محمد عبدالقادر الجاسم

أعيدوا النهار لوطنه!

رسالة إلى رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية مع التحية…

إن ما يجمعني بكم كثير…
ولو أردت أن أخاطبكم بما يجمعني بكم مهنيا، وهو القانون والدستور، فإنني أقول لكم ما تعرفونه يقينا، وما هو مستقر في عقولكم، وما تدركونه حتما، وهو إن مرسوم “الصوت الواحد” غير دستوري، ولا ينتمي إلى النظام الدستوري، فلا مجال لاعتبارات عملية من هنا وهناك، ولا مجال لحلول وسط ترضي هذا الطرف أو ذاك، ولا مجال لمراعاة، ولا مجال لتسويات سياسية.
لذلك فواجبكم يحتم عليكم الحكم بعدم دستورية مرسوم “الصوت الواحد”… فالكويت دولة لا مشيخة. متابعة قراءة أعيدوا النهار لوطنه!

علي محمود خاجه

«لا بخير ولا بعافية أبد»

ما زلنا نصارع مشاكلنا الخاصة فقط بعد ٧٠ عاماً من الثروة، كهمّ الحصول على وظيفة أو شراء منزل أو تحسين الطرق أو الرعاية الصحية أو زيادة الراتب وغيرها من مشاكل لتحسين الحياة اليومية فقط، فالمواطن الكويتي يقضي عمره كله ليضمن أن له مسكناً مناسباً وعائداً مالياً جيداً، وتنتهي حياته بعد ذلك. لأبسّطها أكثر الحالة في الكويت تشبه أن يربح شخص ما مبلغاً من المال فيشتري به بيتاً وسيارة، ويصرف بقية الأموال لترميم البيت وإصلاح السيارة إلى أن يصرف ما لديه أو يتوفاه الله قبل ذلك. لا مردود يذكر، وكل ما يحدث هو لشغل الأساسيات فقط، فكل الكويت مجنّدة لهدف واحد، وهو أن نستخرج النفط ليباع ونسدد رواتب مستخرجيه، مع محاولات بطيئة لتوفير راحة أكبر كبناء طرق جديدة أو زيادة الحوافز أو توزيع المساكن لاستخراج النفط وبيعه وسداد الرواتب. بقية الأمور هي مجرد تفاصيل تافهة كأن نملك مجمعاً تجارياً جميلاً أو فندقاً مميزاً أو مستشفى كبيراً إن وجد. نمط سيعيش معنا ويتقلب بتغير سعر النفط لا أكثر، فتارة نكون برخاء وأخرى نشد الأحزمة. نعم، كان لدينا في الماضي تعامل مختلف مع الثروة، فحاول الأولون أن يضعوا اللبنات الأولى للنجاح في مختلف المجالات: تعليم وصحة وفن وأدب ورياضة وغيرها، ونجحوا في ذلك نجاحا غير مسبوق، بدليل جامعة الخالدية كأكبر صرح تعليمي قائم ومصمم بطريقة تستوعب الطلبة حتى اليوم، ومنطقة الصباح الصحية كفكرة مدينة صحية متكاملة لم تتطور، و"بس يا بحر" كمؤشر لصناعة سينما واعدة، وكأس آسيا والعالم في غضون عامين فقط، وأول تلفزيون بالمنطقة.  باختصار كان هناك رؤية للريادة في مختلف المجالات حينها بأساسات متينة تجعل كل ما سبقت لبناته مستمراً إلى اليوم. لكننا في الكويت قد نكون الوحيدين الذين استبدلنا النموذج الإداري الناجح بالنموذج الفاشل وتمسكنا بالفشل إلى اليوم، وهو ما يجعل سؤالاً يتقافز في ذهني بعد ٧٠ عاما من الثروة: بعد أكثر من ٣٠٠ عام من التأسيس لو اختفت الكويت من الخريطة اليوم هل سيفقدها أحد؟ لا أعتقد ذلك أبداً باستثناء من يحصل على المساعدات المالية من الكويت فقط. لا الكويت ليست بعافية أبدا، فأن نبيع النفط لدفع الرواتب لا يعني العافية بل الفراغ واللا هوية، وأن يحدد مصيرنا بناء على احتياج العالم لنفطنا الذي لا فضل لنا أصلا بوجوده لا يعني الخير إطلاقا. ضمن نطاق التغطية: نسبة القبول في كلية التربية المعنية بتخريج المعلمين لتربية الأجيال هي أدنى نسبة قبول في جامعة الكويت، بمعنى أن أسوأ خريجي الثانوية تحصيلاً علمياً هم من يصبحون معلمي المستقبل، الكويت ليست بخير.

سامي النصف

900 مليون و900 مليون!

صرفت جهات معنية في الدولة مبلغ 900 مليون دينار على مجموعة منتخبة من المواطنين الكويتيين المدينين ذهبت سريعا ولم ترض أحدا وخلقت «سابقة» سيتم تكرارها كل بضعة أعوام مستندين إلى قواعد دستورية صلبة تنص على العدالة والمساواة بين المواطنين، فكما دفعت فوائد قروض الأولين يجب ان تدفع فوائد اللاحقين، للعلم تلك الممارسة لم تطالب بها البنوك، ولم تخرج حتى مظاهرة صغيرة واحدة تطالب بها مما يظهر انها لم تكن قط مطلبا شعبيا، بل كانت قضية غير محقة تبنتها مجاميع «ضغط» صغيرة تمثل القلة القليلة من المقترضين، ولم أصادف، شخصيا، ديوانية واحدة كانت الأغلبية فيها مؤيدة لتلك المطالب.

بالمقابل، رفضت جهات معنية في الدولة تحديد رأسمال «الكويتية» بمبلغ 900 مليون دينار سيدفع منها 680 مليون دينار كما قرر ذلك مجلس ادارتها نظرا لضخامة الموروث الذي تسلموه من أساطيل قديمة ذات تنوع ضار ماليا وخسائر تشغيلية تقارب الـ 100 مليون دينار سنويا، ودين مقداره 200 مليون يجب ان يسدد من رأس المال + 220 مليون دينار حصة عينية من مبان وطائرات وحقوق نقل.. الخ + 250 مليونا قيمة تأجير طائرات + 230 تمثل نسبة 30 – 40% من قيمة الطائرات التي لا تغطيها البنوك، أي سيدفع فقط 680 مليون دينار من 900 مليون هي رأس المال وترتاح «الكويتية».

خفض رأس المال الذي حدده مجلس ادارة الشركة الى ما يقارب ربع ذلك المبلغ بحجة تشجيع دخول الشريك الأجنبي للاستحواذ على حصة 35% من «الكويتية» هو عذر غريب جدا وبداية خاطئة بالمطلق لتجربة الخصخصة الأولى حيث تقوم الدول عادة بتحصيل أعلى الأسعار وليس أقلها لدخول الشركاء منعا للإضرار بالمال العام. والتساؤل الذي يطرح هل ستعمم تلك التجربة على خصخصة القطاعات الأخرى في الدولة؟ وما فائدة تلك الفلسفة الغريبة؟!

الأمر والمسار الذي تلا ذلك أكثر غرابة، فقد قامت نفس الجهات التي خفضت رأس المال بحجة تشجيع الشريك الأجنبي على الدخول بمحاولة نزع مبنى «الكويتية» منها والذي يعتبر رافدا ماليا مهما لها يفترض به ان يشجع المستثمرين على الدخول بتقارير لشركة خاصة غير موقعة من قبل مهندسيها ورفض تقارير لاحقة لبلدية الكويت تثبت صلاحية المبنى، ثم عودة نفس الأطراف الحكومية التي خفضت رأس المال بحجة تشجيع بيع حصة 35% للمستثمرين الأجانب بطلب نزع حقوق «الكويتية» في نقل الموظفين الحكوميين إبان سفرهم في مهمات رسمية وإلغاء خفض أسعار الوقود وحتى التشكيك في أحقية «الكويتية» في المبلغ الزهيد الذي حددوه كرأسمال لها.

آخر محطة:

(1) ليت للبراق عينا فيرى ما تعانيه «الكويتية» من صعوبات غير طبيعية!

(2) «الكويتية» تقبل النقد البناء، أما غير ذلك فطريقه الى القضاء العادل الذي أصبحت أحكامه قوية رادعة لأصحاب الكذب والافتراء والتجني..!

(3) في الكويت هناك ناقلات بترول وناقلات ركاب، الناقلات الأولى تشتري لها الدولة سفنها ولا تضطرها للاستدانة من البنوك، وهذا الاجراء الصحيح، فلماذا لا تشتري الدولة لناقلة الركاب طائرتها كحال الناقلات كي لا تضطر للاستدانة وهو الخيار المنطقي الصحيح؟

احمد الصراف

وهم الفضيلة (2/2)

يستطرد الزميل فخري شهاب بالقول إننا يجب أن نرفض مثل هذا المصير الذي تعرضت له النساء الأميركيات إن كنا نريد كويت المستقبل أن تكون عربية ومسلمة، أما إن كنا نريدها كويتا عصرية متحررة فهذا أمر آخر! وتحدى من جادلهم من «السخفاء»، وهو الذي سبق ان وصفهم بالمفكرين، أن يتكرموا عليه بالكيفية التي يرون بها مستقبل حفيداتهم مثلا! وناشدهم باسم الديموقراطية أن يخبروه بأمر من يأبى أن يرى أخواته وبناته وحفيداته «يتعايشن»، وينجبن أولادهن «معايشة»؟ هل سيُجْبَرُ المخالف هذا على احترام قانون «التعايش» العلماني الجديد، فيضطره إلى قبوله؟ وتبلغ السخرية ذروتها عندما يعترض السيد شهاب على ما تتعرض له «تقاليدنا وعاداتنا الموروثة» من هجوم من «العدو»! يعاونه في ذلك أشباه العقلاء منا! ثم يسخر من منجزات المرأة، والكويتية بالذات، لأنها ربما نجحت سياسيا، ولكنها فشلت في أن تعمل شيئا يسجل لها ويقترن باسمها، او يرفع اسم الكويت عاليا بين الدول في الرياضة أو الفن! ولكن تعال يا زميلي الكريم وقل لي هل الفن والرياضة هي من «تقاليدنا وعاداتنا الموروثة» التي تطالب «نساءنا» بالبروز والتميز فيها؟ ثم ينهي مقاله بالقول بأن التحديات التي تتعرض لها المرأة الكويتية، كأغلب بنات جنسها العربيات، وريثة محيط متخلف حضاريا، فقيمها وآفاقها وطموحاتها ومثلها العليا مستمدة من تراث القرون الوسطى! ولكنه نسي أن ما استمد من القرون الوسطى وما قبلها هي التقاليد والعادات الموروثة، التي طالبنا في بداية مقاله بعدم التخلي عنها! ويبدو أن صديقنا الزميل قد نسي في خضم ثورته وغضبه المثل الإنكليزي الذي يقول إن من الاستحالة الاحتفاظ بالكيكة وتناولها في الوقت نفسه! فلا يمكن أن تحقق المرأة، والمسلمة بالذات، اي إنجاز حضاري، علمي أو فني أو رياضي أو اخلاقي إن استمر إصرارنا على التمسك بتقاليدنا وعاداتنا، علما بأن ليس هناك ما هو جامد في أي موروث، فتقاليد جدتي غير تقاليدي غير تقاليد جدتها وهكذا! ولو أردنا للمرأة أن تتقدم فيجب أن تتعلم، وأن تتعلم يعني أن تنهل من كل مورد عظيم، وهذا العلم لا يوجد من دون اختلاط وسفر، ولا يوجد من دون كرامة، والكرامة لا توجد بغير ثقة والثقة تعني اعطاء الابن والابنة ما يستحقانه من تربية وتعليم ونتركهما يتصرفان بما يريانه مناسبا وفي مصلحتهما، وبالتالي لا يمكن الإصرار على استمرار تحكم الرجل بالمرأة، لأنها صمام الفضيلة والشرف والعفة، ثم نتوقع منها في الوقت نفسه أن تبدع وترفع رأس اسرتها وأمتها عاليا!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

نظرتنا للحريات

يثير الليبراليون دائما موضوع الحريات العامة والخاصة لانتقاد التيار الاسلامي وتبيان قصوره في مجاراة تطور الحياة وصلاحيته للواقع الذي يعيشه الناس اليوم! ويكررون مقولتهم ان تطبيق الشريعة الاسلامية أو أسلمة القوانين هما ردة وتخلف ورجعية! وهذا الطرح عند الليبراليين نتيجة قصور في فهم معنى الحرية وحدودها في الاسلام، لان معظمهم يفهم الحرية بانها ان يشرب الانسان ما يشاء ويلبس ما يشاء ويعمل ما يشاء! بينما نحن في التيار الاسلامي نفهم الحرية بانها ان تلبس وتشرب وتعمل ما تشاء شريطة الا تسبب ضررا للمجتمع الذي تعيش فيه نتيجة هذه الممارسة! فشرب الخمر حرام في الاسلام لكننا لن نعاقب من يشربها في بيته من دون ان يراه احد لان الذي سيحاسبه في الآخرة هو الله وليس الحاكم! ومن اراد ان يتعرى فليتعر في بيته كما يشاء لان المجتمع سيكون في منأى من انعكاس سلوكه عليه مادام انه في هذه الخصوصية! مشكلة الليبراليين انهم لايرون من الحرية الا هذه السلوكيات الشاذة ويطالبون بتعميمها وتدمير اخلاق الناس بها حتى يُعتبر المجتمع ديموقراطيا وحضاريا! بينما نحن نرى ان تحجيم آثار المسكرات والمخدرات على المجتمع هي التي تهيئ مجتمعاتنا للتقدم والتطور. التيار الاسلامي يفهم الحرية بشكلها الواسع، وهذا الفهم نتيجة ممارسة الصدر الاول من الاسلام لها وترسيخه لمعاني حرية النقد والتعبير، وهي مفاهيم تجاوزتنا مئات السنين لاننا نعيش اليوم زمن احالة نصف الشعب الى النيابة بسبب حرية التعبير والمساس بالذوات! نحن نفهم الحرية من قول الاعرابي للحاكم: والله لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناه بحدّ سيوفنا، ورد الحاكم عليه: لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها! نحن نفهم العدالة والمساواة من حادثة المرأة المخزومية – بنت الاكابر- التي لم تسرق ناقلات او استثمارات او مزارع بل سرقت حفنة من الدراهم، واراد البعض ان يتوسط لها لمكانة اهلها من المجتمع، فقال الحاكم قولته المشهورة: والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها! هكذا نفهم الاسلام وهذه مرجعيتنا وندرك ان حالات شاذة من الحكام مرت على الامة على مرّ العصور لايمكن ان يقاس عليها، بينما يقتصر مفهوم العلمانيين والليبراليين للحرية بان تختار البنت لها boyfriend تعيش معه فترة من الزمن قبل الزواج، او ان يسمح للنوادي الليلية واندية القمار لتنشيط السياحة بينما بدأت بعض منظمات حقوق الانسان بالغرب تطالب مجتمعاتها بالسماح بزواج الشواذ والمثليين، واعتبار ذلك من الحقوق المكتسبة! وهكذا ضيع الليبراليون الحقوق الشرعية للامة نتيجة نظرتهم السطحية لمعنى الحرية والعدالة وانشغالهم بها، وانضمت اليهم مؤخرا مجموعة – من لا مذهب له ولا و.جهةـ عندما طالبوا بالغاء قانون فصل الطلاب عن الطالبات في التعليم الجامعي، بينما هم انفسهم من طالب بتكميم افواه المغردين وسحب جنسية من شارك بالمسيرات وانهاء خدمات مدير العلاج في الخارج فقط لانه شارك في ساحة الارادة! هكذا يفهمون الحريات الشخصية وهكذا ينظرون للحريات العامة!
***
• امس اتفاقية امنية للمحافظة على بعض الانظمة الخليجية! واليوم اتفاقية تسريع تبادل المعلومات! والله يستر من القادم من الايام! بينما اتفاقيات الوحدة الخليجية ووحدة النقد مازالت حبيسة الادراج.