احمد الصراف

مدرس جدول الضرب

إن التقدم الهائل الذي وصلت له البشرية اليوم لم يظهر جزافا، وإنما جاء نتيجة تراكمات من التجارب والخبرات والنظريات والأبحاث، التي شارك في تحقيقها مجموعة كبيرة من العلماء، جلّهم من الغرب، من دون أن نبخس علماء الشرق حقهم، ولو أن تخلف الشرق الحالي محى كامل ما كان له من مجد سابق، ويأتي على رأس هؤلاء العلماء اسحق نيوتن وغاليليو، مايكل فراداي وليوناردو دافنشي وستيفن هوكنز وسقراط وغاندي وتوماس جيفرسون وآينشتاين وتوماس اديسون وشارلز داروين ومدام كوري وابن سينا وميكيافيلي والفارابي وكوبرنيكوس وسيغموند فرويد وآلاف غيرهم. وقد وضع هؤلاء أفكارهم وآراءهم في أمهات الكتب، التي بيعت منها ملايين النسخ، ولا تزال غالبيتها، ومنذ مئات السنين، مقروءة ومتداولة، وعدم سماع البعض بها لم يقلل يوما من أهميتها وتأثيرها على العلم والعالم في كل الأزمان. ومن هذه الكتب التي أجمعت جهات علمية عدة على أهميتها كتاب «المبادئ» لاسحق نيوين، الذي يُعتبر نواة الطفرة العلمية التي نعيشها في كل مجال، بحيث لم يترك الكثير لغيره ليقوله. كما يعتبر كتاب «أصل الأنواع» الذي أصبح منذ صدوره، ولا يزال حتى اللحظة، مثار جدل، حتى ان الكنائس الغربية، ومنذ عام 1859 ترفض محتواه، فما بالك بموقف الجهات الدينية الأخرى! ويعتقد البعض أن كتاب داروين يتعادل في أهميته مع كتاب نيوتن. وهناك كتاب «النظرية النسبية» لألبرت آينشتاين، الذي لو كان كويتيا لما تجاوز دوره تدريس جدول الضرب. فقد أحدث كتابه ثورة علمية وحتى إنسانية ذات أهمية بالغة. وهناك كذلك كتاب الأمير لميكيافيلي، الذي صدر قبل 500 عام، والذي تأثر به كل قائد يقرأ، أو لديه مستشار ينصح! ولا يزال تأثير الكتاب ساريا، وسيبقى كذلك للأبد. ويتشارك كتابا «ثروة الأمم» لآدم سميث، و«رأس المال» لكارل ماركس في أهميتهما وتأثيرهما غير المحدود على شعوب الكرة الأرضية قاطبة! كما يعتبر كتاب «تفسير الأحلام» لسيغموند فرويد، واضع أسس علم النفس الحديث، سفرا لا غنى عنه لمعرفة أسرار النفس البشرية. لا أهدف هنا لجلد الذات، والبكاء على الأطلال، أو التحسر على زمن مضى «كنا» فيه، بحد السيف، شيئا ما في التاريخ، ولكن لأتساءل: لماذا لا يوجد لأمثال هؤلاء العباقرة الأفذاذ وآثارهم وأعمالهم وجود فعال في مناهجنا؟ ولماذا لا تطلق اسماء البعض منهم على شوارعنا؟ ولماذا اخترنا بدلا من ذلك «تخليد» اسم سياسي فاسد أو لحام سابق أو راعي غنم، مع الاحترام لمهنهم وشخوصهم؟ ألا يعتبر هذا جحودا وإنكارا لكل ما قدمه عباقرة العالم للبشرية جمعاء، ونحن منهم، من خير وجهد عظيم؟

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

ستجوعون في بيت راشد!

هو "باكيج" كامل، تعتبره الدول المتقدمة من الأساسيات، وتراه الدول العربية الجميلة الغبية من "أدوات الزينة" التي توضع في الديوان ليراها الضيوف. باكيج يضم الديمقراطية ومعرض الكتاب والمنتديات والمؤتمرات ووو…
ويتزاحم الناس في معرض الكتاب في الكويت، ونزاحمهم، فإذا جزء كبير من الكتب "عامل زحمة والشارع فاضي"، وإذا "أشرس الكتب"، وأكثرها شجاعة، لا يجرؤ على نشر ما تحتويه مجلات الأطفال من أفكار في دول الغرب والشرق.
هنا كل شيء حرام يا صديقي، هنا كتاب "أشواق الحرية" للكاتب السعودي الرائع نواف القديمي ممنوع لا يُعرض! ليش؟ لأنه يتحدث عن مقاربة السلف للديمقراطية، لكنه في معرض الكتاب في الرياض موجود وحلال زلال. أي أن لجنة الكتاب في الكويت تزايد على سلفية لجنة الكتاب في السعودية. وآه يا لاللي، كما يقول سيد درويش.
هنا يحرّمون رواية "مدى" للأديبة الكويتية الرائعة رانيا السعد، ويلعنون شاريها وبائعها وقارئها، ويرجمون كاتبها، لكن الرواية معروضة في معرض الشارقة للكتاب، حلال لا شية فيها… خنقوا "مدى" لأنها مرت على سيرة المعارض الأبرز في الكويت مسلم البراك وخطابه الشهير، وهم بخنقهم هذا يظنون أنهم خنقوا الرواية والخطاب!
هذان الكتابان سقتهما لضرب الأمثلة على قفاها، وهناك المئات غيرهما، محرمة في الكويت محللة في دول الخليج.
لذلك، ولغير ذلك، قررت ألا أكون مثل "قطة بيت راشد"، التي أظن صادقاً أنها تتعاطى المخدرات، وإلا فكيف اختارت بيت راشد من بين كل البيوت في المنطقة، وهي تعلم أن هذا البيت لا لحماً يطبخ ولا دجاجاً، إلا بمقادير موزونة، وكميات معلومة، ومواقيت محددة، لحرص راشد، كما يزعم، على الغذاء الصحي المدروس، ولا يفيض للقطة إلا "نصف ربطة فجل" أو "ربع ربطة خس" أو ما تعافه النفس… ولو كنت مكان القطة لخطوت خطوتين إلى المنزل المجاور، وعلي اليمين أن تنفجر لشدة التخمة، وأن تفكر في تصدير الفائض من اللحم والدجاج.
لذا، هجرت "بيت راشد"، أو معرض الكتاب المملوء بالفراغ والفجل والخس، ولجأت إلى المواقع الإلكترونية التي توفر لي أفضل الكتب وأطايب اللحم، بعيداً عن بيت راشد وشارع الزينة، ما لم أضطر للذهاب مجاملة للكاتب فلان أو الأديب فلان.
سامي النصف

الخلط بين الطائرات.. والسيارات!

هناك 3 خيارات لا رابع لها أمام «الكويتية»، أولها خيار «التخلص» من الشركة على حالها وهو خيار مجرب منذ عام 2008 ولم يأت أحد للشراء وتحمل الخسائر ولن يأتي، الإشكال هو انه إذا ما استمر الأخذ بهذا الخيار أي لا تحديث ولا تطوير، فعدا عن إشكالات السلامة والتأمين وتضاعف الخسائر على المال العام، فسيعني الاستمرار فيه أن تباع «الكويتية» كحال شركة TMA اللبنانية التي اشتراها الرئيس سعد الحريري قبل أشهر قليلة بـ «دولار» واحد على أن يصرف هو على تطويرها، بينما دفع ـ للعلم ـ الرئيس نجيب ميقاتي «مئات ملايين الدولارات» ثمن حصة صغيرة من «الملكية الأردنية» بعد تطويرها وتحديث أساطيلها وتحولها للربحية قبل عرضها للبيع.

***

الخيار الثاني هو الإيجار الكامل للأساطيل كي لا يفرض على المستثمر القادم نوع محدد من الطائرات، وهنا يأتي الجهل التام بعالم الطيران، حيث ان التخلص من الطائرات المستأجرة أصعب وأكثر كلفة كثيرا من التخلص من الطائرات المشتراة ، حيث ان تأجير الطائرات بأسعار معقولة تساعد على الربحية في غياب معرفة متى سيدخل المستثمر ولتشجيعه على الدخول يفرض تأجيرها كحالة عامة معتادة في عالم الطيران لسنوات طوال 8 – 12 عاما، ولو حاول المستثمر التخلص من ذلك الاتفاق لوجب عليه دفع ثمن السنوات السبع اللاحقة، عدا وجود اشتراطات في تأجير طائرات غير موجودة في تأجير السيارات مثل دفع مبالغ شهرية ضخمة للصيانة الاحتياطية وشروط قاسية للحالة التي ستعود بها الطائرات بعد الإيجار دون أن تكون لها قيمة مالية مضافة للشركة بحكم استئجارها بدلا من شرائها.

***

يتبقى خيار الشراء ومرة أخرى يتم الخلط بين عالمي الطائرات والسيارات، فشراء السيارات يعني دفع أثمانها كاملة وتسلمها على الفور ومن ثم تكون فرضت هذا الخيار على المستثمر، في عالم الطيران يختلف الوضع كلية، فعند توقيع عقد الشراء تقوم بدفع مبلغ زهيد جدا لا يكاد يذكر، وتبدأ دفعات الشراء تتصاعد بعد سنوات من التوقيع، وتزداد مع اقتراب موعد التسليم الذي يأتي عادة بعد سنوات طوال من تاريخ التوقيع لوجود آلاف الطلبات المقدمة والتي تنتظر دورها من مصنعين لا ينتجان إلا عشرات الطائرات كل شهر بعكس وجود مئات المصانع للسيارات التي تنتج ملايين السيارات كل عام، لذا فلو رفض المستثمر ما تم شراؤه بعد أن أعطي دوره في طابور الانتظار الطويل وهو أمر نادر الحدوث، فما عليه إلا أن يتفاوض مع الشركات الصانعة والشركات الراغبة في الشراء للحصول على دوره المبكر، وقد ينتهي الأمر ليس فقط بالحصول على المبلغ المقدم المدفوع بل ما يفوقه عند تسليم دوره للشركات الأخرى.

***

ما يزيد من احتمالية عدم حدوث خيار إلغاء الشراء هو أن اللجنة الفنية والمالية المختصة بشراء الطائرات بـ«الكويتية» اختارت النوع الأكثر ملاءمة لشبكة الخطوط الحالية والمستقبلية وهو الخيار الأفضل والأرخص شراء أو تأجيرا أو تشغيلا، كما أننا تحفظنا وقلصنا عدد الطائرات من 35 طائرة كما عرضتها الشركتان المصنعتان حسب حاجة «الكويتية» لـ 25 سنة مقبلة الى 25 طائرة ووضعنا 10 طائرات على قائمة الاختيار (Option) يمكن لاحقا تفعيله أو إلغاؤه دون كلفة، كما يعني الالغاء الاصطفاف مجددا في قوائم وطوابير الانتظار الطويلة، خاصة بعد صفقات معرض دبي الأخيرة وهي الأكبر في تاريخ الطيران والتي أصبحت مقدمة بالطبع على أي طلبات جديدة.

***

آخر محطة: (1) عمليات تحديث أساطيل «الكويتية» مستحقة ومطلوبة من الشعب الكويتي قاطبة والقيادة السياسية، وقد تمت بمعايير فنية غير مسبوقة في تاريخ الكويتية منذ نشأتها وبشفافية تامة وأسعار تفضيلية، وتلك الطائرات لن تصف كحال السيارات أمام بيوتنا، بل هي ذاهبة لإسعاد المواطنين ولتحقيق الربحية وتحقيق حلم المركز المالي، ولولا ذلك لأبقينا الحال كما هو عليه وما أسهل ذلك الخيار وارتحنا من صداع الرأس وحروب أصحاب المصالح المعلنة والأهم.. الخفية!

(2) للتذكير.. الطائرات المشتراة والمستأجرة جميعها جديدة عدا 5 طائرات «ايرباص» فاخرة جدا واستخدامها لا يزيد على 5 سنوات قمنا بتحويل إيجارها الى شراء لما في ذلك من وفر بعشرات الملايين من الدنانير للمال العام، فهل هذا أمر يستحق الشكر والثناء أم التذرع به لإعاقة وإلغاء صفقة التحديث؟ وهل القسم الدستوري ينص على الحفاظ على الأموال العامة أم تبديدها؟!

أمور تحدث فقط بالكويت!

حسن العيسى

ماشية «سماري»

اعتذر الوزير الأذينة عن حادث إزالة بلدية البعارين لموكب عبدالله الرضيع، وأقرّ بخطأ عملها البربري في ذكرى عاشوراء، تلك الإزالة أعطت تصوراً حقيقياً أو وهمياً أن هناك مهووسين طائفيين يسبحون في مجاري الدولة، ويتحيّنون الفرص لقمع الطائفة الأخرى بأي وسيلة كانت، وهؤلاء قد يكونون من الخارجين عن طوع الوزير أو حتى مدير البلدية، ويعملون على طريقة "حارة كل من ايدو الو" لغوار الطوشة، وهم يتمسكون بأي سبب مهما كان واهياً لإظهار تعصبهم المذهبي وفوقية الأكثرية المهيمنة، ويتسترون في ذلك بحكم القانون، وبحنبلية شكلية لتطبيق قرارات الإزالة. 
 أياً كانت حقيقة الأمر، فالوزير الأذينة "السُّني" اعتذر للشيعة ولنوابهم وسار مع "الماية" لبيان مجلس الوزراء الذي تأسّف لحادث الإزالة وأعرب عن سخطه لما حدث من استفزار لمشاعر "البعض"، وكأن مجلس الوزراء هنا قد ارتدى ثيابَ منظمةٍ من منظمات حقوق الإنسان التي تدين التجاوزات لمبادئ المساواة بالاستهجان الإعلامي ولا تملك أكثر من ذلك، فليس لها سلطة الضبط ولا الربط بالعقاب كالتي تملكها السلطات السيادية في الدولة، ولهذا يصرح مجلس الوزراء ببعضٍ من الخجل أنه لا حول له ولا قوة فيما حدث بالأمس القريب، ولعله يقول لنا أكثر من ذلك، ويخبرنا أن الأمور "فارطة" في الديرة، وأن شقوق جدرانها أكبر من أن يصلحها مجلس الوزراء، رغم العدد الكبير من أسرة الصباح في تشكيل هذا المجلس، فهي دولة الأسرة وأسرة الدولة، بداية ونهاية، بتناقضاتها وتنازعاتها.
   لنعد الآن إلى الوزير المعتذر، فقد ظهر من الصحافة أن النائبين الشيعيين التميمي والدويسان في مجلس نواب السمن على العسل السلطوي يصرّان على استجواب الوزير، فلماذا يستجوب وهو الذي تأسف للحادث واعتذر عنه؟ فماذا يريد المستجوبان أكثر من ذلك؟ فهل مثل هذا الاستجواب يضع الأمور في نصابها "الصحيح"؟! فالوزير في النهاية عضو في حكومتهم، أقصد حكومة الشيوخ والنواب معاً، فهل من المعقول أن تُسائل الذاتُ ذاتَها؟! لهذا لا أفهم هذا الاستجواب تحديداً، الذي لا يشبه استجوابات آخرين لرئيس الوزراء التي تثير شكوكاً ووساوس أن "أولاد العم" من الحالمين بالعودة إلى المكانة السامية في الأسرة يقفون وراءها، والتي يختلط فيها الحابل بالنابل، فتضيع الحسبة، ولا نعرف الاستجواب المستحق على سوء إدارة الدولة، من استجواب حروب التصفيات السلطوية، فنضيع "بالحوسة" وتضيع معها أولويات الدولة كالعادة. فهل نفهم من استجواب النائبين للوزير أنه، كما يُفترَض، يراد به إصلاح القضايا السائبة في البلدية ووضع حدٍّ لهوس المهووسين  الطائفيين في مؤسسات الدولة، وهذا الاحتمال بعيد، إن لم يكن ضرباً من الخيال، أم يمكن القول إن الغرض من الاستجواب هو امتصاص ردود الفعل الشيعية الغاضبة الآن، والتي، بارك بعضها في زمن مضى، إجراءات السلطة حين قمعت المعارضة وخلقت بالتالي مجلس السمن على العسل الحالي والمجلس الذي سبقه الخاليين من الروح الطائفية على زعم الزاعمين وقتها، بحجة أن كثيراً من المعارضين السابقين كانوا طائفيين في مواقفهم ضد شيعة الكويت؟ الله العالم بالحقيقة، لكن المؤكد أن السياسة في الدولة كلام فارغ، وكلمات المقالات الصحافية والتغريدات هي الأخرى لملء فراغ  بـFill in the space وإضاعة وقت لا أكثر، فالديرة "ماشية سماري".                     
احمد الصراف

رئيسهم ورئيسنا

تعتبر النرويج واحدة من أكثر دول العالم تقدما، وتشبه الكويت في قلة مواردها الطبيعية، وثرائها النفطي، وكان من المفترض أن نتعلم منها، وهي التي لم تتردد في التعلم من تجربتنا الرائدة في استثمار الفوائض المالية، وليس في هذا مبالغة، ولكننا نجحنا بجدارة في ان نخيب آمالها فينا وفي انفسنا. ومناسبة الحديث عن النرويج يتعلق أولا بما قام به مؤخرا رئيس وزرائها، عندما قام بالتخفي كسائق تاكسي، للاطلاع عن كثب على آراء المواطنين فيما يقوم به! ولكن ما الذي سيطلع عليه ويعرفه «سمو» رئيس وزراء الكويت، لو حاول تقليد زميله النرويجي، والتخفي في صورة ضابط أمن، وزار اي مركز حدودي أو ميناء بحري أو جوي، أو مخفر في منطقة ليست بالبعيدة؟ لا شك أنه سيجد العجب، فبإمكاني القول ان لا أحد تقريبا ممن سيلتقي بهم يقوم بمهمته بطريقة سليمة. ولو زار المطار لصدم من الطريقة التي يقوم بها جهاز الأمن بمهمته، فالكل غالباً منشغل تماما إما باللعب بهاتفه الأكثر ذكاء منه، أو ترك الحقائب تمر دون مراقبة محتوياتها، أو قابع في زاوية يدخن سيجارته في مكان ممنوع.
أما ان قام سموه بالتخفي في صورة مخلص معاملات في الموانئ أو الشؤون أو الهجرة، فلا أعتقد أنه سينام ليلتها مطمئنا على أحوال «الرعية» في دولته الريعية! وهكذا الحال في كل مناحي الدولة ودوائرها وهيئاتها، دون حصر الأمر بجهات كأسلمة القوانين أو وسطية الأوقاف!
ومناسبة هذا الكلام ايضا ما قام به الشيخ محمد بن راشد، فور اكتشافه لخرير مياه الأمطار لسقف معرض دبي الجوي، من إحالة لجميع القائمين على تنفيذ المشروع من مكتب هندسي ومقاولين ومشرفين إلى النيابة العامة، ووقف جميع أنشطتهم، وتجميد اموالهم المنقولة وغير المنقولة، إلى حين انتهاء التحقيق!
ولو طبق سمو رئيسنا هذا الأمر في الكويت، لكان في ذلك حل سريع لمشكلة المرور، حيث ستخلو الشوارع من عشرات الآلاف الذين سيودعون السجون نتيجة ما تسببوا فيه من خراب سابق وحالي في جميع مشاريع الحكومة تقريبا، والأمثلة أمامنا، وهي أكثر من أن تحصى. وربما، أكرر ربما، يعود سبب الإهمال لدينا لقلة رواتب العاملين في الحكومة، ومطلوب بالتالي زيادتها بنسبة %50 أخرى، لكي… تتعدل الأمور!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

2007 وتاريخ يعيد نفسه!

في عام 2007 «تجرأ» مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية الذي كنا أحد أعضائه على إبداء رغبته بتحديث أسطول «الكويتية» الذي بلغ عمر طائراتها آنذاك ما يقارب 16 عاما وقد تلا ذلك الإعلان شن حرب شعواء على مشروع التحديث شارك فيها متنفذون كبار ومأجورون صغار لمنع الإدارة من القيام بالدور المناط بها دون غيرها من شراء وبيع واستئجار للطائرات.

***

وقد دفع المتنفذون «البعض» آنذاك لإلغاء تلك الصفقة المهمة ما نتج عنه كلفة مالية باهظة على المال العام فاقت غرامة الداو التي طار بها الركبان حيث تصاعدت خسائر «الكويتية» بالتبعية بسبب الزيادة الكبيرة في كلفة صيانة الطائرات القديمة وارتفاع معدلات استهلاكها للوقود وخسارة الحصة السوقية.. إلخ من 9 ملايين دينار عام 2007 إلى 105 ملايين دينار أواخر عام 2012 إضافة الى خسارة الحصة السوقية لـ«الكويتية».

***

التاريخ يعيد نفسه هذه الأيام بعد أن «تجرأت» إدارة الكويتية مرة أخرى وقررت تحديث الأسطول فشنت عليها حرب شعواء لم تتوقف للحظة منذ اليوم الأول اتخذت مئات الأشكال للوصول لنفس الهدف اي إلغاء الصفقة متناسين «البعض» نص القسم الدستوري المتضمن الذود عن مصالح الشعب و«أمواله» وأن المحاسبة السياسية واجبة على من يفرط في الأموال العامة لا من يحافظ عليها.

***

آخر محطة: (1) المحاربة لمشروع تحديث الأسطول عام 2013 والذي يرغب به الشعب الكويتي كافة وقيادته السياسية تفوق بآلاف المرات المحاربة التي تمت عام 2007 ولو حكينا التفاصيل لنطق الحجر.

(2) ردا على من تساءل على الـ«تويتر» عن وسيط الطائرات الخمس وكم عمولته، نقول ان صفقة شراء وتأجير الطائرات ومن ضمنها تلك الطائرات تمت كافة وبأكملها مباشرة من الشركة الأوروبية العملاقة الصانعة للطائرات دون وسطاء ودون عمولات.

 

 

 

 

احمد الصراف

لماذا نمارس الحب؟

المعرفة هي الطريق لبيان مدى جهلنا، فكلما زدنا معرفة زاد جهلنا! أقول هذا بالرغم من أنني أتعلم كل يوم أشياء وأشياء، ولكن عملية التعلم هذه تشبه فتح باب معرفي، ولكن كل باب معرفة أفتحه يفضي بي إلى باب أو أبواب لمعارف أخرى، وكلما فتحت باباً لمعرفة ما وراءه، وجدت الجواب مع أبواب أخرى تفضي إلى معلومات لم أكن أعرفها أو أعلم بوجودها، وهذه حقيقة وليست كلاماً يقال من منطلق التواضع. فمثلاً عندما تعلمت كيفية استخدام الكمبيوتر شعرت بأنني غطيت جهلاً لدي، ولكني لم أعلم وقتها أن تلك المعرفة هي التي ستفضح المزيد من جهلي. فعالم الكمبيوتر، كجهاز صلب وبرامج استخدام وآلات بحث سرعان ما بيّنت لي أنني كنت أعيش في جهل مطبق عما كان يدور حولي ويعرفه غيري، وبالتالي كان عليّ تعلم هذه الأمور الجديدة بغية سد ثغرات الجهل لدي، ولكن كل معلومة بطبيعة الحال تؤدي إلى غيرها، وهكذا أصبحت منذ عشر سنوات أدور في حلقة جميلة، وليس جهنمية، من الشعور بالجهل ثم التغلب عليه بالشعور بجهل أكبر في السعي للإحاطة بأكبر قدر من المعرفة، وهذا لا يمكن أن ينتهي وسيستمر إلى ساعة فنائي!
نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً قبل أيام تعلق بالإجابة عن سؤال: لماذا نمارس الجنس؟ وكنت أعتقد بأنه سؤال سهل. وسؤال آخر عن كيفية ممارسته بطريقة أفضل؟ لم أعط الموضوع أهمية تذكر، قائلاً لنفسي بأنني بعد هذه السنين والتجارب، لست بحاجة إلى قراءة ما كتبته فتاة صحافية في هذا المجال، فمعارفي تقول إننا نمارس الجنس للمتعة ولحفظ النوع أو لإيجاد من يحفظ اسم العائلة أو يرث ما نتركه من مجد وثراء، وربما لسبب أو لسببين آخرين لا أتذكرهما، ولكن الفضول المعرفي دفعني للعودة إلى المقال، فوجدت أن دراستين علميتين بينتا أموراً لم أكن أعرفها، منها أن البشر يمارسون الجنس لــ237 سبباً(!) وأن الأزواج الذين يمارسون الجنس بطريقة مستمرة دون ضغوط وبإيجابية، هم عادة أكثر سعادة من غيرهم. ومعرفة سبب سعي كل شريك إلى ممارسة الجنس في الأيام الأولى من العلاقة له أهمية وتأثير كبير على العلاقة المستقبلية بين الطرفين. فالبشر يمارسون الجنس لأسباب كثيرة، منها التخلص من الضغوط وإرضاء الطرف الآخر، ولأسباب روحية وعلاجية عدة، وللتقارب مع الزوج أو الزوجة، وللشعور بالقرب من الإله، أو للانتقام من الشريك الآخر بإقامة علاقة مع غيره، أو لاتقاء شره، أو لامتصاص غضبه، وهذه أسباب مهمة جداً في حياة الكثيرين، ولكننا عادة لا نكترث لها ولا نلتفت إلا لما يخصنا ويقع ضمن حدود معارفنا. كما بيّنت لي الدراسة مدى عمق الفروق الثقافية بين المجتمعات الشرقية، بكل أنواعها، وبين الغربية، ففي الثانية للمرأة كيان وكلمة فيما يعنيه الجنس، وتطالب بحقها فيه. ولكن نجد أن حاجات المرأة ومتطلباتها الجنسية في المجتمعات الأكثر تحفظاً لا تلقى الأهمية نفسها، وبالتالي لا يعني الجنس للشرقية ما يعنيه للغربية، والتي تعتبره علماً يدرس، والإخفاق في الحصول على ما وعدت نفسها به أو ما توقعه لا يمنعها من مراجعة المختصين من أطباء ومعالجين نفسيين.
لمزيد من القراءة في هذا الموضوع الحيوي يمكن البحث في غوغل تحت The Real Reason Couples Have Sex أو النقر على الموقع التالي:
http://online.wsj.com/news/articles/SB1000142405270 2303902404579149542886151358

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

اشفط… اشفط… ثم اشفط!

 

«ودي أصدق… بس قوية قوية قوية». هذه العبارة ضمن مشهد مسرحي للفنان الكويتي سعد الفرج، تكررت كثيرًا خلال الأيام القليلة الماضية مع حالة التذمر والغضب الشديدين بين أوساط المواطنين الخليجيين الذين طفح استياؤهم بشكل كبير جدًا إثر الشلل الذي أصاب دول المنطقة نتيجة الأمطار الغزيرة.

ولأن عملية (الشفط) مستمرة، والهوامير (يشفطون) ليل نهار بدرجة فاقت عمليات (شفط) مياه الأمطار بواسطة الآليات والصهاريج والمضخات، فإن انتشار مقاطع الفيديو الغاضبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أخذت شكلًا من أشكال التنفيس الناقد! تجد هنا مسئولًا خليجيًا يتحدث عن صرف الملايين على هذه المدينة لتصبح من أكبر المدن النموذجية في العالم، وتجد هناك مسئولًا آخر يتحدث بفخر عن موازنة هي الأولى من نوعها في تاريخ بلاده لإنشاء شبكات الطرق والمجاري والمرافق والخدمات في عاصمة تباهي العالم بتطورها، ثم يفاجئك المشهد المباغت ليظهر الفنان سعد الفرج وهو يقول: «ودي أصدق… بس قوية»! كتعليق ساخر على (الصواريخ) التي يطلقها بعض المسئولين.

الظروف الجوية التي مرت بها دول المنطقة لم تقتصر على تعليق الدراسة في بعض الدول وغرق مناطق سكنية بالسيول وانهيار بعض الجسور وفشل فرق عمل الطوارئ في اتخاذ ما يلزم، بل سجلت حالات وفاة وعمليات إيواء وخسائر هي الأخرى بالملايين إن لم تكن بالمليارات… ربما ذهب الكثير منها في عمليات (الشفط) على مدى سنوات مضت.

في منطقة تعتبر الأغنى في العالم، تذوب التصريحات الصحافية والمانشيتات العريضة في الصحف والكلام (المدهش) في الفضائيات وأطنان التقارير الإعلامية المبهرجة اللامعة عن مشاريع التطوير والتحديث أمام مشاهد السيول الجارفة وغرق البيوت والسيارات وانهيار مرافق حيوية صرفت عليها الملايين أيضاً… ويصبح كلام المسئولين المليء بالتلميع (مسخرة كبرى) أمام مشاهد أولياء الأمور وهم يحملون أطفالهم ليوصلوهم إلى بوابات المدارس، وأمام مشاهد (الإبحار) وسط طرقات الحي السكني باستخدام قطع الفلين أو الـ(بلاي وود) الكبيرة أو القوارب الصغيرة أو… حتى باستخدام قدور الطهي الكبيرة من حجم إكس إكس لارج! كل ذلك وسط استمرار عمليات (الشفط) بكل أنواعها، من تحت الطاولات وفوقها وحولها.

نعم، لا أحد من المواطنين في الخليج يعترض أو يغضب أو يتذمر من المشاكل التي تحدث بسبب تغير الظروف الجوية الطبيعية مثل تكون المستنقعات أو انقطاع التيار الكهربائي أو تعطل بعض المشاريع أو تضرر بعض المرافق… لكن، لا يمكن قبول ظهور هذه المشاكل الكبيرة جدًا والناتجة عن سوء التخطيط وضعف البنية التحتية للمشاريع التي (شفطت) المليارات! ولا يمكن اعتبار (الشلل) الذي أصاب الكثير من المدن نتيجة سوء أنظمة تصريف الأمطار ومواجهة السيول حتى أن بعض الفضائيات استخدمت في تقاريرها عبارات من قبيل: «السيول أغرقت مدنًا خليجيةً بـ «لتر ماء»، وهو ما دعا الكثير من مواطني الخليج إلى أن يصبّوا جام غضبهم على المسئولين في الحكومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة على صعيد التغريدات في تويتر».

والغريب، أن تقريرًا للـ (سي إن إن)، حين تشاهده وتتأمل في الأحداث، تشعر بأنك أمام كارثة كبرى حقيقية: «تمر دول الخليج في ظروف جوية تصاحبها الأمطار الغزيرة، بينما انشغلت فرق الإنقاذ بعدة مناطق بالاستجابة لنداءات الاستغاثة، ودعت الشرطة الآباء والأمهات إلى ضرورة مراقبة أبنائهم عند الخروج إلى أماكن جريان الأودية والمنتزهات خشية سقوطهم في البرك والمستنقعات والسدود ومجاري الأودية، مؤكدة أن الأيام الماضية شهدت وقوع عدد من حوادث الغرق نتيجة لعبور الأودية وعدم اتباع النصائح التي تبث في وسائل الإعلام المختلفة»، وأغرقت السيول مناطق عدة بل ما كان لافتاً أن غالبية «السراديب» في المباني الضخمة تحولت إلى برك مياه، ما هدد تلك الأبنية، وحذر خبراء من تساهل الحكومات الخليجية تجاه تلك السيول، مؤكدين أن الدول الخليجية تخسر مئات الملايين يومياً بسبب تلك الفيضانات والشلل الذي يحدث جراء تلك الأمطار، وأوضحوا أن الأمطار كشفت عن «فساد» سواء في عدم الإشراف على المشاريع أو سوء التخطيط أو عدم وجود صيانة مطلقاً، وإن انهيار بعض الأجزاء من مبانٍ وأرصفة وغيرها من المرافق يعود لفساد واضح وغياب الرقابة على الذين ينفذون المشاريع، وتتم الموافقة على مشاريعهم ولا تتم محاسبتهم». (انتهى الاقتباس).

ومع استمرار عمليات (الشفط)، ومع ما تعرضت له دول الخليج الغنية من كارثة بسبب موجة أمطار… آن الأوان لأن يتم البحث عن مصادر وآليات (الشفط) التي تعمل بطاقة (الفساد) وايقافها في الحال ومساءلة المتورطين في تشغيلها فما حدث قد أرجع مدنًا نموذجية إلى ما قبل الحضارة.

عادل عبدالله المطيري

الحكومة المعدلة سياسياً

كثرة الاستجوابات المقدمة ولأكثر من وزير في الحكومة الحالية لا يمكن تفسيرها إلا أنها نتيجة خلل في الإدارة التنفيذية أو لتردي العلاقة ما بين مجلس الأمة الحالي والحكومة.

خصوصا أن الاستجوابات المقدمة أو التي لوح أصحابها بتقديمها تأتي من نواب مختلفين من حيث الخلفية الفكرية والاجتماعية والطائفية.

لذلك لا يمكننا أن نعتمد على نظرية المؤامرة أو وجود قطب سياسي واحد فقط يريد الإطاحة بالحكومة.

ربما ستخاطر الحكومة إذا اعتمدت على نتيجة التصويت الساحقة التي حصلت عليها في قرار شطب الاستجواب الموجه لرئيسها، بل أكاد أجزم أن «حادثة شطب الاستجواب» ستنعكس سلبيا على الوزراء، حيث سيضطر اكثر من نائب وللتخلص من ضغط الشارع أن «يتجمل» أمام جمهوره ويصوت مع طرح الثقة في بعض الوزراء.

ربما ستعصف الأحوال الجوية الصعبة التي مرت على البلاد ببعض الوزراء، وربما تتكفل بعض المناسبات الدينية بالبعض الآخر، ومن المرجح أيضا أن يتم التخلي عن أحد الوزراء إرضاء للنواب.

في النهاية لابد من مواجهة مأزق الاستجوابات إما بتشكيل حكومة جديدة أو منقحة بتعبير أكثر دقة، أو بإجراء تعديلات وزارية ليخرج بعض الوزراء غير المرغوب فيهم وتدوير البعض الآخر.

أتمنى أن تكون الحكومة الجديدة معدلة وراثيا أي أن يكون الوزراء الجدد معالجين جينيا، بحيث يستطيعون وعلى غير العادة ـ الإنجاز والتصدي للفساد وتطبيق «برنامج عمل الحكومة» فقط لا غير.

د. شفيق ناظم الغبرا

الحاجة الى لغة جديدة بين الخليج وإيران

أثار التطبيع الأميركي-الإيراني منذ المكالمة بين الرئيسين حسن روحاني وباراك أوباما في ايلول (سبتمبر) الماضي ثم المفاوضات التي لحقتها حول البرنامج النووي الإيراني سلسلة من ردود الفعل المؤيدة والمعارضة والمتخوفة. وبطبيعة الحال، وقعت صدمة في المناخ الخليجي منطلقها ان الولايات المتحدة تتخلى عن أقرب الحلفاء في لحظات التحول. وتزيد من التخوف الخليجي سرعة تطبيع العلاقة الاميركية مع «الاخوان المسلمين» في مصر، ثم البرود الحاصل بين النظام المصري والاميركي راهناً، ثم سرعة إقرار الولايات المتحدة لضربة ضد الأسد ثم سرعة التخلي عن الضربة ثم بداية التطبيع مع ايران بلا مقدمات واضحة لدول الخليج. ويعزز أزمة الشك ان الولايات المتحدة أقل اعتماداً على النفط العربي والخليجي والنفط العالمي مع تبلور المقدرة على الوصول الى النفط الصخري في عمق أراضيها. عوامل التغير في السياسة الاميركية خلقت قلقاً خليجياً مفاده ان الدولة الكبرى الاولى في العالم تمر بمرحلة عدم اتزان تؤدي بها الى عقد صفقات سياسية وإقليمية غير محسوب أثرها على الحلفاء. متابعة قراءة الحاجة الى لغة جديدة بين الخليج وإيران