سامي النصف

الدول تُحكم بالهيبة لا بالقوة!

لا يوجد جيش أو جهاز شرطة في العالم يقارب عدده حتى 5% من السكان، لذا لا تقاد الدول بقوة رجال الأمن بل بـ «هيبة الدولة»، ومن ذلك نجد أن شرطيا في انجلترا لا يحمل السلاح يستطيع ان يجعل الأمن يستتب في مدينة كبيرة بينما لم تستطع جيوش بأكملها أن تجعل الأمن يستتب في قرى صغيرة في بعض البلدان نتيجة لسقوط هيبة الدولة.

***

لقد سقط مخطط تدمير الكويت بفعل وعي وذكاء الأغلبية العظمى من الشعب الكويتي ووقوفهم خلف أبنائهم من رجال الشرطة الساهرين على راحتنا والذي جعل بلدنا من أكثر الدول أمنا في العالم حتى ان النساء والأطفال يرجعون إلى بيوتهم في كل الأوقات دون أن يعتدي أحد عليهم، وفي هذا السياق لا تقع جريمة في الكويت إلا ونسهم بالقبض على الفاعلين خلال سويعات قليلة بفضل جهود رجال الأمن من أبناء الكويت المخلصين، فالحالة الأمنية ليست بالسوء الذي يصوّره البعض.

***

ان من يقفون خلف مخطط تدمير الكويت يعلمون علم اليقين ان مؤامراتهم مدفوعة الأثمان لن تنجح مادامت هناك هيبة للدولة وسطوة للسلطة، لذا يتعمدون التعدي بأقبح القول على رجال القيادة السياسية وأقبح الفعل على رجال الأمن، وليس في الأمر مصادفة، بل ان هذا جزء أساسي من المؤامرة التي أفشلها رجال الكويت المخلصون عندما كانوا يصطفون مع أبنائهم رجال الأمن ويدلّونهم على المخرّبين والسذج المغرر بهم.

***

إن هيبة الدولة وحدة واحدة متى ما كسرت عمت الفوضى وانتشر القتل والدمار والدماء والخراب، لذا نود أن نرى تشريعات صارمة ضد من يتعدى على رجال الأمن وهو الأمر المعمول به في جميع الدول المتقدمة، حتى إن توجيه كلمة نابية لرجل الشرطة يعتبر خطاً أحمر يعرّض الفاعل للسجن أعواما عدة، ولو لا ذلك لتحولت بلدانهم إلى غابات قتل واستباحة، فلا تجعلوا بالمقابل بلدنا يتحول إلى غابة عبر التهاون والتخاذل والتسامح الذي يساعد على المزيد من التعدي والفوضى.

***

آخر محطة:

(1) كسر هيبة الدولة ليس مصادفة بل مخطط تآمري مر عبر طلبات إذعان مثل توزير 9 نواب على الأقل (!) وغل يد صاحب السمو الأمير في تشكيل الحكومة والتدخل في تشكيل المحكمة الدستورية والرفض المسبق لأحكامها وطلب عقد الجلسات دون حضور الحكومة ورفض تصويت الوزراء، وجميعها مطالبات غير دستورية وتضرب هيبة الدولة بالصميم، والأمر ليس مصادفة على الإطلاق، فاستيقظوا أيها الغافلون من المغرر بهم.

(2) المطالبة بالدائرة الواحدة غير الدستورية ليس مصادفة كذلك بل يقصد منها جعل التشاوريات تكبر وتصبح المواجهة مع رجال الأمن على مستوى البلد بأكملها فتعم الفوضى وتصبح على شفا حرب أهلية، وهذا عز مطالب البعض.

(3) وليس من المستغرب جدا أن الصحافة الدولية، التي تصمت وتغض النظر ولا تنتقد مواجهات رجال الأمن مع المتظاهرين في بلدانهم والتي يستخدم فيها الرصاص المطاطي والقنابل الدخانية والهراوات والعصي والمياه الحارة، أصبحت تسلط الأضواء الباهرة على مواجهات رجال الأمن في الكويت مع المتظاهرين بمخالفة للقوانين ممن يقطعون الطرق ويدخلون البيوت دون استئذان ثم تجعل ذلك وسيلة للادعاء الكاذب بأن الكويت دولة قمعية!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *