محمد الوشيحي

هذه لحيتي وهذا شنبي…

المؤزمون أعاقوا التنمية. المعارضة عطلت المشاريع. الإعلام المعارض المأجور ثبّط وحبّط والبلد تخبّط… ماشي يا سلطة، ماشي يا نواب السلطة وإعلامييها وطفيلياتها، تعالوا نعقد اتفاقاً، فنترك لكم الجمل بما حمل، ونعطيكم الخيط والمخيط، ونشغل أنفسنا بالسدو وقراءة الروايات، وهذه لحيتي وهذا شنبي إذا استطعتم تنفيذ خططكم، بل إذا استطعتم وضع خطط من الأساس، وسيبك من حكاية سنبني مدينة الحرير، وسنشيّد مفاعلاً نووياً بيضاوياً، لونه الخارجي سماوي والداخلي بيج، وسنلقن البرازيل دروساً في كرة القدم، وبقية التصريحات ثلاثية الأبعاد التي احتكرها الوزير الشيخ المبدع محمد العبدالله المبارك.
الوضع الإقليمي يشغلكم ويشوش تفكيركم؟ ماشي، سنقبّل رأس إيران وأنف العراق ونبوس يد أميركا كي تعيش المنطقة كلها في لحظات نوم… الوضع العالمي يشغلكم؟ نعدكم أن نتفاهم مع كل بؤر القلق، وأن نقنع إسرائيل بفائدة "اليوغا"، وأن نعزف للكوكب موسيقى هادئة… فقط تحركي يا سلطة وطبقي خططك وانفعي الناس.
وهذه لحيتي، وهذا شنبي، أن تنشب معارك داحس والغبراء أمام خزائن الدولة، وأن تختفي الخياش من السوق، وأن يجف ريق آبار النفط، وأن يتحول البلد إلى بحيرة أشباح، وأن تعمل القطط تحزيماً للمعدة لشدة الجوع، وأن نستقبل وفود "البوم النعّاق"، وأن تصفّر الرياح في هذا البلد، قبل أن نقرأ كلمة "النهاية".
سيداتي سادتي، لم يحصل غالبية الوزراء والقياديين على مناصبهم، إلا لأنهم يجيدون "هات وخذ"، فقط، ولم أرَ أكثر هبلاً من شعب يطلب من الظمآن ماءً. ابحثوا عن الماء بأنفسكم، أو موتوا عطشاً ولا تضيعوا وقت الكوكب وتصدعوا رأسه بضجيجكم.

سامي النصف

هل يعقل؟!

هل يعقل أن يكون الاقتصاد هو موردنا الثاني بعد النفط والذي أنقذنا وساهم بإرجاع بلدنا من الغزو الصدامي الغاشم ولا نضعه بيد شخصية حكيمة كفؤة أمينة مثل الشيخ د.محمد صباح السالم الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد أرقى جامعات العالم؟!

***

هل يعقل أن يُعلن عن العزم على «صرف» 270 مليار دولار لإنشاء إحدى المدن السحرية، وقبل ذلك صرف 135 مليار دولار لخطة التنمية الخفية، أي ما مجموعه 405 مليارات دولار، مما يعني الحاجة لتسييل كل مدخراتنا واستثماراتنا واحتياطياتنا المستقبلية دون تقديم «Business Plan» أو خطة مالية للعشر سنوات المقبلة على الاقل كي تظهر كم العوائد التي ستأتي من صرف تلك الاموال (إن وجدت أي عوائد)، ومن أين سنأتي بالكهرباء والماء (المدعوم) اللازمين لمثل تلك المشاريع الخيالية، وهل بدأنا بطلب عشرات ومئات الطائرات الضخمة لجلب ملايين المستثمرين والسائحين الذين بدونهم لا يصبح لتلك المشاريع أي داع أو معنى؟!

***

هل يعقل أن يصرخ المواطن من الفساد وتفشيه ثم يذهب يوم 7/27 لينتخب من تظهر سيرتهم الذاتية أنهم سرقوا حتى الكحل من أعين الاموال العامة أو من الشركات التي أداروها؟!

***

هل يعقل أن تقطع الكهرباء عن جمعية كويتية رائدة مثل جمعية المهندسين بسبب عدم دفعهم فواتير الكهرباء والماء المتراكمة، ولا تتم محاسبة بعض الادارات السابقة التي تولت القيادة ولم تدفع تلك الفواتير مما أوصلها للحالة المزرية القائمة؟! وألا يجب أن تفحص ميزانية الجمعية للسنوات السابقة ثم سؤال بعض المعنيين عنها أين ذهبت الاموال المخصصة لفواتير الكهرباء والماء التي لا يسمح مدقــقو الحسـابات بأن تمر ميزانية لجمعية أو لشركة دونها؟!

***

آخر محطة:(1) هل يعقل أن يشتكي الجميع من الفساد ثم نجعل هيئة مكافحة الفساد التي استبشر كل الشرفاء بقدومها تشتكي من البطالة المقنعة لعدم الاصطفاف أمام مكاتبها للشكوى من المفسدين؟!

(2) هل يعقل أن يترشح دون خجل أو وجل بعض النواب السابقين ممن توسطوا لنساء لا تربطهم بهن صلة قرابة بقصد إفادتهن من الاموال العامة، فإذا ما رفض المسؤول المعني ذلك التدخل الشائن أمطروه بالاسئلة النيابية الابتزازية؟!

حسن العيسى

تركدوا

دعوة النائب السابق وليد الطبطبائي مع تجمُّع حراك السلفي إلى مقاطعة الانتخابات مع تبني إصلاحات سياسية ودستورية تتوافق مع الشريعة الإسلامية، لا يمكن وصفها بغير الخرق السياسي، فإذا كانت أولى مهام المعارضة لحزب النظام هي الإصلاح السياسي الذي يعني إعمال الدستور وتفعيل مضامينه التي انتهكتها وتجاوزتها السلطة بمراسيم الضرورة، فإن طرح جماعة الحراك السلفي في مثل هذا الوقت أصاب المعارضة في مقتل، وهذا آخر ما تحتاجه المعارضة التي تعاني تفككاً وتشرذماً في قيادتها الممثلة بعدد من نواب المجلس المبطل الأول.
في مثل الظرف الحالي يُفتَرض أن تسعى الأغلبية المعارضة إلى استقطاب مختلف الاتجاهات الفكرية على الساحة وتوحيدها تحت راية مشروع سياسي يجمع أبناء الوطن ويوحدهم لا يفرقهم، يلمّ شتاتهم ولا يبعثرهم حسب الانتماء الطائفي واتهامات التخوين والتواطؤ مع مطبّلي السلطة الواحدة والصوت الواحد، و"شعار التوافق مع الشريعة الإسلامية"، وهو لافتة سياسية استبعادية لن تعني غير استبعاد الكثير من الشيعة المعارضين، وستنحي الشباب المؤمنين بقضية الحريات جانباً وتعزلهم عن الحراك المعارض أو حتى التعاطف معه، ولعل أبلغ كلمات عبرت عن خطورة مثل ذلك الطرح هو ما غردت به شمايل الشارخ، حين كتبت بتغريدتها: "يا جماعة الخير قضبوا ميانينكم، كل ما واحد منكم جاب طاري تعديل الدستور لترسيخ الشريعة كمصدر أوحد للتشريع كل ما حلى بعيننا الصوت الواحد".
قضيتنا اليوم هي الدستور لا تعديل الدستور، وقضيتنا اليوم هي تحقيق الحريات العامة والفردية، لا خنق الأخيرة بحجة لا صوت يعلو فوق صوت الشرع، فنهرب من استبداد سلطة كي نعلق باستبداد الجماعة، وقوانين الدولة لا تناقض روح الشريعة، متى فهمنا الشرع بعقل اليوم لا بعقول الأمس، ومتى استوعبنا الدين كحرية شخصية للأفراد، وأنه ليس من حق أحد فرض دينه ولا مذهبه على الآخرين ولا على الدولة، سواء كان هذا "الأحد" هو الأغلبية وهو أهل السنة والجماعة أو لم يكن شيئاً.
"الصوت الواحد" لن يكون أجمل مع مشروع "التوافق مع الشريعة الإسلامية" من ناحية، و"التوافق مع الشريعة الإسلامية" ليس هو الوصفة السحرية لمحاربة الفساد الرسمي، ولن يخلق الوعي بالمستقبل الاقتصادي للدولة الذي يبدو مظلماً بفعل غياب الأولويات لدى الحكومة ولدى معظم المعارضين من ناحية أخرى… فتركدوا يا جماعة الخير… فخسارتكم ستكون كبيرة.

احمد الصراف

الأمل في الجيش فقط

سأستبق أحداث اليوم الأحد 30 يونيو في مصر، والتظاهرات التي ستطالب الرئيس مرسي بالتنحي، سأستبقها بالتنبؤ بأن الإخوان، وليس مرسي الذي ربما لا يملك من أمره شيئا، لن يذعنوا، مهما كبر حجم التظاهرات، ومهما كانت دموية وعارمة وشاملة لكل القطر المصري، فالإخوان لم يصلوا للحكم بعد حلم دام أكثر من 80 عاما، ليسلموه، حسب قول زعمائهم، لمجموعة من الكفرة والأفاقين والفاسدين من علمانيين وليبراليين وشيوعيين وأعداء الله ورسوله، طوعا، بل سيحاربون هؤلاء بمخالبهم ويتمسكون بالحكم بنواجذهم، ليس لأنه من مصلحتهم كافراد ومتاجرين بالدين، لكنا تفهمنا ذلك، وإن على مضض، بل لكونه حقا إلهيا لا خيار لهم فيه! وطبعا هذا لم يقله رجل دين في التاريخ الحديث دع عنه قوله من جيش صغير منهم! فأحد شيوخ الدين من الإخوان قال ان كل من يريد إسقاط مرسي (من دون أن يحدد بالديموقراطية أو بغيرها) وكل من يطالب بوضوح بكرسي الحكم مكان مرسي يصدق عليه الحديث النبوي: «ندفعه بكل وسيلة فإن لم يدفع بأية وسيلة إلا بقتله وجب قتله ودمه هدر!» والشيخ صاحب اغرب لحية في مصر، لم يقصر فقد قال: لمرسي شرعية قرآنية وشرعية نبوية وشرعية شعبية! (فإن كانت لمرسي شرعية قرآنية وشرعية نبوية فكيف يمكن المطالبة بهزيمته في الانتخابات أو حتى منافسته فيها؟!).
ويقول رجل دين ثالث: الشعب لم يأت بمرسي للحكم، بل الله الذي أتى بمرسي للحكم! ويقول رابع، وهو من السلف: حتى لو كفر مرسي لا يجوز الخروج عليه. أما يوسف القرضاوي، وهو من أعمدة الإخوان، فيتفق مع هؤلاء ويزايد عليهم بقوله: لا يجوز لأحد حتى أن يرفع صوته بالمناداة بإخراج محمد مرسي من نظام الحكم، وهو ولي أمر المسلمين الذي يجب أن يطاع بأمر من الله، وان الدعوة للخروج عليه فتنة! ثم يكمل غيرهم النغمة نفسها ليأتي أخيرا وليس آخرا، وجدي غنيم، أحد كبار متشددي الإخوان، ليقول فيما سيجري اليوم الأحد، 30 يونيو: هي الحرب بين الإسلام وبين الكفرة أعداء الله الذين يعارضون مرسي. فالفيصل هو في هذا اليوم، والله يأمرنا أن نطيع ولي الأمر طالما لم يكفر (مع أن شيخا سلفيا قبله قال بعدم الخروج عليه ولو كفر!) ويستطرد وجدي بالقول: نحن اخترنا حاكما يصلي الفجر وحافظا للقرآن ومراته (أي زوجته) محجبة! ويتساءل غنيم: يعني عايزين ايه أكثر من كده؟ ثم يقول، في تفصيل الفئات المعارضة لمرسي، هم من التكفيريين والصليبيين والعلمانيين والكفار، وأنهم يجب ان يُعتدى عليهم بمثل ما اعتدوا، وليجدوا من المسلمين غلظة، هؤلاء أعداء الله!
والآن هل يعني كل هذا أن الإخوان سيتخلون يوما عن الحكم بأي وسيلة كانت؟ الجواب الطبيعي أن هذا لن يحدث ابدا، وربما يكون الجيش هو الوحيد القادر على ذلك، كما حدث في الجزائر قبل سنوات، عندما تدخل الجيش لإنقاذ الوطن من حكم بلحاج وعباسي مدني اللذين قالا انهما متى ما وصلا للحكم فإن ذلك آخر عهد الجزائر بالديموقراطية!

أحمد الصراف