عادل عبدالله المطيري

النقد السياسي وتعليقات فارس عوض

أكره أن أكون مادحا أو قادحا، فالمدح في غير أهله ظلم والقدح ظلمات، أما الكتابة السياسية التحليلية فأظنها أصبحت من المستحيلات.

ذلك ان التحليل السياسي في مجتمعاتنا اصبح من الصعوبة بمكان، حيث لا ثبات لموقف سياسي ولا تمسك بمبدأ فكري، حتى إن صناع القرار لدينا لا يمكنهم التكهن بقراراتهم الذي سيتخذونها غدا، فكيف للمحلل السياسي أن يحللها؟!

إذن لم يتبق لنا ككتاب ومتابعين للشأن السياسي إلا أن نعلق على الأحداث السياسية فقط، وهذا النوع من الكتابة الصحافية لم نبتكره، فهي مهنة معروف بالدول الغربية تحت مسمى «المعلقين السياسيين»، فكما أن للرياضة معلقيها، فإن للسياسية معلقيها أيضا، والذين يحاولون شرح ما يحدث أمامهم من قرارات سياسية وما يتوقعون من تأثيرات لها على المجتمع.

وكما يوجد في التعليق الرياضي معلق هادئ ومعلق حماسي، كذلك الحال في مجال التعليق السياسي، حيث هنالك المعلق السياسي العقلاني والهادئ وهناك من هو اكثر حماسا من المعلق الرياضي المعروف بتعليقاته الرياضية الرائعة «فارس عوض»، فتجد مثلا المعلق السياسي الحكومي يصيح بأعلى صوته بالفضائيات وعلى صفحات الجرائد الإلكترونية والورقية قائلا «يا ربا ما اروع هذه السياسية الحكيمة، ويا الله على هذا الإبداع الحكومي، يا الله ما هذه القرارات الخالدة، يا ربا على هذا الإنجاز يا ربا».

أما المعلق السياسي المعارض فيذكرني أيضا بتعليقات فارس عوض الحماسية والخالدة في لاعب مانشستر يونايتد «روني»، فقط استبدل اسم روني بأحد رموز المعارضة الكويتية.

ما أحاول أن ألفت النظر إليه هو غياب الكتابة التحليلية في صحافتنا العربية، ذلك لانتفاء الشروط الموضوعية لها أصلا والتي ترتبط بالساسة أكثر من ارتباطها بالمحللين، وأقترح بدلا عنها أن نعود إلى تراثنا الأدبي العربي الزاخر بدراساته النقدية التي تتناول العمل الأدبي بكل موضوعية بحيث تذكر محاسنه ومساوئه على السواء، ولنقتبس منها مصطلح «النقد» ولنستخدمه في كتاباتنا وتعليقاتنا السياسية تحت مسمى «النقد السياسي» والذي على أساسه نضع كلا من الساسة والسياسات تحت مجهر النقد السياسي، فنذكر ما لهم وما عليهم.

وعن نفسي، ربما أبدأ بسلسلة من مقالات النقد السياسي للحكومة والمعارضة والمجتمع من الأسبوع المقبل بإذن الله.

ملاحظة ختامية: فارس عوض، أنت مبدع جدا جدا، لدرجة أنك تستطيع تحويل مباراة عادية جدا إلى مباراة كلاسكو، وان تجعل من مشاهد مدمن على البرامج السياسية مثلي متابعا متحمسا لمباراة كرة قدم لا يعرف هل الفريقان يتباران على الكأس أم الدوري!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عادل عبدالله المطيري

twitter: @almutairiadel
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *