مبارك الدويلة

الفكر العلماني.. وأسباب التخلف

سألت صحافياً من الاخوان المسلمين عن نهاية هذه التظاهرات اليومية ومصير مسيراتهم السلمية. فقال انهم سيستمرون في التظاهرات، التي تزداد اعدادها كل اسبوع بشكل ملحوظ، ثم سننتقل تدريجيا إلى العصيان المدني والاضراب العام وعندها سيضطر المخلصون في الجيش الى وضع حد لهذا الوضع بالتدخل لانقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي والأمني الذي بدأت مظاهره منذ فترة ليست بالقصيرة. ولما ابديت تخوفي من استعمال القوة والسطوة لضربهم واعتقالهم، أجابني: ما الذي يمكن ان يفعلوه اكثر مما فعلوه في «رابعة» و«النهضة» والمنصة؟! وكم يمكن أن يسجنوا اكثر من الخمسين ألفاً من المنتمين إلى الاخوان القابعين في السجون تحت التعذيب ومن دون محاكمات، وإن تمت محاكمتهم فهي على الأرجح محاكمات صورية واحكامها معلبة وجاهزة؟! لقد استنفدوا كل ما لديهم من وسائل القمع! والمعركة الآن بين من يؤمن بفكرته ويكافح من اجلها وبين من لا يملك من المبادئ والافكار غير الخرطوش والمطاطي والرصاص الحي. إن الانقلاب يا صاحبي فشل، وهو الآن في العناية المركزة يحاول اعداء مصر ان ينفخوا فيه الروح مستعينين بخبرات الاسرائيليين واموال اخواننا وبعض أهلنا في الخليج، هدفهم ألا يروا مصر رائدة للامة العربية وقائدة للامة الاسلامية كدولة حضارية في كل شيء. سألته: ألا تخشى من ان تتحول مصر الى سوريا ثانية؟! قال: لن نرفع السلاح في وجه اخواننا العسكريين حتى وان طحنوا اجسادنا بجنازير الدبابات. عندها ادركت ان صاحب الفكرة والمبدأ هو الذي سينتصر في النهاية. اللهم احفظ مصر وشعب مصر.

***

هل الاسلام وتدريس مبادئه هما السبب في تخلفنا وانتشار الفساد بيننا؟!

هل هناك ارهاب ديني في وزارة التربية جعل المناهج لدينا تركز على التربية الاسلامية؟!

هل تسبب هذا الوضع في ضعف الشفافية لدينا مما جعلنا في مؤخرة القائمة للدول الاكثر شفافية والاقل فسادا والتي تتربع السويد فيها على رأس القائمة؟!

هذه الافكار يحاول بعض العلمانيين لدينا نشرها بين القراء للايحاء إليهم بأن الاسلام هو سبب مشكلاتنا وتخلفنا! ولو سألنا مسؤولا في وزارة التربية عن عدد حصص التربية الاسلامية في مناهج المرحلة الثانوية لاجاب ان عددها حصتان في الاسبوع يضاف إليهما حصة واحدة اسبوعية لمادة القرآن الكريم! ومثلها المرحلة المتوسطة! اما المرحلة الابتدائية فحصص التربية الاسلامية حصتان أسبوعيا ومثلهما لمادة القرآن الكريم! فهل هذا التركيز الذي قصده كُتّاب اعداء الدين، والذي، على حد قولهم، أرعب المسؤولين في وزارة التربية وتسبب في تخلفنا؟!

إن أسباب وجودنا في اسفل قائمة الشفافية هو ابتعادنا عن تعاليم الدين وجهلنا في فهم مقاصد الشريعة وتشويه صورة المتدينين بأقلام هؤلاء وامثالهم، فالاسلام يدعو الى النزاهة والصدق، وللاموال العامة في الاسلام حرمة، وهي المفاهيم التي حاربتها اقلام العلمانيين، ولذلك تم استبعاد كل المتدينين من المناصب التي لها علاقة بالاموال العامة، حتى العمل الخيري تم تشويهه واتهامه بما ليس فيه حتى جاءت تبرئته من المنظمات الدولية!

انني احمل التيار العلماني واتباعه في الخليج مسؤولية وجودنا في اسفل قائمة الشفافية والنزاهة، فهم من يحاربون المصلحين بمقالاتهم بالطالعة والنازلة، وهم من يشوهون الاعمال الناجحة ان جاء انجازها من المتدينين، وهم من يتسببون باستبعاد هؤلاء من المناصب الحساسة بتشويه سيرتهم وتاريخهم حتى وصل بهم التطرف في التفكير الى المطالبة باجتثاثهم من الحياة العامة! وأقول لهؤلاء الزملاء في المهنة: لا تعلقوا كل اخفاقاتكم على شماعة الاسلام والدين وابحثوا عن مكمن العلة داخل ادمغتكم تجدونها متربعة على هامانكم!

آخر مقالات الكاتب:

One thought on “الفكر العلماني.. وأسباب التخلف”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *