احمد الصراف

كوكتيل كويتي سعودي

عندما أقر قانون منح المرأة الحق في الترشح والانتخاب، وقف فهد الخنة، النائب وقتها، من الحركة السلفية، وألقى كلمة ابدى فيها شديد حزنه من النتيجة، ووصف الحدث بالمكروه، لمخالفته الشرع والدين، وقال إنه مكروه لا يحمد غير ربه عليه! إلى هنا لا نعتقد أنه تجاوز حقه، ولكن السيد الخنة السلفي المتشدد، عاد وبعد سنوات قليلة، و«الحي يقلب»، ورشح نفسه للانتخابات الأخيرة، التي لم يوفق فيها، واثناء حملته الانتخابية لم يتردد في التودد للمرأة وطلب رضاها ودعمها ووقوفها «إلى جانبه»، متناسيا كيف أن إعطاءها حقها الأمس كان مكروها، كالموت، وكيف حارب بشراسة معترضا على حصولها على ذلك الحق، ليأتي بعدها وينشر إعلانا في غالبية الصحف، يعتذر فيه لناخبيه من رجال ونساء، عدم قدرته على زيارتهن وزيارتهم شخصيا لتقديم الشكر، بسبب ضيق الوقت!
لسنا في معرض التهجم على السيد الخنة أو غيره هنا، بل لنبين مدى «مكيافيلية» السياسيين، وفي أي منطقة كانوا، ولأي مذهب انتموا، وأي لبوس ديني تلبسوا، في أشكالهم وهيئاتهم وتصرفاتهم ومعتقداتهم، فهذا لا يمكن أن يجعلهم مختلفين عن غيرهم، أو أكثر نزاهة وصدقية منهم، ولا أدري كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بهذا التلون! وما الفرق بينهم وبين الليبراليين والعلمانيين، الذين لم يجعلوا صفة سيئة إلا وألصقوها بهم؟ إن تقلب هؤلاء وتلونهم ليسا إلا دليلا آخر على أن الحكم السياسي الديني، الذي ساد أخيراً في عدد من الدول العربية سينكشف حتما، وسيظهر عجز «قادته» قريبا، وسلف الكويت وإخوانها ليسوا باستثناء، ولا أفضل أو اذكى من غيرهم، فليس أمام هؤلاء سوى التركيز على القشور وتوافه الأمور، وربما يحاول بعضهم الدفع باتجاه تغيير المادة الثانية من الدستور، وان حدث ذلك فستكون تلك نهايتهم.
وفي جانب آخر ورد في موقع العربية نت قبل أيام قليلة، أن الداعية السعودي عبدالعزيز الطريفي أصدر فتوى بجواز استخدام بطاقات الائتمان المسروقة، إن كانت صادرة من بنوك إسرائيلية، لأنها، وفق رأيه ان صح ذلك، ليس لها عصمة كبنوك المسلمين، وأن من يسرق تلك البطاقات له حق استخدامها، فهذا حلال. وقال إنه الحق يسري على اموال الدول والأفراد الذين لا توجد عهود ولا مواثيق بينهم وبين دول الإسلام، فهذه الدول ليست دولاً مسالمة، وعندئذ يكون مالها من جهة الأصل مباحاً، وبالتالي لا حرج على الإنسان في استخدام البطاقات المسروقة من إسرائيل.
وكالعادة، لم تقم اي جهة دينية عليا برفض فتوى هذا الداعية، أو التنصل منها، لأنها، وبكل بساطة ووضوح، صحيحة شرعا!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

نتمنى على السعدون

أعلنت الحركة الدستورية الاسلامية تأييدها للنائب احمد السعدون في سباق رئاسة مجلس الامة، واختيار السعدون جاء بالاجماع، وبعد نقاش لم يدم طويلا، حيث إن المنافسين له النائب محمد الصقر، والنائب علي الراشد، من توجهات لا تتناسب وتوجهات الحركة الدستورية، غير ان هذا لا يعني ان النائب السعدون هو الخيار الامثل! فبو عبد العزيز بشر.. ومملوء بالمثالب، كأي مرشح آخر، خاصة اننا جربناه في اكثر من دورة، لكنها مثالب تحتمل ويمكن تغييرها الى مناقب ان اراد، واتمنى من الاخ بو عبد العزيز ان يراعي الملاحظات التالية، ان كان يريد لمؤيديه ألا يندموا على اختيارهم له:
• الرئيس يجب ان يكون جسراً آمنا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
• الرئيس يجب ان يمسك العصا من المنتصف.. فلا يميل مع الحكومة في تحقيق اهدافها التي تتنافى مع توجهات مجلس الامة.. ولا يتعاطف ويتفاعل مع قضايا المجلس التي تعترض عليها الحكومة، ولها في اعتراضها وجهة نظر صائبة! وهنا مربط الفرس!
• الرئيس السعدون، إن جاء رئيسا، فسيكون رئيسا برغبة النواب، وليس برغبة الحكومة، وعليه فلا يجوز ان يكون هذا الوضع دافعا له للميل مع كفة على حساب كفة اخرى من باب «كلٌّ يذكر ما واجه»!
• ستكون هناك محاولات تخريب للجلسة من نواب لم تعجبهم نتائج الانتخابات ولا افرازاتها، بل ان بعض النواب تم انتخابه للانتقام وتخريب الجلسة! لذلك على الرئيس التعامل بحكمة لا ينقصها حزم مع هذه النوعيات التي سيكتشف الناس انهم «خالي وفاض»، وليس لديهم الا التهريج او السب، هذا هو برنامج تنميتهم!
• في المقابل.. يعلق كثير ممن سيصوت للسعدون بالرئاسة ان يكون وجوده على الكرسي في المنصة سببا في تخفيف الاحتقان والتأزيم الذي يتبناه بعض النواب، وعليه ستكون مسؤوليته كرئيس صعبة في هذا المجال.. حيث إن بعض المتهمين بالصوت بالعالي من كتلة العمل الشعبي، فهل يتجرد من شعوره بالتبعية لهذه الكتلة؟!
• أخيراً.. يفترض بالرئيس ان وجد حكومة بنهج جديد وروح جديدة ان يشجعها في توجهها، وألا يكسر مجاديفها في تجربة هي الاولى من نوعها في الكويت.
****
• كتب الزميل (صاحب سمية) في مقالته بالامس في جريدة الوطن خبراً من اخباره الحصرية التي كثيرا ما يثبت انها «خرطي» يقول فيه انني اتصلت بعصام العريان، وطلبت منه عدم تزكية او قبول السيد احمد قوره في حزب التنمية، وانه رد عليّ ان الاخير عرض عليهم عشرين مليون جنيه! وأؤكد ان الخبر غير صحيح جملة وتفصيلا.. وانه كذب وافتراء من افتراءات المذكور الكثيرة..
وبالمناسبة نبارك مقدما للنائب احمد السعدون رئاسة المجلس، ونزف هذه البشرى لصاحبنا إياه!