محمد الوشيحي

خصوصية دي تبقى خالتك

المسؤول الوحيد الذي يمكن أن أصدقه إن هو تحدث عن “خصوصية” بلده، هو المسؤول الإسرائيلي. بلده محاط ببلدان تنظر إليه على أنه العدو الأول في هذا الكوكب، وتتمنى زواله، وإن في الظاهر على الأقل، ومع ذلك لم يحتج المسؤولون الإسرائيليون بهذا، فيقمعوا معارضيهم، ويخنقوا صحافتهم، ويمنعوا خصومهم من السفر، وينكلوا بهم، وينهبوا خيرات بلدهم. بل على العكس، تفوقوا على محيطهم في جل المقاييس، وتفرغوا لتدليك أكتاف شعبهم، ودهس رؤوس أعدائهم. متابعة قراءة خصوصية دي تبقى خالتك

سامي النصف

مصر أجمل ما تكون

  أم العرب جميعا، وحصن الإسلام، مصر الكنانة، التي وقفت مع العرب في كل محنهم، من حرب تحرير فلسطين 48 الى حرب تحرير الكويت 91، وضحت بالغالي والنفيس من أجل قضايا الآخرين، حتى تحولت من أحد أكثر الدول العربية ثراء الى أكثرها عوزا بسبب كلفة الحروب التي خاضتها لأجل أشقائها، انها في أمس الحاجة هذه الأيام لوقوف الشعوب قبل الحكومات العربية والخليجية معها عبر السياحة والزيارة والاستثمار، فالأحوال وعبر التجربة المعيشة، وبعكس ما يشاع، هادئة، والأسواق والمنتجعات السياحية مفتوحة، والأوضاع مسيطر عليها بالكامل من القوى الأمنية، وما يعلن هو حوادث فردية بعيدة عن مناطق السياحة.

***

من الدلالات التي تظهر استقصاد العزيزة مصر بالمؤامرات والبحث عن الأعذار الواهية لتدميرها، تناقض اعدائها فيما يقولون ويفعلون وانعدام حججهم، فكيف لمن ارتضى إزاحة المشير طنطاوي للرئيس حسني مبارك بعد مظاهرات 25 يناير ان يرفض إزاحة المشير السيسي للرئيس مرسي بعد مظاهرات 30 يونيو؟ وكيف لمن أعطى لثورية الشارع حق إسقاط النظام في يناير 2011 ان يرفض إعطاء ثورية الشارع حق إسقاط النظام في يونيو 2012؟!

***

وكيف لمن يرفض فض اعتصام رابعة العدوية بالقوة ان ينسى ان نظام مرسي فض اعتصام الاتحادية بالقوة وأسال الدماء؟ ثم كيف لمن يرفض ترشيح العسكري عبدالفتاح السيسي ان يدعم بالباطن ترشيح العسكري سامي عنان؟ وكيف للرئيس مرسي الذي تظهره الأشرطة وهو يشتم اليهود ويطالب بالقضاء عليهم قبل وصوله للحكم ان يكتب رسالة مليئة بالحب والود لصديقه شمعون بيريز رئيس دولة إسرائيل إبان تواجده في سدة الرئاسة؟!

***

أخيرا، مصر ذاهبة قريبا لانتخابات سيفوز فيها المشير عبدالفتاح السيسي باكتساح، وهذه بداية الطريق لا نهايته، ولنتذكر ان جميع ملوك ورؤساء مصر الحديثة أمثال الملك الشاب فاروق والرئيس الشاب عبدالناصر والسادات ومبارك بدأوا ومعهم أحلام جميلة وتأييد شعبي كاسح إلا ان جميع تلك التجارب انتهت بكوارث وفواجع بسبب بطانة السوء والقرارات الخاطئة والبعد التدريجي عن الشعوب، لذا نأمل ان يوفق الله الرئيس السيسي ويحقق آمال الشعب المصري خاصة ان الفترة المتاحة له هي 8 سنوات على الأكثر حسب المادة 140 من الدستور الجديد التي تتيح فترتين رئاسيتين للحاكم.

***

آخر محطة: (1) كيف أفتى دكتور شريعة كويتي بقتل رئيس جمهورية مصر القادم المشير عبدالفتاح السيسي الذي يؤدي فرائض الإسلام جميعا ومنها صلاة الفجر حاضرا وزوجته الفاضلة محجبة، في وقت لم يفت الدكتور بإباحة دم المجرم صدام غازي بلده وقاتل ملايين المسلمين؟! إن كانت الحجة هي إراقة الدم في ميدان رابعة فقد أراق الرئيس مرسي دماء الجموع التي اعتصمت ضده في الاتحادية وشارع محمد محمود، ثم ان رئيس الدولة ورئيس وزرائها لا وزير الدفاع هم المسؤولون عن القرارات السيادية في البلاد، نرجو ان نسمع من الشيخ الجليل إما فتوى دماء جديدة باستباحة دم الرئيس مرسي أو اعتذارا للسيسي ولشعب مصر كافة عن تلك الفتوى الظالمة الشنيعة، ولا شيء أقل من ذلك كي لا تحسب في تاريخه.

(2) ومن العجائب والتناقضات ان من يدعي التدثر برداء الإسلام يتسبب في تدمير المتحف الإسلامي في القاهرة عبر تفجير مبنى مديرية الأمن المجاور ومن ثم ضياع آثار إسلامية لا تقدر بثمن.

احمد الصراف

عود إلى معلولا

y>زار صديقي فهد معلولا، مسقط رأسه قبل سنوات، وكانت حينها تحتفل بـ«عيد الصليب»، وكان الجميع، من بشر وكنائس واديرة، مسلمين ومسيحيين، سعداء بالمناسبة، وبزوار المكان من حجاج وفضوليين وسياح عابرين، وكان الوقت جميلا، فصيف معلولا رائع في سبتمبر. ويقول فهد إن معلولا التي تركها جده وأبوه قبل نصف قرن وهاجروا إلى العاصمة، لا تزال أرضها تضم رفات أسرته التي يعود تاريخها لقرون، وأنهم لم يتوقفوا يوما عن زيارتها وقضاء بضعة أسابيع فيها كل عام. ولا تنفرد معلولا فقط بدور عبادتها العريقة، واديرتها وكنائسها التاريخية، ولا بلغتها الفريدة التي يتكلم بها المسلمون والمسيحيون، والتي يعود تاريخها إلى ما قبل المسيح، والتي أخذ منها الممثل الاسترالي (ميل جبسون) لغة فيلمه التاريخي عن المسيح، بل ولما اكتسبته آثارها التاريخية، كدير مار سركيس الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 1600 سنة، من أهمية عالمية أيضا. كما أن هناك دير «مار تقلا» الذي ترعى زواره، منذ عقود، مجموعة من الراهبات. هذه المعلولا بآثارها وتاريخها الذي يمتد لثلاثة آلاف سنة، وكل جميل ومسالم فيها، دخلها أخيرا، للمرة الثانية، مقاتلو «جبهة النصرة» المختلطو الأعراق والجنسيات، فقتلوا من وجدوه أمامهم من سكانها، وشردوا البقية، ولم يبق فيها إلا الذين لم يستطيعوا الخروج لسبب أو آخر، بعد أن اصبحت أديرتها وكنائسها، وحتى مساجدها وآثارها التاريخية مستباحة، حتى مطارنتها وكهنتها لم يسلموا من الخطف والاغتيال. كما تعرضت أغلى مقدساتها للهدم، وما بقي منها تدنس بأحذية المقاتلين القذرة، وكان بإمكان أولئك الجهلة، وبما يدعونه من اتباع وتطبيق للعقد العمري، تحقيق الكثير من خلال الحفاظ على تراث معلولا الإنساني، ولكن هل يعرف هؤلاء حقا ما تعنيه كلمتا «تراث وإنساني»؟ فهم أتوا للتخريب والكسر والحرق لكل ما يمت للتاريخ والحضارة والإنسانية بصلة، غير مكترثين لتوسلات كبار الكنيسة وبابا الفاتيكان ومناشدات اليونيسكو، وقضوا على كل جميل فيها. ويقول فهد انه يود بالفعل أن يعرف ما جناه أو يجنيه هؤلاء الإرهابيون من أعمالهم هذه؟ وهل ستنتهي مشاكلنا بحرق دور عبادة المسيحيين في هذه الدولة أو تلك؟ وهل سيشفي هذا غليلهم؟ وماذا جنى الدين، اي دين، من القضاء على سكان قرية مسالمة لم يعرف عنهم يوما أنهم أجرموا بحق أحد، ولا تمثل مدينتهم أية اهمية استراتيجية، غير كونها رمزا لدين ربما لا يودون له وجودا بينهم!

ملاحظة: بدأت فرق تفتيش وكالة الطاقة الدولية بتفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في إيران! وبذلك ضاعت مليارات الدولارات التي صرفت على هذا المشروع، من قوت الشعب الإيراني. ولا يزال المسؤول في منصبه!

أحمد الصراف

[email protected]

www.kalamanas.com