محمد الوشيحي

أموت ولا أموت…

أشقاؤنا السوريون وجيراننا الإيرانيون هددوا، بصريح العبارة وصحيح الإشارة، دول الخليج في حال تعرض بشار الأسد لضربة دولية… وأنا أموت وأعرف ما الذي دار في اجتماع حكومتنا حول "استعدادات الكويت لضرب سورية"، أموت وأعرف فحوى الحديث الذي دار بين الوزراء، وهل دار حديث فعلاً أم أن "الحر تكفيه الإشارة"؟
أموت وأعرف هل ناقش الوزراء زميلهم وزير الصحة عن استعدادات وزارته، وعن "مخزون الدم" في بنك الدم، وعن "العزل الكيميائي" في المستشفيات والملاجئ، وعن السعة الاستيعابية الاحتياطية للمستشفيات، وعن "الأطقم الطبية" من الأطباء والممرضين الموضوعين على لائحة الاستدعاء الفوري من الخارج في اللحظات الحرجة، وعن "الأدوية والمعقمات والمستلزمات الطبية" المحفوظة للاستخدام على وجه السرعة في مثل هذه الحالات…
أموت وأعرف هل ناقش الوزراء زميلهم وزير الداخلية عن أساليب تدريب الضباط وضباط الصف والأفراد على التعامل مع الناس في الأزمات والكوارث، وما هو نوع التدريب، وهل يعرف هؤلاء العساكر كيفية حماية الملاجئ والسيطرة عليها؟ أو هل يعرف هؤلاء العساكر من الأساس أماكن الملاجئ؟ وهل تحدث الوزراء مع زميلهم وزير المواصلات عن "خطة الربط الداخلي والخارجي" وعن الخطوط الساخنة، وعن استعدادات الطيران المدني، ووو…
أموت وأعرف هل أطلع وزير الدفاع زملاءه الوزراء على خطة تأمين المنشآت النفطية ومحطات تحلية المياه ومحطات الكهرباء ببطاريات الصواريخ، وأماكن توزيع هذه البطاريات، ووو… وهل أطلع وزير التربية زملاءه على خطة تحويل المدارس إلى ملاجئ، وأماكن تخزين وتوزيع احتياجات الملاجئ، وهل تم تدريب التلاميذ الصغار على مثل هذه الأوضاع، وعن خطة التنسيق مع وزارتي الداخلية والصحة، ووو…
أموت وأعرف نوع الحوار الذي دار على حل شعره بين الوزراء أثناء حديثهم عن الاستعدادات للطوارئ والأزمات والكوارث، وإذا كان النائب رياض العدساني يقول: "الحكومة غير جاهزة"، فأنا أقول: "الحكومة غير جاهزة وغير جادة وغير قادرة أساساً على إدارة البلد في مثل تلك الظروف القاسية"، واسألوا الناس عن الكهرباء، لا في حالة السلم فقط، بل في حالة الرفاه والفوائض المالية.
الجميل في الموضوع أن الناس تعرف أن الحكومة غير صادقة في جاهزيتها، والحكومة تعلم أن الناس يعلمون أنها غير صادقة، ومفيش مشاكل.
الأمر الوحيد الذي لست على استعداد للموت في سبيل معرفته، هو: كيف سيتم صرف الأربعمئة مليون دينار التي خصصت للأزمة، فهذه نعرفها كلنا ونحفظها ونسمّعها عن ظهر غيب.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *