علي محمود خاجه

«طبعاً مع بسام»

"لا يجوز للجمعية أو النادي السعي إلى تحقيق أي غرض غير مشروع أو منافٍ للآداب، أو لا يدخل في الأغراض المنصوص عليها في النظام الأساسي لكل منهما. ويحظر على الجمعية أو النادي التدخل في السياسة أو المنازعات الدينية، أو إثارة العصبيات والطائفية والعنصرية". تلك هي المادة السادسة من القانون رقم (24) لسنة 1962 في شأن الأندية وجمعيات النفع العام. قبل التطرق إلى القانون يتوجب أن أشرح للقارئ الكريم فحوى القضية المرفوعة من الأستاذ بسام العسعوسي على "جمعية الإصلاح الاجتماعي". فقد ارتكز الأستاذ بسام على محورين في قضيته؛ الأول يتعلق بمخالفة جمعية الإصلاح للمادة السادسة من القانون رقم 24 لسنة 1962 لأنها تمارس المحظور عليها عند تدخلها بالسياسة، أما الشق الآخر فهو ذلك المتعلق بعدد من المخالفات التي سجلتها الحكومة أصلاً ممثلة بوزارة الشؤون على الجمعية بخصوص جمع التبرعات. ولا يعنيني هنا أبداً صراخ جمعية الإصلاح والمنضوين تحت لوائها بأن هذا الأمر هو تعدٍّ على الحريات وغيرها من شعارات يستخدمونها للاستهلاك اليومي، وليس عن قناعة كما أرى، بل يكفي أي عاقل أن يقرأ صحيفة دفاعهم على خلفية القضية المرفوعة من العسعوسي ليستوعب جيداً منطقهم، وإليكم بعض الأوصاف المطلقة على الشاكي في صحيفة دفاعهم "مسلمين بالوراثة، يسعون إلى إنشاء جمعيات ماسونية، أعداء الإسلام". إن ما يعنيني حقاً هو محاولة البعض تصوير ما قام به العسعوسي بسعيه إلى إغلاق "جمعية الإصلاح" بأنه تعدٍ على الحريات، وهو أمر أجده منافياً للحقيقة ولا يمتّ إليها بصلة.  فقد قام العسعوسي بالتنبيه على مخالفة الجمعية للقانون القائم منذ عام 1962 دون محاولة تعديل منذ ذلك الحين، ولا أعتقد أبداً أن القائمين على سن القانون في 1962 كانوا يستقصدون الحريات ووأدها، أو أن يسنوا قانوناً يتعارض مع دستور هم واضعوه أصلاً وفي نفس الفترة.  بل إن الهدف الواضح من نصوص قانون الأندية وجمعيات النفع العام هو تنظيم الأنشطة والمجالات كي لا تخلط الأمور، فالأندية وجمعيات النفع العام تختص بالجوانب الاجتماعية والرياضية والتعاونية والخيرية بعيداً عن الجانب السياسي حماية لمنتسبيها، فلا نجد في يوم من الأيام أن "نادي التضامن" مثلاً يدعو للمشاركة أو مقاطعة انتخابات مجلس الأمة، ولا نجد أن "جمعية كيفان" تطالب بعدم منح المرأة حقوقها السياسية، وغيرها من أمور سياسية تبعدها عن الدور المنوط بها. وقد يطرح رأي بأن ما قام به العسعوسي قد يضر معظم جمعيات النفع العام التي تتطرق للسياسة كـ"جمعية الخريجين" مثلاً، وهو أمر أعتقد أنه سيحدث إن كسب العسعوسي القضية لكنه في الوقت نفسه سيقود بالضرورة إلى إكمال ما أقدم عليه السابقون في 1962، وهو تأسيس الأحزاب والجمعيات والأندية السياسية، فترك الأمر بهذا الشكل المبتور والناقص سيجعل أمر جمعيات النفع العام مرتبطاً بمزاج الحكومة، فمتى ما "حمرت العين" على جمعية تغلقها بحجة تدخلها في السياسة، ومتى ما رضيت جعلت الوضع يستمر، وهو أمر ليس بمقبول ولا منطقي أبداً. لقد بادر الأستاذ بسام العسعوسي بخطوة أعتقد أنها ستسهم في تقويم المسار وتشريع قوانين تنظم عمل الجمعيات، بل تضيف عليها رافداً مهماً، وهو تقنين التيارات السياسية، ولهذا السبب فأنا مع ما أقدم عليه وأؤيده بشدة.  ضمن نطاق التغطية: تمارس "جمعية الإصلاح" تحديداً دورين: الأول جمع التبرعات وتوزيعها داخل الكويت وخارجها، والآخر هو اتخاذ المواقف السياسية، وعليك عزيزي القارئ أن تتخيل أنك ممن يتلقون المساعدات من "جمعية الإصلاح" بشكل مستمر وتطلب منك الجمعية اتخاذ موقف سياسي معين، وهو ما سيجعلك عرضة للابتزاز دون شك.

سامي النصف

مزايين الكتب

  أربعة كتب صدرت حديثا عن دار عربي للنشر، أقترح ان تقرأ ويحتفظ بنسخ منها في مجلس الوزراء وفي الجهات المعنية بالتنمية في الكويت للاستفادة الحالية والمستقبلية منها، والكتب الاربعة تتطرق للتجارب الناجحة للتنمية في تركيا وماليزيا والبرازيل وجنوب افريقيا.

***

«الفساد وعلاقته بالأنشطة الإجرامية الأخرى» كتاب صدر للتو للمستشار الدكتور عبدالمجيد محمود يتطرق فيه لصور الفساد التقليدية (7 أنواع) وصور الانماط المستحدثة للفساد (لم يتطرق لآخر الاختراعات الكويتية في هذا المجال وهي نشر الفساد بدعوى محاربة الفساد، والمحاربة الضارية لمحاربي الفساد) وضمن الكتاب علاقة الفساد الوثيقة بالجريمة المنظمة وعمليات غسيل الأموال والتجارة بالمخدرات.. إلخ، فملة الفساد واحدة ومن استحل جزءا قبل بالكل.

***

«حرب الصدور العارية» كتاب من 500 صفحة صادر عن اكاديمية التغيير في النمسا بكيفية القيام بالثورات السلمية وحشد الشباب في الشوارع، والغريب ان من ضمن وسائل اللاعنف في الكتاب اقتحام السجون وإطلاق الرصاص على رجال الأمن (خوش سلمية) ووضع النساء والأطفال وكبار السن في مقدمة المظاهرات وأمام كاميرات الإعلام لكسب التعاطف حال الاعتداء عليهم لتفريقهم (خوش إنسانية).

ومثل ذلك كتاب «المقاومة السلمية للطغيان» من اعداد مركز الشرق الأوسط للدراسات (مسك) وضمنه لائحة لكيفية التصعيد لشل البلدان عبر الاضرابات وعمليات العصيان والإضرار بالاقتصاد.. إلخ، وأعتقد ان مختصر الكتابين هو ان ازالة الطغيان يجب ان تمر بمسح وتدمير البلدان!

***

«الاحتلال المدني» كتاب من 400 صفحة للباحث عمرو عمار ويطرح ضمنه ادلة وقرائن ووثائق يرى من خلالها ان الربيع العربي لم يأت مصادفة بل عبر امر خطط له بعناية من امد طويل وإن ما يحدث هو ضمن الجيل الرابع من الحروب الدولية وأن الأمر سينتهي بقيام شعوب المنطقة بقتل بعضها البعض بدل من قتلها للآخرين!

***

في 250 صفحة يفضح بالأسماء الكاتب سامي كمال الدين زعماءات الإعلام الجديد في مصر في كتابه «الصحافة الحرام» وفي 430 صفحة يأتي كتاب أحمد المسلماني مستشار الرئيس المؤقت عدلي منصور المعنون بـ«اما بعد اسرائيل» الذي يدعي انه اصدره قبل 10 اسابيع، ووصل الآن إلى الطبعة الحادية عشرة (!)، الإعلامي المخضرم حمدي قنديل اصدر كتابه «عشت مرتين» وأتى ضمنه أن صديقه رجل الأعمال الكويتي جواد بوخمسين ارسل له إبان الغزو انه سيبقى في الكويت مهما حدث، وهو امر غير مستغرب على الاطلاق من ابوعماد احد زعماء المقاومة الكويتية والوطني الكبير، الا ان قنديل اضاف ان بوعماد ارسل له وكالة بالتصرف في أمواله وممتلكاته المنتشرة في العالم (!) وقد حاولت التأكد من المعلومة في هذا الوقت القصير ولم أستطع خاصة أن قنديل رجل اعلام لا اعمال حتى يستطيع ادارة تلك الممتلكات.

***

آخر محطة:

(1) منع للمرة الأولى مقال للكاتب بلال فضل في جريدة الشروق المصرية التي يعمل بها فنشر القائم على الجريدة الاستاذ عماد حسين ايضاحا على الصفحة الثالثة لعدد الاثنين الماضي يشرح بالبنط العريض اسباب منع المقال.. تقليد وعرف جميل نرجو ان نرى شيئا قريبا منه في صحافتنا الكويتية العريقة…

(2) مازال يرن في الأذهان مقال قديم متجدد للزميل صلاح الساير اسماه «الكتابة بالحبر السري».

احمد الصراف

أغسطس فبراير.. والصين!

“> 2 أغسطس غزت قوات صدام الكويت واحتلت الوطن وعاثت فيه تخريبا وقتلا، كان في غالبيته عبثاً، ولكن لم يطل أمد الاحتلال، فقد اضطر الطاغية الأهوج الى أن يسحب قواته بعد سبعة اشهر، وتكون تلك بداية انهياره وفنائه وابنيه العاقين! وكان لافتا للنظر خلال تلك الأشهر العجاف، عجز صدام التام عن إيجاد من يتعاون معه من كويتيين، في محاولة لإعطاء احتلاله شيئا من الشرعية، أو لتأكيد ادعائه بأنه دخل الكويت لإنقاذ شعبها من «طغيان» أسرة الصباح. ويمكن القول – مجازاً – إنها ربما كانت المرة الأولى في التاريخ التي لم يجد فيها محتل فردا واحدا على استعداد للتعاون معه ضد حكومته الشرعية. وربما كان هذا الاحتلال فريدا من نوعه، حيث فاق عدد قوات الاحتلال عدد من تبقى من مواطنين في تلك الدولة حينها! وقد كان لرفض الكويتيين التعاون، وصمودهم وتضحياتهم، ضمن امور كثيرة اخرى، دور في الإسراع في تحرير وطنهم!
كان ذلك قبل 24 عاما تقريبا، وعيد التحرير في 26 فبراير يقترب سريعا، ولكن الكويت 26 فبراير 1991 غيرها اليوم بكثير.
* * *
بنى الصينيون سورهم العظيم قبل ميلاد المسيح بمائتي عام، ليحميهم من الغزاة، وكان صرحا هندسيا رائعا، امتد على أكثر من 20 الف كيلو متر من الاسوار والموانع الطبيعية، ولا يزال يشهد على عظمة ذلك الشعب. وقد نجحت مناعته في صد غزاة الشمال على مدى أعوام طويلة، فقد كان تسلق علوه الشاهق أو إحداث ثغرة فيه أمراً بالغ الصعوبة. ولكن سرعان ما تراخت قبضة الدولة الداخلية، وزاد الفساد، وانتشرت الرشى، بحيث أصبح لكل شيء ثمن، وهنا استغل أعداء الصين ثغرة خراب الذمم وانتصروا على السور ليس بتسلقه أو هدمه بالمدافع الحديثة او بتفجيره بالديناميت، بل بدفع رشوة لرئيس حرس إحدى بوابات السور، ففتحها لهم، وهذا يشبه وضع البعض في الكويت الذين يركّ.بون أفضل الأقفال لأبواب بيوتهم، ولكنهم يسيئون معاملة خدمهم.
ولو نظرنا الى الكويت، وقارنا أخلاق وأحوال شعبها اليوم بما كانت عليه في 2 أغسطس 1990 لوجدنا بوناً شاسعا، على الرغم من قصر الفترة وزيادة الثراء، وقلة المشاكل الحقيقية! وسبب ذلك يعود الى غياب وتآكل العناصر التي كانت توحد مكونات الشعب، بعد أن سمحت الحكومة، ربما متعمدة أحيانا، بأن تفرق تلك المكونات ليسهل لها الحكم والتحكم، ولكن نفَس مثل هذه السياسات قصير، وقد دفع الجميع ثمنها غاليا، فقد اصبحنا شعوبا متفرقة داخل الشعب الواحد، واصبحنا نفتخر ونتباهى بانتماءاتنا الطائفية والقبلية، وأصبح الحضري والقبلي، السارق وصاحب السوابق، أفضل من غيره، إن عرف كيف يدغدغ العصبيات ويخاطب الغرائز. والمؤسف أن الوقت قد تأخر، وأصبح الخراب متأصّ.لا ومتجذّ.را بشكل عميق، ولا أمل في أي إصلاح حقيقي قريب.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com