لا يمكن لمجلس أمة يتآمر بعض نوابه على الأمة..!! ولا يجوز لممثلي الشعب أن يشرعوا للتضييق على حرية الشعب….! ولا يتوقع احد أن يحرض بعض نواب الشعب وزير الداخلية لضرب الشعب!! ولا يصدق عاقل أن نوابا في البرلمان يستنكرون على الحكومة السماح للشعب بالخروج في مسيرات سلمية للتعبير بشكل حضاري عن مطالبهم المشروعة…!
كل هذا حصل في مجلس الأمة الكويتي..!!!
فقد تقدم عدد من نواب مجلس الصوت الواحد بعدة مقترحات بقوانين تهدف إلى كبت الحريات والتضييق على حرية الكلمة والتوسع في دائرة المحظورات في قضايا الرأي مثل الاقتراح المسمى قانون الغمز واللمز!! وإلغاء القانون الذي يحدد صلاحية المخافر والنيابة في حجز المتهمين، وتشديد العقوبات في بعض الأفعال التي تصاحب الحراك السياسي هذه الأيام وكأن الأمر مقصود به التضييق على تحرك المعارضة السياسية! ولعل آخر أفعالهم المشينة ما طالب به بعضهم وزير الداخلية بإرسال القوات الخاصة إلى «صباح الناصر» لضرب المسيرة السلمية واستنكارهم على الوزير عندما علموا أن الوزارة لن ترسل قوات القمع إلى هناك!! أمر عجيب أن نوابا يفترض فيهم أنهم يمثلون الأمة يطالبون الحكومة بقمع المسيرات السلمية للشعب!
ومن الملاحظ أن نوابا بعينهم في هذا البرلمان غير الشعبي قد أخذوا على عاتقهم العمل ضد الشعب ومكتسباته الدستورية بل انهم تبنوا إثارة كل ما فيه ضرر على المصلحة العامة، ولعل إثارة لون علم الكويت في مباراة كأس الخليج أكبر دليل على تصيدهم للإثارة دون اعتبار لنتائجها على النسيج الاجتماعي، وعندما اعلن سفير الكويت أن الإضاءة ساهمت في تغيير لون العلم كنا نتوقع منهم اعتذارا للشعب على وقاحتهم ولكن «وجه ابن فهره» لاحيا ولا مستحا…! ثم ها هي الجلسة السرية تأتي لتؤكد ما ذهبنا اليه، فما ان خرجت المجموعة نفسها من النواب إلى العلن بعد نهاية الجلسة حتى أرسلوا كذبتهم الوقحة على سمو رئيس الوزراء وتقولوا عليه ما لم يقل عن الإخوان المسلمين متناسين أن حبل الباطل قصير كقصر نظرهم!
ومن عجائب هذا المولود المسخ ان احد النواب الذي يفترض فيه أن يحترم القانون والذي دائماً ما ينتقد نواب الأغلبية بعدم تطبيقهم للقوانين نجده يقف في قاعة عبدالله السالم وفي فمه سيجار كوبي كما نشرت الصحف!! وهو يعلم أن التدخين ممنوع! لكن من يعرف هذا النائب لا يستكثر عليه هذا الفعل الذي يعتبر من الحسنات مقارنة بسجل حافل من الأفعال التي يتعفف القلم عن كتابتها.
هذا هو المجلس الذي ابتلي به أهل الكويت، والأيام حبلى ببلاويه واسقاطاته السيئة على المجتمع، ونسأل الله ألا يأتي اليوم الذي يكمل فيه عامه الأول إلا وقد عادت الأمور إلى نصابها الصحيح، وعاد دستور 62 للتطبيق بشكل سليم، وأصبحنا نشاهد في برلمان الكويت من جاء لها بالأمس ليصبح عضوا في مجلس الامة، أو من تم طرده من عمله بسبب جريمة السكر والعربدة ثم اصبح ممثلا على الأمة، أو من هرب من البلاد بالغزو وفتح مواخير الفساد في بلاد الغرب ثم هو اليوم ممثل لهذه الأمة المنكوبة!!
نريد برلمانا يمثل الشعب بآماله وآلامه ويتحسس مشاكله وما ينفعه! نريد برلمانا يدافع عن المكتسبات والحريات العامة، ويحافظ على النسيج الاجتماعي من التمزق وعلى ثوابت المجتمع وقيمه وأخلاقه! وأتمنى أن يكون التشكيل الجديد للمعارضة والذي تم الإعلان عنه بالأمس مدخلا لتحقيق هذه الأمنيات بإذن الله.
* * *
• ظواهر غريبة جاءتنا متزامنة مع قدوم مجلس الصوت الواحد:
– أصبح نصف الشعب الكويتي محالا إلى النيابة العامة بسبب جرائم متعلقة بالحريات العامة وحرية الكلمة.
– انتشار ظاهرة التخوين في المجتمع.
والله يستر من القادم.