سامي النصف

رجاء.. لا تنتخب من يود دمارك!

مخطط تدمير الكويت قديم وقد تسبب، كما سنبين في الفقرات اللاحقة، في كل المآسي والكوارث التي مر بها وطننا حتى انتهينا من كوننا متقدمين على الجيران في كل مجالات الحياة بما لا يقل عن 30 عاما، إلى تقدمهم علينا كما هو الحال بأكثر من 30 عاما في فترة زمنية قصيرة، لذا فالأمر بالقطع ليس صدفة بل أمر دبر بليل!

***

عام 1986 هو أخطر الأعوام في تاريخ الكويت، ففي ذلك العام كانت ناقلات البترول الكويتية تتعرض للتدمير والمصافي والمنشآت والمطار والمقاهي الشعبية للتفجير، بينما تشتعل في الوقت ذاته حرب شعواء على حدودنا بين جارين كانا يرفضان القوانين والمواثيق الدولية بدليل غزو صدام الهمجي لإيران (1980 – 1982) ثم قيام إيران باحتلال أراضي العراق بمخالفة للقرارات الدولية كالقرار 598 (1982 – 1988).

***

وكانت الحياة البرلمانية قبل ذلك التاريخ هادئة في الأغلب ومعدل الاستجوابات هو واحد للفصل التشريعي (أي كل 4 سنوات)، وفجأة يتم استجواب الشيخ سلمان الدعيج ثم تقدم أربعة استجوابات في يوم واحد هو 24/6/86 ضد أربعة وزراء هم الأبرز في عملهم والبلد يعيش مخاطر سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة، حيث انخفضت أسعار النفط سريعا من 40 دولارا الى 6 دولارات وتوقفت بعض الدول الخليجية عن دفع الأجور، حينها لم يقدّر القائمون على البرلمان وبعض النواب تلك المخاطر الجسيمة كما لم تنقل قيادة البرلمان بأمانة ارشادات القيادة السياسية فتسببت تلك الاستجوابات «الكيدية» غير المفهومة في حل غير دستوري نرفضه بالقطع الا انه لا أحد يتحدث قط عن كيفية إيصالنا له.

***

لم ينعقد البرلمان بعد شهرين من حله كما ينص على ذلك الدستور بل بقيت الحياة البرلمانية متوقفة ولم يصاحبها، كما يحدث في الدول الأخرى، اعتقالات وتكميم أفواه وانتشار زوار الفجر بل بقيت اللحمة قائمة بين المعارضة العاقلة آنذاك ممثلة بقيادتها الوطنية أمثال عبدالعزيز الصقر وجاسم القطامي وأحمد الخطيب وراشد سيف وحسين اليوحه وغيرهم ولم تنزل المعارضة العاقلة للشوارع بل قدموا مصلحة الكويت وأمنها على ما عداهما وبقوا يتزاورون ويتشاورون مع القيادة السياسية وحكومة البلد.

***

في عام 90 وبعد أربع سنوات من الحل بدأ العراق ومع بداية ذلك العام يختلق المشاكل مع الكويت وتتكرر زيارات مسؤوليه المطالبة بإلغاء الديون الكويتية والتدخل بالانتاج النفطي الكويتي، ويتعدى لاعبوه في الكويت على اللاعبين والجمهور ويعلن العراق انسحابه من دورة الخليج و«فجأة» يستيقظ «البعض» في الكويت داعين للفوضى والنزول للشوارع ويسافرون للقاء القيادة الصدامية وهم من لم يلتقوا القيادة الكويتية للتفاهم معها على عودة الحياة البرلمانية، ويستمعون في بغداد لتهديد ووعيد بحق الكويت لا يردون عليه ويعودون للبلد ولا يخبرون القيادة السياسية بتلك التهديدات عدا النائب السابق والمعارض فيصل الدويش الذي توجه من المطار لقصر دسمان ليبلغ القيادة بتلك التهديدات والمخاطر القادمة سريعا للكويت، ونهاية القصة وتسلسلها معروف، فالاخفاق في نقل الرسائل بين القيادة والمجلس عام 86 أدى الى حله، والنزول للشوارع في عام 90 للمطالبة بالعودة عن الحل والذي أتى متزامنا مع التهديدات الصدامية أوصلنا الى غزو عام 90 المدمر.

***

ومازال مسلسل التخريب والتدمير مستمرا، حيث تمر الكويت مرة أخرى بتحديات سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة، فللمرة الأولى في تاريخنا الحديث تتطابق بدلا من أن تتعارض أجندات الجارين إيران والعراق وهو أمر جيد لولا التهديدات والاستفزازات التي توجه لنا من قبلهما، ومرة أخرى يوعدنا بعض المرشحين بربيع كويتي جديد كحال ربيع 90 حال «فوزهم» مما سيؤدي، كما نحذر وننذر، الى كارثة سيصغر كثيرا أمامها غزو صدام كونه استمر أشهرا قليلة ووحد صفوفنا بينما يوعدوننا هذه المرة بكارثة دائمة وانقسام شديد في صفوفنا والأمر بيدنا ان.. ننتخب أو لا ننتخب من يخطط لتدميرنا وخراب بلدنا!

***

آخر محطة: نحذر بأعلى الصوت من رياح السموم القادمة سريعا للكويت والتي لن تبقي ولن تذر، لذا نطالب بانتخاب الأكفاء الأمناء العقلاء كي يتم رص الصفوف لمواجهة ما هو قادم، وغير ذلك سنقول على الكويت السلام ولسنا أكبر من ممالك وامبراطوريات ودول أصبحت أثرا بعد عين وحضارات سادت ثم بادت!

 

حسن العيسى

مشاحاة أم انتخابات؟

تبدو أنها أقرب إلى “مشاحاة” (تهويش لمعركة كلاب) من كونها حملات انتخابية، لا فكر ولا منهج ولا اعتبار لأبسط أدب الحوار والاختلاف نجدها عند مرشحي “المشاحاة”. ما يحدث الآن في حملات البؤس ليست له سابقة في مقدار الضغائن والإسفاف في الطرح السياسي، فعدد من المرشحين يقدمون أنفسهم على أنهم طلاب ثأر وأداة انتقام من نواب المعارضة في المجلس السابق، فهل ستصير قاعة المجلس حلبة مصارعة لعبيد روما من دون سبارتكوس كرمز بطولي للحرية!  ليس مهماً اختلاف وصراع تلك الشاكلة من المرشحين، فهم وشأنهم، وكل إناء ينضح بما فيه، لكن الواقع المر يخبرنا بعبارة فصيحة عن حجم وكم الاستقطابات الطائفية (شيعة وسنة) والاجتماعية، ولا أقول العرقية (حضر وأبناء قبائل). ثم هناك الفرز الأكثر ضيقاً وعنصرية عندما نسمع عن تجمعات “بلوكات” محسوبة على قوى التسيس الديني تتفق في ما بينها مؤججة الروح الطائفية  ومشاعر التخلف عند الكثير من أهل البركة، بهدف استبعاد أبناء الطائفة الشيعية وقصر عددهم إلى الحد الأدنى!  وبطبيعة الحال يقود معارك التحريض والتآمر بالاستبعاد والقصر أمراء العنصرية وملوك الطوائف، فهل سيتحمل مستقبل الدولة كل هذا الكم من التفتيت والتشظي؟ العراق قريب منا ونرى كيف تجلت النزعات الطائفية إلى حرب أهلية مدمرة، عندما فرضت الديمقراطية من أعلى وفهمتها الأغلبية على أنها حقها المطلق في الحكم، وسورية الأخرى يقيناً تسير على الدرب العراقي، بعد أن انقلبت الاحتجاجات السلمية إلى شرارات بداية حرب أهلية محزنة، وقبلهما لنا في  لبنان والجزائر عبر، فهل نتأسى من غيرنا أم سنبقى معاندين مقربين فتيل نيران الكراهية من ديناميت الجهل؟!

احمد الصراف

فيتامين صاد

تقول باربرا والترز الإعلامية الأميركية الشهيرة التي قابلت أكبر عدد من مشاهير العالم وزعمائه في كتابها «أوديشن» Audition، عن سيرتها الذاتية انها فوجئت، عندما زارت مارغريت تاتشر للمرة الاولى من بساطة حياتها وتواضع غرفة نومها، وهي التي غيرت وجه بريطانيا بشكل جذري، ولاحظت عدم وجود خدم في الطابق الذي تسكنه من مقر رئاسة وزارة أعظم امبراطورية عرفها التاريخ، وان تاتشر أخبرتها ان تقاليد «تن داوننغ ستريت» افترضت ان رئيس الوزراء البريطاني رجل متزوج، وان زوجته ستقوم بالاهتمام بأموره، وليس العكس، وبالتالي ليس هناك خدم ولا حشم، وانها تقوم، اضافة لمسؤولياتها الكبيرة، باعداد ما يفضله زوجها من طبخ في عطلة نهاية الأسبوع، وقد استمرت تاتشر في الحكم 11 عاماً، وهي أطول فترة لرئيس وزراء بريطاني لقرن مضى، وعندما قابلتها بربارا ثانية، فور تخلي المحافظين عنها، بعد صراع حزبي مرير، وجدتها في حالة نفسية سيئة! وتقول انه عندما يختفي بريق الشهرة وتخفت الأضواء من حولنا ونصبح من دون حماية، ويتوقف رنين هواتفنا، وتتواضع جداول أعمالنا، ونصبح وحيدين، هنا، وهنا فقط، تظهر أهمية الاحتفاظ بأصدقاء مخلصين وأعزاء يقفون معنا وقت الحاجة.
وفي السياق نفسه، يقول أحد خبراء العلاقات العامة ان تعدد نوعيات أصدقائنا دليل على تنوع وتعدد احتياجاتنا ورغباتنا، فهناك الجاد بين أصدقائنا وهناك المرح والكتوم والثرثار والعاطفي والدقيق، والجاد لا يصلح لساعات التسلية، والكتوم لا يصلح لتجاذب الحديث معه، وربما يكون مناسبا أكثر من غيره لنودعه أسرارنا، وهكذا! ويقول ان الأصدقاء هم كقطع صغيرة لصورة كبيرة لا يمكن ان تعرف ماهيتها إلا اذا وضعت القطع الصغيرة، أو «ركبت» أجزاءها بطريقة دقيقة لتظهر الصورة واضحة وثرية، والأصدقاء هم الذين يكونون صورة حياتنا الكبيرة، ويتفهموننا ويقلقون علينا، وبعضهم ربما يعرفنا أفضل من انفسنا، ونحتاج لوقوفهم معنا وقت الشدة، ويقال ان الأصدقاء ضروريون لاحتفاظنا بصحة ابداننا وصحة عقولنا، ويصف د. أوز الأصدقاء بانهم مثل الفيتامينات، فهم فيتامين ص، نسبة للصداقة، ومن الضروري وجودهم في حياتنا، فالأبحاث اثبتت ان المنتمين لحلقات صداقة قوية معرضون أقل من غيرهم للشعور بالتعاسة والاصابة بالأمراض القلبية، وعندما نتناول فيتامين ص بطريقة صحيحة فاننا نطيل من أعمارنا ونبدو أكثر نضارة، فحرارة الصداقة تذهب بالاكتئاب وتخفف من الضغوط النفسية، ويقال أيضاً ان أفضل خمسة أشياء للشعور بالسعادة، وهو ما يصبو له غالبية البشر، هو انتماؤنا لعائلة محددة، وان نمارس بشكل مستمر هواية أو هوايات محددة، ونمارس الرياضة بانتظام، وان تكون صحتنا جيدة، ورابعاً ألا يكون دخلنا المادي يقل كثيرا عن مستوى دخل من نصادقهم، وخامسا، والأهم، ان يكون لنا أصدقاء نعتز بهم، ونسعد بوجودهم!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

أعلن أصواتي

لن أصوّت فقط لنواب سابقين، بل أيضا سأمنح صوتي لمرشحين جدد تتوافر فيهم المعايير التي أريد وأعتقد أنها الصواب.
– سأصوت لكل من رفض أن تكون جلسات الاستجواب سرية وسلب الشعب حق الحكم على ما تم تداوله.
– سأصوت لكل من رفض تحويل الاستجوابات كل الاستجوابات سواء للرئيس أو لغيره من الوزراء إلى اللجنة التشريعية أو المحكمة الدستورية، لأنها سلبت النواب حقهم الرقابي، خصوصا أن طلبات التحويل لم تقم على أسباب مقنعة.
– سأصوت لكل من حضر الجلسات التي سعت الحكومة إلى تعطيلها من أجل رفع الحصانة عن النائب السابق فيصل المسلم، ورسخ فكرة أن الأمة هي مصدر السلطات وليس عدم اكتمال النصاب.
– سأصوت لكل من لم يمنح التعاون لسمو الرئيس السابق على خلفية ضرب الناس وامتهان كراماتهم وتجاوز الدستور في الاستجواب المقدم له على خلفية أحداث ديوان الحربش في ديسمبر 2010.
– سأصوت لكل من رفض الظلم الواقع على الشعوب في كل الأقطار العربية دون استثناء فتعامل مع الشعب السوري كالشعب البحريني واليمني والليبي والتونسي والمصري وغيرهم دون تخصيص أو تفضيل أو عزل لأحد منهم.
– سأصوت لكل من قام بخطوات حقيقية على خلفية قضية الإيداعات المليونية، وأعني هنا ممارسة دوره النيابي الرقابي المتمثل بالقيام بالخطوات الرقابية السليمة، كالتحقيق في إجراءات المركزي لمعرفة حقيقة القضية.
– سأصوت لمن التزم بدوره في حضور الجلسات ولم يقاطعها بحجة وجود “قبيضة”، وبعد ذلك يستخف بعقلي ويحضر الجلسات مع من أسماهم بالقبيضة ليصوت على كادر.
– سأصوت لمن رفض أن يوجه استجوابا غير منطقي على خلفية “قوطي كلينكس” وسمى الأشياء بأسمائها رفضا للقضايا غير المستحقة.
– سأصوت لمن أقر بأن اقتحام مجلس الأمة خطأ واحترم العقل الذي يرفض أن يكون تقويم القانون بكسر القانون.
– سأصوت لمن كانت القضية ومحتواها فقط هما من يحددان قراره.
من استوفى كل تلك الشروط دون استثناء هو من سيحصل على صوتي من المرشحين النواب، أما بالنسبة إلى المرشحين الجدد فإن من سيحصل على صوتي هو من يؤيد كل تلك المواقف ولا يقيد نفسه لطرف دون الآخر، إن كنتم مقتنعين بما قدمت فابحثوا عن نتائج التصويت لتعرفوا لمن ستصوتون.

سامي النصف

الأحزاب والخراب في سؤال وجواب!

ذكرنا في مقالات سابقة ان مخطط تدمير الكويت يسير على قدم وساق، وأن من اعمدته الرئيسية بدء العمل بالحكومة الشعبية وقيام الاحزاب التي ستوصلنا في النهاية للحرب الاهلية، فشعبنا ليس اكثر ثقافة وفهما من اللبنانيين والعراقيين والصوماليين وغيرهم من البلدان التي دمرتها الحزبية العربية، لذا سنتناول موضوع مشروع قيام الاحزاب على شكل.. سؤال وجواب:

****

سؤال 1: ما مدى صحة ما يروجونه من ان العملية الديموقراطية لا تكتمل الا بقيام الاحزاب؟

٭ قطعا لا علاقة للديموقراطية، وهي عملية سياسية معقدة ومتعددة الاشكال والالوان والاستحقاقات، بالأحزاب، بدلالة ان كل الدول الشيوعية والبعثية القمعية كحال عراق صدام حسين كانت تمتلئ بالاحزاب وتجرى فيها الانتخابات دون وجود اي ديموقراطية او حرية، في الوقت الذي قامت فيه ديموقراطيات وحريات كاملة الدسم في بلدان مثل ليبيا الملكية والكويت، دون وجود احزاب ودون ان ينتقص ذلك من الحريات الاعلامية والحراك السياسي في البلدان المعنية.

****

سؤال 2: ما الاضرار الماحقة لقيام الاحزاب في الكويت؟

٭ قيام الاحزاب سيعطي كحال لبنان وغيرها الشرعية والقانونية للانتماءات الفئوية والطائفية والقبلية، حيث ستشكل الاحزاب انعكاسا للتخندقات القائمة ولن يمكن لنا بعد ذلك التخلص منها كما نأمل ونرجو، ولا يمكن في هذا السياق اعطاء الامثلة بالحياة الحزبية القائمة في الدول المتقدمة لاختلاف المعطيات تماما ونصبح بذلك كمن يقارن العنب لا بالعنب بل بالبطيخ، المثال الواقعي الذي يدل على الكيفية التي ستعمل بها الحزبية الكويتية التي يروج لها هو المثال الصومالي واللبناني والعراقي واليمني.. الخ.

****

سؤال 3: ما ردك على من يقول اننا سنضع مواد في قانون الاحزاب تمنع تكوينها على معطى فئوي أو طائفي أو قبلي؟

٭ جميع التشريعات في التجارب الحزبية العربية المدمرة تمنع تكوينها وعملها على تلك المعطيات، غير ان الواقع المعيش شيء آخر، فعلى الرغم من ذلك المنع فإن الحزب التقدمي الاشتراكي على سبيل المثال هو حزب درزي، والكتائب ماروني، وامل شيعي، والمستقبل سني، والحال كذلك مع الاحزاب العراقية وهو شبيه ببعض جمعيات «النفع العام» الكويتية التي وجدنا انها تحولت رغم القوانين التي تمنع ذلك الى كيانات طائفية وفئوية وقبلية (الاصلاح، التراث، الثقافية، الامة.. الخ)، فكيف تتأتى مصلحة الكويت عبر.. تقنين تلك التخندقات وتحويلها الى احزاب شرعية قائمة؟

****

سؤال 4: كيف يمر مشروع تخريب الكويت وتدميرها بدعاوى السماح بالحزبية؟

٭ الداعون للحياة الحزبية نوعان، الاول ساذج مؤمن بمبدأ «مع الخيل يا شقرا» والثاني يعلم تماما ما يفعل ومن ثم لديه يقين بأن التجربة الحزبية ستحولنا الى شيع ومجاميع تحمل السلاح وتتقاتل للحصول على جائزة الحكم والاستحواذ على الميزانية العامة للدولة التي ستسفك دماء الكويتيين انهارا للوصول إليها كما حدث في دول المنطقة الاخرى.

****

سؤال 5: ألن يمكننا قيام الاحزاب من مراقبة ميزانيتها بدلا من الوضع القائم؟

٭ في الوضع القائم تراقب الدولة اغلب ميزانيات الكتل عبر مراقبة اموال جمعيات النفع العام التابعة لها، كما يمكن اصدار تشريعات بالرقابة المباشرة واللصيقة لأموال الكتل السياسية، اما ضمن الحياة الحزبية فستنعدم الرقابة تماما نظرا لأن «الحزب الحاكم» لن يسمح بإصدار او تطبيق تشريعات تراقب ميزانيات الاحزاب، وهو ما سيفتح الباب واسعا لتدخل الدول الاخرى في الحياة السياسية الكويتية، وهو الامر الذي يُشتكى منه هذه الايام في مصر وليبيا وتونس واليمن والعراق ولبنان والصومال.. الخ، والحقيقة ان الآخرين هم خير من يدفع وجماعتنا رغم دعاوى الوطنية والامانة الزائفة هم.. خير من يقبض، وقد يكون هذا هو الهدف الحقيقي لدعاوى إنشاء الاحزاب.

****

سؤال 6: السماح بالحزبية سيوصلنا بالتبعية للحكومة الشعبية ومشروع الدائرة الواحدة، أليس هذان مشروعين رائعين للناس؟

٭ بالقطع لا، فالحكومة الشعبية او الحزبية ـ لا فرق ـ هي من تتسبب في ردة الشعوب عن الديموقراطية في العالم العربي، حيث ارتبطت بمفهوم «الاستباحة»، فبمجرد ان يفوز الحزب الكويتي المعني الممثل لفئته او طائفته او قبيلته مستقبلا يستبيح كل الوزارات ومعها الميزانية العامة للدولة، ولن يأمن احد على وظيفته ومصدر رزقه وهو امر جربناه في الكويت في الوزارات التي تقلدها بعض الوزراء الشعبيين رغم علمهم بالقدرة على محاسبتهم من قبل رئيس الوزراء او البرلمان، ولنا ان نتصور ما سيفعلونه ومقدار الاستباحة التي سيقومون بها عندما يصبح رئيس الوزراء واغلبية البرلمان من نفس حزبهم! الارجح ان الناس ستنام في الشوارع، اما مشروع الدائرة الواحدة المدمر فيكفي كدلالة على خطئه انه غير موجود في الديموقراطيات الاخرى، فهل عباقرتنا افهم بالعمل الديموقراطي من الآخرين؟ الاجابة سهلة!

****

آخر محطة:

1 ـ لنعلم كيف يتم التلاعب بمصير الكويت وشعبها كما يتلاعب الطفل بألعابه، نتذكر ان هناك من ارتضى نظام 25 دائرة لمدة عشرين عاما حتى اتت نتائج انتخابات 2003 لتجعلهم الثانين بدلا من الاوائل في دوائرهم، لذا طالبوا بالتحول الى مشروع الدوائر الخمس لا للمصلحة العامة بل لمصلحة شخصية معتقدين ان توسيع الدوائر سيمنحهم المزيد من الاصوات ويحرم منافسيهم منها.

2 ـ مع بداية تجربة الدوائر الخمس التي دعوا اليها وأنزلوا الشباب المغرر بهم للشوارع وكادوا يحرقون البلد لأجلها، اظهرت نتائج انتخابات 2008 انصراف الناس عنهم حتى كادوا يسقطونهم، لذا دعوا وتلك التجربة مازالت تحبو للتحول الى مشروع الدائرة الواحدة غير المعمول به في العالم اجمع، واضافوا آنذاك انهم يعلمون حسب قولهم ان ما يدعون اليه قفزة الى المجهول!

العاقل هو من يقفز بالوطن من المعلوم الى المعلوم، و«الخبل» فقط هو من يقفز بالوطن من المعلوم الى المجهول.. ولا حول ولا قوة الا بالله.

احمد الصراف

توضيح للقارئ ولزميلة

استخدم الانترنت بصورة مستمرة، كما تردني يوميا من اصدقاء ومحبين مئات الرسائل، انتقي منها اثنتين او ثلاثا وأعيد ارسالها لمن هم ع‍لى قائمة بريدي، واحتفظ بالبعض منها في الارشيف او للكتابة عن مواضيعها مستقبلا، واثناء بحثي اليومي في النت اجد ما يستحق مشاركة القارئ به، وغالبا ما يكون باللغة الانكليزية، فأقوم بترجمته والتصرف به، اسلوباً وحجما، بحيث يصبح مناسبا لعمود صحفي، بعد ان اضيف له من نفسي الكثير. والحقيقة ان اختيار موضوع مناسب لمقال وترجمته وتنقيحه اصعب بكثير من كتابة مقال يتضمن هجوما ع‍لى الحكومة او اظهار امر سلبي في المجتمع ونقده، وما اكثر سلبياتنا، وفي هذا السياق يقول المفكر المصري الكبير حسن حنفي في مقدمة كتابه عن «سبينوزا» طبعة 1997، ان اختيار نصوص بعينها للترجمة يعتبر في حد ذاته تأليفا غير مباشر، ويكون المترجم في هذه الحالة مؤلفا بطريقة غير مباشرة، وان الترجمة المختارة اختيارا دقيقا لما يناسب العصر واحتياجاته هي في صميمها تأليف يرتكز على التاريخ الحضاري، والترجمة الهادفة تخدم الغرض نفسه الذي يسعى اليه التأليف الواعي!
وقد دأبت في السنوات الماضية على الاشارة في نهاية بعض المقالات على انها مقتبسة بتصرف من الانترنت، وحيث ان هذا ليس دقيقا في الغالب، فما انشره من اخبار طبية وافكار عامة واكتشافات، واحيانا طرائف، من النت هو ملك للجميع، ولا يعد بالتالي سطوا ع‍لى افكار وجهود اشخاص معينين او انتاجهم الفكري، خاصة عندما يستحيل معرفة من ألف نكتة معينة او ذكر قولا محددا، وبالتالي سأتوقف مستقبلا عن ذكر جملة النقل تلك، الا اذا تطلبت الامانة الادبية الاشارة الى مرجع محدد، عندما يكون النقل واضحا وجادا ويتطلب ذكر مصدره لاضفاء اهمية اكبر على المقال. وعدم اشارة للنقل من النت لا يعني ان «المسألة» ستطوف على القارئ، فالكثير من الاحباء يقفون لي بالمرصاد ولا يترددون للفت نظري لاخطائي وهفواتي، وما اكثرها، وبالتالي يزداد حرصي باستمرار، ورغبتي في تدقيق صحة ما اكتب، كما ان من السهل التفريق بين نص مرح او مفيد، تم التصرف به بأدب من اجل نشر المعرفة، ونص آخر من بنات، او اولاد، افكاري، ولا ادري متى ستنتهي هذه لابدأ بسرقة افكار غيري!
نكتب هذا بمناسبة قيام زميلة تكتب في صحيفة غير القبس ببث رسائل على التويتر تذكر فيها بمناسبة الحكم على القرني لسرقة افكار كتاب مواطنته سلوى العضيدان، بأنني لا اختلف عنه!! ونحن لا نرفض تهمتها فقط لاننا لا نود الدخول في جدال، وندرك جيدا الفرق بين السرقة والنقل والاقتباس، وما تعنيه سرقة افكار الآخرين، والتربح من ثمار تعبهم من غير مقابل، وهذا ليس مجالنا ولا ما نهدف إليه.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

ضاحي خلفان… ثأركن عنده

كلما دعيت إلى ديوانية بثثت سمومي فيها، أجارنا وأجاركم الله. أحد سمومي: “الشجاعة… سر تفوق دبي، إضافة إلى بقية الأسرار المكشوفة”. وكما أن لعَمنا “ريختر” مقياساً للزلازل، كذلك لأخيكم “الكاتبجي” الوشيحي مقياس للمصطلحات… مصطلحات المسؤولين. فيا أيها المسلمون، ويا أيها العربان، إذا سمعتم مسؤولاً يقول: “إن البلد، أو إن الوطن العربي… يمر بمنعطف حرج”، فاعرفوا يقيناً أن هذا المسؤول يشعر بالنعاس وفي حاجة مسيسة إلى النوم. وإذا قرأتم تصريحاً لمسؤول دبلوماسي، وزير خارجية أو سفير، يقول فيه: “إن البلدين يرتبطان بعلاقات متينة”، فاعرفوا أنه “غلبان وعاوز يعيش”. ومقياس آخر: “كل من يستخدم (إن) في بداية حديثه هو مشروع غبي أو جبان أو كليهما”. والمسؤولون العربان، أو بعضهم، ينفقون “إن” ببذخ في كلماتهم وتصريحاتهم. ويجتمع القياديون العرب في مؤتمراتهم، تحيط بكل منهم كتيبة من الحشم تجيد التبسّم تحت الصفعات، وجوه أفرادها بلا ملامح، يسمعون عن “عَرَق الحياء” ويقرأون عنه في الروايات لا أكثر… وبعد الفلاشات والتحايا الشهباء تبدأ الاجتماعات، فيتزاحمون حول بئر “إن” يغرفون منها ما ثقل وزنه وقل ثمنه، قبل أن تتجه أعينهم إلى ساعات أيديهم في انتظار “الإفراج” وانتهاء الاجتماع. ويخرجون من اجتماعهم فيحدثونك بانبهار عن مستوى أجنحة الضيافة وديكورات القاعة وأنواع الكراسي وألوانها، وآه على ألوان الكراسي التي جاءت من كل فج عميق، يحمل كل منها عداء لبقية الألوان. ويتحدث رئيس الاجتماع في مؤتمره الصحافي: “إن الوطن يمر في…، وإن العلاقات متينة…، وإن الشعوب…، وإن العيون التي في طرفها حورٌ”، فتردد الشعوب: “أيتها العير إنكم لسارقون”. ويتداعى الأوروبيون لاجتماع، فيتوافد المسؤولون يحمل كل منهم حقيبته بنفسه، ويدخل القاعة مكشوف الظهر، لا ميمنة له ولا ميسرة، ويجلس على كرسي كالذي في مكاتب الموظفين، ويبدأ الاجتماع، فتبحث عن “إن” في القاعة، فيرتد إليك البصر خاسئاً وهو حسير، وتجول ببصرك في سقف القاعة وجدرانها، فلا ترى إلا لوحة فنية هناك، وقطعة أثرية هنا، وعلاقات ود وإخاء بين الألوان. كنا نشاهد اجتماعاتنا واجتماعاتهم فنتمتم: “اللهم، لقد أهلكتنا (إن) فأرسل إليها من لا يخافها ولا يرحمها”… وجاءت دبي إلى اجتماع الخليجيين، وجاء ضاحي خلفان المسؤول الأمني الأول فيها، يحمل حقيبته بنفسه، فوقف أمام شاشة العرض، وشرع يشرح ويتحدث عن “مهددات الأمن الخليجي”، بعد أن أطلق رصاصة على “إن” فأصابها، عن عمد، في رجلها، فهربت من القاعة “تصوي” وتحجل. وتحدث ضاحي وتحدث وتحدث، مستعيناً بأحرف الصدق الحادة، يفتح بها الجروح ويريق دماءها الفاسدة، فجفّت أرياق متابعيه في القاعة وخارجها، وتنافست العيون والأفواه على الاتساع دهشة وذهولاً، وصفقت الشعوب الخليجية العطشى وقوفاً لصراحة أحد قيادييها وشجاعته. وآه يا صحراء الجزيرة العربية، كم كنتِ ظمآنة لصدق المسؤولين، بعد سنين وعقود من سطوة “إن” التي جففت أرضكِ وأماتت زرعكِ. ويا أخوات “إن” ثأركن في دبي عند ضاحي، إن امتلكتن الشجاعة وأردتن الانتقام لأختكن الكبرى.

سامي النصف

وابن الأحمر في مخيماتنا الانتخابية

    نبدأ بمحاولة للفهم.. نذكر جميعا شرطهم على الشيخ ناصر المحمد بأن «يبعده» عن العمل الوزاري بعد ان قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر، هذه الأيام هناك تحالف يعلم به الجميع بينهم اي من يدعون الحفاظ على المال العام ومن طالبوا بإبعاده حيث يتسلمون الملايين منه في الخفاء خدمة لذلك التحالف الذي تظهره صور في الشوارع يراها الأعمى ومن لم يفقد عقله أو بصيرته.

***

ذلك التحالف لا نمانعه على الإطلاق بشرط ان يسحبوا بالعلن شتائمهم واتهاماتهم الظالمة بحق حليفهم وان يعلنوا ذلك التحالف دون وجل حتى لا يصبح كالعلاقات المحرمة التي يخجل منها أحد أطرافها مما يسهل عليه لاحقا الانقلاب عليها والتنصل منها والعودة لمخطط التأزيم وكيل الاتهامات والشتائم للحليف الجديد خاصة ان خارطة طريق أحد أطراف تلك العلاقة المحرمة تمر عبر تدمير الكويت وتدمير أسرتها الحاكمة (جميعها دون استثناء) عبر اللعب على تناقضاتهم وتأجيج خلافاتهم وضرب وحدتهم والإساءة لهيبتهم وصولا لتقويض حكمهم، فلم تتساقط الممالك في التاريخ إلا عبر ذلك الطريق.. المضمون النتائج.

***

ويروي لنا تاريخ الأندلس الحزين انه في الوقت الذي توحدت فيه ممالك الشمال عبر زواج فرناندو ملك مملكة أراجون من ايزابيلا ملكة قشتالة اللذين أقسما ألا يعقد عرسهما إلا في الحمراء قصر الرئاسة في غرناطة، كان الشقاق والاختلاف على أشده بين أمير غرناطة أبي عبدالله الصغير وعمه أمير مالقة حتى انتصر في النهاية ابن الأخ وأرغم عمه أبا عبدالله بن محمد على مغادرة البلاد بحرا الى تونس ثم التفت ليجد نفسه ـ يا لعجبه ـ وحيدا أمام أعدائه بعد ان أبعد من كان يفترض ان يكون حليفه والقادر على حفظ ملكه، انتهت تلك المأساة المتكررة والتي تؤدي دائما لسقوط الممالك بالمقولة الخالدة لوالدة عبدالله بن الأحمر عائشة الحرة لابنها الشاب الملقب بالصغير «ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال» وكم في التاريخ من عظات وعبر!

***

إن قصة عبدالله بن الأحمر تتمثل بألف شكل وشكل هذه الأيام حيث نجد ان كثيرا من الناخبين وليس فقط المسؤولين لا يتعظون ولا يتعلمون من دروس التاريخ القديم والحديث، حيث يصرون على انتخاب من يسعون لتدمير البلاد والإضرار بالعباد عبر مشاريع التأزيم والفوضى والخروج للشوارع والدفع بمشروع الربيع الكويتي المستتر والمستمر، ولنا في ختام المقال صرخة من القلب لناخبينا: اخرجوا فرادى وجماعات يوم 2/2 وصوتوا لمن لا شبهة عليهم من العقلاء والأمناء والحكماء من أبناء الكويت وابتعدوا كل البعد عن أصحاب الأجندات الخفية مدفوعة الأثمان متقلبي التوجهات، فقد قاربوا على الوصول لنهاية مخططهم ولم يبق إلا القليل الذي سيستكملونه حال فوزهم ـ لا سمح الله ـ في الانتخابات القادمة.

***

آخر محطة: أعلم علم اليقين انهم لا يدعمون شيئا إلا وبه خراب آجل أو عاجل للكويت وأهلها ولا يصدرون أو يقترحون تشريعا إلا وبه إيذاء لها ومن ثم فتأييدهم لخطة التنمية بشكلها الحالي هو لمعرفتهم انها خطة سياسية لا اقتصادية ستتسبب بأفدح الضرر للكويت كونها قائمة على الإرضاء السياسي دون مردود مالي حقيقي، الخطة التي يفترض انها تقدم بدائل عن النفط تقوم بالمطلق على الدعم المتزايد من الدولة حيث لا مصانع ولا مزارع ولا مشاريع منتجة بها بل شوارع ومستشفيات وجسور وأبنية ومشاريع لا تعود على الدولة بفلس أحمر، مستعد أن أكسر قلمي وأعتزل الكتابة لو وجدنا خطة قريبة منها في الدول القريبة او البعيدة، فهل كل هؤلاء أغبياء ونحن الأذكياء فقط؟! لست أدري!

 

احمد الصراف

العشاء الأخير والملائكة البيض

ما ان انتهى المضيف وزوجته من تناول العشاء مع صديقه وحرمه، حتى انشغل بتدخين سيجارة، بينما انشغلت الزوجتان في المطبخ بتحضير طبق الحلويات، وهنا قال المضيف لصديقه انه تناول بالامس وجبة طيبة في مطعم جديد، وان اسعاره مناسبة، وقريب من بيته، وعندما سأله صديقه عن اسم المطعم لم يستطع تذكره، وهنا ألح عليه بان يتذكر فهو بحاجة الى اخذ قريب له لمطعم مميز، فقال هذا انه ليس سهلا عليه، بعد ان تجاوز الثمانين، تذكر ما فعل قبل ساعة، ولكنه سيحاول، وان على ضيفه مساعدته في التذكر، وهنا بادره بالسؤال: ما اسم ذلك الشيء الذي تهديه لزوجتك في بعض الاحيان؟ فقال: ساعة، فقال: لا ابسط من ذلك، ولكن قيمته المعنوية اكبر! فقال: بوكيه زهور؟ فقال: نعم، ولكن ما هو اسم اهم زهرة في البوكيه؟ فقال: ورد. وهنا لمعت عينا المضيف وانفرجت اساريره عن ابتسامة عريضة، فسأله صديقه: هل تقصد ان اسم المطعم هو «ورد»؟ فلم يرد المضيف بل ادار وجهه نحو المطبخ وصاح قائلاً: يا «ورد» ما هو اسم المطعم الذي تناولنا العشاء فيه بالامس؟
***
في محاولة لتحسين العلاقات الاسرية بين مجموعة من الزوجات، من اعضاء ناد رياضي، وبين حمواتهن، قامت الادارة بترتيب رحلة لاحد المنتجعات البعيدة تستغرق يوما كاملا، وصلت حافلة الزوجات في الموعد وتأخرت حافلة الحموات، وبعد فترة جاء خبر وقوع الكارثة، حيث تسبب حادث مرور في سقوط الحافلة التي تقلهم في البحر، بعد انقلابها، وموت ركابها! وهنا انخرطت الزوجات في البكاء، ولكن بعد فترة بدأن بتكفيف دموعهن، الا واحدة استمرت في البكاء المر وكأنها فقدت اعز انسان في حياتها، وهنا اقتربت منها صديقة لها وقالت: اعلم بأن علاقتك مع حماتك كانت جيدة، ولكني لم اكن اعلم بأنك كنت تحبينها لهذه الدرجة! فقالت هذه انها لا تبكي على فقدها بل لانها اتصلت بها صباح اليوم لتخبرها عن وعكة صحية أصابتها في آخر لحظة، منعتها من الالتحاق بحافلة الحموات!
***
في محاولة مضحكة للنيل من النظام القمعي في سوريا، ألقى الداعية السعودي محمد العريفي، الذي نتوقع له مصير القرني نفسه، خطبة قال فيها ان شابا من المقاومة السورية ذكر قبل مقتله، ان ملائكة بيضا على خيول قاتلوا مع المقاومة! ولا ادري سبب لجوء مثل هؤلاء الدعاة، ونحن في بداية الالفية الثالثة، لمثل هذه الاكاذيب، فضررها اكثر من نفعها، ويذكر ان للعريفي كتابا في 600 صفحة، مزينا بالصور والتوضيحات، يتحدث فيه عن احداث يوم القيامة.. وما بعدها!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

“كما تكونوا.. يولّى عليكم”

مع نهاية هذا الأسبوع يكون الشعب الكويتي قد أجاب عن السؤال الكبير: هل نحن شعب يستحق الديموقراطية؟!
المجلس المقبل ــــ كغيره من المجالس السابقة ــــ يثبت مدى جديتنا في ممارسة الديموقراطية، قولاً وفعلاً. فإن جاء اختيارنا منبثقا عن قناعاتنا فهو مجلس يمثل الأمة.. وان كان الاختيار بعيداً عن هذه القناعات، وانما جاء كردات أفعال، وتحديات، واحيانا شرهات ونخوات، فهو مجلس سيكون أول من يتحلطم على أدائه هم من اختاره وصوّت لأعضائه.
الرشوة ــــ بكل أشكالها ــــ ضاربة أطنابها في ساحات المقرات الانتخابية، وأجهزة الإعلام الفاسد دفعت لها أموال لم تدفع في أي انتخابات سابقة، فقط لتزيين صورة مرشحي حزب الفساد! والأخطر من كل ذلك ما يتداوله البعض ان الأيدي التي تدفع إلى هؤلاء وصلت إلى بعض مراكز رصد توجهات الناخبين المسماة «الاستبيانات»! خصوصا تلك التي لها سمعة طيبة في الانتخابات السابقة، كل ذلك من أجل الدفع بمرشحي حزب الفساد الى الواجهة لتخريب الممارسة وتعطيل العملية الديموقراطية برمتها!

•••
قيل ان الشيخ فؤاد الرفاعي أحيل إلى النيابة بسبب كتابه عن الديموقراطية! ومع اختلافي معه في كثير مما ورد في كتابه، غير ان ما نشره لا يرقى الى المساءلة القضائية! فهو لم يتعرض إلى أشخاص بعينهم، كما لم يتعرض لتقويض نظام الحكم، بل قال رأيا قديماً قاله قبله الكثير من سلف الأمة وهو أمر اجتهادي فيه اكثر من رأي. فإن كانت حرية الرأي مكفولة فلا بد من توضيح حدود هذه الحرية! كثير من الكتاب بل والمرشحين اليوم قالوا وكتبوا كلاما يندرج تحت هذه الحالات، ومع هذا لم تتم احالتهم الى النيابة، ولعل آخرهم هذا المفتن الذي دعا الى شرب الخمر جهاراً نهاراً في احدى وسائل الإعلام الفاسد، ومع هذا لم تحرك «الداخلية» ساكناً، ولا ذاك المرشح الذي تعهد بلبس الحزام الناسف!

•••
الزميل مرزوق الحربي كتب في «الوطن» مقالاً استغرب فيه هذا الهجوم غير المبرر على «حدس» في هذه الانتخابات.. ورصد حالة EX-HADAS، إي «حدسي» سابق! وللتوضيح فإن «حدس» حركة سياسية دعوية.. ففي البدايات يتصل بها الآلاف من الشباب المؤيدين.. وبعد مرحلة من الزمن يتبقى منهم جزء ويبتعد الآخرون لأسباب في غالبها اجتماعية. لذلك تجد كثيرا من الناس في هذا المجتمع الصغير كان لهم علاقة سابقة مع «حدس» في مرحلة من مراحل عمرهم. فان سمعنا مرشحا يقول كنت معهم والآن لا.. فلا نستغرب ولا نعتقد ان هذا تهرب وتبرؤ من «حدس» بل هو واقع صحيح.

•••
مرشح في «الثالثة» قال في آخر لقاء انه يؤيد فرض الضريبة على الشعب ويؤيد الاحزاب، واتمنى ان يكون قد ذكر ذلك في لقائه مع جمهوره مساء السبت.