مبارك الدويلة

أتحداكم

اليوم انا بايعها..! فإما ان أُخرِس بعض الالسنة النشاز التي ما فتئت تكيل لنا التهم وتثير الشبهات حولنا، أو أصمت على شحم ولحم وأعترف بعجزي عن المواجهة.

في مقابلتي الاخيرة على قناة العدالة سألني مقدم البرنامج الرائع احمد الفضلي عن سبب هذا العداء المستحكم لتيار الاخوان المسلمين في المنطقة العربية، وبالذات في الخليج، ومع اني اجبت باختصار الا انني اليوم اريد ان ازيد في بعض التوضيح لهذه الاجابة، ومن خلالها سيكون التحدي الذي ذكرته في العنوان. متابعة قراءة أتحداكم

سامي النصف

الفريضة الغائبة.. محاربة الفساد!

ليس هناك ما هو اكثر استفزازا للشعوب غنيها قبل فقيرها، واثارة للاضطراب وعدم الاستقرار السياسي من الفساد المالي والاداري في الدول، ولولا ذلك الفساد لكانت الانظمة الديمقراطية والليبرالية التي كانت قائمة في مصر والعراق وليبيا والسودان وسورية.. الخ، مازالت موجودة حتى يومنا هذا، فالديمقراطيات والحريات ليست غاية بذاتها بل هي وسيلة لرقابة الشعب على امواله فان لم تنفع في الحد من الفساد والنهب سار الشعب في طريق آخر للوصول لنفس الهدف.

***

ومثل ما كانت «حقوق الإنسان» هي المسطرة التي تعامل بها المجتمع الدولي مع الدول المختلفة وكانت مؤشرات حقوق الانسان وتقارير منظمة العفو الدولية التي تنشر كل عام هي السيف المصلت الذي استخدم ضد الدول والانظمة حتى اسقطها، الحال كذلك الان مع تقارير «منظمة الشفافية» الدولية فكلما تقدمت في مؤشرات محاربة الفساد ارتاحت شعوبها وحازت احترام المجتمع الدولي وقواه الفاعلة، وكلما انهالت عليها توازيا الاستثمارات والسياحة وتم دعم فكرة المراكز المالية التي عمودها وصلب عملها النزاهة والشفافية فلن يستثمر احد في بلد يملؤه الفساد.

***

واضح اننا في الكويت رغم الشعارات المرفوعة، ندعم الفساد تحت رايات محاربته بل اننا تقدمنا خطوة جبارة في هذا الطريق عندما عكسنا مفاهيم العصا والجزرة فجعلنا العصا توجه للشرفاء والاكفاء والأمناء والمخلصين، وجزرة العمولات الشهية تقدم باطباق من ذهب للفاسدين والمرتشين، الغريب ان البعض يعتقد ان الشعب الكويتي غافل عما يجري ولا يميز الغث من السمين ولا يفرق بين حاصدي الرشاوى والعمولات من الصفقات.

***

آخر محطة: محاربة الفساد هي امور تفعّل ومحاكم تعقد وسجون تفتح وأموال تصادر ودون ذلك فقل ما يقال عن تلك المحاربة هو دخان في الهواء لا يصدقه احد.

احمد الصراف

الفكر الديني.. والملكية الفكرية!

قام قبل فترة داعية سعودي مشهور، وله في الرياض قصور، بسرقة أدبية فاحشة، تمثلت في نقل كامل محتويات كتاب مؤلفة سعودية ونسبته الكتاب لنفسه. وقد قامت المتضررة في حينه برفع دعوى عليه، وصدر حكم تعويض لمصلحتها وسحب كتاب الداعية، الذي ساهم في إرسال آلاف الشباب للموت في مهمات «جهاد»، ولكن بعد أن حقق الملايين من وراء بيع كتابه المسروق، وسبق أن كتبنا عن هذه السرقة في حينه.
ويبدو أن المسألة قد راقت لرجل الدين «العالم!»، حيث قام قبل فترة قصيرة بالتعدي على حقوق ملكية فكرية ثانية، تمثلت في نقل نصوص كاملة، حرفيا، من كتاب «صور من حياة الصحابة»، ونسبتها الى نفسه، وقراءة تلك النصوص، وكأنها له، من خلال برنامج تلفزيوني من إعداد وتقديم «عالم حرامي»! وبسبب جهل العامة بأفعال هذا الشيخ فقد لقي برنامجه نجاحا وحقق مكاسب كبيرة له، من خلال ما يبث من خلاله من إعلانات عن معاجين أسنان وبامبرز… محرمة!
وقد تساءل الزميل السعودي فهد الحربي عن سبب لجوء هؤلاء «الدعاة» الى سرقة إنتاج غيرهم ونسبته الى أنفسهم، وهم اصلا في غير حاجة الى مال أكثر مما لديهم، كما أن السرقات مكشوفة جدا. وقال ان السبب، في نظره، يعود إلى أن هذا العالم المدعي لا يرى في النقل الأدبي أي مشكلة، فهو من مدرسة تعودت على النقل الحرفي، ولا تشترط الفهم والاستنتاج والإضافة. كما أنه يمثل تيار خصخصة الدعوة الذي يعتمد على نجومية الشيخ أكثر من علمه الغزير، فالناس يقبلون على الاسم اللامع أكثر من المحتوى، هذا غير أن الخصخصة تعتمد دائما على تنويع المنتجات للمستهلكين بغرض زيادة الأرباح، لذلك تحول الشيخ إلى ماكينة هادرة تنتج البرامج التلفزيونية والإذاعية والكتب والندوات والمحاضرات، وكل هذا الجهد الجبار يصعب أن يقوم به رجل واحد، لذلك لا بد من الاستعانة بفريق من المساعدين لزيادة خطوط الإنتاج! ولأن الوقت من ذهب، بل من ملايين الريالات، فإن المكائن تعمل بأقصى طاقتها، فلا يصبح هناك فرصة للتمويه من خلال إضافة سطر أو سطرين، بل يتم النقل حرفيا من دون أدنى حاجة الى ذكر المصدر، وهكذا غرق العلم والفكر في بحر السوق الاستهلاكية!
وهكذا نرى أن غالبية إنتاج هؤلاء الدعاة لا يخرج عن نقل ما ورد ذكره على لسان أو كتب غيرهم، واجترار المواضيع والقضايا والقصص نفسها سنة بعد أخرى، وقرناً بعد آخر. فالمهم الربح المادي الدنيوي، وليس من اين تم النقل، خاصة أن الفكر الديني لا يؤمن، أو حتى يعرف معنى الملكية الفكرية، وليس لها عقاب في كتبهم.

أحمد الصراف

www.kalamanas.com

سعيد محمد سعيد

«الطائفية»… مستقبل أسود

 

كان الله في عون أهل القلوب الطيبة من أبناء منطقة الخليج العربي، ولنقل أبناء العالم العربي والإسلامي من الدعاة والمشايخ الأفاضل والمفكرين والمثقفين والناشطين والكتاب والإعلاميين، بل وبسطاء الناس المخلصين الذين يحاولون العمل وفق ما أوتوا من قدرة لمواجهة ذلك الغول الذي يسمنه أقطاب العداء للحياة وللسلم وللمحبة… غول الطائفية.

هذه النماذج الرائعة الكريمة، تتعرض للتنكيل والاستهداف لا لشيء إلا لأنها ترفض كل ممارسة وفكر وسلوك طائفي، وهذه الضربات تأتي بالتأكيد ممن يعملون ليل نهار لتمزيق المجتمع الإسلامي بالطائفية، فقد تيسر لأولئك «الوحوش» المال والإعلام والدعم ليقوموا بدورهم على أكمل وجه! وقد تفننوا في ذلك كثيراً إلى درجة أن هناك موضةً خبيثةً بدأت في الانتشار في مجتمعاتنا، ليس على مستوى الخطابة والإعلام والصحافة ومناصب التطبيل، بل حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي. قد تجد نكرةً من جراثيم الطائفية وقد استل سيفه باحثاً عن «من يدهن سيره»، ويملأ ركابه فضةً أو ذهباً، عندما يغرد ويكتب وينتج أفلاماً وينشيء المواقع الإلكترونية بهدف واحد يريد به وجه الله سبحانه وتعالى ألا هو: «إشعال نار الفتنة والصدام والتناحر المذهبي»، ولا تستغربوا حين يفعل ذلك ثم يرفع حنجرته الكريهة بالتكبير.

هناك في المقابل، بضع أفكار يسيرة من أصحاب القلوب الطيبة الذين يبذلون كل ما أوتوا من جهدٍ لمحاربة داء الطائفية، لاسيّما على مستوى منطقة الخليج العربي، وقد كان لي الشرف أن أكون واحداً ممن دعموا حملة «الطائفية مستقبل أسود» التي ابتكرتها ونفذتها مؤسسة «قيثارة» للإنتاج والتوزيع الفني.

كانت فكرة الشباب تقوم على أساس التصدي للحملات الطائفية المغرضة التي نشطت فضائيات ومواقع الكترونية وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في تأجيجها وتسميم المجتمع الإسلامي بها. وهذا الأمر لم يكن مريحاً بالنسبة لفنانين خليجيين صادقين من الطائفتين الكريمتين. كانوا يراقبون ذلك المد المتصاعد بقذارةٍ لا مثيل لها، مدعوماً من لحى وبشوت خبيثة، ومن فضائيات ومواقع الكترونية، ومن مصادر أموال مصبوغة بالدناءة، فنهضت بضعة أفكار على أيدي شباب خليجيين لإنتاج الأفلام القصيرة والمقاطع الترويجية التي تنادي بمحاربة الفكر الطائفي المريض، من خلال مخاطبة العقول والضمائر.

على مدى دقيقة و39 ثانية، انتشرت الحلقة الأولى من الحملة (الطائفية مستقبل أسود)، وقد كتبت عنها تقريراً مفصلاً حال بثها، وأذكر القاريء الكريم بمضمون ذلك الفيلم القصير الرائع الذي وقعت عليه عيون مئات الآلاف ويتغلغل إلى عقولهم قبل وجدانهم… ففي ذلك المشهد، يبدو اثنان من الأصدقاء من الطائفتين الكريمتين، تسبقهما مشاهد تحريض وتأجيج وقتل وإرهاب وعنصرية تبثها القنوات الطائفية، ما تلبث أن تعكس أثرها الصدامي بين الاثنين فيبدآن بالتشابك بالأيدي إلى حد التقاتل وإدماء الرؤوس والأجساد، وتحطيم الصورة التذكارية التي تمثل العلاقة الجميلة بينهما.

ينظر كل منهما إلى الآخر وهو يلهث في حالة غضب مؤجج إلى أعلى حد، ثم تهدأ النفوس، ويجلس الإثنان ليشاهدا مباراة في كرة قدم وهما في غاية الانسجام والمحبة، ضمن فاصل على الشاشة، تظهر عبارة: «أيها السني، إن الشيعة الروافض هم العدو الأول للسنة»، فينظر السني إلى صديقه الشيعي بريبة، وكذلك الحال حين تختفي تلك العبارة وتظهر عبارة آخرى تقول: «أيها الشيعي، إن السنة النواصب هم العدو الأول للشيعة»، فيتبادل الصديقان نظرةً حادةً، ويعودان للصراع والتشابك من جديد في الوقت الذي تبث فيه الشاشة مشاهد التفجيرات والإرهاب والمسلحين، حتى تصبح الغرفة التي تجمع الاثنين وكأنها ساحة حرب. تضطرب الغرفة بما فيها وتهتز إلى أن يتحرك الرف الذي يحمل القرآن الكريم، وقبل سقوط كتاب الله المقدس على الأرض، يهرع الإثنان للإمساك به، وينتهي المشهد بمسك المصحف من الطرفين حفاظاً عليه وتظهر عبارة: «الطائفية مستقبل أسود… ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا».

حسناً… جميل ذلك العمل دون ريب، لكن لدي سؤال أوجهه إلى المسئولين في تلفزيونات دول مجلس التعاون وملاك الفضائيات، ألا يستحق هذا الجهد الجميل، وبإمكانيات محدودة من هؤلاء الفنانين، أن تقدّموا لهم الدعم والمساندة من جهة، وتتبنوا أعمالهم وتشجعوهم على تنفيذ المزيد منها من جهة ثانية؟

على أية حال، نودّ أن نرفع كل الشكر والتقدير إلى فريق العمل من الفنانين والكتاب والفنيين: الممثلان عبدالرحمن بودي، مراد أبو السعود، موسى ثنيان وفاضل الشعلة اللذين كتبا السيناريو، أحمد الجارودي (التصوير والمونتاج)، ميثم البحراني (الإضاءة)، مهدي الجصاص (المكياج)، ونرفع صوتنا معكم أيضاً: «لا مكان للطائفيين الذين يريدون أن يجعلوا مستقبلنا أسود، بتآمرهم مع أعداء الأمة الإسلامية وخصوصاً الصهاينة وما يحيكونه في مؤتمراتهم من مؤامرات، يفسح لها الطائفيون المجال وينفذونها من أجل وزن ثقيل من المال، ووزر ثقيل من العار».