خلاص، بعد إغلاق قناة "اليوم"، لم يعد ينقصنا سوى المطرقة والمنجل، ونعيد إحياء حقبة الاتحاد السوفياتي… هانت.
وبالتجربة والمعايشة، أيقنتُ أن السلطة يمكن أن تصبر على الصحف، وتتفاهم مع أصحابها وكتّابها ومحرريها، لكنها ستموت لو ظهرت قناة فضائية تخالف نهجها، وستكمن لهذه القناة خلف الجبل، وستطعنها بخنجر مسموم… ففي يقين السلطة أن الناس تشاهد ولا تقرأ، وأن الصورة أخطر من الكلمة مليون مرة.
خلاص، هزّت السلطة فنجانها واكتفت من قهوة الحرية التي كانت تباهي بها وتتظاهر أنها تتلذذ بها، فالقهوة تُسهر، والسلطة ملّت السهرَ وتريد أن تنام، والسهر يرهق البشرة، والنوم يريحها.
والسلطة تريد أن تستر عورتها وتتستر على فسادها، وعورتها هو البرلمان، وهو برلمانها هي لا برلماننا، وهو فضيحة بجلاجل وخلاخل، ففي كل خطوة يخطوها مصيبة، وفي كل كلمة ينطقها كارثة، وهو يخرج إلى الناس بثياب قصيرة جداً وشفافة جداً، فتحاول السلطة مط ثيابه إلى الأسفل، وتنسى أنها بذلك تكشف أكثر مما تستر.
وهو برلمان ثغرة، تتسلل من خلاله السلطة في الليل "العتيم"، لتسرق حقوق الناس وهم نيام. أو هي تظن أنهم نيام.
ولا أدري هل تعرف السلطة مكانتها ومكانة برلمانها عند الناس أم لا، وهل تسمع ما يقوله عنها وعنه الناس أم لا، وهل تدرك حجم الغضبة التي تشتعل في صدور الناس أم لا… الإجابة طبعا "أم لا".
اليوم: 10 يناير، 2013
الوجود الليبرالي المخفي
لا شك ان القوى المسماة بالليبرالية ضعيفة ومشتتة، أو هكذا تريد لها الحكومة، فحتى التنظيم السياسي المسمى بــ«التحالف»، ولا أدري ممن يتحالف وضد من، لم يحصل حتى الآن على ترخيص مزاولة نشاطه السياسي، والذي لا يمكن أن يعمل بغيره بطريقة سليمة وواضحة، ولكن هذا يجب ألا يمنع الليبراليين، أو من تبقى منهم، ممن لم تجذبهم انتماءاتهم القبلية والعرقية او المذهبية باتجاهها، ليقوموا بما هو مطلوب منهم، افرادا وجماعات، من دعم للحريات العامة واحترام القانون، وهذا لا يتم فقط بالكلام بل بالفعل، والفعل إن لم يصاحبه دفع مالي يصبح غالبا غير مجد، ومن المؤسسات الليبرالية الحقيقية التي تحتاج الى دعم مستمر والتي ما انفكت ولا عجزت منذ أكثر من عشر سنوات عن زرع بذور الحرية والإبداع في نفوس شبابنا الطرية، مؤسسة «لوياك»، فهي البوابة الحقيقية والقليلة التي تنادي بالحرية والانفتاح، والعمل على إبعاد الشباب، من الجنسين، عن مهاوي التطرف ووديان الغلو.
ولكن ما نراه على أرض الواقع أمر مختلف، فهذه المؤسسة غير الربحية تعاني الكثير في الحصول على الدعم الشعبي والمؤسسي، بالرغم من دورها كصمام امن وأمان للوطن. فالظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، والتحرك الشبابي المستمر ضد الحكومة ما كان يمكن ان يكون بهذا الزخم لو كانت هناك العشرات من أمثال «لوياك»، أو لو كانت «لوياك» قد تلقت ما تستحقه من دعم منذ البداية، ولكن مشكلة «لوياك» ان فهم حقيقة دورها وضرورة وجودها يتطلبان وجود من يعرف ويفكر ويقرر! وهذه أمور نادرة في مجتمعنا وأكثر ندرة في حكوماتنا.
تقول «لوياك» في رسالتها، وإن بصورة غير مباشرة، وهي التي اختيرت ضمن 15 من افضل مؤسسات العناية بالشباب على مستوى العالم بملياراته السبعة، إن اي خطة تنمويه لا يمكن أن تنجح إن لم نهتم منذ اليوم الأول بالشباب، عماد مستقبل أي وطن، فالتخلف والعفن اللذان تراكما على مدى عقود من التجاهل لمتطلباتهم يحتاجان الى وقت طويل لازالتهما.
إن «لوياك» مهددة بالتوقف عن القيام بأنشطتها، بالرغم من أن ما تحتاجه لا يشكل شيئا، أكرر، لا يشكل شيئا، مقارنة بما يصرف على ألعاب نارية ومنصات واعلام وألوان لا يعرف أحد ما تعنيه، وليس لها أثر لا في وطنية الشعب ولا في اخلاصه لقيادته، بل هي في غالبها أعمال تنفيعية.
لقد آن أوان ان تعرف الدولة أن سحابة التخلف التي طال مكوثها فوق قلوب اهل الكويت لعقود حان أوان التخلص منها، و«لوياك» جزء من منظومة التقدم الذي نحلم بها وأداة حيوية في التخلص من تلك السحابة. وهنا نطالب الكرماء من هذا الشعب، وما أكثرهم، بالتقدم وتقديم المساعدة لــ«لوياك»، وضرورة زيارة موقعها على www.loyac.org
لمعرفة المزيد عن «لوياك»، وروائع إنجازاتها، وطريقة التبرع لهذه المؤسسة الخيرية الكبيرة.
أحمد الصراف