا تشكو من الفساد بقدر ما تشكو من فقدان الإدارة الحازمة، فغياب الإدارة الجيدة هو الذي نشر الفساد فيها! ولو اشتهى مديرها العام أو وزيرها كشف الفساد فيها ووضع حد للبعض منه لما تطلب الأمر أكثر من طلب ملف بناية عالية واحدة في أي منطقة مكتظة، واستعراض اسماء من وافقوا على ترخيصها بالرغم من افتقادها لكل شروط الأمن والسلامة ومواقف السيارات، وهنا سيجد جيشا من الفاسدين والمفسدين الذين وضعوا تواقيعهم الكريهة على كل مخططات البناء من دون خوف من عقاب!
***
• ملاحظة: شكراً لينا باكير، فقد أسعدت نفوسنا العطشى للجمال والفن لساعتين، بعيداً عن قضايا «الداو» وسرقات المال العام وخراب التعليم وتخلف النفوس والعقول.