سامي النصف

الخطر القادم من «الثالثة»!

  إن اطفاء الحريق الذي شب في قلب منطقة العديلية بسبب اقوال وتصريحات يرفضها جميع المخلصين كونها تمس بالسوء احدى اخلص واعز القبائل في الكويت، يوجب اصدار تشريعات صارمة تكررت مطالبتنا بها تجرم كل من يدعو للكراهية وضرب الوحدة الوطنية واثارة الفتن الطائفية والنعرات الفئوية والقبلية، وغير مقبول في هذا السياق التهديد بأخذ الحق باليد والعودة بمجتمعنا لشريعة الغاب او دغدغة المشاعر بهدف الوصول للكراسي الخضراء وجوائزها المالية الداخلية والخارجية حتى لو اسيلت الدماء او اشعلت الحرائق الحمراء، فالمهم هو الوصول حتى لو دمر الوطن، ويا له من مبدأ يستحق الا ينتخب من يرفعه!

***

إن الكويت تنحدر سريعا وامام انظار الجميع إلى الحالة التي سادت لبنان والعراق قبل الانفلات الامني الشديد فيهما الذي ادى الى الحروب الاهلية والتطاحن الداخلي، وقد ساهمت بعض الكتل السياسية الكويتية لاسباب خافية (او معروفة) في تفتيت مجتمعنا على معطى الفئوية والقبلية وتشتيته، حارثين الارض للفتنة القادمة عبر تسهيل عملية اخراج الشباب للشوارع دون داع، وضرب هيبة الدولة دون مبرر، والتعدي على رجال الامن دون سبب، وجميعها مستلزمات ضرورية لا تخرب الاوطان دونها.

***

ولا غفر الله لمن ادخل الغضب وافتراض سوء النوايا المسبق والتأزيم السياسي المستمر والحملات الانتخابية السالبة للقاموس السياسي الكويتي بعد ان كان خطاب قادة المعارضة التاريخيين يتميز بالهدوء والحكمة، مما جعلهم منارا واشعاعا حضاريا لشباب عصر الكويت الذهبي، لقد كان بدء مشاركة «البعض» في العمل السياسي الكويتي وافكاره واجنداته الخاصة هو بداية انهيار الكويت في كل المجالات حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه من الوقوف على حافة الهاوية.

***

نعم، ان هناك خطرا ماحقا قادما من الدائرة الثالثة قد لا يتمثل تحديدا في الظواهر الصوتية الداعية لمواجهة الصراخ بالصراخ، فتلك قضية لا تزيد عن هواء ساخن يتم تنفيسه من كل الاطراف بقصد الدغدغة للحصول على اصوات الناخبين، بل ان ثقافة علو الصوت يحمل رايتها وحق الملكية الفكرية لها، ومعها نظرية «الاستجواب لاعادة الانتخاب»، بعض النواب السابقين والمرشحين الحاليين في الدائرة الثالثة فهم وبحق الخطر الداهم على الكويت ومستقبل ابنائها، وسنذكركم!

***

آخر محطة:

 1 ـ في احد دواوين منطقة السرة ليلة قبل الامس، استمعت لمن قال في جمع من الحاضرين: ليس من العدل ان يرفع البعض شعار سنحمل على اكتافنا من يشتمكم ونطلب منكم في الوقت ذاته اسقاط من يشتمنا، فالوحدة الوطنية طريق ذو اتجاهين لا اتجاه واحد، نقل طبق الاصل من الديوانية!

2 ـ من يطالب بحكومة قوية وحكومة رجال دولة فعليه ان يعلم ان اول استحقاقات ودلالات الحكومة القوية هو استخدامها لحقها «الدستوري» في التصويت بشكل تضامني في انتخابات رئاسة مجلس الامة كي لا يظهر ضعفها منذ يومها الاول وكي لا تخضع بعد ذلك لمشاريع.. البلطجة السياسية.. المعتادة!

احمد الصراف

من المسؤول؟

ليس هناك أسهل من إلقاء المسؤولية على الآخرين ولومهم على أخطائنا، فحوادث المرور التي نتورّط فيها سببها الآخرون، ووقوفنا في المكان الخطأ سببه عدم وجود أماكن وقوف سيارات كافية، إلى آخر ذلك من أعذار واهية وسخيفة، والغريب أنه عندما يتهم شخص بالسرقة يتعلل بأنه لو لم يقم بذلك لقام غيره بتلك السرقة، أو أن الجميع يسرقون ولم يُقبض على أحد، فلمَ هو بالذات؟ وينتاب الكثيرين شعور بالاضطهاد، أو بأنهم ضحايا مؤامرة من آخرين أو من النظام، وأنهم معتدى عليهم، وأن البعض يتجنى عليهم ويخطئ في حقهم، ويسعى لوقف تقدمهم!
ما لا يعلمه هؤلاء هو أننا عندما نلقي باللائمة على الآخر، فإننا نظهر ضعفنا وقلة حيلتنا، ففشل مدير شركة في عمله يدفعه أحياناً إلى إلقاء اللوم على مساعده مثلاً، وهذا يعني بصورة مباشرة أن مساعده هو الذي يدير الشركة بصورة فعلية، وهو بالتالي أقوى منه! ويلجأ آخرون إلى وضع اللوم على أمور غير حسية كالطقس أو جهاز الكمبيوتر البطيء، أو الغبار أو البيت غير المريح أو عطل السيارة، أو حتى إلقاء اللوم على القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية! ومن شروط النجاح في الحياة التوقف عن لوم الآخرين أو الظروف السيئة، ويقول أحد المتخصصين في بحث على الإنترنت إن هناك خمس خطوات يمكن اتباعها للتوقف عن لوم الآخر، أو الظروف، ومن ثم تحمّل مسؤولية تصرفاتنا، فأولاً علينا رسم أربعة أعمدة على ورقة، ندوّن في العمود الأول جميع المشاكل التي نلوم الآخرين أو الظروف عليها، كأن ندّعي عدم القدرة على وقف التدخين بسبب الإدمان على النيكوتين، ثم نبيّن في العمود الثاني كيف يمكننا تحمّل مسؤولية أعمالنا وتصرفاتنا، بالاعتراف بأننا أصبحنا مدمنين بإرادتنا، وفي الثالث نبين ونحدد كيف يمكننا أن نشعر بمسؤولية أكبر عن تصرفاتنا ورفض تحميل الآخرين مسؤوليتها، وأن نتعهد بأن نكون أكثر إصرارا على وقف التدخين، وأخيراً نسجل في العمود الرابع الخطوات التي يجب القيام بها قبل الإقدام على تصرف لا نودّ القيام به، كأن نقرر السير ربع ساعة، فور شعورنا بالرغبة في تدخين سيجارة.
إن اتبعنا هذه الخطوات فسيصبح تحكّم الآخرين أو الظروف فيها أقل، كما سنجد أن الظروف المعيشية السلبية حولنا أصبحت أقل سيطرة علينا، وأخف إرباكاً من قبل، وأن قدراتنا على اتخاذ القرار أصبحت أفضل، وسنجد أن تأثير الآخرين فينا أصبح أقل بكثير.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

«لكل فعل.. ردة فعل»

التطرف.. يولد تطرفاً آخر..
هذا ما حدث أمس في العديلية.. وهذا ما كنا نحذّ.ر منه الناس.. فوجود مرشحي الفتنة ومثيري النعرات هدفه تخريب الديموقراطية وتشويه الممارسة.
صحيح انني لم ارغب في ردة فعل المرشح الوسمي العنيفة والاستفزازية، لكن عندما تسمع ما قاله البادئ بالاعتداء اللفظي لا تملك إلا ان تتوقع ردة فعل الوسمي وغيره.
كذلك لم نرغب في الاعتداء ع‍لى المرافق والأملاك العامة او الخاصة وحرقها، لكن كلنا نعرف قبيلة مطير منذ نشأة هذه الدولة.. وعشنا معهم بحب واحترام وسلام، ولم نرَ منهم الا كل تصرف ايجابي لبناء هذه الدولة، لكن ما بدأ به مرشح العديلية كان كافياً لتحريك جبال من الصخور، فكيف بضمائر ناس شعروا بالإهانة وجرح كرامتهم؟!
أتمنى ان نتجاوز هذه الفتنة، خصوصاً اننا مقبلون على انتخابات مهمة، وألا نعطي الفرصة لخصوم الكويت، خصوم الديموقراطية، لتحقيق اهدافهم الدفينة. أما مرشحكم الدكتور عبيد الوسمي فستكون هذه خيرة له.. وسيتربع على عرش النتائج وع‍لى كبد مرشح العيديلة الذي ستكون هذه الحادثة خزياً له بعد أن تأكد الناس من هدفه من وراء ترشحه.
اتركوا الامر بيد السلطات الامنية والقضائية تقتص لكم يا ابناء الكويت.. فلو كل واحد ظُل.م أخذ حقه بيده لضاع البلد وضعنا وياه.
كذلك اتركوا الناخبين يردوا لكم اعتباركم يوم غد.. وإنّ غداً لناظره قريب.

***

سيد قطب
كتب زميل مقالاً، نقلاً عن جريدة الشرق الاوسط، ينقل كاتبه مقالاً لسيد قطب ــــ رحمه الله ــــ كتبه في عام 1951 يتحدث فيه عن حفلة أقامها من حضر للصلاة في الكنيسة في اميركا.
ومعروف ان سيد قطب ــــ عليه رحمة الله ــــ كان أديباً ومفكراً في أول مراحل عمره، وكان قد عاش فترة في اميركا عندما شاهد الناس هناك يخرجون في تظاهرات ابتهاجا بمقتل الشهيد الامام حسن البنا ــــ عليه رحمة الله. وبعدها بدأ يتابع نشاط «الاخوان المسلمين» الى ان تأثر بهم في نهاية الخمسينات وتحول الى مفكر اسلامي. واليك بعضا مما كتب او قيل عنه قبل موته في 1965: جاءه ممثل النيابة يطلب منه ان يكتب كلاماً فيه اعتذار للرئيس ــــ آنذاك ــــ عبدالناصر حتى يصدر عفواً عنه! فقال: «ان اصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض ان يكتب حرفاً واحداً يمليه عليه حكم طاغية».
هذا سيد، وهذه أقواله وأفعاله.. اسأل الله ان يجمعني معه في مستقر رحمته.. وان يجمع سمية مع صاحبها في الآخرة!