اذا ما تركنا الملك المخمور غازي الذي كان يذيع من قصر الزهور، وقفزنا على محاضر رشيد عالي الكيلاني مع الفوهرر عام 41 والذي طالبه فيها بعد تحرير هتلر للعراق ودول المنطقة بأن يبدأ بضم الكويت وعربستان لبلاد الرافدين تمهيدا لتمويله لبروسيا العرب ومن ثم ضم باقي دول الهلال الخصيب التي كانت بمفهومه الدول العربية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط حيث ألغيت دول وادي النيل وشمال افريقيا من مفهوم العروبة.
***
ثم تناسينا مشروع نوري السعيد عام 58 لخلق اتحاد ملكي ثلاثي يزايد على الوحدة الثنائية بين مصر وسورية انذاك لتضم ملوك «الكويت والعراق والاردن» واتجهنا للمقارنة بين نظامي الاقليمي والقطري وحتى الشعوبي كما سمي في حينه ونعني نظام عبدالكريم قاسم ذي الاصول اليمنية في جده السادس والبعثي والعروبي الوحدوي سيف العرب (كذا) صدام حسين غير معروف الاصول كما يذكر مؤرخو العراق، لوجدنا فروقات كثيرة وكبيرة تصب لصالح الاول على حساب الثاني.
***
وقد كفانا الزميل حسن العلوي في سلسلة من كتبه عناء المقارنة بينهما فيما يخص ما عملاه للشعب العراقي حيث اثبت ان عبدالكريم قاسم افضل بكثير من صدام حسين حيث ان سيئاته تعتبر حسنات بالنسبة لصدام حسين، فمحاكمات المهداوي المقتبسة طبق الاصل من محاكمات البكباشي جمال سالم للاخوان المسلمين عام 54 كانت اخر محاكمات علنية يتاح فيها للمتهمين حق الدفاع عن نفسهم حيث رفع قاسم شعار «الرحمة فوق القانون» بينما رفع صدام شعار «لا رحمة ولا قانون ولا محاكمات» بل مقابر جماعية للجميع، وكان قاسم عفيف الجيب والفرج فلم يستبح الاموال والاعراض بعكس طاغية العصر صدام.
***
وفيما يخص الكويت وان كنا نتحفظ على ما فعله الاثنان تجاه بلدنا الا ان اي مقارنة منصفة بينهما تصب قطعا لصالح عبدالكريم قاسم الذي هدد ولم يغز ولم يجرح احدا رغم خروج القوات الانجليزية، وحتى قوات الجامعة العربية التي لم يبق منها إلا 300 جندي وضابط على الحدود بينما غزا صدام الكويت وقتل ودمر وحرق وهتك الاعراض ولو استمر في الحكم لغزانا مرة اخرى أو لغزا الاردن ومن ثم فصدام هو الاسوأ للشعبين الشقيقين وللأمة العربية جمعاء.
***
آخر محطة: العزاء الحار لـ آل الخرافي والصبيح الكرام على فقيدهم الشاب جاسم انور الخرافي، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.