سامي النصف

حب الكويتي لوطنه.. شكل تاني!

نحتفل هذه الأيام بأعياد الكويت الوطنية.. ثم يهدد الجميع وطنهم بتركه هذه المرة عند أولى بوادر اعتداء عليه.. وخوش حب!

نحب الكويت.. ونرفض مشروع اتحادها الكونفيدرالي مع شقيقاتها كي نتركها مرة أخرى لقمة سائغة لأعدائها!

نحب الكويت.. ونعادي حلفاءها ونصادق أعداءها!

نحب الكويت.. ويشتم البعض منا الولايات المتحدة والسعودية وقطر والبحرين الذين لولاهم بعد الله لما تحررنا!

نحب الكويت.. ويستفز البعض منا جاري الكويت الكبيرين ايران والعراق وكأننا تحولنا من بلد المليون نسمة إلى أمة المائة مليون مقاتل!

نحب الكويت.. ونقدم ولاءاتنا البديلة (القبيلة، الطائفة، العائلة) على ولائنا لها!

نحب الكويت.. ونسرقها مع كل إشراقة شمس بألف طريقة وطريقة!

نحب الكويت.. ولم يبق بطل تحرير أو مقاوم في الداخل والخارج إلا وتمت الإساءة اليه كي.. لا يكرر عمله مستقبلا!

نحب الكويت.. وندمرها كل يوم بالاضرابات والمسيرات والمطالبات المالية غير العقلانية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا!

نحب الكويت.. ونعتدي على رجال أمنها المنوط بهم الدفاع عنها!

نحب الكويت.. ونرفض دفع قروضنا ونطالب الكويت التي ندعي حبها بدفعها بدلا عنا «خوش حب متجرد من المصلحة»!

نحب الكويت.. وندمر ونهدم في كل ساعة سور وحدتنا الوطنية الذي يحمينا!

نحب الكويت.. ونرفع على الأكتاف وننتخب كل من يريد حرقها وتدميرها!

نحب الكويت.. ونضحي لأجل الكراسي الزائلة بماضيها وحاضرها ومستقبلها!

نحب الكويت.. ونخلق التشريعات التي تطفش الكويتي والعربي والأجنبي من الاستثمار فيها ثم نلقي باللوم على جهاز المبادرات.. حلوة!

نحب الكويت.. ونرفض خلق نظام تجنيد متطور يجعلنا مؤهلين كحال جميع الدول الصغيرة أمثال سنغافورة وإسرائيل والسويد وسويسرا للدفاع عنها!

نحب الكويت.. ونرفض دفع فواتير ما نستخدمه من ماء وكهرباء المدعومين من الدولة ونبالغ في الإسراف حتى أصبحنا.. الأكثر استهلاكا لهما في العالم!

نحب الكويت.. ونفخر بمؤتمر جدة الذي جدد البيعة للأسرة الحاكمة ثم نكمل فخرنا بذلك المؤتمر بـ «المطالبة بالحكومة الشعبية والاستفراد باستجواب وابعاد.. المسؤولين من أبناء الأسرة الحاكمة.. «وخوش حب وخوش فخر»!

نحب الكويت.. ونستخدم ذكاءنا (ان وجد) وقدراتنا الكلامية لا للدفاع عنها بل.. للاضرار بها!

نحب الكويت.. ونجعل ديموقراطيتها ولعبتها السياسية اضحوكة الأمم!

نحب الكويت.. ونكافئ نساءها ممن خرجن في أول مظاهرات ضد الاحتلال واستشهد العديد منهن في سبيل تحريرها بعدم انتخابهن أو توزيرهن!

نحب الكويت.. ونحارب من خلق بجهده الخاص.. متحفا للتذكير بغزوها وتخليد مقاومتها!

نحب الكويت.. ونخلق عمليات تأزيم سياسية متتالية تعرقل مسيرتها التنموية وتقربها من تقاتل أهلها!

نحب الكويت.. ونطالب بتعديلات دستورية ستجعلنا في مواجهة المجتمع الدولي الذي حررنا!

***

آخر محطة: جميع تلك الأعمال نقوم بها تحت دعاوى حبها فما الذي كنا سنفعله لو كنا ندعي.. كراهيتها وننتوي الإضرار بها؟! لست أدري.

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *