– لو كنت من قوى المعارضة لما تعديت أو شجعت السفهاء والحمقى على التعدي على رمز البلاد وأبي الجميع بمخالفة صريحة لنصوص الدستور والقانون، مما أثار حنق الناس ووقوفهم ضدي.
ـ لو كنت من قوى المعارضة لأعطيت القيادة السياسية حقها الدستوري في إصدار مراسيم الضرورة ومنها مرسوم الصوت الواحد ولاحتكمت ـ كما ينص الدستور ـ لصناديق الانتخاب عبر المشاركة والمطالبة بالعودة لنظام الأربعة أصوات، فإن كنت أملك الاغلبية الشعبية، كما أدعي، فسأحصل على الاغلبية البرلمانية التي سترفض المرسوم فيسقط تلقائيا وكفى الله المؤمنين شر القتال.
ـ لو كنت من قوى المعارضة لما هددت وتوعدت بربيع عربي سافك للدم وداع للفوضى في الكويت، ولانتظرت حتى أرى النتائج الحقيقية لذلك الإعصار المدمر قبل أن أوعد شعبنا الطيب والواعي به.
ـ لو كنت من قوى المعارضة لما أخذتني العزة بالاثم وبدأت بمطالب الإذعان «غير الدستورية» المتمثلة بفرض توزير 9 نواب والحكومة الشعبية وحرمان الوزراء من التصويت وتعديل تشكيل المحكمة الدستورية وعقد الجلسات دون حضور الحكومة، وكل ذلك في أربعة أشهر، فماذا لو طال عمر المجلس المبطل لـ 4 سنوات؟!
ـ لو كنت من قوى المعارضة لما أخذتني نشوة النصر الزائفة فتجرأت على النزول للمناطق وقطع الطرق والشوارع والتعدي على أبناء الكويت المخلصين الساهرين على أمن الجميع، فتلك الأعمال أغضبت الشعب الكويتي بأكمله وجعلته يتساءل: «كل هذا وهم خارج الحكم فماذا لو تسلموه عبر الحكومة الشعبية؟!».
ـ لو كنت من قوى المعارضة لما قبلت التناقض الصارخ في مواقفي من رفض النزول للشوارع والمطالبات بالحكومة الشعبية في البحرين الشقيق ثم القيام تماما بمثل تلك المطالب غير الدستورية في الكويت أي «صيف وشتاء على سطح واحد»!
ـ لو كنت من قوى المعارضة لما قرأت بشكل خاطئ نتائج انتخابات المجلس المبطل (التي كانت ذات ظرف خاص ومؤقت) وبدأت بالتكشير عن أنياب وأجندات ومطالبات قادمة من خارج الحدود ضمن «لعبة الأمم» القائمة على قدم وساق في المنطقة.
ـ لو كنت من قوى المعارضة لما تعديت على القضاة الأجلاء في المحكمة الدستورية وباقي المحاكم عبر الطعن في ذممهم وضمائرهم وأحكامهم عبر ادعاء «تسييس الأحكام» ثم محاولة التدخل في تعيينهم والتظاهر والتجمهر أمام محرابهم.
ـ لو كنت من قوى المعارضة لما حرضت أو شاركت في اقتحام بيت الشعب أمام الكاميرات ثم أنكرت ذلك.
ـ لو كنت من قوى المعارضة لما تجرأت على تحريض المجتمع الدولي على بلدي وشعبي.
ـ لو كنت من قوى المعارضة وتحديدا التحالف والمنبر وهما من يفترض بهما تمثيل المعارضة التاريخية الراشدة، لشاركت في الانتخابات الاخيرة بمرشحين في الدوائر الخمس ولحزت الاغلبية في البرلمان للمرة الاولى في تاريخي ووضعت تصوراتي موضع التنفيذ ولغيَّرت قواعد اللعبة السياسية في البلد لصالحي وللأبد.
ـ لو كنت من قوى المعارضة لجددت الدماء سواء على مستوى القيادات أو المستشارين أو الإعلاميين، فلا يصح لوم الحكومات المتعاقبة على أعمال وأخطاء مستشاريها ثم السكوت عن مستشاري المعارضة ممن أدوا بها الى الخسارة والاختلاف والتفكك وانصراف الناس عنهم حتى ان مطالب التظاهر والعصيان لم يعد أحد يستجيب لها وتحولت بحق الى فضيحة!
آخر محطة:
«لو كنت» ستوجه مستقبلا لقوى سياسية أخرى كان الناس يأملون منها نتائج أفضل بكثير مما هو قائم بدلا من محاولة تقليد مشي الطواويس الذي ضيّع عليهم مشيتهم الحكيمة والعاقلة التي انتخبهم الناس عليها.