شاب احسن أهله تربيته شاهد مخالفة صريحة للقانون عبر استخدام العجلات النارية الخطرة والمزعجة في الممرات المخصصة للمشاة على الواجهة البحرية، فنبه الفاعلين الذين بدلا من شكره وتقديره على نصحه قاموا بطعنه في خاصرته وضربوه حتى أدموه، فهل المراد اشاعة جو من الرعب والقفز على القوانين في البلد وما الأسباب الحقيقية لما حدث؟!
****
شخصيا اعتقد ان حادثة طعن الشاب محمد عادل الفلاح لا تقل ان لم تزد فداحة عن جريمة الأفنيوز الشنيعة، ففي الأخيرة لم يكن مع الجناة سلاح بل قاموا بسرقته من أحد المتاجر، أما في جريمة الواجهة البحرية فواضح ان الجناة كانوا يحملون السلاح بشكل مسبق، ما يعني انهم خرجوا من جحورهم للإيذاء والقتل، ولو لم يكن محمد الفلاح الضحية لكان أي واحد منا.
****
ذكرنا سابقا ان الاحكام القضائية المخففة هي احد الاسباب الرئيسية لتلك الجرائم، ومثلها المسيرات التي تشجع الشباب على التعدي على رجال الأمن وكسر هيبة الدولة، وقبلها ما يأتي من تقارير للطب النفسي الذي يقول بعض مختصيه سرا ان القيادة السياسية تستطيع فقط تخفيف حكم الإعدام الى المؤبد بينما يستطيعون هم تحويل حكم الإعدام الى البراءة، وهو أمر رأيناه مطبقا في احدى القضايا الشهيرة التي راح ضحيتها 5 أبرياء وخرج الفاعل ليشتكي أحد أقربائه في احدى الصحف قبل مرور عام على الجريمة التي هزت مشاعر أهل الكويت.
****
وفي هذا السياق قرأت قبل أيام تصريحا مؤسفا لاحد الأطباء العاملين في الطب النفسي وهو يبحث عن الاعذار للفاعل في جريمة الأفنيوز عبر القول انه من فئة مغبونة، وهو بذلك يعطي اجازة للقتل لكل من يشعر بالظلم في بلد اسميناه في مقال سابق «بلد المليون مظلوم» حيث تتفشى ظاهرة الشعور «الكاذب» بالظلم لدى كل مواطن ومقيم. ان التبرئة التي تأتي من الطب النفسي يجب ان تعني بقاء المريض او من يدعي المرض النفسي لتبرير جرائمه في المستشفى الى الابد، لا ان يطلق سراحه على الأبرياء، وتتبقى ضرورة ارسال المئات لدراسة الطب النفسي وإنشاء عيادة نفسية في كل مستوصف اضافة الى بناء عشرات المستشفيات.. وعشرات السجون للحد من الجرائم!
****
آخر محطة: سأل أحد النواب في مجلس سابق زميلا له عن جدول اعمال يومه، فأجابه أصحو من النوم وألعب رياضة ثم اقوم بواجبات العزاء، وفي الليل اقوم بواجبات زيارة الاعراس ثم آوي إلى النوم، ولكن ما جدول يومك؟ فاجابه زميله: انا مثلك أمضي النهار في تقديم واجب العزاء واول الليل في زيارة الافراح اما آخر الليل فاتفرغ لاخراج المتهمين من المخافر «كفو» ويقال لماذا تفشت الجريمة في البلد؟!