محمد الوشيحي

:أم لا…

خلاص، بعد إغلاق قناة "اليوم"، لم يعد ينقصنا سوى المطرقة والمنجل، ونعيد إحياء حقبة الاتحاد السوفياتي… هانت.
وبالتجربة والمعايشة، أيقنتُ أن السلطة يمكن أن تصبر على الصحف، وتتفاهم مع أصحابها وكتّابها ومحرريها، لكنها ستموت لو ظهرت قناة فضائية تخالف نهجها، وستكمن لهذه القناة خلف الجبل، وستطعنها بخنجر مسموم… ففي يقين السلطة أن الناس تشاهد ولا تقرأ، وأن الصورة أخطر من الكلمة مليون مرة.
خلاص، هزّت السلطة فنجانها واكتفت من قهوة الحرية التي كانت تباهي بها وتتظاهر أنها تتلذذ بها، فالقهوة تُسهر، والسلطة ملّت السهرَ وتريد أن تنام، والسهر يرهق البشرة، والنوم يريحها.
والسلطة تريد أن تستر عورتها وتتستر على فسادها، وعورتها هو البرلمان، وهو برلمانها هي لا برلماننا، وهو فضيحة بجلاجل وخلاخل، ففي كل خطوة يخطوها مصيبة، وفي كل كلمة ينطقها كارثة، وهو يخرج إلى الناس بثياب قصيرة جداً وشفافة جداً، فتحاول السلطة مط ثيابه إلى الأسفل، وتنسى أنها بذلك تكشف أكثر مما تستر.
وهو برلمان ثغرة، تتسلل من خلاله السلطة في الليل "العتيم"، لتسرق حقوق الناس وهم نيام. أو هي تظن أنهم نيام.
ولا أدري هل تعرف السلطة مكانتها ومكانة برلمانها عند الناس أم لا، وهل تسمع ما يقوله عنها وعنه الناس أم لا، وهل تدرك حجم الغضبة التي تشتعل في صدور الناس أم لا… الإجابة طبعا "أم لا".  

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *