أبدع الزميلان صالح الشايجي وفيصل الزامل كعادتهما في مقاليهما السبت الماضي، فمما خطه الشايجي في مقاله الشائق «ما يجري تحت عنوان الحراك هو جعل الوطن في خدمة الفرد، بحيث يدفع الوطن الثمن حتى يعود فلان وعلان إلى مقاعدهما النيابية وإلا الفوضى والخراب وتشويه سمعة الديموقراطية الكويتية أمام العالم».
***
وضمن مقال الزميل الزامل في اليوم نفسه «لم يهضم الناس أن يطالب البعض بشيء في البحرين ويرفضه في الكويت» ويستطرد أبوقتيبة بالقول « توريط الشباب لمخالفة القانون لخدمة مشروع سياسي وصل إلى تقديم عدد كبير من هؤلاء الشباب «للمحاكم والسجون» لافتداء فرد وهذا استغلال بشع جدا لحماستهم».. انتهى.
***
إن الواقع المر يظهر أننا وبعد نصف قرن من الديموقراطية مازلنا نفتقد أول مبادئها أي الإيمان بالرأي والرأي الآخر والحلول القائمة على الالتقاء في منتصف الطريق، وقد أضفنا إلى هذا الفهم العقيم للديموقراطية كثيرا من ممارسات الأنظمة القمعية لإعطاء العصمة لبعض القيادات السياسية المعارضة فكل ما يقولونه صواب لا يحتمل الخطأ، وكل ما يفعلونه أمور منزلة لا يجوز نقاشها أو تفنيدها أو تخطئة قائلها مهما شطح وابتعد عن الحقيقة والحكمة، حتى لو أثبتت الأيام خطأ اجتهاده مرارا وتكرارا أو عدم صدق كلماته واتهاماته.
***
لقد قال عقلاء الأمم وحكماؤها «يموت فرد لتحيا الأمة»، بينما يؤمن بعض زعاماتنا بأن الغاية تبرر الوسيلة و«لتمت أمة كي يحيا الفرد ويجلس على مقعده الأخضر الوثير» وهو فهم يجب أن يوقفه الشباب الواعد عبر الدعوة إلى تجديد الدماء بدلا من القبول بالانقسامات والانشقاقات التي باتت تعاني منها المجاميع السياسية المعارضة هذه الأيام بسبب مرض التمسك بالكراسي وحب الزعامة والتسلط على الآخرين.
***
إن الأحداث تثبت تباعا أننا مازلنا نجلس على سواحل وشواطئ الديموقراطية الحقيقية ولم نمخر عباب بحورها العظيمة بعد، ومن ذلك انتظارنا لسطوع شمس الديموقراطية الحقيقية لا عبر الأخذ بخيارات الحزبية والحكومة الشعبية التي ستعزز مفاهيم الديكتاتورية السائدة لدى تلك القوى السياسية وستمنحها أنيابا ومخالب وتجعلها تنصب المشانق وتفتح أبواب المعتقلات وتدفع الناس للهجرة، كما حدث في عراق صدام وليبيا القذافي وغيرهما من طغاة لبسوا لبس الحملان عندما كانوا في مواقع المعارضة وليتحولوا إلى ذئاب مفترسة بعد الوصول لمواقع المسؤولية.. وكم في تاريخنا الحديث من دروس وعظات وعبر.. ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟!
***
آخر محطة:
التهنئة الحارة للسيد الزميل أحمد يوسف بهبهاني على رئاسته كأول كويتي وخليجي لاتحاد الصحافيين العرب، وكم من خلق رفيع وحكمة في الرأي وعقل راجح وتواضع جم سيضاف إلى ذلك الاتحاد بوصول أبوسليمان.