احمد الصراف

كلام كاكو

يقول عالم الفيزياء الاميركي ميشو كاكو Mishio Kaku إن من الصعب حصر ما قدمه علم الفيزياء للبشرية، فالتلفزيون والراديو والليزر وألواح الترانزستور والكمبيوتر والانترنت والشبكة العنكبوتية والرادار والميكروويف واجهزة الام آر. آي. والسي. تي. سي الطبية وأشعة اكس وغيرها، بحيث يمكن تتبع جذور كل شيء تقريبا تقع عليه العين في المكتب او المصنع او البيت أو في المستشفى ونسبته للفيزياء. ويقول كاكو إن علم الفيزياء ضروري لمعرفة المستقبل، فقبل ظهور اسحاق نيوتن وقبله غاليليو كنا غارقين في بحور من الخرافات والأوهام، وكان كل شيء يبدو غريبا وغامضا. وكان سؤال نيوتن المتعلق بما أن التفاحة تسقط من الشجرة فلم لا يسقط القمر، مفتاحا لفك الكثير من أسرار الأرض والكون، والجواب جاء ليفك جهلا استمر لآلاف السنين! وقال كاكو إن الانقلاب الحقيقي في العلم الحديث بدأ مع زيارة الثري البريطاني ادموند هيلي لعالم الفيزياء والرياضيات نيوتن (1643 – 1727) في مكتبه بجامعة كيمبردج، وسؤاله عن سبب عدم وضع نظرياته في كتاب، فأخبره نيوتن بضعف حالته المادية وأن الأمر مكلف، فعرض هيلي تمويل جهود الكتابة والنشر. وهكذا تعرف العالم على كتاب المبادئ Principia، أعظم كتاب علمي في تاريخ البشرية على الاطلاق، والذي يُعتبر النواة الاولى للطفرة العلمية الفيزيائية والرياضية التي اعتمد عليها سائر العلماء والفيزيائيين والرياضيين فى جميع اكتشافاتهم واختراعاتهم العلمية الى يومنا هذا. وقد وضع الكتاب باللغة اللاتينية في حينه لتجنب جدال رجال الدين حوله، لأن التفسيرات العلمية التي وضعها عن حركة الكون وتحليل الظواهر الميكانيكية الطبيعية، وقواعد فيزياء الكون وتفسير القوى وراء حركة النجوم والكواكب، والتي مهدت تاليا لاختراع الطائرات النفاثة وانتاج الصواريخ والمدافع والأسلحة الحربية المختلفة وبناء ناطحات السحاب وغيرها الكثير، كان يمكن أن تسبب له الكثير من المشاكل، مع رجال الدين بالذات، لأن مواد كتابه تعارضت تماما مع قناعات الجهلة يومها، وربما الى يومنا هذا… في مناطقنا!
وقد وصف عالم فرنسي شهير نيوتن بأنه كان محظوظاً مرتين، الأولى لامتلاكه قدرة هائلة على اكتشاف أساس الكون فيزيائيا، والثانية أنه لا يُمكن أن يكون له منافس أبداً، فليس هناك كون آخر يمكن اكتشافه وتفسير حركته!
محاضرة البروفيسور كاكو شيقة ويمكن الاطلاع عليها من خلال الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=0NbBjNiw4tk 

أحمد الصراف

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *