سامي النصف

إلى قوى المعارضة مع التحية

– لو كنت من قوى المعارضة لما تعديت أو شجعت السفهاء والحمقى على التعدي على رمز البلاد وأبي الجميع بمخالفة صريحة لنصوص الدستور والقانون، مما أثار حنق الناس ووقوفهم ضدي.

ـ لو كنت من قوى المعارضة لأعطيت القيادة السياسية حقها الدستوري في إصدار مراسيم الضرورة ومنها مرسوم الصوت الواحد ولاحتكمت ـ كما ينص الدستور ـ لصناديق الانتخاب عبر المشاركة والمطالبة بالعودة لنظام الأربعة أصوات، فإن كنت أملك الاغلبية الشعبية، كما أدعي، فسأحصل على الاغلبية البرلمانية التي سترفض المرسوم فيسقط تلقائيا وكفى الله المؤمنين شر القتال.

ـ لو كنت من قوى المعارضة لما هددت وتوعدت بربيع عربي سافك للدم وداع للفوضى في الكويت، ولانتظرت حتى أرى النتائج الحقيقية لذلك الإعصار المدمر قبل أن أوعد شعبنا الطيب والواعي به.

ـ لو كنت من قوى المعارضة لما أخذتني العزة بالاثم وبدأت بمطالب الإذعان «غير الدستورية» المتمثلة بفرض توزير 9 نواب والحكومة الشعبية وحرمان الوزراء من التصويت وتعديل تشكيل المحكمة الدستورية وعقد الجلسات دون حضور الحكومة، وكل ذلك في أربعة أشهر، فماذا لو طال عمر المجلس المبطل لـ 4 سنوات؟!

ـ لو كنت من قوى المعارضة لما أخذتني نشوة النصر الزائفة فتجرأت على النزول للمناطق وقطع الطرق والشوارع والتعدي على أبناء الكويت المخلصين الساهرين على أمن الجميع، فتلك الأعمال أغضبت الشعب الكويتي بأكمله وجعلته يتساءل: «كل هذا وهم خارج الحكم فماذا لو تسلموه عبر الحكومة الشعبية؟!».

ـ لو كنت من قوى المعارضة لما قبلت التناقض الصارخ في مواقفي من رفض النزول للشوارع والمطالبات بالحكومة الشعبية في البحرين الشقيق ثم القيام تماما بمثل تلك المطالب غير الدستورية في الكويت أي «صيف وشتاء على سطح واحد»!

ـ لو كنت من قوى المعارضة لما قرأت بشكل خاطئ نتائج انتخابات المجلس المبطل (التي كانت ذات ظرف خاص ومؤقت) وبدأت بالتكشير عن أنياب وأجندات ومطالبات قادمة من خارج الحدود ضمن «لعبة الأمم» القائمة على قدم وساق في المنطقة.

ـ لو كنت من قوى المعارضة لما تعديت على القضاة الأجلاء في المحكمة الدستورية وباقي المحاكم عبر الطعن في ذممهم وضمائرهم وأحكامهم عبر ادعاء «تسييس الأحكام» ثم محاولة التدخل في تعيينهم والتظاهر والتجمهر أمام محرابهم.

ـ لو كنت من قوى المعارضة لما حرضت أو شاركت في اقتحام بيت الشعب أمام الكاميرات ثم أنكرت ذلك.

ـ لو كنت من قوى المعارضة لما تجرأت على تحريض المجتمع الدولي على بلدي وشعبي.

ـ لو كنت من قوى المعارضة وتحديدا التحالف والمنبر وهما من يفترض بهما تمثيل المعارضة التاريخية الراشدة، لشاركت في الانتخابات الاخيرة بمرشحين في الدوائر الخمس ولحزت الاغلبية في البرلمان للمرة الاولى في تاريخي ووضعت تصوراتي موضع التنفيذ ولغيَّرت قواعد اللعبة السياسية في البلد لصالحي وللأبد.

ـ لو كنت من قوى المعارضة لجددت الدماء سواء على مستوى القيادات أو المستشارين أو الإعلاميين، فلا يصح لوم الحكومات المتعاقبة على أعمال وأخطاء مستشاريها ثم السكوت عن مستشاري المعارضة ممن أدوا بها الى الخسارة والاختلاف والتفكك وانصراف الناس عنهم حتى ان مطالب التظاهر والعصيان لم يعد أحد يستجيب لها وتحولت بحق الى فضيحة!

آخر محطة:

«لو كنت» ستوجه مستقبلا لقوى سياسية أخرى كان الناس يأملون منها نتائج أفضل بكثير مما هو قائم بدلا من محاولة تقليد مشي الطواويس الذي ضيّع عليهم مشيتهم الحكيمة والعاقلة التي انتخبهم الناس عليها.

 

[email protected]

حسن العيسى

درب السنع وينه؟!

أجزم بأن البشر الذين خرجوا في مواكب ممتدة من السيارات ورقصوا في الشوارع، ورفعوا الأعلام المزركشة وعلقوا "لمبات الأعراس" على المنازل والعربات، لم يكونوا يبتهجون بالأعياد الوطنية بقدر ما كانوا يعبرون عفوياً عن حالة احتقان فرح مخنوق في صدورهم، ووجدوا في مناسبة العيد فرصة يتيمة للتنفيس عن النفس كي يخرج قليلاً بخار الملل والروتين القاتل المهيمن على أرواحهم.
 هل كانت هناك احتفالات حقيقية بالأعياد الوطنية، وهل شعرنا في الواقع بأن الدولة تحتفل بعيدها الوطني؟ أنكر ذلك، فغير تلك الإجازة الطويلة، وهي إجازة من إجازة، لم يكن هناك أي دليل على مظهر احتفالات رسمية للدولة، فالحفلات السنوية التي كانت تقيمها وزارة التربية في السنوات الخوالي (أيام كنا وكان) أصبحت من المحرمات، فظهور أطفال من الجنسين يرقصون "الهولو على ظهر السفينة" حرام كما أفتى مشايخ الدولة غير الرسميين، وتبعهم وزايد عليهم، بطبيعة الحال، مشايخ الدولة وشيوخها الرسميون، فلا أحد أحسن من أحد، وكأن فقهاء السلطان يقولون للفقهاء الشعبيين إنهم لا يقلون عنهم علماً وورعاً ومحافظة، فالمحافظة على العفة تعني المحافظة على السلطة، فغاب شادي الخليج وسناء الخراز وغنام الديكان وفرقة التلفزيون، كما غاب عن البلد المسرح والأدب والثقافة والكتاب (غير المراقب من حسبة التخلف) من قبل.
 أي عيد وأي بهرجة زائفة حاولت السلطة ترويجها للناس؟! سيارات وسيارات ومواكب سيارات بلا بداية ولا نهاية، وأضواء ملونة وأعلام معلقة على المؤسسات الرسمية وبيوت الناس، كلها تخبرنا عن وضع "فلاشي" زائف يتجرعه البشر! غير الخواء لا يوجد شيء.
 التسوق في المولات الكبيرة لممارسة إدمان الاستهلاك المدمر، والتسكع في "كرودورات" تلك المولات، وابتلاع سندويتشات "الفاست فود" هي وسائل لقتل الوقت، وتمضية أوقات الفراغ المرعب، بينما الحقيقة هي الوقت، هي الزمن الذي يقتل ويطلي الشعر الأسود الفاحم بلون الشيب الكئيب، وينهش ببطء خلايا الشباب وحيويتها، وتتغضن الوجوه وتذوي الذاكرة، ولا يبقى لدينا غير الذكرى الجميلة عن سنوات الستينيات والسبعينيات، أيام كنا ندل جيداً "درب السنع"… راحت تلك الأيام من غير رجعة، وراحت معها الإرادة المبدعة، فلنسحب الغطاء ولنواصل شرب كؤوس الأوهام… فلا عزاء لشباب اليوم.

احمد الصراف

أخلاق أوبريان وجماعتنا

لا شك في أن الأخلاق بلا تدين افضل من التدين بلا أخلاق، والدليل نجده واضحا في الدول الاسكندنافية التي تتبارز سنويا على من يحتل المراكز الأولى في الشفافية، وانعدام الفساد والتقدم العلمي، ومع هذا فإن مواطني هذه الدول هم الأقل ارتيادا للكنائس. لا نود التعميم هنا، فلا شك في أن هناك متدينين صادقين اصحاب ضمائر حية، ولكن هؤلاء ما كانوا سيصبحون غير ذلك أينما وجدوا، ولأي مذهب انتموا!
بعد المفاجأة التي فجرها البابا بنديكت باستقالته التي هزت الكنيسة الكاثوليكية، وسط اشاعات وتسريبات تطال ماضي شاغل المقام البابوي، وما أشيع عن دوره في التغطية على كثير مما اقترفه قساوسة وكرادلة وغيرهم من جرائم جنسية في حق صبية من اتباعهم أو مع رجال دين اصغر سنا منهم، تأتي استقالة أو اقالة الكاردينال أوبريان، (74 عاما)، رئيس الكنيسة الكاثوليكية البريطانية، الذي كان سيشارك في اختيار البابا الجديد ممثلا لها، ليزيد هذا الموضوع الساخن اشتعالا، والذي أساء لفترة طويلة لأكبر مؤسسة دينية على الأرض والأكثر اتباعا! فقد وجه اربعة من رجال الدين الكاثوليك، استقال أحدهم قبلها بسنوات، احتجاجا على تنصيب أوبريان كاردينالا لبريطانيا، تهم تحرش بهم في مناسبات متفرقة، عندما كانوا في غالبيتهم في سن الـ18 من العمر، وأنه مارس الجنس مع اثنين منهم، وكان ذلك في ثمانينات القرن الماضي. وذكر أحدهم أنه احتاج لمعالجة نفسية بعد تلك الحادثة، واختار آخر هجرة السلك الكنسي بعد أن رفعوا من رتبة «أوبريان» وكرموه! وعلى الرغم من كل ما تردد عن الفضائح الجنسية التي طالت كبار رجال الكنيسة الكاثوليكية، فان الكنيسة والكاردينال أوبريان لم يخف يوما شديد معارضته لزواج المثليين. وكما أن لدينا في مجتمعاتنا المتخلفة منافقين يقولون ما لا يفعلون، فالمجتمعات الغربية ليست بمنأى عن مثل هذه الأمور، فقد سبق وأن صرح الكارينال في مناسبات متفرقة، بأن زواج المثليين كنسيا سيهدم نظام الأسرة الذي يعتمد على وجود ام وأب لكل طفل، وان الزواج المثلي سيحرم الطفل من وجود احدهما. كما عارض «نيافته» حتى الزواج المدني المثلي بقوله: إن مثل هذه العلاقات الجنسية تسيء للصحة الجسدية والعقلية للمتورطين في مثل هذه العلاقات(!). وعندما منح الكاردينال أوبريان وساما رفيعا صرح في حفل التكريم بأنه يعتبر العلاقة الجنسية بين مثليين وكأنها عبودية. ويذكر أن صحيفة الأوبزرفر، اللندنية، كانت أول من اشار الى فضائح الكاردينال.
وطبعا لا تخلو دولنا من مثل هذه الفضائح التي قد يكون رجل دين رفيع المستوى طرفا فيها، فقد سبق وأن تورط أحد ممثلي السيستاني في علاقة جنسية، وصورت العلاقة على فيديو انتشر على الانترنت لفترة. كما صورت كاميرات المراقبة داخل أحد المصاعد وزيرا ايرانيا رفيعا وهو يقبل امرأة محجبة، وتكرر الفعل لعدة مرات. وفي عام 2001 قبض على راهب مصري، استغل وضعه الروحي، بتهمة ممارسة الجنس مع عدد كبير من نساء الكنيسة، وطرد في حينه من الكنيسة. ولا ننسى طبعا الفضيحة التي تورط فيها أخيرا نائب كثيف اللحية ينتمي الى حزب ديني مصري، عندما ادعى أن اعتداء وقع عليه وسرقت امواله، وكسر أنفه! ثم تبين لاحقا أنه اجرى عملية تجميل، للتقرب من راقصة شهيرة كان قد وقع في حبها. وكان هناك عضو من حزب النور المصري قبض عليه متلبسا وهو يعاشرة امرأة في سيارة في طريق جانبي. وانتهى المستقبل السياسي للنائبين في حينه.
نعود ونقول إن الأخلاق بلا تدين افضل بكثير من تدين بلا اخلاق، ولا يعني ذلك أن غير المتدينين افضل في أخلاقهم من غيرهم، ولكن المرء يتوقع من المتدين أن يكون ترفعه أكثر ومثاليته أعلى.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

«طمبورها»… لكن «دلدغني» يابو الهريس!

 

دوناً عن كل شعوب الخليج، يمتلك الشعب البحريني ميزة فريدة في التعبير بخفّة دمه حتى في أشد الأزمات كالتي نعيشها! ولربما من بين أكثر العلامات البارزة هنا، استخدام بعض المفردات والمصطلحات الشائعة بأكثر من لهجة شعبية محلية، أو توظيف كلمات وعبارات من اللغة العربية الفصحى لتعطي، زعماً، دلالة على موقف أحد الأطراف في الحوار أو النقاش السريع أو الحاد.
وهذه الميزة ليست أمراً مذموماً… صحيح، تتسبب بعض تلك الكلمات في إثارة الغضب وحرق الأعصاب في بعض الأحيان، فيما تكون في أوقات أخرى سبباً في تلطيف الجو وإشاعة لحظة فكاهة تزيل الكثير من التشنج بل وتفتح المجال للتفاهم. وأتكلم هنا عن الحوارات والنقاشات بين عامة الناس البسطاء في مجالسهم ومقاهيهم وأعمالهم، وعلى العموم، كثير منها ليس سيئاً إن جاءت في سياق محترم مهذب لطيف، لكنها لا تصلح أبداً لأجواء السياسيين والرسميين أو أولئك الذين يتعاملون مع بعضهم البعض، وبشكل مسبق، بسوء نية.
بعض تلك الكلمات تأتي مفاجئة ومباغتة حينما يتكلم مواطن عن موضوع لا يمكن أن يتحقق ويبقى في حيز التصريحات الفضفاضة في الصحافة على ألسنة المسئولين أو من ضمن الوعود الحالمة التي تتكرر وتتكرر منذ سنين دون أن تجد لها محلاًً في التطبيق على أرض الواقع. قد تجد مواطناً يقرأ عنوان صحيفة من قبيل: “المشروع الفلاني يُقام على مساحة شاسعة ويضمن 2000 وظيفة للمواطنين”، فتجده يعلق: “طمبورها… من سنين وبنين نسمع عن هالمشاريع.. لا هي تحققت ولا احنه اشتغلنا”.
ولربما كان الأمر يتعلق بالوضع السياسي من قبيل أن المواطنين سواسية في الحقوق والواجبات، وأنه ليس هناك أحد فوق القانون، وهناك توجهات للحفاظ على اللحمة الاجتماعية والأمن والسلم الاجتماعي وعدم السماح للطائفيين في مجتمعنا الذي يؤمن بالتسامح والتعايش، ولكون هذا المواطن أو ذاك قد شبع كثيراً من مثل هذه التصريحات التي يشوبها الكثير من “الجمبزة” في التطبيق على أرض الواقع فتجده يعلّق بتلقائية: “دلدغني يا بو الهريس”، في إشارةٍ إلى أن مثل هذه التصريحات لا تعدو كونها دغدغة مشاعر.
وفي كثير من الأحيان، تجد مواطناً وقد خرج من إحدى الجهات الحكومية الخدمية بعد أن أنضجته المعاناة من تأخر معاملته فيصرخ: “وين عيل الكلام عن تيسير إجراءات المواطنين وتطوير الأنظمة وسرعة الإنجاز… بقبق”.
خذ مثلاً، حين يستمع مواطنٌ لمسئول أو نائب أو خطيب يتحدث عن المدينة الفاضلة، وأن مستوى المعيشة للمواطن أفضل بكثير مقارنةً بدول مثل بنغلاديش والصومال ونيجيريا وجزر القمر… هنا، ليس غريباً أن يعبّر ذلك المواطن بامتعاض قائلاً: “أقول استريح بس”.
هذا النوع من المفردات ما عاد مقتصراً على النطق اللساني في انتشاره، بل مع الانتشار الكبير لاستخدام وسائل الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي، فقد انتشرت ظاهرة استخدام الوسم (هاش تاق) في حسابات التغريد (تويتر) فتجد مثلاً أن هناك مغرداً اعتاد على كتابة تغريدات فيها تهديد ووعيد وإرعاب وإرهاب بالويل والثبور، فتنتشر بعض الهاشتاقات من قبيل: #يمه- خفنا في الرد على ذلك المغرّد، أو أخرى من عينة: #عدال- يلخطير، وربما وجد أحد المغردين فرصةً للرد على كل تلك التهديدات والأسلوب الهمجي وتوعد الآخرين بأنه سيصل إليهم وسينالون جزاءهم بأسلوب فكاهي مستخدماً بعض الأوسمة من قبيل: #المحقق-كونان، أو #صادوه-شارلوك-هولمز.
ولا بأس إن جلس أحدهم ليلقي على مسامع المواطنين الذين تواجدوا حوله سواءً كان ذلك في محاضرة أو في مجلس أو في العمل، الكثير الكثير من المعلومات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فيتفاجأ بأحدهم وهو يشكره على هذه المعلومات القيمة، لكنه يختمها بعبارة: “درر… والله درر، عطنه من الأزرق”، في تعبير عن حجم الكلام المنفوخ الذي لا يمكن تصديقه.
من العبارات التي انتشرت في التعليق والتعقيب على أمر جلل يقوله فلان المسئول أو علانة النائب أو فلتان الصحافي دون أن يدرك بأنه إنّما يضحك على عقول أناس هم أكثر منه وعياً وإلماماً بالأمور، فلا بأس إن وجدت أحدهم يناقشه ثم يعلق بالقول: “لزوم نبلغ الشيخ بالسالفة”.
أيضاً، على حسابات الأنستغرام وفي مجموعات الواتس أب، أصبح الناس يتناقلون التعليقات المصوّرة، فتجد أحدهم يضع صورة مسئول يرفع سبابته وعينه محمرة ويكتب تحتها: “صيروا أوادم أحسن ليكم”، أو يضع صورة أو رسماً كاريكاتيرياً لشخص جيوبه (دالعة لسانها) يكتب تحتها: “ما في زيادات يعني؟”، ولربما ضحكنا كثيراً من صورة جميلة لطفل في يده مضرب بيسبول وتحتها عبارة: “ستندمون”، أو طفل صوّره أحدهم وهو يجلس في مقلاة على فرن وتحتها عبارة: “أمي مشغولة بالواتس حسبتني أنا الدجاجة”.
على العموم، فإن التنفيس بالفكاهة اللطيفة المهذبة أمر لا بأس به خصوصاً في المجتمعات التي تعاني من حزمة مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية، وليت في الإمكان أن تسبق تلك الفكاهة حسن النوايا بين الناس فتصفو نفوسهم وقلوبهم ويتقبلون بعضهم البعض. وقد وجد بعض علماء النفس أن هناك ما يسمى بالـ “نكتة المواتية”، وهي تعبيراتٌ فكاهيةٌ تنتجها الأزمات والمحن والظروف المعيشية الصعبة. إذن، لا بأس يا جماعة من أن نراقب كل شيء حولنا، بكل إحباطاته وتعقيداته وسواده بالطرفة اللطيفة حتى لا نموت كمداً ناقصين عمر.