عادل عبدالله المطيري

النقد السياسي وتعليقات فارس عوض

أكره أن أكون مادحا أو قادحا، فالمدح في غير أهله ظلم والقدح ظلمات، أما الكتابة السياسية التحليلية فأظنها أصبحت من المستحيلات.

ذلك ان التحليل السياسي في مجتمعاتنا اصبح من الصعوبة بمكان، حيث لا ثبات لموقف سياسي ولا تمسك بمبدأ فكري، حتى إن صناع القرار لدينا لا يمكنهم التكهن بقراراتهم الذي سيتخذونها غدا، فكيف للمحلل السياسي أن يحللها؟!

إذن لم يتبق لنا ككتاب ومتابعين للشأن السياسي إلا أن نعلق على الأحداث السياسية فقط، وهذا النوع من الكتابة الصحافية لم نبتكره، فهي مهنة معروف بالدول الغربية تحت مسمى «المعلقين السياسيين»، فكما أن للرياضة معلقيها، فإن للسياسية معلقيها أيضا، والذين يحاولون شرح ما يحدث أمامهم من قرارات سياسية وما يتوقعون من تأثيرات لها على المجتمع.

وكما يوجد في التعليق الرياضي معلق هادئ ومعلق حماسي، كذلك الحال في مجال التعليق السياسي، حيث هنالك المعلق السياسي العقلاني والهادئ وهناك من هو اكثر حماسا من المعلق الرياضي المعروف بتعليقاته الرياضية الرائعة «فارس عوض»، فتجد مثلا المعلق السياسي الحكومي يصيح بأعلى صوته بالفضائيات وعلى صفحات الجرائد الإلكترونية والورقية قائلا «يا ربا ما اروع هذه السياسية الحكيمة، ويا الله على هذا الإبداع الحكومي، يا الله ما هذه القرارات الخالدة، يا ربا على هذا الإنجاز يا ربا».

أما المعلق السياسي المعارض فيذكرني أيضا بتعليقات فارس عوض الحماسية والخالدة في لاعب مانشستر يونايتد «روني»، فقط استبدل اسم روني بأحد رموز المعارضة الكويتية.

ما أحاول أن ألفت النظر إليه هو غياب الكتابة التحليلية في صحافتنا العربية، ذلك لانتفاء الشروط الموضوعية لها أصلا والتي ترتبط بالساسة أكثر من ارتباطها بالمحللين، وأقترح بدلا عنها أن نعود إلى تراثنا الأدبي العربي الزاخر بدراساته النقدية التي تتناول العمل الأدبي بكل موضوعية بحيث تذكر محاسنه ومساوئه على السواء، ولنقتبس منها مصطلح «النقد» ولنستخدمه في كتاباتنا وتعليقاتنا السياسية تحت مسمى «النقد السياسي» والذي على أساسه نضع كلا من الساسة والسياسات تحت مجهر النقد السياسي، فنذكر ما لهم وما عليهم.

وعن نفسي، ربما أبدأ بسلسلة من مقالات النقد السياسي للحكومة والمعارضة والمجتمع من الأسبوع المقبل بإذن الله.

ملاحظة ختامية: فارس عوض، أنت مبدع جدا جدا، لدرجة أنك تستطيع تحويل مباراة عادية جدا إلى مباراة كلاسكو، وان تجعل من مشاهد مدمن على البرامج السياسية مثلي متابعا متحمسا لمباراة كرة قدم لا يعرف هل الفريقان يتباران على الكأس أم الدوري!

 

احمد الصراف

إليكم جميعاً مع محبتي

أي جهد مميز يحتاج إلى كلمة.. شكراً
لا تحرمنا من قلمك ودورك ضمن مجموعة التنوير

أحمد الصراف
هذا ليس سردا تاريخيا لما حدث معي شخصيا في الأيام القليلة الماضية، بالرغم من تأثري به، بقدر ما هو توضيح لما يعنيه الكاتب، اي كاتب، في نفوس قرائه وعقولهم.
قررت قبل ايام التوقف عن الكتابة، ومراجعة النفس في قراري، متسائلا، بيني وبين نفسي شفاهة، وسائلا قرائي كتابة، عن جدوى بذل كل هذا الجهد وتمضية كل هذا الوقت في كتابة مقال إن لم يكن هناك من يقرأ وينفعل ويتجاوب ويضحك ويحزن، وإن بصمت، ويلعن ويشتم ويحتج، وإن بأعلى صوت؟! وجاء الجواب بأسرع مما توقعت وبأكثر مما طلبت، فقد غمرني قراء «القبس الجميلة» بفيض مشاعرهم عن طريق اتصالاتهم الهاتفية ورسائلهم النصية وعلى الإنترنت والواتس أب وتويتر. وجميعها تقريبا تضمنت كلمات آسرة جعلتني أشعر بالخجل لشكي في جدوى كتاباتي وجهلي بنوعية قرائي. كما انتابتني مشاعر مختلطة عصفت بي سعادة من جهة لأنني أقدمت على خطوة كان لا بد منها لتعطيني دفعة معنوية ربما كنت بحاجة إليها. كما أنها من جهة أخرى أشعرتني بأن قلة تواصلي مع محيطي وضعت غمامة على عيني، فتواصلي الاجتماعي مع من يقرأ القبس نادر، إما لبعد المسافات، الفعلية أو النفسية والفكرية بيني وبينهم، وتزايد وجودي بعيدا عن الوطن! وعندما سألني الصديق أبو عبداللطيف عما دفعني للجوء إلى القراء بحثا عن إجابة لحيرتي، أو عن اثر ما أكتب في نفوسهم، قلت له إنني أشبه نفسي، منذ سنوات، بالبستنجي، أو الخولي أو الزارع، الذي يقوم صباح كل يوم، والكل من حوله نيام، بتقليم زهور حدائق الحي وتشذيب أغصان الزهور والورود أمام مداخل بيوت سكانه وعلى شرفات منازلهم، وتبديل تربة الأصص وزيادة سماد أحواض الزرع، وإزالة الأغصان الجافة وإبراز المتألقة منها، ورش أوراق الورد بالماء لتبدو وكأن الندى قد نزل عليها للتو، وليعيد الرونق الجميل لألوانها، ويعدل من قامات سيقانها لترتفع شامخة، وليحدثها لتتذكر أن تبتسم لمن ينظر إليها. وأنه قام بذلك كل يوم تقريبا لعشرين سنة تقريبا ولم يأت جار، إلا ما ندر، ليقول له «سلمت يداك» أو ليطري على عمله ويمدح ذوقه ويربت على كتفه ويبتسم له راضيا أو قابلا لعمله. وبالتالي، كان لا بد لهذا البستاني أن يتوقف عن سقي الزهور والاهتمام بالورد، وليشارك بقية أهل الحي في وضع الساق على الساق وارتشاف القهوة أو الشاي مع صحف الصباح! ولكن ما أن لاحظ سكان الحي حالة حدائقهم حتى تعالت احتجاجاتهم الجميلة، وتدفقت كلماتهم الرائعة، عبر مكالمات ورسائل لا تنتهي، تطالب الزارع بالعودة للعناية بزهورهم وتشذيب ورد حدائقهم، وتنظيف ما علق بمزروعاتهم من أوراق وأفكار بالية! وهنا هز أبوعبداللطيف رأسه موافقا ومدافعا بالقول إن مجتمعاتنا، بسبب ميلها لقضاء حاجاتها بالكتمان، هي مجتمعات بخيلة في الإطراء، ضنينة بالمدح، كريمة في النقد، سخية في إبراز العيوب، وكان حريا بي، وبعد ما بلغته من عمر وخبرة(!) أن أكون ملما بطبائع قومي واهلي، وأن أعرف أن كلمة «شكرا» لا تخرج منهم بسهولة، لجفاف نفوسنا التي تشبه بيئتنا الصحراوية. فمن منا فكر يوما أن يستيقظ ليقول كلمة «شكرا» السحرية للزوجة أو الزوج أو للخادم أو الطباخ الذي أعد فطوره؟ أو ليذهب خارج البيت، في ساعات الفجر الأولى، صيفا وشتاء، ليشكر من يقوم منذ سنوات بغسل سيارته؟ وما نسبة من قالوا شكرا لكناس الشارع على عمله؟ صحيح أن البعض يضع نصف دينار أو اكثر في يد ذلك المسكين، ولكنه يفعل ذلك كسبا للأجر وليس ليقول له: شكرا! فقد يكون هذا الكناس بحاجة إلى كلمة امتنان لما يقوم به بمثل حاجته إلى النصف دينار. وبالتالي، كان ربما لزاما عليّ التوقف عن الكتابة، أو تقليم وتشذيب حوض زهور الحي، للفت نظر محبي تلك الزهور والورد إلى ان من يرعاها ليس فقط بحاجة إلى كلمة طيبة، بل وأيضا لأنه يود أن يعرف أين تذهب كلماته، وهل هناك من يتجاوب وينفعل ويتفاعل ويضحك ويزعل، ويعبس مع ما يكتب، بمثل قدرته، ورغبته في معرفة إن كان هناك من يغضب ويرتفع ضغطه، وهو في مكتبه الهندسي، وإن كانت تصدر منه، وبينه وبين نفسه، همهمة احتجاج أو نية شتيمة أو لعنة، بهمس! كما أن علينا ان نعرف أن هناك من يؤدون أعمالا تفوق في قيمتها بكثير ما ندفعه من أجر للحصول عليها، ومن هؤلاء فراش المكتب وكناس الشارع وغسال السيارة وربما حتى صراف القبس! ومن أجل توضيح ما يعنيه الكاتب، أي كاتب لقرائه، وما تعنيه القبس كصحيفة ملتزمة، أود هنا مشاركة القراء في بعض ما وردني من رسائل على مدى خمسة ايام، وهي ليست بالضرورة افضل من غيرها، ولكنها ربما كانت، لسبب أو لآخر، مناسبة أكثر للنشر. ولخصوصية أسماء من ارسلها، فسأكتفي بذكر الاسم الأول، عدا الرسالة الأخيرة، وليعذرني من ارسلها. 

شهادات عابرة للقارات
من استراليا كتب علاء يقول: إنني من متابعي مقالاتكم منذ سنوات. وعلى الرغم من ان أغلب المواضيع التي تتناولها محلية أو خليجية، ولكنها تتشابه مع المواضيع العراقية. من موقعي في القارة الأسترالية أعتبر مقالاتكم بمنزلة غذاء روحي يومي أكره أن أخسره.
أما مناور، فكتب: أنا لا أعرفك الا عن طريق مقالاتك، وفعلا عشقت القبس اكثر بسببها. قهوة الصباح لا طعم لها بغيرك.
أما عبدالخالق، فقد طالب باستمراري، وقال: لا تقلل من أهمية ما تكتب، فلك تأثير على جمهرة واسعة من القراء. ويجب ألا نترك الساحة للرجعيين.
وفيليب من سويسرا: خواطركم تصب في الصميم، واتمنى أن يكون لك الوقت الكافي للقيام بما تحب.
متري من بيروت قال: استطيع أن أؤكد لك بأنه ليس من المهم أن تلقى كتاباتك اذنا صاغية او عيناً تقرأ، بل أن تجد صداها في العقول!
واقبال كتبت: انت لم تتعب ولم تيأس ولكنك مشتت، ربما تحتاج الى التركيز وأن ترتب اوراقك وتضع جدولا زمنيا لمشاريعك المتعلقة بالكتابة، سواء مذكرات او خواطر، وألا تقطع الطريق بمن تعلق بك.
زبيدة كتبت: منذ سنوات وأنا لا أقرأ اي جريدة لأن قراءتها تسبب لي اكتئابا وحزنا واخفاقا! ولكني أقرأ مقالتك اليومية على الإنترنت، وهي نافذتي على الداخل الكويتي الذي يزداد ضيقا يوما بعد يوم. لا تنقطع عن الكتابة، وان ارهقتك واتعبتك، فهي أكثر جدوى مما تعتقد، وهي تدخل الكثير من الأمل إلى نفوس اناس مثلي، واعتقد بأنهم كثيرون.  
إلهام من جبل لبنان كتبت: منذ تدرّجت في تعلم استعمال الحاسوب، ثم حصلت على خدمة الإنترنت (السيئة والبطيئة في لبنان) ومقالك اليومي ثابت في موعده الصباحي، أنا لا أقرأه وحدي، بل هو جزء من «باقات» أرسلها كل صباح في كل الاتجاهات، أراك تغربل وتصفّي وتقدم لنا الأطايب، تماما كما أفعل أنا،  وجهدك مشكور على كل حال، فالوقت لا يتّسع لقراءة كل ما على الشبكة العنكبوتية. أرى أن في مقالاتك تلك «الجرعة» من الموضوعية التي أحب، فلا دعاية ولا تعصب دينياً ولا مديح مجانياً لأهل السلطة. وبصراحة، حتى عندما لا أتفق معك حول فكرة ما، يكفيني أن أعتبرها «جديرة بالمناقشة» وهذا جل ما نطلبه من اي محاور!

نقطة ضوء من القبس
«مي» كتبت: أتابع و بشكل يومي مقالاتك كونك كاتبي المفضل من بين العديد من كتّاب المقالات اليومية. وأود من خلال هذا الرد أن أوصل إليك مدى أهمية ما أقرأه لك يوميا. بالنسبة لكتاباتك بخصوص التيار الديني المتشدد فقد أثريت معلوماتنا بشكل مباشر وواضح، وسلطت الضوء على تاريخ هذه الحركات وبدايتها والتنبيه من خطورتها، بالاضافة الى متابعتك الحثيثة لأنشطتهم والتعليق والتحذير منها، وقدمت لنا معلومات وفيرة عن مصادر ثرواتهم، والتزمت دائما بذكر مصادر معلوماتك، بالاضافة لما لديك من فكر وعلم نتيجة ما تقرأ من كتب ومما تعلمت، وكل ذلك أثلج صدورنا وعبّر عن آرائنا، حيث أصبحت ونحن معك ندا لهم فيما يفعلون، فأرجوك لا تتوقف. أما بالنسبة لكتاباتك الخاصة بنقد الأوضاع الاجتماعية للمرأة العربية و الدفاع عن حقوقها وحريتها، فأرجو منك أن تستمر، فهذه المقالات تقف في وجه أعداء حرية المرأة وتشعرهم بالخجل من تصرفاتهم. كما أستمتع بكتاباتك المتنوعة عن التاريخ أو المعلومات ونستفيد منها كثيرا عندما تذكر لنا عن اسم كتاب جديد تنصحنا بقراءته أو معلومة جديدة عن اختراع، وألاحظ طريقة طرحك الممتعة للمعلومة، مستندا إلى علم وفير، أو بتشبيهك لما يحدث بقصة فلسفية ممتعة وغريبة ثم تضيف تحليلك الشخصي.
أما الكابتن، فيقول عليك بالاستمرار في صراعك مع قوى التخلف، أنا معجب بعمودك.
ويقول جعفر: نتمنى ألا تتوقف، فقد تعلمنا أشياء مثيرة وجميلة منك، وأثرت بداخلنا مواضيع شيقة.
وكتبت فوزية: لم اصدق انك ستترك تواصلك مع قرائك، انها خطوة ربما أخذت الكثير من التفكير والتمحيص قبل الإقدام عليها، وما علينا سوى احترامها، و لكن لا بد ان نقول أيضاً ان الكتابة التي قدمتها لقرائك كانت ذات فائدة كبيرة لتنوع الأفكار والمعلومات التي يجهلها القراء، وكانت كتاباتك متنفسا لآخرين ممن يؤمنون بأفكارك المستنيرة التي تنم عن ثقافة إنسانية راقية ولكن لا يملكون ما تملكه من عقل منظم ولغة سلسة وغزارة في التعبير وصبر على البحث والتبحر المستمر، فكنت المترجم لما يفكرون به وانقذتهم من حاله الــfrustration   التي هم بها. لا يسعني، ومعي الكثير ممن اعرف، إلا أن اطالبك بالتراجع عن  قرارك، وأتمنى ألا تنقطع عن الكتابة. هناك أقلام رشيقة وأخرى جريئة في الصحافة الكويتية، ولكنك تمتلك الاثنين معا وزيادة، فانت من القليلين الذين يحترمون العقل ويطالبون بالتزود بالعلم حتى نصبح  بمستوى الامم التي على الاقل تفهم ما يجري من حولها ولا يضحكون من جهلها وتأخرها! لا تحرم قراءك من نقطه الضوء المطلة عليهم من القبس، على الاقل مرتين في الاسبوع، لفترة الاستراحة.
وتقول هنادي: أحمد الكاتب، لقد اخترت أن أسبق اسمك بالصفة الوحيدة التي أعرفك بها فنحن لم نلتق، وأحمد بالنسبة لي هو الكاتب المجهول الذي يتحدث بلسان العقل في مجتمع فقد عقله وضميره! عندما أقرأ السموم التي يبثها ثعابين التطرف الديني أحزن ولا أجد عزائي إلا في مقالاتك التي تظل شوكة في خواصرهم وترياقاً يحمي المسموم من الموت بين انيابهم. أرجوك استمر، نحن وراءك جميعاً وننتظر اليوم الذي تنتظره أنت حتى و لو بعد حين.
ويوسف يتساءل: هل على كل من يحمل شمعة أن يطفئها كلما التقى بمن يبغض النور؟ الرجاء المثابرة!
وحسن أضاف: كتاباتك اليومية تضيء صحافة الكويت ويجب أن تستمر.
وفارعة قالت: يا نصير الحرية والحق صاحب القلم المستنير، سأكون أكثر المتضررين فيما لو انقطعت عن الكتابة. لا تعتقد أبدا بأن مقالاتك تذهب سدى. المتأثرون كثر وما تفعله إنما هو دورك  ضمن مجموعة التنوير وضمن من حملوا على عاتقهم التغيير نحو مجتمع إنساني منفتح يحتفي بالثقافات الأخرى ويساهم في بناء حضارة إنسانية في المنطقة، وان حاول غيره الهدم. لا تتركنا. «إحنا نموت عليك يا معود إذا انت تترك من يبقى في الساحة؟» انت تقوم بالتغيير صدقني، قلمك مؤثر جداً وأنا عن نفسي لم يعد لدي وقت لأقرأ لكل الكتاب، فأصبحت اكتفي بمقالك في القبس ومقال زميلة عزيزة في جريدة الجريدة.
عدنان يقول: لم اتوقع منك هذا الشعور بالإحباط واليأس. ولعلمك وليس مجاملة، فأنت تعتبر من أميز الكتاب في الصحف الكويتية، والموضوعات التي تطرحها قيمة وبعيدة كل البعد عن التحيز والطائفية والشخصانية، ان زوجتي وهي متدينة معجبة بما تطرحه من آراء ومقتطفات ومعلومات مفيدة. الصحافة الكويتية محتاجة وبشدة الى اراء نيرة ومخلصة ومحبة للوطن والمصلحة العامة، فهناك الكثير من الكتاب المرتزقة والمتطرفين والذين يتبعون الدينار وأهل النفوذ والمصالح الشخصية والحزبية والمأجورين. إن صاحب الرأي الحر والمخلص والشفاف لا بد ان يواجه بعض المشاكل والعراقيل ولكن احب ان أؤكد لك أن الكثيرين يحترمون ويقدرون ما تطرحه.
وكتب وديع: لا تلق القلم يا احمد ولو تعبت، ولا ترم الرسالة التي حملت طويلا ولا يأخذك الوهم ولا التردد، مهما أخذت منك الكتابة اليومية، فلا يوازي ذرة من الاحترام الذي كسبته، ومن المكانة التي كونتها في قلوبنا. إن كان لا بد من القدر، فاسقط انت والقلم معا.
نوال من دبي تقول: إن الشعور بالمسؤولية يجري في دمك، ولن تستسلم رغم السلبيات التي نعيش فيها واعتقد بأنك نورت جيلاً وأجيالاً، ووضعت حدودا لتجاوز الكثيرين لواجباتهم ومسؤولياتهم وقلمك وكلمتك، والقلة أمثالك أملنا وكنز مجتمعنا.
مشاعل تكتب: أنا و أسرتي نقرأ لك منذ سنوات. الكتاب من امثالك ينطبق عليهم قول السيد المسيح «صوت صارخ في البرية» نحن نسمعك بوضوح واهتمام،ونشد على يدك.
وكتب خالد من الصليبية قائلا: قرأت مقالك، وأحب اكلمك من دون تكلف. أنت من الذين غيروا في طريقة تفكيري، ومقالاتك من اخف وامتع المقالات وخصوصاً المترجمة، لأننا، نحن معشر«الجهلة» باللغة الانكليزية؛ نعتبرك وامثالك الواحة في الصحراء القاحلة. شيء كبير جدا اذا قدرت أن تؤثر، وخصوصاً بالطبقات السفلى اجتماعيا. مع تحيات متابع لمقالاتك من الصليبية، يمكن ما تعرفها؟!
وسمية كتبت: هل هذه مفاجأة؟ بعد أن تعودنا على قراءة الصفحة الاخيرة قبل الاولى تأتي وتسألنا هذا السؤال؟ هل تريد منا ان نهجر القراءة؟ لا والله، القبس من دونك ما تسوى، رجاء لا تتركنا.
وصافي قال إن توقفي سيدفعه لقراءة مقالاتي القديمة.
وعماد كتب: إنني من اشد المؤيدين لاستمرارك في الكتابة. فان  تحليلك وفهمك لما تمر به الأمة يساعداننا على فهم ما يجري من حولنا. أصبحت سمة التخلف والتشرذم لصيقة بنا، فمع تقدم العالم نتراجع نحن إلى الجاهلية .
وتقول قارئة: منذ ما يقارب 15 سنة مضت، وقد كنت في حينها في بداية حياتي العملية، قرأت مقالتك عن قصة علبة البسكويت، والتي تحكي عن سيدة كانت تنتظر طائرتها فاشترت كتابا وعلبة بسكويت لتمضية الوقت.. إلخ. ومنها تعلمت أنه لا يمكنك استرجاع الفرص بعد ضياعها ولا يمكن استرجاع الرصاصة بعد انطلاقها، فشكراً لك على ذلك الدرس، الذي لم أنسه منذ يومها.
وكتب يعقوب: مع كل ما ربطنا من زمالة ومودة وصداقة، فانه قد يكون اعجابي بما توصلت اليه من كفاءة بالكتابة زائد القدرة على إظهار افكارك متحيزا، فأسلوبك فيه الكثير من الحرفنة، أنا كأحد الكثيرين من أصدقائك فخور بكل ما حققته ككاتب رئيسي ومقروء في القبس.
محسن كتب: تألمت لما تضمنه مقالك من شعور باليأس والإحباط، وأرجو أن أكون مخطئا في فهمي لما كتبته. وأود أن أؤكد لك أني من القرّاء الدائمين الحريصين على الاطلاع على ما تكتبه كل يوم، وفي كثير من الأحيان أستبق وصول الجريدة إليّ في الصباح، فألجأ إلى الإنترنت لأقرأ مقالك قبل أن أنام. وأعتقد أن هناك الكثير من القراء الذين لديهم حرصي واهتمامي نفسهما. بل إني أقدر لإدارة جريدة القبس إفساح المجال لمقالاتك في موقع متميز من الجريدة في الصفحة الأخيرة، حيث كنا نقرأ للراحل محمد مساعد.
ومريم قالت: أقرأ مقاتك وأحيانا أستشهد بها وأتأثر بما تحتويه ربما لصغر سني، فإني مازلت أثق كثيرا بحسي اخلاقي ولا أطاوعه، ولكن معرفتي بالقانون من خلال مقالك زادتني ثقة بنفسي. مقاتك فيها الكثير من ايجابيات، وأنا أتفق معها، وقد اكتشفت أن والدي أيضا معجب بمقالك، رغم أنه يستدرك، واصفا إياك بأنك «ليبرالي حييل».
عهدي كتب: من يكتب مقالا فيه رأي حصيف وجيد فلا يهتم برأي الناس، العبرة بالرأي أو الفكرة التي تكتبها واغلب آرائك جيدة وتستحق المتابعة. انا من قرّائك الدائمين، وكثير ما تناقشنا في ما تكتبه مع مرتادي ديوانيتنا.
سعاد كتبت: هل داهمك اليأس؟ لست تراني لائمة! فما الذي يدعو لغير ذلك؟ ولكنك لا تملك هذا الحق !أحاول منذ زمن أن أنجو من عادتي  في تعكير مزاجي مع قراءة الجريدة كل صباح، ولكني أفشل دائما، لا لأنني شديدة الولع بتعذيب نفسي، ولكن لوجود أمل في داخلي بأنه حتما ستقع عيناي على ما يسعدها، وبأن هذا الوطن يستحق أن نتمنى له الخير، والأمل يجعلنا ننتظر.
سليمان من لندن: إن توقفت عن الكتابة فسأتوقف عن القراءة، وتتحمل مسؤولية ما أعانيه من جهل في المستقبل. فمنذ تقاعدت وأنا امضي بضع ساعات في قراءة كتب لم أحلم بقراءتها. أنا في الواقع أبالغ، ولكن ليكن في علمك أن هناك العديد منا سيصيبهم نوع من الاكتئاب إذا كان أمثالك من كتّاب سيتركون الكتابة فأفضل ما في الغربة هو قراءة مقالاتكم. وفي الختام، أم سعود «تقولك بطل هالسوالف وخلك على الكتابة».

نستشهد دائماً بما تكتب
عادل يقول: نغمة اليأس في مقالتك امس ما كان يجب ان تخرج منك. طبعا انت تحمل راية وشعلة تنوير المجتمع، وتسبح عكس التيار، وتعلم ان تأثيرها بطيء اذا قيس بعمر الشعوب، ولكن يبقي لها تأثير. ففي الديوانية دايما نستشهد بما كتبت لتأكيد فكرة معينة، وبين عائلتي الصغيرة لما اقول لاولادي ما سطرته بقلمك من معلومات فان عيونهم تتفتح للآخر ويرغبون في المزيد وهذا في حد ذاته تأثير واضح وايجابي.
وكتب عبدالله (بالإنكليزية) لا تتوقف عن الكتابة: أنا أعلم أنك تقضي الكثير من الوقت لتكتب شيئا لا تستغرق قراءته إلا لحظات، وهذا ما يجعل أسلوبك في الكتابة مميزا، ولا يتطلب من القارئ بذل عناء كبير لفهم ما تريد قوله. لديك حس فكاهي، فقد اضحكتني في مرات كثيرة وأنا اقرأ مقالاتك، فلا تتوقف.
وكتب من وصف نفسه بانه تجاوز الستين: لم أكتب لصحافي أو لصحيفة أو حتى لمسؤول حكومي: غالبا ما كنت أقرأ لك وللشرفاء أمثالك، فأقول: جزاك الله  خيرا أو أقرأ لآخرين، وهم كثر للأسف، ينطقون بما لا يفقهون، ويخوضون فى أمور لا يدركون ما تجره من تبعات على هذا الوطن كلما أمسكوا بأقلامهم، وكتابتي لأول مرة من منطلق تقديري لشخصك الكريم ولقلمك، فلا تضع قلمك جانبا ولا تخفف فالتخفيف، مكروه فى هذه الأمور.    
شريفة تقول: على الرغم من أنني ابلغ 21 عاما فقط، فإنني اجد في مقالاتك الكثير، وأنتظر ما تكتب يوميا بفارغ الصبر.. لا تتوقف.
محمود يقول: هناك دائما مَن يثمن ويفهم ويتأثر بكتاباتك في عامودك. براعة الكاتب في استحواذه على اهتمام القراء وأنت واحد منهم.
انا لا اقرأ يوميا سوى مقالتك وحوالي عشر دقائق من القبس. اعتقد انك تنتمي الى آخر جيل كويتي مثقف ومستعد للعمل الجاد، لذلك يجب ألا تتوقف عن الكتابة للاجيال التي تبعتك.
عادل من لندن كتب: اقرأ كل كتاباتك وأحبها كثيرا، فأكثرها مرهم للجرح، أرجوك الاستمرار وأن تكثر منها. أما زوجته الدكتورة فكتبت: نحن نعيش في لندن ونستمتع بقراءة مقالاتك، ودوما نرسلها إلى أصدقائنا، وكلهم يستلذون بها وبما فيها من معان فنرجوك أكمل المشوار واستمر في العطاء.
ميسون تقول: كنت وما زلت من المعجبين والمتابعين لمقالتك اليومية في جريدة القبس وكانت كجرعة الفيتامين المغذية، التي أحرص على تناولها مع فنجان القهوة في عملي صباحا. وفي هذا الصباح تصفحت جريدة القبس وكلي شغف للوصول إلى الصفحة الأخيرة من أجل قراءة مقالتك، وكم كانت خيبتي ثقيلة حين لم أجدها، وتذكرت ما كتبته عن نيتك الاعتزال فشعرت بوقع الخيبة أكثر. بالطبع ليس لي الحق في أن أثنيك عن قرارك فيما لو اتخذته فعلا، لكني أجد أن من حقك معرفة أني واحدة من متابعيك وقرائك الذين حتما سيفتقدون مقالتك القيمة بشكلها ومضمونها. سنفتقدك حقا، أرجو أن تواصل الكتابة. وبعد أن اقتفيت أثرك وجدت موقعا باسم «كلام الناس» يحتوي على جميع مقالاتك، أسعدني أنني وجدت أرشيفا لها، ولكن مع ذلك أعتقد أن مقالاتك على الصفحة الأخيرة في القبس لها وقع صباحي منعش.
محمد «الثالث» قال إنه لم يشارك في حملة ثني عن التوقف عن الكتابة، والسبب أنه كان على يقين بأنني غير قادر على ذلك، ليس ضعفا أو عجزا من جانبي، بل لأنه وبقية قرائي «لن يسمحوا بذلك!! خاصة بعد ان أصبحت جزءاً مهما من برنامج القراءة اليومي لمن كتب لي ولمن لم يكتب من قراء القبس».
وقال: من يقرأ لأبي طارق يلاحظ ب سهولة الجهد المبذول ودقة المتابعة وعمق الفكر وحتى حين لا يتفق البعض مع ما تكتب يشيدون بالجرأة والمثابرة في مناقشة قضايا قد يصنفونها من المحاذير أو المحرمات، وهذا لا شك جهد مشكور باتجاه تحرير الفكر من قيود المجاملة أو المهادنة المقيتة، التي أراها أحد أهم الأسباب لما نحن فيه . ولذلك اسمح لي أن أقول وأكرر «لن نسمح لك يا أحمد»!
وكتب نجيب: نجحت بجدارة في ملء الفراغ الذي خلفه أبو طلال، لذلك نرجو منك الاستمرار.
وأخيراً، نختم هذه المشاركات برسالة المهندس علي العبدالله: حين وقعت عيناي على عنوان مقالتك الأخيرة «هل تعبت أم يئست؟»، انطبعت في ذهني إشارتان: الأولى «هل تَع.بَتْ أَم يَئ.سَتْ؟» والثانية، «هل تَع.بْتُ أَم يَئ.سْتُ؟»! ولكن.. وبمجرد أن قرأت السطر الأول تحققت ان الأمر مرتبط بشخصك العزيز. وبعد قراءتي المتكررة للمقال ارتأيت أن أتريث قليلاً، ريثما يستقر غبار الصراع بين العقل والعاطفة. وبعد أن انتصر العقل على العاطفة مع بعضٍ من عطف العقل تجاه العاطفة، بَرَزَتْ أمامي جُمل وكأنها كُتبت بمداد مميز عن باقي المفردات، مع التأكيد على أهمية كل كلمة لكونها النسيج المتكامل لمقالة، لا شك اختصرت عشرين سنة من «المعاناة  والنشوة».
تقول «أسعدت البعض، ولكني حتما أغضبت الأكثر»، وأنا أقول يا أخي الفاضل، أليس هذا هو الوضع الطبيعي؟ «إن إرضاء الناس غاية لا تدرك»، خاصة ان هناك شرائح من المجتمع تبغض الحقيقة، لأنها، إما تتضارب مع مصالحها أو توجهاتها الدينية والفكرية.. هذا إذا كان لديها الفكر أصلاَ! وهناك أيضا من لا يتفقون معكم لأنهم لا يريدون تعكير صفو من حولهم. وهناك أسباب أخرى كثيرة، منها الجهل المطبق على العقول.
تقول «.. بل لصعوبة صياغة ما أود كتابته بطريقة سليمة، بحيث يخرج جميلا، ولا يمنع من النشر، ولا تحذف منه فقرة هنا أو كلمة هناك.. الخ». أقول إن جهودك هذه لم تذهب قط سدى، فإنك تصيغ ما تكتب بلغة بليغة ومترابطة تتميز بالقوة والجمال، وان استدعى الأمر بالقوة والصراحة وبشجاعة يفتقدها الكثيرون ممن ينعتون أنفسهم «بالكتّاب» أو يُنعتون، كذلك لا فرق. إن الجهد والوقت والمعاناة التي تبذلونها هي من جودك وكرمك لإيصال «الرسالة» وإدخال السعادة الى قلوب القراء، وأنا منهم. لقد نذرت نفسك لذلك، وهذا قمة في العطاء النبيل. وتسترسل، الى حيث تقول، «ولكوني كاتبا غير محترف ولا حتى بالضليع بأسرار اللغة». هذا تواضع منك جمّ. قد لا تكون ضليعاً بأسرار اللغة، لأن ذلك تخصص عميق لا يناله الاّ من كرّس حياته وتفرغ لدراسة أسرارها، ولكنك من دون شك، وان كنت تقول بتواضع إنك غير محترف– وهذا ليس إطراء- فأنتم تكتبون باحتراف. وكم من «كتّاب» يُعتبرون أكاديميين تزعجني لغتهم قبل فحوى ما يكتبون! منهم من لا يعرف ان «لم» تجزم! ومنهم من لا يعرف الفرق بين «التاء المربوطة والمفتوحة» وهؤلاء «كتَّاب» في الصحف اليومية.
وتقول «فمن الطبيعي أن تكون عملية الكتابة اكثر صعوبة بالنسبة إلي، مقارنة بغيري من زملاء أكاديميين ومحامين وشعراء وأدباء!»، أعتقد ان الصعوبة نتيجة حرصك على أن تكون كتاباتكم، وكما قلتم، «سليمة بحيث يخرج الكلام جميلا، ولا يمنع من النشر، ولا تحذف منه فقرة هنا أو كلمة هناك.. الخ»، ولا علاقة له بانك لست اكاديميا أو شاعرا أو أديبا. وقد أثلجت صدري حين قلت: «وربما تكون محبة البعض، على قلتهم، لما أكتب، هي الجائزة الكبرى..». وأنا أقول: في المقابل، انت وسام على صدورنا لما تتمتع به من شفافية وشجاعة في طرح الكثير من الأمور التي يرتعد البعض من الاقتراب منها، خوفا على مصالحه أو إرضاءً لمن يدور في فلكهم.
إن ما أوردته ليس إلا ما أشعر به بكل صدق، ولم أقصد التأثير في قراركم بشأن الاستمرار من عدمه. لا شك، كغيري ممن كتبوا اليك، أتمنى أن تستمر. ونحن بانتظار مؤلفاتك التي وضعت مسوداتها منذ سنوات. وفي الختام، أهديك قصيدة كتبتها منذ عدة سنوات حين كنت بين مجموعة من المعارف والأصدقاء ضمن BOOK CLUB  وكنا قد قرأنا «المعذبون في الأرض» للدكتور طه حسين، واجتمعنا لمناقشة الكتاب وكانت مساهمتي بهذه القصيدة:
 من وحي «المعذبون في الأرض» للدكتور طــه حسين:

«طَه حُسَينُ»،  لَقد  هَيَّجتَ ل.ي طَـرَبًا
شَر.بتُ   م.ـن  نَبع.ـكَ  الأَفكَارَ وَالأدَبَا
كَم سَـوَّدُوا  صُحُفًا،  ثُمَّ ادَّعَـوا   أَدبًا
 تَقَيَّأوا  فَـوقَ  صَفـحَات.  الك.تَاب. وَبًا
وص.ــغتَ لَفـظًا رَز.ينَ اللَّـحن.  مُتَّز.نًا
س.ــحرُ البَيَان. أَتَانَا م.ن لَـــدُنكَ سَــــنًا
رَسمتَهُ  صُـــــــوَرًا، عَايَشتُـهُ  حُلُمَـا
وَص.غتَهُ عَاص.ـفًا م.ـــن ثَمَّ فَـوقَ رُبىً
حَتَّى سَم.عتُ ضَج.يجَ الصَّمت. وَاعَجَبًا
«مُعَذَّبُونَ»  ب.دُنـيَانَـا ؟!  فَلَـــــيسَ لَـنَا
فَت.لكَ  قَد سُجّ.لَت ف.ي  لَـــــوح. مَو.ل.دنَا

بَعدَ الَّذ.ي كَانَ  ف.ي الأَسفَار. مضطَر.بَا
فَفَاضَ ف.ي القَلب.  نَبعٌ،  بَعدَمَا نَضَبَا
 يَح.يلُ   قَلب.ـي  سَق.يـمًا  مَلـؤُهُ   الكُرَبَا
وَيحلُمُــــونَ ب.ب.نـت. الكَــــرم.  وَالع.ـنَبَا
وَكُلُّ لَفـــــظٍ أَرَى ف.ي رَحم.ـــــه. كُـتُبَا
كَأَنَّــــــهُ ب.مَـــــدَاد. التّ.بـر. قَـــد نُـظ.مـَا
أَسقَيتَن.ي م.ن شَـــرَاب.  اللَّفـظ. مَا عَذُبَا
أجلَستَن.ي، وَفُـــــؤَاد.ي نَبضُـهُ سُـــل.بَا
أَو خ.لتُ نَفس.ي أَرَى ف.ي صَخب.ه. عَجَبَا
أَن نَعلَـــمَ الغَيبَ أَو أَن نَفقَهَ  السَّبَبَــا
فَمَا لَنَا أَن نُث.يـرَ السَّــخطَ والغَضـــَبَا