ورد في صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية أن باحثين في جامعة برادفورد وجدوا، من خلال تجارب إكلينيكية، أن قطرات العين «ليوميغان» التي رُكّبت لعلاج المياه الزرقاء، تحث على نمو الرموش. ويعتقد العلماء بأن لهذه القطرة، أيضاً، أثراً مشابهاً على شعر الرأس، إذ إنها قد تحث بصيلات الشعر على إنتاج فروة رأس أكثف من المعتاد. ويُجري الباحثون، حالياً، تجارب أولية لمعرفة إن كان مكوّن «البيماتوبروست» يمكن أن يعالج الصلع عند الرجال والنساء. وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة فالري راندول، إن مادة «البيماتوبروست» معروفة في حث الرموش على النمو وتستخدم في العيادات لهذه الغاية. وأضافت «أردنا رؤية إن كانت ستنتج التأثير نفسه على فروة الرأس، كون بصيلات الرموش والرأس مختلفة، ولكنها وجدت أن المادة المذكورة تحفّز، أيضاً، نمو شعر الرأس عند البشر، وبالتالي يمكن أن تشكل نهجاً جديداً لعلاج مشكلة فقدان الشعر».
وعلى الرغم من أنني من مشاهير الصلعان، في محيطي على الأقل، فإنني لا أعتبر نفسي معنياً كثيراً بهذا الخبر، ولا أعتبره سعيداً، فقد استقر حالي ورضيت نفسيتي بشكلي ووضعي بعد كل هذه السنين، والعودة إلى الشعر الكثيف لا تجذبني كثيراً، خصوصاً أنني أصبحت في منتصف العمر(!). كما أن وجود شعر على رأسي يعني أن عليّ استخدام الشامبو، الذي توقفت عن شرائه منذ أربعة عقود. كما يجب أن اشتري عدداً لا بأس به من أمشاط الشعر، أضع منها في السيارة والمكتب والبيت، وأن أعوّد نفسي على النظر إلى المرآة بتكرار أكثر، بعد أن أصبح النظر إليها لحلاقة الذقن فقط. وأن أتأكد بين الفينة والأخرى أن شعري غير منكوش ولا يحتاج إلى مردكوش لتقويته. كما سأصاب بالقلق إن تغيّر لونه، ومال إلى الأبيض أو حتى إلى الرمادي، فعليّ هنا شراء الصبغات المناسبة، التي لم أجربها من قبل في حياتي أصلاً، كما عليّ الاهتمام بالكريمات الخاصة بالشعر ومتابعة إعلانات القنوات التلفزيونية فيما يتعلق بالعناية به، وشراء التركيبة المناسبة التي تمنع تساقط القشرة من الفروة، وتمنع الحكة! كما عليّ، أيضاً، تغيير صوري في الهوية والجواز ودفتر قيادة المركبة وحتى تأشيرات الفيزا، التي أظهر فيها بصلعة ناصعة. كما سيتكلف الأمر وقتاً أطول عند الاستحمام، إضافة إلى استهلاك صابون وماء ومناشف أكثر، إلى غير ذلك من موجبات وأعذار، غالبيتها مختلق! لهذا نعلن من الآن مقاطعتنا لهذا المستحضر الجديد، الذي إن طبّقناه، فإنه سيعود بنا إلى مكان نسيناه منذ أكثر من أربعين عاماً، ألا وهو صالون الحلاقة بأدواته غير المعقّمة في غالب الأحيان، فآخر مرة دخلت فيها إلى صالون حلاقة كانت قبل أكثر من عشر سنوات، وهي المرة اليتيمة خلال أربعين عاماً، ولك أن تتخيّل ما كنت سأتكلفه طوال هذه السنين، لو كان لديّ شعر كثيف! أما فيما يتعلق بقدرة المستحضر الجديد على إطالة رموش العين، التي كانت دائماً طويلة، فمرحباً بها، فإطالتها لن تكلفنا شامبو أكثر أو كريماً ولا حتى مسكرة أو دهاناً ولا تحتاج إلى تمشيط وغسل وتشحيم مستمر. وكل عام وأنتم بخير.
أحمد الصراف
www.kalama nas.com