لو فردت خارطة العالم أمامك لاكتشفت أننا جزء من المنطقة المضطربة والملتهبة فيه بعد أن ساد السكون والهدوء والسلام أرجاء الكرة الأرضية الأخرى. المستغرب ان أوضاع المنطقة بلدا بلدا ومجتمعا مجتمعا تظهر أنها متجهة لمزيد من الانحدار والتفتت والانشطار بعكس ما يروجه المخادعون من دعاة أجندات الربيع العربي.. المدمرة!
*****
من يعتقد ان الوضع في سورية قارب على نهايته وان السلام والرفاه قادم سريعا على الطريق فعليه ان يتذكر ان كلاما كهذا قد قيل مرارا وتكرارا مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية التي اعتقد كثيرون انها لن تستمر الا أشهرا قليلة لمحدودية مساحة الأرض فبقيت مشتعلة 17 عاما، ويعتقد الباحث الأميركي الشهير ديفيد ميللر ان سورية قد تتحول إلى رواندا أخرى يذهب الملايين ضحايا للعنف فيها.. وفال الله ولا فاله!
*****
دول المنطقة الكبرى التي يفترض ان تكون عامل استقرار وتهدئة تحول البعض منها الى عامل تأجيج وتحريض وتدخل في شؤون الدول الأخرى رغم وفرة مشاكلها الداخلية وحاجتها الذاتية للاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي، وكأننا عدنا هذه الأيام عقودا الى الوراء عندما أعطت بعض دول المنطقة الكبرى لنفسها حق التدخل في شؤون الدول الأخرى بحجة انها تدخل ضمن «مجالها الحيوي»، والمصطلح الأخير اخترعته ألمانيا النازية ودمرت العالم تحت راياته ويستخدمه كثيرا الأستاذ محمد حسنين هيكل في تحليلاته وتنظيراته الخاطئة دائما وأبدا.
*****
وتضاف إلى مشاكل دول المنطقة السياسية والأمنية اشكالات اقتصادية حادة غير مسبوقة وانفجارات سكانية مدمرة، اضافة الى احتمال نشوب حرب أهلية في كثير من الدول العربية تمهيدا لتقسيمها الذي سيعمّد بأنهار وشلالات من الدم، لذا يصبح التقارب الخليجي قضية مهمة يجب الحرص عليها لحمايتنا من تلك المخاطر الماحقة القائمة والقادمة للمنطقة.
*****
آخر محطة:
نرجو الا نشهد مجلس أمة جديدا بأفكار قديمة تتضمن التأزيم والتسخين والمزايدات الشعبوية ذات الكلفة المالية السابقة، فيضيع وقت المجلس والحكومة فيما لا ينفع.. الناس تفاءلت بكم فلا تخيبوا الآمال بوفرة الجدل وقلة العمل.