سامي النصف

الرئيس مرسي كوميديا بالحكم وبالمحكمة!

تقول نكتة مصرية إن أول رئيس لجمهورية مصر هو محمد نجيب والثاني جمال عبدالناصر والثالث السادات والرابع مبارك، فاصل كوميدي، والخامس عدلي منصور. ونشرت جريدة مصرية كاريكاتير يظهر الممثل سعيد صالح وهو يخاطب الرئيس السابق محمد مرسي قائلا «مرسي الزناتي يبقى جنبك ولا حاجة يا ريس» بعد العرض الكوميدي الفاقع إبان الجلسة الأخيرة لمحاكمته عندما صرخ مرسي على القاضي «انت مين واحنا فين؟»، قد يكتشف المصريون لاحقا أن القاضي  عدلي منصور بعلمه ورزانته وثقافته الدستورية قد يكون أحد أفضل الحكام الذين مروا بتاريخ مصر.

***

وقطعا يملك الإخوان من العقول من ينبئهم بأن الدفاع عن الرئيس المخلوع محمد مرسي العياط قضية خاسرة حتى النخاع ولا تستحق خسارة الشعب المصري أو حرق أرض الكنانة لأجلها، وأن خطأ التمسك بحكم مرسي أكثر فداحة وضررا من التحالف مع الملك فاروق ثم اغتيال رؤساء وزاراته، والتحالف مع ناصر ثم محاولة اغتياله، والتحالف مع السادات واغتياله، والتحالف مع مبارك والانقلاب عليه، والحال كذلك مع القوى السلفية والوطنية واليسارية والليبراليية المصرية التي تحالفوا معها ثم انقلبوا عليها بعد فوز مرسي بقصد احتكار الحكم.

***

ونشر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية دراسة أوضحت أن اعتدال وتعقل سلف مصر يرجع إلى كونهم مرتبطين تنظيميا بسلف الكويت، وفي دراسة نشرتها إحدى الصحف المصرية مؤخرا ان هناك قوى اخوانية فاعلة تخطط لاستبدال القيادة المصرية للتنظيم الدولي والمصري بقيادات غير مصرية بعد الاخفاقات الشديدة لحكم المرشد والشاطر ومرسي الذي عادى القضاة ثم قيادات الجيش والقوى السياسية والفعاليات الاقتصادية والإعلاميين والأزهر والسلف وقطاع السياحة، وكل ذلك في أقل من عام من الأخطاء الكبرى، ما مهد لأن يخرج الشعب المصري عن بكرة أبيه في أكبر تظاهرة في تاريخ مصر منذ نشأتها مطالبا بإسقاطه.

***

وأعتقد أن قيادة الإخوان في الكويت هي المؤهل الحقيقي لقيادة التنظيم العالمي للإخوان واحتلال منصب المرشد العام كونها قيادة لم تعانِ كحال القيادات العربية للاخوان من القتل والتعذيب والتهجير والمعتقلات الرهيبة التي تخرج أسوأ ما في الإنسان من أحقاد ورغبة في الانتقام وعدم التسامح والغدر، إضافة إلى أن السجل القهري والتهجير القسري يسهلان عملية التجنيد، ومن ثم الاستخدام لاحقا لتدمير الأوطان وحتى لربما تدمير تنظيم الإخوان تحت رايات ظاهرها رحمة وباطنها عذاب.

***

لقد أثبتت قيادات الإخوان في الكويت وخلال مسار الأربعين عاما الماضية نجاحات كبرى على مستوى الكويت والإقليم بعكس إخفاقات الإخوان في المنطقة العربية (مصر، سورية، الجزائر… إلخ) كما عرفت القيادة الكويتية للاخوان بالبرغماتية الشديدة من حيث علاقتها بالقوى الوطنية والليبرالية واليسارية وحتى السلفية وأكبر الدلائل على تلك المرونة ما حدث مع الحكومة الكويتية الحالية من عداء شديد لها قبل عام تمثل في النزول للشوارع للمطالبة بالحكومة الشعبية ثم دخول الاخوان في الحكومة الحالية بأكثر من وزير هذه الأيام.

***

آخر محطة: قد يكون المانع الحقيقي لتولي إخوان الكويت- رغم أهليتهم الشديدة لمنصب المرشد العام للاخوان المسلمين في العالم- هو.. إعلانهم المتكرر، أي إخوان الكويت، عدم وجود اخوان مسلمين.. في الكويت!

 

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *