سامي النصف

شخصيات وأحداث

الشكر المحلى بالسكَّر والعسل للزملاء والزميلات فاطمة حسين وحمد نايف العنزي وعصام الفليج وصالح عثمان السعيد وعلي البغلي ويوسف الزنكوي على ما خطوه خلال الأمس وقبل الأمس من دعم وتأييد لمبدأ الشفافية ومحاربة الفساد القائم في شركة الخطوط الجوية الكويتية التي هي مال عام مؤتمنون عليه لا نرضى استباحته أو العبث به والرضوخ للمحاربة وعمليات الابتزاز والتهديد والوعيد التي تأخذ الف شكل وشكل هذه الأيام، ودعمنا فيما نعمله مستمد من القيادة السياسية ومن الشعب الكويتي ومن الاقلام النظيفة الطاهرة وما اكثرها في صحافتنا الكويتية.

***

التهنئة القلبية للسيد نزار العدساني على توليه دفة القيادة في القطاع النفطي وهو القطاع الاهم في الدولة والذي لم تتوقف الاقاويل السالبة حوله منذ سنوات طوال، السيد نزار هو الرجل المناسب في المكان المناسب الذي يجب ان يلتف الجميع حوله لدعمه واعطائه الفرصة للبدء في عملية الاصلاح التي طال انتظارها في ذلك القطاع المهم وان تمتد منه لباقي أجهزة الدولة ودون ذلك فلن يأتي المستثمرون للدولة وارقامها متخلفة في مؤشرات الشفافية الدولية ولن يتحقق بالتبعية حلم كويت المركز المالي البديل الوحيد للنفط والايام تجري سريعا.

***

ومن عمليات الاصلاح الفاعلة في الدولة ما يفعله اللواء عبدالفتاح العلي في ادارة المرور والذي يرمي من خلال قراراته الحازمة والقوية الى وقف حروب الشوارع التي تتسبب في موت المئات كل عام نتيجة للتسيب وعدم احترام القانون وللتخفيف من الازدحامات المرورية التي باتت تمتد لـ 24 ساعة في اليوم وعلى كل الطرق وفي جميع الاتجاهات وذلك كنتيجة للعزوف عن استخدام وسائل المواصلات العامة والتساهل الشديد في قيادة السيارات دون دفتر او اجازة قيادة بحماية من بعض المتنفذين وبعضهم للأسف ضباط في الداخلية.

***

كلما زارنا وفد أجنبي اصطحبته لمتحف بيت العثمان الذي هو مفخرة للكويت وحفظ حقيقي لتراثها وتاريخها والذي يعود الفضل في انشائه وتحوله من بيت آيل للسقوط الى ما هو عليه الآن من رونق وجمال، للمبدع انور الرفاعي والفريق التطوعي العامل معه، السؤال: لماذا لا يسلم ذلك الفريق الذي اثبت جدارته الاماكن التراثية الاخرى في الدولة لاحيائها مثل بيوت الشيخين احمد الجابر وعبدالله السالم في فيلكا وبيت وديوان الشيخ خزعل وكشك مبارك والمستشفى الاميركاني وبيت ديكسن وبيت السدو والمتحف الوطني والمتحف البحري وغيرها من متاحف علاها الغبار؟ ولماذا لا تخصص لفريق المبدع الميزانية اللازمة لاداء عمله ولشراء الموجودات الكويتية القديمة الموجودة لدى العم سيف الشملان وصالح المسباح ومحمد كمال وغيرهم كي لا تضيع وتتلف خاصة أنه لا قيمة لمبنى تراثي دون موجودات اثرية داخله ويترك للمجلس الوطني قضايا الثقافة والفنون والآداب والكتب؟

***

آخر محطة: مادمنا في التراث فأهم ما يعشقه السائح الاجنبي هو الاسواق التراثية المشابهة لخان الخليلي في مصر والحميدية في سورية والواجب خلق اسواق تراثية متكاملة كي تصبح محجا للمواطنين والمقيمين والسائحين، فمازال الزميل احمد شمس الدين ومن معه من محبي التراث يعرضون تحفهم التراثية الجميلة في سرداب لا يعلم بمكانه احد.

 

احمد الصراف

الظلم المتجذر

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

رفض الأب الأفغاني تزويج ابنته بسبب صغر سنها، وما هي إلا أيام حتى لقيت تلك المسكينة حتفها ذبحا، وقطع رأسها، ولم تكن قد تجاوزت ربيعها الرابع عشر! تبين لاحقا أن من قام بتلك الجريمة رجلان، أحدهما من رفض الأب تزويج ابنته له! وفي الشهر نفسه دين اربعة «رجال شرطة»، في الولاية الأفغانية نفسها بالسجن لستة عشر عاما لاغتصابهم امرأة. وقد أدت أحداث عنف بشعة مماثلة اقترفت ضد المرأة، من حرق وجوه وضرب مبرح وتشويه وتزويج قسري، وعدم اكتراث بصغر سن الفتاة عند تزويجها، كل هذا دفع الرئيس كرزاي عام 2009 لإصدار قانون هدف منه وضع حد، أو على الأقل التقليل، من حوادث الاعتداء على النساء، وكانت النتيجة أن المئات من الآباء والأزواج والإخوة دينوا بجرائم بشعة من تشويه وجوه ضحاياهم من بنات أو زوجات أو حتى أقارب من الدرجة الثانية، وتقطيع أوصالهن! وخوفا من أن يأتي رئيس آخر مستقبلا ويلغي القانون، فقد قام بعض المدافعين عن حقوق الإنسان، والمرأة بالذات، في افغانستان بمحاولة تحصين القانون من خلال تمريره في البرلمان. ولكن ما إن قدم القانون للمناقشة حتى ثارت ثائرة الأعضاء المتشددين من رجال القبائل والملالي ضده، وتم سحبه بعد اقل من 15 دقيقة من النقاش الناري، بعد وصفه ومن قدمه ومن سبق ان اصدره بمعاداة الشريعة. وزادوا على ذلك بطلب حماية الآباء والاخوة والأزواج من أي عقوبة إن قاموا بعمل عنيف ضد بناتهم أ وزوجاتهم، إن كان هدفهم المحافظة على الشريعة. كما طالبوا بمنح الأزواج حق اغتصاب زوجاتهم إن رفضن «طاعتهم». وطبعا هذه القوانين تخص حاليا ساكني المدن، أما مناطق الأرياف فإن حال المرأة فيه يعود لما قبل القرون الوسطى. ولكن لو عدنا لما كان عليه حال المرأة قبل نصف قرن مثلا، ومن خلال الصور والأفلام الوثائقية، لوجدنا أنها كانت في الغالب سافرة الوجه حرة في حركتها وتدرس في الجامع وتعمل وتعامل بطريقة أكثر إنسانية من الآن حتما، ولم يتدهور وضعها الإنساني والمعيشي، ولم تسلب حقوقها وتوضع في أكياس زرقاء لا تخرج من دونها، إلا مع موجة الصحوة الدينية التي اجتاحت المنطقة ككل، وبالتالي ليس هناك امل في أن تعود للمرأة كرامتها بغير القضاء التام على كل مظاهر الصحوة المزيفة، وقبر الحركات الدينية المتطرفة إلى الأبد، فقد دفعنا جميعا، والمرأة بالذات، ثمنا رهيبا يصعب تعويضه بسهولة.