مبارك الدويلة

حديث الأقزام

عندما يتحدث الناس في الكويت عن «الاخوان» فهم يقصدون الحركة الدستورية الاسلامية، وكما ذكرت سابقا أننا لا ننزعج من هذا الربط بسبب العوامل التاريخية والارث الفكري. واليوم الاخوان المسلمون اصبحوا يحكمون عدة دول وصار التقرب منهم غاية الكثيرين وان كنا دائماً نؤكد أننا لا نرتبط تنظيميا بهم ولا بغيرهم. لذلك استغل بعض الأقزام هذا التأكيد ليطعن يوميا بالاخوان المسلمين قاصدا الحركة الدستورية الاسلامية! ونحن نتقبل الانتقاد، هكذا علمنا ديننا، (لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها) لكن انتقاد الرجال!! وليس تخرصات الأقزام وأكاذيبهم! ولعل اقرب مثال ما تناولته بعض وسائل الاعلام أخيراً نقلا عن سمو رئيس مجلس الوزراء في الجلسة السرية(!!) من انه ذكر أن الاخوان بالكويت متورطون بالخلية الارهابية الاماراتية!! وتسابق البعض لترديد هذه المقولة من دون التثبت من صحة نقلها أو عدالة راويها! وعندما تحققنا من الخبر من مصدره وجدنا انه تم تحريفه والزيادة عليه بشكل فج وقبيح!! فأصل الخبر أن عددا من نواب التهريج والتلفيق سألوا وزير الداخلية عن ارتباط الاخوان بالكويت بالخلية الارهابية التي أعلنت عنها الامارات أخيراً، لكن وزير الداخلية لم يجب عن هذا السؤال، فبادر سمو رئيس مجلس الوزراء بالقول ان الامارات أخبرونا بان هناك بالكويت من يمول هذه الخلية لكنهم لم يزودونا لا بأسماء ولا بأرقام!! انتهى! وهذا الكلام سمعناه بشكل يومي من مدير شرطة دبي ضاحي خلفان، بل قال أكثر من ذلك، لكن القزم يظل طول عمره قزما في حديثه وفي نقله وفي تخيلاته وحتى أمنياته!! وعتبنا على بعض الصحف التي روجت لهذه الكذبة المنقولة عن سمو الرئيس وهي تدرك أنها لم تنقل بشكل صحيح، وكيف لا تعرف أنها كذلك وهي التي نقلت أدق التفاصيل عما دار في الجلسة السرية؟!
ان البعض استمرأ الكذب لانه لا أخلاق تردعه ولا دين، بل ان البعض يريد من كثرة ترديد بعض الأكاذيب أن يلفت الأنظار عن بعض ما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان في بعض الدول المرتبط بها شعوريا وقلبيا أو حتى مذهبيا أحيانا!! والا فان تاريخ الحركة الاسلامية بالكويت والخليج مشرف منذ الأزل ولا ينكر مواقفهم وقت الشدائد الا جاحد مكابر، ولا أظنني بحاجة الى التدليل على ذلك سواء قبل الغزو الغاشم للكويت أو في اثنائه أو بعده! بل ان التاريخ يسطر بالسواد مواقف بعض هؤلاء الأقزام من نشر الرعب في الكويت أثناء تفجير موكب سمو الشيخ جابر عليه رحمة الله وتفجيرات المنشآت النفطية واختطاف «الجابرية» وآخرها شبكات التجسس التي يتم كل يوم اكتشاف المزيد منها كما لا ننسى سوء السمعة التي التصقت ببعض هؤلاء المطبلين لكل ناعق وباطل بقصد التغطية على سواد الوجه حيث التاريخ الممتلئ بالفاحش من القول والفعل!!
ان السير بمنهج العداء لمكونات المجتمع الكويتي بدءا بقبائله وعوائله ومرورا بقمع شبابه وانتهاء بتخوين تياراته الوطنية لهو منهج خطير! ونستغرب موقف الحكومة التي قد تتعامل بتكتيكات سياسية واجندات انتخابية مع المحرضين ومثيري الفتن من دون أن تفعل قوانين نبذ الكراهية والوحدة الوطنية؟!!
وبالمقابل فانه ليسعدنا تلك المواقف المنصفة التي صدرت من مجاميع سنية وشيعية عاقلة ومخلصة ترفض لغة التخوين وتشهد بما عرفته عن أبناء هذا التيار في الكويت من حب للوطن وترابه.
البعض أيضاً طعن بالاخوان المسلمين من الباب المعاكس!! فاتهمهم بتقاربهم مع ايران وتآمرهم على دول الخليج من هذا التقارب…؟!!
للعلم فقط لمن كان ناسيا أو تناسى أن اول من ترحم على أبي بكر وعمر في طهران هو محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية! وان اول دولة تعقد مؤتمرا لنصرة عرب الأحواز هي مصر محمد مرسي!! فقد عقد بالقاهرة الأسبوع الماضي مؤتمر نصرة العرب الأحواز شارك فيه الشيخ العريفي وعبدالله النفيسي وتحت رعاية مساعد الرئيس المصري، فاتقوا الله في أنفسكم وكفانا انشغالا بأنفسنا، فوالله ما تأخرت الامة الا من هذا الجدل الذي نحن فيه اليوم!! كلما رأينا خيرا حاربناه وكلما شاهدنا ناجحا حسدناه! والله المستعان.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *