علي محمود خاجه

شارع باسمه

المشكلة أنهم يريدون أن ننتقد في وقت هم يحددونه، وأن نتجاوز متى ما أرادوا عن خطاياهم بحجة عدم زعزعة الحراك، هذا ما حدث في أكثر من مناسبة وما زال مستمراً وسيستمر؛ لأننا باختصار نعيش بين نقيضين متشابهين في أمر واحد، وهو عدم تقبل الرأي الآخر وتخوينه لمجرد الاختلاف معه، ومن يرفض أن يكون مع هذين النقيضين يكون رمادياً متردداً جباناً. منذ بداية الحراك وظهور ما يسمى بـ"نهج" وشعار حكومة جديدة بنهج جديد حينذاك طلبنا ببساطة أن يحدد النهج الجديد المنشود، وكان الرد إما التجاهل وإما التخوين، وكانت النتيجة مجلساً ذا أغلبية غير مسبوقة بلا نهج ولا رؤية، أرعب شرائح من المجتمع الكويتي بتطرفه وإقصائه.  وعندما حدث ما حدث في البحرين وجهوا استجواباً إلى رئيس الوزراء السابق بسبب عدم إرساله قوات كويتية لقمع الحراك البحريني، ورفضنا ذلك فألصقوا تهمة عقد الصفقات مع الحكومة على كل من رفض ذلك الاستجواب السيئ.  واليوم يتجرعون من كأس هم ساهموا في صنعها، طالبوا بما يسمى بالكونفدرالية الخليجية وانتشروا بوسائل الإعلام لتسويقها، وكنا نرفض ذلك لسبب بسيط، وهو عدم تجانس أنظمة دول المنطقة، فأصبحنا صفويين في أنظارهم، واليوم يولولون على الاتفاقية الأمنية وهي جزء يسير فقط مما يمكن أن يحدث في حالة الكونفدرالية. آخر الأمثلة وأحدثها هو موقف السيد فلاح بن جامع، فعندما اتسقت مواقفه مع المعارضة في فترات سابقة كان التمجيد والتهليل والتشجيع لآرائه كأمير قبيلة وليس كمواطن عادي يفوق الوصف، بل إنهم أقروا أن يسمى أحد شوارع الكويت باسمه، وأعتقد أن ذلك أمر غير مسبوق أبداً، حينها حذرنا من إقحام كيان القبيلة الاجتماعي في الموقف السياسي، فاعتبرونا مزعزعين للحراك، وحين أمر السيد فلاح قبيلته بالمقاطعة دون رفض مما يسمى بالمعارضة من أن يجير الموقف السياسي للأفراد لمصلحة الكيان الاجتماعي للقبيلة أقامت المعارضة الاحتفالات على شرفه، وها هو اليوم يتخذ موقفاً سياسياً للقبيلة مغايراً لما تتبناه المعارضة دون أن يتمكنوا من نقد ذلك؛ لأنهم هم من أعادوا الدور السياسي للكيان الاجتماعي للواجهة. كل ما حذرنا منه سابقاً وانتقدناه أصبحوا يدفعون ثمنه اليوم لأنهم ببساطة يعتبرون أي رأي خارج سربهم انبطاحية وموالاة وبعض التهم المعلبة الأخرى. تلك مجرد أمثلة بسيطة لما حدث وما زال مستمراً بمواقف مختلفة بل كوارث هدت أركان الإصلاح الممكن، ولكن لم يحدث ولن يحدث طالما انزويتم في ركن واحد لا ترون غيره، ولا تستمعون لسواه. خارج نطاق التغطية: كل الكويت تشيد وتدعم وتؤيد بشكل غير مسبوق خطوات اللواء عبدالفتاح العلي لإصلاح الوضع المروري بالكويت، كل هذا التأييد والدعم والثناء لمجرد أنه قرر أن يطبق القانون على الجميع دون تمييز.

سامي النصف

تهنئة قلبية لديوان الخدمة المدنية

أدمنّا الخطأ في البلد حتى أصبح الإنجاز الباهر لا يشار إليه إلا فيما ندر، ومن ذلك مرورنا مرور الكرام على أحداث موجبة تستحق التوقف عندها ومن ضمنها فوز ديوان الخدمة المدنية بالجائزة الاولى على مستوى العالم في مشروع التوظيف الالكتروني منتصف الشهر الجاري والذي تقدمه الأمم المتحدة والاتحاد الدولي لهيئات المعلومات والاتصالات وتقام احتفاليته بمقر الأمم المتحدة في جنيف.

****

وقد تقدمت أكثر من 100 دولة بـ 280 مشروعا تهدف للفوز بالجائزة التي تمنح كل 5 سنوات، والقصد من المسابقة البحث عن الجهات التي تقدم أفضل الوسائل الالكترونية للباحثين عن عمل من الشباب حديثي التخرج عبر تسهيل عملية تقديم الطلبات عن طريق الوسائط الالكترونية وضمان الشفافية والعدالة بالاختيار والقدرة على ربط الجهاز المعني بالجهات الحكومية الأخرى.

ويعتبر معيار التكنولوجيا معيارا مهما جدا في عملية اختيار المشروع الفائز، والحال كذلك مع ضمان المقارنة العادلة بين المتقدمين ووجود أنظمة متطورة تمنع القفز على القوانين لترجيح هذه الجهة على تلك، وهو ما تحقق جميعا وبتميز لديوان الخدمة المدنية فحصدوا الجائزة التي ستبقى معهم حتى عام 2018 عند إجراء المسابقة مرة أخرى.

****

ويقع المشروع الذي فازت به الكويت ضمن سلسلة مشاريع للأمم المتحدة تستهدف منها خدمة حكومية أفضل للموطن (G2C) وتشجيع اتصال أفضل بين أجهزة الحكومة المختلفة (G2G)، وقد ساهم تطور جهاز ديوان الخدمة المدنية في تطوير أجهزة الدولة الاخرى لمواكبة خطوات الديوان، وهو ما خلق قيمة مضافة للبلد استفاد منها المواطنون.

****

آخر محطة: التهنئة القلبية للاخوين عبدالعزيز الزبن ومحمد الرومي وجميع المسؤولين والعاملين في ديوان الخدمة المدنية على الجهد المميز الذي أوصلهم لحصد الكويت المرتبة الاولى في العالم لمشاريع التوظيف، وإن شاء الله تكون هذه بداية نهضة شاملة في أجهزة الدولة المختلفة.