تسمى صناعة الأفلام بصناعة الأحلام حيث تجعل المشاهد يعيش أحلاما وخيالا مبرمجا حسب اختياره بدلا من الأحلام الليلية الطبيعية التي لا يتحكم في اختيارها، وقد كانت ومازالت السينما عالما جميلا يسعد الناس عدا بعض الأفلام التي مع مرور الزمن تتحول من أحلام سعيدة إلى حقائق حياة مرعبة.
***
في عام 1984 أخرجت هوليوود فيلما كوميديا أسمته «الدفاع الأمثل» من تمثيل ايدي مورفي وديدي مور عن قصة أصلية لروبرت غروسباخ تسمى «الدخول السهل والخروج الصعب»، عن احداث مضحكة إبان حرب فيتنام إلا ان الفيلم حولها إلى أحداث تدور بعد غزو صدامي مفاجئ للكويت!
إن كنا لا نستطيع متابعة ما يكتب فعلى الأقل.. ما يشاهد!
***
قبل ذلك في عام 1977 أخرجت هوليوود فيلم «حرب النجوم» تم تصويره في تونس ولندن وقد لاقى الفيلم نجاحا كبيرا حتى عملت منه أجزاء لاحقة كثيرة، ما ان وصل الرئيس والممثل السابق رونالد ريغان للحكم عام 1980 حتى تبنى بعد 3 سنوات من حكمه مشروع دفاع جوي يغطي سماء الولايات المتحدة سمــي بـ «حرب النجوم»، تسبب فيما بعد في إفلاس واستسلام الاتحاد السوفييتي، ويعتقد كثيرون ان ذلك المشروع كان خدعة كبرى غير قابلة للتنفيذ وان اطلاق صاروخ لإسقاط صاروخ هو أشبه بإطلاق رصاصة لصد رصاصة قادمة.
***
في عام 1980 أخرجت هوليوود فيلم The Formula من بطولة مارلون براندو وجورج سي سكوت وهما من أعظم ممثلي تلك الحقبة، وتدور قصة الفيلم حول اختراع ألماني يحول الفحم الحجري إلى بترول، مما سيجعل العالم يستغني عن بترول الشرق الأوسط إلا ان أحد ملاك شركات النفط الأميركية (مارلون براندو) يتبنى فكرة قتل المشروع عبر قتل علمائه وضمن إحدى لقطات الفيلم يقول له مساعده لماذا لا نرفع أسعار الوقود في محطات البنزين ونتهم العرب؟ فيجيبه براندو.. ألا تفهم أيها الغبي.. نحن العرب!
***
آخر محطة: هذه الأيام يتم الحديث عن الاستغناء المستقبلي عن بترول الشرق الأوسط (وين نروح يا حسرة) مقابل بدائل منها استخلاص البترول من الفحم الحجري، كما يجري في الصين ودول أخرى، وفيلم آخر قد يتحول الى كابوس دائم.
ولمعرفة المستقبل عودوا إلى مشاهدة فيلم «الفورمولا»، ليتنا قبل ذلك شاهدنا فيلم «الدفاع الأمثل».