مبارك الدويلة

لم يعد لدينا ما نفخر به

كنا في الماضي نفاخر بدستورنا وبرلماننا وممارستنا الديموقراطية عندما نتقابل أو نتحدث مع اشقائنا الخليجيين! خاصة بعد أن سبقونا في التطور العمراني والبيئي، ولم يعد لدينا حينها ما نفتخر به إلا الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، وكان المثال الدارج إلى عهد قريب أن الكويتي يستطيع أن يتحدث وينتقد من يشاء كيفما شاء ويرجع لبيته آخر الليل ينام ملء جفنيه من دون الحاجة للتأكد من انه أغلق بابه!
اليوم، الكويتي لا يستطيع أن يتحدث مع نفسه داخل غرفته! فلو فكر بان يمسك «الآيفون» ويعبر عما يختلج في قلبه من آهات وحسرات على الوضع المتردي في بلده من خلال تغريدة فانه سيفكر قبلها ألف مرة في زوار الفجر والمبرقعين والمبرقعات والجرجرة للنيابة، بل والحكم عليه بالسجن سنتين لانه فقط عبر عن رأيه بعبارات قد يكون سوء التعبير حليفه فيها!
في الماضي القريب والقريب جداً كنا نؤكد للغير أن أسرة الصباح هم حكامنا اليوم ودوم كنا نربي أولادنا عليها، وكنا نقول في تحد واضح انك لن تجد كويتيا واحدا يختلف على حكم الصباح! اليوم الوضع بدأ يختلف عما كان عليه! اليوم صار البعض يتحدث عن سوء إدارة حكومية! وعن حكومة ربما تحمي الحرامية والقبيضة! وعن مراسيم وقوانين قد تفقدنا ما كنا نفتخر به أمام الآخرين من حرية واحترام لحقوق الإنسان! اليوم صرنا نتحدث عن أن بعض الرموز في النظام هي السبب في كل المشاكل التي تحدث! بل صرنا نسمع الترحم على الماضي بكل مافيه من إيجابيات وسلبيات!
اعتقد جازما أن السياسة الغريبة التي بدأت السلطة في الكويت تتبعها في تعاملها مع شعبها لن تؤدي إلا إلى مزيد من اتساع الهوة بينهما، ولئن ظنت أنها تطبق بعضا من قرارات القمة الخليجية الأخيرة، فان عليها أن تدرك أنها قرارات جائرة واقل ما فيها أنها تفقد النظام في الكويت ميزته التي كان يتفرد بها عن غيره من الأشقاء والأصدقاء! فاستقرار الأنظمة بمدى قوة العلاقة مع شعوبها واحترامها لآدمية الإنسان فيها، وليس بالسيطرة على مشاعره ومحاسبة أنفاسه! ولئن نجح الحل الأمني في فترة من الزمن فلا يعني هذا انه ناجح في كل الأحوال والأزمنة، والأمثلة على ذلك لا تحتاج إلى تدليل واثبات، لذلك أتمنى من الحكماء في أسرة الخير أن يتداركوا الأمر قبل انفلاته.
* * *
• كان الإخوان المسلمون في معظم دول العالم مغيبين في السجون طوال العقود الماضية بسبب ظلم الأنظمة وقهرها، واليوم بعد أن أنفذ الله سنته في الأرض «وتلك الأيام نداولها بين الناس» وأصبحت الكلمة النهائية للشعوب، تم نقل الإخوان من السجون إلى سدة الحكم بإرادة شعبية واضحة رفعت الظلم عن المظلوم وأودعت الظالم في السجن وهو المكان الذي يليق به!
الغريب أن البعض كان ساكتا عن الأنظمة وبلاويها طوال الفترة السابقة، بل كان لايتحرز من دعمها بالكلمة والثناء عليها، واليوم وبعد أن حكم الإخوان المسلمون بعض الدول أخذوا يترحمون على الأنظمة البائدة ويشنون هجوما مسعورا وغير مسبوق على الحكام الجدد، فقط لأنهم يخالفونهم في الفكر والمنهج! وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل بدأت النخبة الليبرالية عندنا في دول الخليج تحرض أنظمتها ضد أي تيار محسوب على الإخوان المسلمين، ووصل الأمر عند بعض الكتاب، الدخلاء على الثقافة، إلى المطالبة بزجهم في السجون واتهامهم بالخيانة والتحريض على قلب نظام الحكم من دون حياء أو استحياء! وذكرونا بأساليب الأنظمة البائدة القمعية التي كانت تمارس ضد دعاة الحرية وحقوق الإنسان فلم ينفعها ذلك إلا بعدا عن شعوبها وعند اول هزة سقطت كما تتساقط أوراق الشجر.
* * *
• عبدالحميد دشتي ونواف الفزيع ادليا بتصريحات سمعها حتى الأصم! فيها من المساس ما لا تحمله البعارين قياسا على مفهوم الحكومة لمعنى المساس! فهل يطبق عليهما القانون نفسه الذي طبق على عياد وراشد؟!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *