ما حدث من فوضى تسببت في الاعتداء على رجال الأمن واغلاق الطريق الدائري السادس، امر يجب الا يختلف احد من القوى السياسية على ادانته، فبقاء حالة الانفلات في الشارع بحجة رغبة البعض في خلق ربيع عربي آخر في الكويت يمهد لدمار البلد، والغريب ان من يدعو لتجمهر الغوغاء والخارجين عن القانون هو من يبدي استغرابه مما يجرى.. وعجبي!
***
ترأست قبل أمس ندوة حول التجربة التونسية ضمن نشاطات مهرجان القرين الثقافي تحت عنوان «ارتدادات الربيع العربي.. ما له وما عليه» حاضر فيها دكتوران من تونس هما د.محمد الحداد ود.منير الكشو، والاثنان شديدا التخصص والمتابعة لما يجري في بلدهما، اضافة الى تخصصهما في الفلسفة السياسية ودراسات الحضارة العربية والاديان المقارنة، وقد نالت ورقتاهما الشائقتان الاعجاب والكثير من النقاش حولهما.
***
وتظهر الحقائق الجلية ان دول ما يسمى بالربيع العربي تتجه الى دمار اقتصادي ماحق واهتزازات امنية وسياسية شديدة واحتمالات قوية لاشعال حروب اهلية فيها بسبب التخندقات الايديولوجية والعرقية والدينية والطائفية والمناطقية الحادة بين مكوناتها. ان كل يوم يمر على تلك الدول يظهر ان الاوضاع فيها ذاهبة الى الهاوية للاسف الشديد، فلماذا يحاول البعض خلق ربيع دمار عربي آخر لدينا؟ لست ادري!
***
ففي تونس تظهر الارقام التي لا تكذب ان عدد العاطلين قد ارتفع منذ بداية ثورة الياسمين من 490 ألفا الى 705 آلاف، كما ارتفعت اسعار المواد الاساسية كالحليب والبيض والخبز، وارتفعت معها فواتير الكهرباء والماء وزادت نسبة المغادرين والمهاجرين وانخفضت ارقام السياح والمستثمرين القادمين، وتواترت انباء عن احتمال عدم قدرة الحكومة على دفع الرواتب والاجور، فعن اي ربيع عربي يريده البعض لبلدنا بعد تلك التجربة المرة في البلدان العربية الشقيقة والصديقة التي مازالت لا تستطيع الخروج من تبعات ذلك الربيع؟!
***
آخر محطة:
1 – قد يكون حرق محمد البوعزيزي في تونس او خنق خالد سعيد في مصر كافيين لاسقاط نظامي بن علي ومبارك، لكن ما نخشاه ان الامر سيحتاج لسقوط مئات آلاف الضحايا لارغام الاحزاب المؤدلجة التي اتى بها الربيع العربي على ترك الحكم بعد خمسين عاما من الآن.
2 – للعلم، احد اسباب اخفاقات انظمة الربيع العربي عدم وجود اي خبرة سابقة لها في كيفية ادارة شؤون الدول حيث بقيت في المعارضة طوال تاريخها.
3 – على هامش أنشطة مهرجان القرين اهدانا المفكر السعودي المبدع د.حمزة بن قبلان المزيني 3 من كتبه هي «حوار مع الضفة المقابلة» و«في مواجهة التشدد» و«اختطاف التعليم»، فجزيل الشكر له.