سامي النصف

تسونامي الغضب في 2/2

نتائج الانتخابات هي انعكاس لتوجه الناس في فترة ما، لذا فالقراءة الصحيحة للنتائج تدعو لتغيير الاتجاه العام للدولة كي يتم ارضاء توجهات الناخب الذي هو الرقم الصعب في العمل الديموقراطي الذي ارتضيناه منعا لاستمرار غضبه وانفجاره!

****

تسونامي نتائج انتخابات 2/2/2012 هو:

ـ تسونامي غضب شديد ضد الفساد الحكومي والتشريعي الذي أزكمت رائحته الأنوف، فالفساد كان وسيبقى احدى أكثر الوسائل اثارة للعامة، والواجب الحرص الشديد في الفترة القادمة على اقرار قوانين النزاهة والذمة المالية ولجان القيم والبدء بعمليات تطهير الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية من الفساد المعشش في أروقتها وتسليم قيادتها لدماء كفؤة أمينة جديدة.

ـ تسونامي غضب ضد أصوات الاعتدال السني والشيعي والدفع بمنهاجية المواجهة القوية بين الطرفين عبر اسقاط المعتدلين منهم وانجاح المتشددين على قاعدة… كفى!

ـ تسونامي غضب ضد أصوات الاعتدال الحضري ـ القبلي والدفع كذلك بمنهاجية المواجهة القوية بين الطرفين عبر اسقاط المعتدلين وانجاح المتشددين على قاعدة.. كفى!

ـ تسونامي غضب ضد ما يراه بعض الناخبين والناخبات على وجه الخصوص من اخفاق النائبات في عملهن (لا يهم دقة او عدم دقة هذا الادعاء).

ـ تسونامي غضب ضد أصوات الحكمة والتعقل والرزانة (والنائبات ضمن ذلك التوجه) في البلد، فلم يعد صاحب الخطاب العاقل يحوز حتى أدنى الأصوات لصالح صاحب الطرح المؤجج والمدغدغ الذي يسمى كذبا بـ «الطرح القوي»!

ـ تسونامي غضب ضد أصحاب المال ورجال القطاع الخاص بعد ان نجح البعض في تشويه صورة رجال الرأسمالية الوطنية رغم كفاءتهم وحسن طرحهم فسقط البعض منهم وتراجع ترتيب البعض الآخر.

ـ تسونامي غضب من شباب القبائل ضد الفرعيات حيث تم تصدير وتقديم من خرج عليها.

****

كما أثبت تسونامي 2/2:

ـ ذكاء وحسن ادارة الإسلاميين للعبة الانتخابية الى حد يقارب الكمال عبر انتشارهم في الدوائر الخمس والعمل ضمن الواقع القبلي والحضري والطائفي والاستفادة من التحالفات الناجحة وتبادل الأصوات.

ـ الغباء الشديد للتيار الليبرالي الذي دفع سابقا بالتحول للدوائر الخمس مما حرمه من عدة دوائر ضمن نظام 25 دائرة كانت مغلقة بالمطلق او شبه المطلق عليه، كما دفع باتجاه حل المجلس وعدم الاكتفاء بحل الحكومة رغم ان المزاج العام في البلد والمنطقة يظهر بوضوح انصراف الناس عنه، والأمران حذرنا منهما في حينه في عدة مقالات وآخرها في نوفمبر الماضي ولكن لا حياة لمن تنادي.

****

آخر محطة:

(1) في ظل ما حدث في مجلس 2009 من «طق» دون حساب او عقاب وعدم وجود لجان قيم برلمانية، أنصح «بعض النواب» بأن يدخلوا المجلس مرتدين زي محاربي الساموراي الياباني او حديد فرسان العصور الوسطى الأوروبي حيث سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه من سيعتدي عليهم وستسطر به أروع وأجمل القصائد وسيضمن نجاحه لخمس دورات انتخابية برلمانية قادمة على الأقل، وقد أعذر من أنذر!

(2) رغم كل ما يقال.. لا أعتقد اننا سنرى عمليات ارتفاع أصوات بين بعض النواب حيث سيتفرغون.. لأمور أهم!

(3) أخيرا.. مبروك لكل الفائزين والرجاء فتح صفحة جديدة، فعبر تعاون السلطات يتم الانجاز، وعبر الافتراق يتم الاخفاق، والكويت وشعبها يأملون الكثير من المجلس القادم فلا تخذلوهم.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *