سامي النصف

مطلب الناس كافة.. أعطوهم فرصة!

  نبارك للإخوة الوزراء الجدد ثقة القيادة السياسية بهم ونشكر الوزراء السابقين على ما قاموا به من جهد لخدمة وطنهم، ونذكّر مرة أخرى بأن نجاح الحكومة الجديدة هو نجاح لنا جميعا من أقصى شمال البلاد الى أقصى جنوبها، وإفشال عملها هو فشل لنا جميعا، لذا فمطلب جميع الكويتيين هو ان تعطى الوزارة الجديدة الفرصة كاملة للعمل دون ان يتم استقصاد قياداتها او وزرائها بالاستجوابات الكيدية.

***

في برلمانات بعض الدول الأخرى ينجح المحافظون فيشكلون الحكومة ويبقى الليبراليون من الحزب المنافس ممثلين في المجلس، وفي ديموقراطيات أخرى يفوز المحافظون في الانتخابات فيعين الليبراليون من رجال ونساء في المجالس الموازية مثل الشورى والأعيان.. إلخ، للتأكد من تواجد جميع التوجهات تحت قبة البرلمان، وفي الكويت الوزراء هم نواب بالتعيين، لذا يستحسن ان يتم اختيار أغلبهم من التيار الأقل تمثيلا في البرلمان، اي اذا فاز الوطنيون والليبراليون وجب ان يكون أغلب الوزراء من الإسلاميين والعكس بالطبع صحيح.

***

ونتائج الانتخابات هي انعكاس لتوجهات الناس في فترة معينة من الزمن، إضافة بالطبع الى مقدار مهارة التيار السياسي المعني في عقد التحالفات وحسن استخدام الموارد المالية والإعلامية كي يحقق النجاح على منافسيه، وهذه النتائج «المؤقتة» التي يمكن ان تتغير الى العكس في الانتخابات اللاحقة كما حدث مرارا وتكرارا في الانتخابات الكويتية، يجب ألا تستخدم لإملاء تعديلات دستورية ذات صفة «دائمة»، فحين ينجح المحافظون أو الليبراليون في انتخابات الدول المتقدمة لا يستغلون ذلك الفوز في تغيير دساتيرهم كي لا تصبح مجالا للعب والمناكفة مع ظهور نتائج كل انتخابات.

***

عرضت المعارضة مشكورة شرط توزير 9 وزراء اي الأغلبية في مجلس الوزراء، وهو امر لو تم لتحولنا الى منهاجية الحكومة الشعبية دون الحاجة لتعديلات دستورية، المرجو ألا يصبح ذلك الرفض عذرا للعودة سريعا لمنهاج المعارضة لأجل المعارضة والمناكفة ومن ثم إشغال البلد فيما لا ينفع، كي لا يحبط الناس من الديموقراطية والعملية السياسية بعد ان تزداد فجوة التقدم والإنجاز بيننا وبين الأشقاء الخليجيين.

***

آخر محطة: الشكر الجزيل للمنسق العام للملتقى الإعلامي الكويتي ـ الأردني الأخ منصور العجمي على الجهد الطيب في التحضير والتنسيق لذلك المنتدى الذي حضر فعالياته جمع من كبار المسؤولين الأردنيين تقدمهم وزير الإعلام راكان المجالي، والشكر موصول لسفير الكويت في الأردن د.حمد الدعيج وطاقم السفارة والزملاء الذين سعدنا برفقتهم، د.سعد البراك وحجاج بوخضور وفيصل القناعي وجاسم كمال ووائل الشطي.

احمد الصراف

يا صاعدين المصاعد

لسبب لا أعرفه وجدت نفسي في أكثر من مناسبة في مصعد معطل، خاصة في بيروت، بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي فيها، وفي مصر، بسبب قدم عماراتها ومصاعدها، وفي الكويت مرة واحدة، لسبب لا أعرفه، ولكني أعرف أن %90 من مصاعدها تفتقد شروط السلامة! وعندما يتعطل بك المصعد فقد تكون وحيدا، أو تجد معك من يخفف الوحشة عنك، والمثل الشعبي يقول «حشرة مع الناس عيد»، ولكن الآخر قد يكون سببا في ارتباكك وإصابتك بقلق شديد، أو أن تكون أنت سببا في قلق الآخرين، خاصة أن عدد المصابين برهاب الأماكن المغلقة أو المرتفعة، ليس بالقليل، وهذا ما عرفته مؤخرا، وهؤلاء لا يمكن أن تعرف مرضهم إلا متأخرا، فهم عادة لا يظهرون خوفهم للملأ، وبالتالي من الأفضل، أن يتعطل بي المصعد وليس معي أحد، فتجاربي السابقة لم تكن سارة ابدا، فعدم وجودهم يدعو أكثر الى محاولة التصرف بمنطقية أكثر، في غياب الصراخ وطلب النجدة والتعرق الشديد، والضرب على باب «الأسانسير» وغير ذلك من التصرفات التي لا قدرة للمصاب بالرهاب على التحكم بها.
ولكن أن حدث ووجدت نفسك محبوسا في مصعد معطل، فأول شيء يجب تذكره هو الاحتفاظ بهدوء الاعصاب، فليس هناك أسوأ من الشعور بالارتباك والاقدام على تصرف خاطئ. وعليه يجب أولا المحافظة على الهدوء والتفكير في طريقة مناسبة للاتصال بقريب أو صديق أو البحث عن رقم حارس المبنى أو شركة صيانة المصعد بداخله. كما ان بعض المصاعد تزود بخط هاتف «حار».
ثانيا، إن تعرض المصعد لعطل خطر، وبدا هبوطه بسرعة، دون ضابط، فعليك الضغط فورا على ازرار جميع الطوابق، فهذا سيشغل المصدر الاحتياطي للكهرباء، وسيساعد ذلك في توقف المصعد عند أحد الطوابق.
ثالثا، تمسك بقوة بالمسكات الموجودة في المصعد، وهذه لا تتوافر عادة في المصاعد الرخيصة الثمن، وتمسكك سيساعدك في حفظ التوازن والتخفيف من قوة الصدمة.
رابعا، اسناد الرأس والظهر إلى أحد جوانب المصعد، ووضعهما في خط مستقيم، وهذا سيحمي العمود الفقري إلى درجة كبيرة، مع ثني الركبة قليلا للتخفيف من قوة الصدمة على صابونتي الركبتين.
هذه معلومات بسيطة قد ينتج عن حفظها واتباعها في وقت الحاجة إنقاذ حياة عزيز، وبالتالي يرجى اطلاع ابنائكم واحبائكم عليها. ونطالب الإدارة العامة للإطفاء، والدفاع المدني، وهي جهات لم تشتهر أصلا بادائها الجيد بسبب ترهلها وظيفيا، وكونها «مقبرة للكفاءات، الاهتمام ولو قليلا بمواصفات المصاعد المستخدمة، خاصة في المباني القديمة أو السيئة المصنعية، فغالبيتها تفتقر الى أدنى درجات السلامة!

أحمد الصراف

www.kalamanas.co

مبارك الدويلة

عندما يفقد السموّ بريقه

محاولات سمو الشيخ جابر المبارك لعمل نقلة نوعية في العمل الحكومي اصطدمت، كما توقع الكثيرون، بحائط الترسبات العميقة طوال الخمسين سنة الماضية، فباءت بالفشل. لقد حاول إيجاد منصب شعبي لنائب أول لرئيس مجلس الوزراء.. ثم تواترت الأخبار عن وزير وزارة سيادية شعبي.. فاستبشر الناس خيراً بهذا الرئيس الجديد وهذا النهج الجديد، ولأول مرة شعر الناس هنا في الكويت بأن النظام يتفاعل مع مخرجات الانتخابات، وأن هذه النقلة النوعية ستؤدي إلى استقرار في الحياة السياسية، وتحرك عجلة التنمية بعد أن تعطلت من حكومات الفساد المتعاقبة على البلاد خلال السنوات الأخيرة!!
بعد ذلك جاءتنا الأخبار بأن التخلف في التفكير يضرب أطنابه هناك، وأن هذه النقلة هي حلم قد يتحقق عندما نسافر في رحلات سياحية إلى القمر، فرجعنا إلى المربع الأول، وتم إلغاء منصب النائب الشعبي الأول لرئيس الوزراء، وبعدها غض النظر عن وزير داخلية من غير أبناء الأسرة وكأننا يراد لنا أن «لا نطمر العرفج»!! وأن ننتبه إلى أننا مازلنا في أول السلم الديموقراطي!!
كاد الأمر أن ينفرط عند هذه اللحظة، وشعر سمو الرئيس بالإحباط، إلا أن إصراره جعله يلجأ إلى أفكار أخرى تتفق مع النهج الجديد.. فأوصل رسالة إلى جميع القوى السياسية يطالبها بالمشاركة في الحكومة القادمة حتى يضمن نجاحها ونحقق أول إنجاز من نوعه في العمل السياسي، وهو أن الحكومة تمثل المعارضة السياسية أو الأغلبية البرلمانية!!
تفاعلت القوى السياسية الممثلة بالبرلمان مع نداءات سمو الرئيس.. وتراجعت عن قراراتها السابقة برفض المشاركة في الحكومة، وطالبت بأن تشارك مشاركة فاعلة وبالعدد الذي يضمن الإصلاح لا الاتباع فقط!! وقدموا قائمة ببرنامج عمل حكومي إصلاحي. وافق سمو الرئيس على البرنامج الإصلاحي لأنه هو ما كان يطالب به، لكنه تحفظ على العدد المطلوب للمشاركة فيه، وطلب وقتاً للتشاور مع صاحب الشأن، لكننا بعدها رجعنا إلى المربع الأول من جديد، فرفضت مطالب الأغلبية البرلمانية التي بدورها رفضت المشاركة.
وحتى كتابة هذا المقال لا أعلم كيف سيتصرف سموه؟ هل سيستمر في البحث عن كفاءات مستقلة تحقق طموحه الإصلاحي؟ هل سيأتي بحكومة محصنة برلمانياً أم مكشوف ظهرها للمعارضة؟! هل يا ترى أن هناك أمراً دبر بليل حتى تكون نهاية رجل شجاع مع أول محاولة إصلاحية له؟! هل وراء الأكمة ما وراءها؟ أسئلة ستكشف الأيام المقبلة الإجابة عنها. لكن ما أكاد أجزم به اليوم هو أن «السمو» فقد بريقه في هذه الحكومة.. وأصبح كالطائر المكسور الجناح!!