محمد الوشيحي

المستشرقون من أبناء الصباحية

المعلومة التي يجهلها الكثيرون أن منطقة الصباحية، وهي منطقتي التي تعلمت فيها القراءة والخناق واللعب حافي القدمين والغزل والشعر المكسور والتدخين خلف فرع الغاز ووو، هي أكثر منطقة في الكويت أخرجت نواباً للبرلمان على مدى تاريخ الحياة السياسية الكويتية… حتى في هذا البرلمان غير المعترف به شعبياً، أخرجت الصباحية ثلاثة نواب، اثنان منهم من الطائفة الشيعية والثالث كندري…
أحد هؤلاء النواب الثلاثة، ناصر الشمري، كان أحد الموقعين على أجمل اقتراح بقانون، أيضاً على مدى تاريخ الحياة السياسية في الكويت، وينص على أن حق الترشح للانتخابات مقصور على من استوطن آباؤه وأجداده الكويت قبل عام 1920، وقد قام بالتوقيع عليه، كما ادعى، بتحريض من النائب عبد الحميد دشتي، الذي هو نائب كويتي (للتذكير فقط) حتى وإن استمات دفاعاً عن إيران وشكك في ولاء الآخرين وأهداف السعودية الشقيقة، وهو لا يعادي القبائل -أتحدث عن عبد الحميد دشتي – لكنه بالصدفة يدافع عن جويهل ويتحالف مع نبيل، وغيرهما ممن يتساقط شعره لمجرد ذكر القبائل، وهو متهم في قضايا مالية ينظرها القضاء هذه الأيام، لإصداره شيكاً بلا رصيد ومطعون في عضويته، وأشياء أخرى لا تثلم الذمة ولا تُغضب أشراف الأمة.
الجميل أن ناصر الشمري تراجع وانسحب من قائمة الموقعين، فسقط الاقتراح من علٍ والحمد لله، وإلا كنا، نحن المستشرقين، الذين أتى آباؤنا من قارات أخرى، ولم تكن هذه الأرض من ضمن مراتع إبلهم ولا ميادين خيلهم، ولم يكونوا هم من أطلق التسميات على أراضيها، ولا من سالت دماؤهم على أرضها دفاعاً عنها، ولا ولا ولا، أقول الحمد لله أن المقترح سقط وإلا كنا، نحن أبناء المستشرقين، ضعنا في الرجلين… يا ما أنت كريم يا رب.
المعلومة التي يجهلها الجاهلون أن عبد الحميد دشتي، استشهد في معارك الكويت، وأصيب في معارك أخرى، واستوطن الكويت قبل جزيرة وربة، وهو الذي زرع "الحمض" في الوفرة، الذي كانت تتزاحم عليه إبل القبائل، وكانت إبل دشتي "الشعل" وإبل صفاء الهاشم "الشقح" ترعى "العبدلية" وتحمض في "الوفرة"، والحمض، كما يعرف عبد الحميد دشتي وصفاء وكل عشاق الإبل، لا تستغني عنه الناقة.
بقيت نصيحة أهمس بها في أذن دشتي ورفاقه أصحاب القانون، وهم صفاء الهاشم وحسين القلاف ونبيل الفضل: إذا كان القصد استبعاد قبيلة مطير، أو أي قبيلة أخرى، فاجعلوا الاقتراح يبدأ من 1923 أي بعد معاهدة العقير بسنة، لأن التاريخ الذي اخترتموه يخدم القبائل ولا يخدمكم، فالكويت وقتذاك كانت تضم الكثير من مناطق مطير وغيرها من القبائل… خذوا هذه النصيحة وقبّلوها وخبئوها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *