سامي النصف

الخلاف الحقيقي هو بين الأحمر والأخضر!

هناك من يرى أن الخلاف المحتدم في الكويت هو على معطى الموالاة والمعارضة، الأزرق والبرتقالي، حماة الدستور وأعـدائه، دعاة الصـوت الواحد ودعاة الأربعة أصوات، إسـلاميين وليبراليين، قبائل وحـضر، سنّة وشيعة، وحتى من هو مع أحكام المحكمة الدستورية ومن هو ضدها!

***

وأرى كمراقب أن هناك تباينا آخر أهم وأقوى من كل ما سبق يمكن أن يسمى أحد طرفيه بالفريق الأحمر ويضم جزءا من قوى الموالاة وجزءا من قوى المعارضة كتفا بكتف، وجزءا من البرتقالي وجزءا من الأزرق، وجزءا من المؤمنين بالدستور وجزءا من أعدائه، وجزءا من دعاة الصـوت الواحـد ومعهم جزء من دعاة الأربعة أصوات، وجزءا من الإسلاميين وجزءا من الليبراليين، وجزءا من القبائل وجزءا من الحضر، وجزءا من السنّة وجزءا من الشيعة، يقابلهم في الاتجاه المعاكس وبنفس النسب منضوو الفريق الأخضر، فما الفرق الأساسي بين الفريقين؟!

***

منضوو الفريق الأحمر بكل مشاربهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم هم من المؤمنين ظاهرا وباطنا، قولا وعملا، بحماية أموالنا العامة وتوقيرها وتوفيرها لأجيالنا المقبلة، فالكويت بالنسبة للفريق الأحمر هي وطن قائم ودائم لألف عام وأكثر، وكل تصرف يجب أن يعكس هذا التصور، فبقاء الكويت وعدم تكرار ما حدث صيف 90 بأشكال سياسية وأمنية واقتصادية أخرى، هو الضمان الوحيد للأبناء والأحفاد، لا المال الخاص المخزن الذي يمكن أن يختفي في لحظة، وكل ما غير ذلك هراء ما بعده هراء، فمليارات الدنيا لا تغني عن وطن معطاء يأوي إليه الإنسان كحال الكويت، واسألوا اللاجئين والمشردين والمهجرين في كل مكان من العالم عن أوضاعهم دون وطن.

***

يقابل هذا الفهم الذي يضع الوطن والحفاظ عليه في المقام الأول، مفهوم معاكس تماما يؤمن به منضوو الفريق الأخضر أصحاب شعارات «من صادها عشى عياله» و«كل محتركة حلال»، ومختصره ان الكويت بلد مؤقت أشبه بمحطة بنزين تعبأ منها السيارات ثم ترحل عنها سريعا، لذا فالضمانة والطمأنة هي عبر التجاوز الشديد على المال العام واستباحته وهدره مع كل إشراقة شمس حتى إشراقتها مرة أخرى..

عزيزي القارئ، المباراة ساخنة وقائمة بين الفريقين الأحمر والأخضر بشكل يومـي، ومنذ عقـود، فحدد إلى أي «من الفريقين تنتـمي قبل أن تنـصرف للتفرعات والانتماءات الأخرى».

***

آخر محطة: (1) يقر لاعبو ومشجعو الفريق الأحمر بأن لاعبـي ومشجعي الفريق الأخضر كانوا يزدادون مع كل يوم يمر، خاصة أن طبولهم عالية الصوت، كانت تصم الآذان، وفي ظل غياب المحاسبة الرسمية والشعبية والاجتماعية للمتجاوزين.

(2) أحرزت الحكومة بالأمس هـدفا أحمر رائعا بتحويلها ملف الداو للنيابة العامة، مما أسكت لاعبي ومشجعي الفريق الأخضر الذين كانوا يظهرون ألسنتهم للدولة وللقانون وللعدالة.. «عفارم»!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *