علي محمود خاجه

هل ترغب؟

هل ترغب في أن تعيش ومن حولك في بلد يحترم فيه الجميع بعضهم بعضا؟
هل ترغب في أن يمنح المنصب لكل صاحب كفاءة دون النظر إلى أفكاره وآرائه ومعتقداته؟
هل ترغب في أن تذهب حيثما تشاء في وطنك دون أن يفرض البعض عليك سلوكهم وأهواءهم؟
هل ترغب في أن تعتنق ما تشاء من أفكار دون أن يزدريك البعض أو يحقرك أو يشتمك؟
هل ترغب في أن يعاقب كل من يمتهن كرامتك أو ينتقص من شأنك لمجرد أنك مختلف عنه؟
هل ترغب في ألا تكون فكرة المذهب أو الأصل معياراً للوصول في وطنك؟
هل ترغب في أن يكون في بلدك نصوص واضحة تطبق على الجميع دون تأويل أو تفسير؟
هل ترغب في أن تترشح للانتخابات دون أن يتفوه أحمق بعدم جواز التصويت لك لأنك لا تتبع عقيدته؟
هل ترغب في أن تناقش القضية أي قضية دون أن تتوجس من أن هناك من سيحكم على رأيك بناء على اسمك؟
هل ترغب في أن تذهب إلى مسجد أو حسينية أو معبد أو لا تذهب إلى أي دار عبادة أصلا ولا يتم تقييمك على هذا الأساس؟
هل ترغب في أن تدين جرائم البحرين كما تدين جرائم سورية دون الحاجة إلى معرفة من الضحية بالجرائم؟ وما أفكارهم أو عقائدهم؟
هل ترغب في الوقوف أمام هذيان أسامة المناور وتدافع عن حقوق المسيحيين من أهل الكويت دون أن تُكفَّر أو توصف بأنك عدو الإسلام والمسلمين؟
هل ترغب في أن يُعامل الإنسان كإنسان فقط دون أن تكون أسيراً لقيود يفرضها الإقصائيون؟
هل ترغب في أن نعيش عيشة الآباء في الكويت، حيث لا همّ لهم سوى العمل وبناء الوطن، ولا أواصر بينهم سوى المحبة والتراحم مهما اختلفوا؟
أعتقد أن الإيجاب هو الإجابة السائدة عن جميع تساؤلاتي أعلاه، ولأنها هي السائدة فأود أن أخطركم يا من ترغبون في ما سبق بأنكم جميعا علمانيون.
لا تتراجعوا ولا تعيدوا قراءة الأسئلة للبحث عن مخرج، فالعلمانية ليست شتيمة كما صورها لكم البعض، بل هي منهج راقٍ يتسامى فوق الاختلاف من أجل الوصول إلى دولة مدنية حضارية بعيدة عن سجن التاريخ وخلافاته.
أنا لم آتِ بجديد، بل قدمت لكم الفكرة بشكل واضح، والفكرة أساسا مطبقة في الكويت لولا التطرف الذي نعيشه اليوم، فعودوا إلى رشدكم وأعلنوها صراحة بأن العلمانية هي الحل لا التمترس خلف المذهب.

خارج نطاق التغطية:
رسالة سامية نسعى إلى إيصالها يوم 24 فبراير في ذكرى ملحمة بيت القرين تخليداً لمعنى التكاتف بين الكويتيين، فشاركوا معنا بوردة نضعها عند هذا البيت العظيم الشاهد على شكل الكويت الحقيقي.

سامي النصف

هل سيستمر المجلس؟!

  يسألنا البعض عن مصير مجلس الأمة وإمكانية حله، ورأيي الشخصي ان المجلس الحالي ينقسم الى جماعة مخلصة تعمل لمصلحة الكويت، وهؤلاء لن يسعوا قط لحل المجلس، وجماعة ثانية أتت للمجلس، رغم كل الشعارات البراقة، للمصلحة الذاتية وتكوين الثروات الشخصية كحال من سبقهم، وهؤلاء أيضا لن يلجأوا للتأزيم بهدف حل المجلس، تبقى جماعة ثالثة عليها شبهة القبض من الداخل والخارج بهدف تخريب العملية السياسية والدفع بالكويت لأتون التناحر الدائم وإفشاء الكراهية طمعا في الوصول بالبلد الى ما وصلت اليه بلدان أخرى في المنطقة من تقاتل وتطاحن، وهؤلاء من سيسعون قريبا للتأزيم وخلق المشاكل والفتن كي يتضخم ما يتسلمونه في حساباتهم الخارجية غير المراقبة، وانتظروا قليلا وستعرفونهم اسما اسما وشخصا شخصا، وبالطبع ستخلق الفتن تحت رايات الوطنية ومحاربة الفساد والحفاظ على العقيدة.. المعتادة!

***

ان دعاوى حب الكويت الزائفة وأغاني وأناشيد طلاب وطالبات مدارس التربية لن ترد القدر المحتوم. ولو كان بعض الساسة والنواب صادقين في حب البلد لشرعوا منذ زمن بعيد في إصدار قوانين تجريم الكراهية وتشريعات الذمة المالية ولجان القيم..الخ، فضرب الوحدة الوطنية والفساد التشريعي وتكوين الثروات المحرمة أمور قائمة منذ سنوات طوال، ان الواقع المعيشي يشير الى ان بعض الساسة لا يريدون الخير للكويت بالقطع، وما يرفعونه من مطالب مدغدغة هي كالمزمار يصدحون به للتغرير بالشباب وجعلهم يتبعونهم لتخريب بلدهم، فشبابنا ليسوا أكثر وعيا وفهما من شباب بلدان أحرقوها بغفلة منهم ثم عادوا ليبكوا عليها بعد فوات الأوان.

***

وقد أحرق العراق العزيز على قلوبنا بعد عام 2003 تخندقان يدعيان التضاد وسيعتقد البعض ان من يقف خلفهما واحد أولهم «القاعديون» اي المنضوون تحت تنظيم القاعدة الخفي والذين تحالفوا ـ يا للعجب ـ مع الملحدين والكفار من أتباع صدام وقاموا بنشر ثقافة النحر والتفجير والتهجير بين العراقيين، وعلى الطرف المضاد خلقت فرق قتل خفية ترد على تفجير الأبرياء من الطائفة الأولى بقتل الأبرياء من الطائفة الثانية بينما يبقى القتلة والمذنبون من الطرفين دون ان يمسهم ضرر، وبين تطرف هنا وتعصب هناك سالت دماء الشعب العراقي أنهارا وضاع العراق، والظاهر مما حدث مؤخرا ان هناك من يريد تصدير مشروع القتل الطائفي في العراق الى الكويت تحت رايات الغيرة على الدين والطائفة والوطن.. المعتادة!

***

آخر محطة:

(1) البحرين عزيزة على قلوبنا ولكن الكويت أهم وأعز ولن نقبل بمن يطالبنا بحرق بلدنا لأجل البعض من أهلنا في البحرين ممن لن يفيدهم ـ قطعا ـ دمار الكويت وسفك دماء أهلها لأجلهم.

(2) سورية عزيزة على قلوبنا ولكن الكويت أهم وأعز ولن نقبل بمن يطالبنا بحرق بلدنا لأجل البعض من أهلنا في سورية ممن لن يفيدهم ـ قطعا ـ دمار الكويت وسفك دماء أهلها لأجلهم، الحفاظ على الكويت آمنة هو ما سينفعنا وينفعهم.

احمد الصراف

حلول سلفية لأزمات اقتصادية

يعتبر أبو اسحق الحويني نجما تلفزيونيا، شهيرا، وله عدة برامج تلفزيونية وحضور ومئات الإطلالات على أكثر من قناة تلفزيونية، كما يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال أحاديثه وفتاويه، التي ساهمت بفاعلية في نجاح الكثير من أعضاء البرلمان المصري الجديد، وخاصة من السلف. ولد الحويني عام 1956 في قرية حوين في مصر، وكان والده متزوجا من ثلاث نساء، وتلقى تعليما عاديا قبل أن يستقر في قسم اللغة الاسبانية في جامعة عين شمس، وليسافر إلى اسبانيا مع طموح وأحلام، ولكنه عاد منها غير راض. ويقال ان حياته انقلبت بعد قراءته لكتاب للداعية «الألباني»، ولم يكن لديه قبلها أي اهتمامات بـ«العلوم» الشرعية، ومطالعته للكتاب بيّنت له ان ما يفعله الناس في الصلاة وما ورثوه عن الآباء يخالف السنة الصحيحة! ومناسبة الحديث عن أبو اسحق تأتي من الأهمية التي أصبح هو وغيره من الدعاة السلفيين يمتلكونها، وأنه من الفئة التي ستحكمنا، وإن بطريقة غير مباشرة، في المقبل من الأيام، وبالتالي سيؤثر فكرهم في حياتنا، شئنا أم ابينا.
ولمعرفة «خطورة ما يدور في رأس مثل هؤلاء» تعالوا نقرأ نص حديث تلفزيوني للحويني يشرح فيه الطريقة التي ستعالج بها الحركة السلفية الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مصر وغيرها.
يقول الحويني: «.. نحن في زمان الجهاد، والجهاد في سبيل الله متعة، والصحابة كانوا يتسابقون عليه، والفقر الذي نحن فيه سببه اننا تركنا الجهاد، ولو كل سنة نغزو مرة أو مرتين وثلاثاً فسيسلم ناس كثيرون في الأرض، والذين يرفضون هذه الدعوة نغزوهم ونقاتلهم ونأخذهم أسرى، ونأخذ اموالهم وأولادهم ونساءهم، وكل هذه عبارة عن حلول، فكل مجاهد سيعود من الجهاد و«جيبه مليان»، وسيرجع ومعاه ثلاث أو أربع من الرقيق، وثلاث أربع نسوان، وثلاث أربع اولاد(!)، ولو ضربنا كل «راس» بـ 300 درهم أو دينار سنجد عندنا مالية كويسه! مقابل ذلك لو ذهبنا للغرب للعمل هناك أو لصفقة تجارية، فعمرنا ما نحلم بالأموال دي، وكلما صعبت أحوالنا نأخذ «راس» ونبيعه ونفك ازمتنا (المالية)»!

أحمد الصراف