مما لاشك فيه أن المعارضة فشلت فشلا ذريعا في إسقاط قانون الانتخاب الجديد أو حتى في طريقة الاحتجاج المؤثر على سياسات الحكومة الحالية.
يبدو أن قطار الدولة انطلق بقيادة الحكومة والبرلمان الجديدين ومن ركب ركبهم، بينما الكل يرقب أعمال السلطتين ـ المعارضة تتصيد الإخفاقات ـ والمؤيدون ينتظرون الإنجازات.
ومن أكبر أخطاء الحكومة والحكوميين، تلك التصريحات غير المنضبطة وغير المفهومة، فكلما هدأت الأجواء السياسية واحتارت المعارضة في أمرها – جاءوا وألقوا بتصريحاتهم التي تقلب الأوضاع السياسية رأسا علي عقب
ما أجمل أن يعمل الإنسان أكثر من أن يتحدث ـ فالعمل يعني الإنجاز، أما الكلام فهو حيلة العاجزين ولا يعني سوى الإفلاس.
رغم أن النقد السياسي من صميم عمل المعارضة وهو شيء مشروع ومفهوم، إلا أن الحكومة يجب أن تواجه معارضيها بتحقيق التنمية وليس بالتصريحات والخوض فيما تخوضه المعارضة.
أتمنى أن تتوقف الحكومة وخصوصا بعض الأطراف الموالية لها عن التصاريح التي (تجيب العيد) وأن تكتفي بخدمات المتحدث الرسمي للحكومة الشيخ محمد العبدالله، فبحكم المنصب الوزاري والممارسة السياسية وبما يتمتع به من ثقافة وعلاقات مع كل فئات المجتمع، ربما يكون هو الشخص الأكثر قدرة على إدارة العلاقات العامة للحكومة وتسويق سياساتها للمواطنين، أو حتى إدارة الأزمات الحكومية مع المعارضة السياسية، وليتوقف الموالون للحكومة عن الدفاع عنها ـ وبلاش من الفزعات السياسية التي تفسد الأمور أكثر من أن تصلحها!