حسن العيسى

منكم وليس من غيركم

في تحليل الزميل بشار الصايغ (جريدة الجريدة أمس) يقرر أن هذا المجلس يجد نفسه عاجزاً أمام مشروعات الهدر المالي الشعبوية، بينما يمكنه أن يطرح تأجيل الاستجوابات وهي من الأمور الممكنة عند هذا المجلس، على خلاف مشاريع شراء الود السياسي للناخبين.
ويختم الزميل بشار تحليله بشأن علاقة المجلس بالحكومة في الجانب الرقابي المفروض من المجلس، ويرى أن حالة "العطالة" الرقابية قد تتغير مع صدور حكم المحكمة الدستورية بإطالة عمر هذا المجلس أم  بإنهاء حياته.
القضية التي أمامنا الآن أن هذا المجلس التابع أو مجلس المعارضة المبطل لا يختلفان في جوهر الطرح الشعبوي، وسياسة استرضاء الرغبات الاستهلاكية للناخبين، ولا يختلف هذان المجلسان (المبطل السابق والأعور الحالي) ولا المجالس التي سبقته منذ عام 1992 وإلى اليوم من داء الاسترضاء، لكن الفارق الكبير بينهما أن المجلس المبطل ومعظم المجالس التي سبقته بعد التحرير كان لهما دور رقابي على أعمال الحكومة، يصغر ويكبر حسب تشكيلة المجلس التي تتحدد بدورها حسب الإنفاق اللارسمي من السلطة لبعض المرشحين حين تتحيز للبعض دون الآخر. وبلغ هذا الدور الرقابي والمحاسبي قمته في المجلس المبطل الذي جاءت تشكيلته كرد فعل واعية لواقع الرشا السياسي من السلطة  لعدد من النواب، والتي لم تصل من قبل في تاريخ المجالس النيابية إلى ذلك الحجم المريع.  
المجلس المبطل حقق بعضاً من صحوة الضمير، وشكل تحدياً جدياً للفساد الذي مارسته السلطة، وإن صاحب هذا الجانب الرقابي الجدي لذلك المجلس تشدد وقمع للحريات الفردية، التي لم تدر يوماً بذهن مشرعي الأمس، وكانت أطروحاته تنطلق من تحفظ قبلي وتزمت ديني وجدا لهما طريقاً عند أغلبية شعبية متوغلة الجذور في الانتماءات الطائفية ـ سنة وشيعة- والتقسيمات الاجتماعية – حضر، وأبناء قبائل، ويقطع هذين التقسيمين شرائح طبقية مستفيدة إلى أقصى الحدود أو مهملة ومنسية إلى حد كبير، حسب قربها أو بعدها من سلطة القرار الواحدة والمالكة للثروة العامة، التي تتلاعب في تقريب أو تهميش أي من تلك التقسيمات والشرائح الاجتماعية حسب ولاءاتها للنظام أو مطالباتها بتعديل نهج النظام وسياساته.
في كل الأحوال، لم يكن منهج "وليس سياسة وقتية" شراء الولاءات من نتاج أي من المجالس النيابية، التي حكمت عليها السلطة أن تبقى في حالة دائمة من التهميش حين عارضت بالفيتو التطوير الديمقراطي للدولة، مثل السماح بحرية الأحزاب السياسية، وتكريس انتماءات المواطنة للدولة بدل الانتماءات الفئوية والطائفية، ورفع يد الهيمنة عن مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات ونقابات تم استتباع أغلبها لتدور في فلك السلطة عبر سياسة العصا والجزرة، وتظل سياسة شراء الولاءات وحقن الوعي السياسي بإبر  التخدير المالية، هي منهج السلطة في إدارة الدولة، ومنها انتقلت عدوى هذا المرض الريعي لنواب المجالس، وسكن هذا الوباء في أعمق عظام مجالس ما بعد التحرير، عندها لا يمكننا أن نلوم المجلس المبطل، وإلى حد ما المجلس الأعور، عندما يتسابق رواد أي من المجالس النيابية في مشاريع الهدر المالي وتغيب عنها أي أحلام للعدل الاجتماعي مثل توفير السكن لطوابير المنتظرين، وحل مأساة البدون، ووضع حد لرداءة الخدمات العامة، وعندما تصحو أحياناً بعض الحكومات وتحذر من مغبة الهدر، فالناس لا يأخذون كلامها وتحذيراتها محمل الجد، لأنهم مقتنعون تماماً أن فاقد الشيء لا يعطيه، والسلطة فاقدة المصداقية في قضايا المال العام، فهي مشغولة وغارقة تماماً في صراعاتها الداخلية، وتفصيل كراسي الحكم على مقاسات المتبارين من أبنائها، أما الحديث عن بقاء هذا المجلس أو زواله، أو ما يمكن وما لا يمكن أن تحققه المعارضة بشكلها الحالي، فهذا لا يقدم ولا يؤخر عند أصحاب السلطان.

احمد الصراف

حلم الشدياق اللبناني

كتب عادل شدياق، ولا أعرف حقيقة من يكون، مقالا طريفا تخيل فيه تغيير قانون الانتخابات في بلده لبنان، بحيث يسمح لغير اللبنانيين بالترشح فيها. وقال انه في حال قيام محمد بن راشد بخوض الانتخابات اللبنانية، فإنه سيصوت له، لأن الرجل قدم «منفردا» الكثير لوطنه، بالرغم من ان «إمارته» تعتبر الأقل مالا والأفقر في مصادرها الطبيعية بالمقارنة بأبوظبي وقطر والكويت والسعودية وحتى البحرين، ومع هذا جعل الرجل من دبي، التي تفتقد كل شيء تقريبا، مركزا ماليا ورياضيا عالميا، ووجهة سياحية مقصودة. ويتساءل الشدياق كيف نجح ابن راشد، الذي يصفه بانه جاء من البادية، في تحقيق كل هذا الاعجاز الفني والزراعي والعمراني على تلك المساحات الهائلة من الأراضي التي لا يغطيها شيء غير الرمال اللانهائية؟ ولم يحدث ذلك لو لم يكن بن راشد يعرف جيدا كيف ينتقي مساعديه ليحولوا له أحلامه إلى واقع على الأرض، ويصنع بلدا يقارب نيويورك ولندن وباريس! ثم تخيل الكاتب ما سيحدث للبنان لو سلم لابن راشد لعشر سنوات! ونحن نتخيل معه عما سيحدث للكويت لو سُلّ.م جزء منها لمحمد بن راشد، كما سبق أن طالب البعض! والجواب لا شيء سيحدث أو يتغير لا في لبنان ولا في الكويت، إن لم تتغير العقلية الإدارية! فمحمد بن راشد يحتاج الى البيئة المناسبة لكي ينجح. فأفضل سيارة في العالم تحتاج الى الطريق المناسب لتسير عليها، وإلى ورش الصيانة، وبغيرها ستتعطل. وهكذا الأمر مع اي آلة أو أي بشر كان. فقبل أن نطالب بتولي محمد بن راشد، الذي أصفه بـ«لي كوان يو» و«مهاتير محمد» دبي، إدارة جزء من الكويت أو لبنان علينا توفير البيئة المناسبة له، ومتى ما توافرت هذه البيئة فقد تنتفي الحاجة اليه! وهذه البيئة يمكن توفيرها بعناصر محددة، فنحن ولبنان بحاجة الى الأمانة في أداء العمل والى الكثير من الثقة بالآخر، وللقوة في اتخاذ القرار، وكل ذلك ضمن إطار احترام كامل وشامل للقانون، وأن لا أحد فوق القانون، وأن ليس هناك من هو أفضل من غيره، من الأسرة أو من غيرها! فمتى استثني البعض من قرار أو حكم، خرب الوضع وانعدمت الثقة بالنظام! فلبنان، مثلا دولة تاريخية عريقة وذات إمكانات نمو هائلة تزيد عما لدى أي «دولة نفطية»، فلديها كل أسباب التقدم والنجاح، ومع هذا يشكو منذ عقود طويلة من عجز مالي رهيب، فقد انهكته السرقات والفساد السياسي والمالي، وحطمت أضلعه، وهو الفساد والخراب نفسه الذي سيحطم أضلع كل من يفكر بتطوير النظام فيه، فلا يمكن تحقيق شيء بوجود طبقة سياسية فاسدة وبعدم عدالة.

***
• ملاحظة: انتظرنا 15 عاماً لترسية مناقصة بناء جسر الصبية. ومنذ ثلاثة أشهر تقريباً لا يزال المقاول بانتظار أمر المباشرة والمشروع مهدد بالإلغاء، اعادة الطرح! وهذا مثال على ما نشكو منه من فساد سياسي ومالي!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

حصاد السنين .. قائمة الشرف

عندما
وقفت احدى النائبات في آخر جلسة، وبدأت في حديثها مع وزير الداخلية بكلام لا يجرؤ على قوله طوال الشوارب مع الوزير، عندها عتبنا على معاليه لعدم الرد عليها بما تستحق، واستغربنا جرأة هذه النائبة في طريقة خطابها معه، وقد تبين لنا لاحقا سبب خروجها من طورها، عندما علمنا ان احالة استجوابها للجنة التشريعية ضيع عليها فرصة تشويه صورة شخصيات اسلامية كانت تنوي ان تتكسب من وراء الافتراء عليهم انتخابيا! ولما وقع في يدها وفشلت في تحقيق مبتغاها، سلمت مخططها لاحدى المغردات لنشر هذه الافتراءات والاكاذيب! وقد يقول قائل: وكيف علمت انها غير صحيحة؟ فاقول: من كبرها! فالقائمة ضمت عددا من الشخصيات الكويتية المشهود لها بالنزاهة والاستقامة وحب الوطن والولاء لترابه، وأقول ان تاريخ هؤلاء ناصع البياض ومليء بالمواقف المشرفة والبطولية! خذ مثلا عبدالحميد البلالي، الذي نشر اسمه من العجلة عبدالله البلالي، والذي تنازل عن شهادة الهندسة وتفرغ لاصلاح المدمنين من ابناء هذا الوطن الذين عجزت الدولة بكل اجهزتها عن اصلاحهم، ولم تجد حلا الا ادخالهم السجن بتهمة جريمة التعاطي للمخدرات، فجاء ابو خلاّد، ومن خلال احدى اللجان الخيرية التي انشأها (بشائر الخير)، ليحول هؤلاء من مجرمين الى مواطنين صالحين من خلال برنامج تأهيلي اصلاحي ظهرت نتائجه الطيبة واضحة، لدرجة ان وزارة الداخلية تبنت هذه اللجنة! فهل مثل هذا يسمى متورطا بالارهاب؟ والاخر الشيخ الداعية الدكتور جاسم بن محمد مهلهل الياسين، الذي اجمع كل من عرفه انه رباني ورجل آخرة وليس رجل دنيا، وكل من قرأ له مقالاته وكتبه ادرك بانه صاحب فكر راق ونظرة بعيدة ومنهج متزن، ويكفي دوره البطولي في ادارة لجان التكافل اثناء الغزو الغاشم، بل ان افعاله يشهد بها البعيد قبل القريب والعدو قبل الصديق! اما الشيخ احمد حمود الدبوس فقد تميز بصراحته وجرأته في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشدة وضوحه، حتى ان اللي في قلبه على لسانه، وانه من الذين يفتخرون بانتمائه لهذه الارض أباً عن جد، وانه من الرافضين للتطرف في كل شيء، ويستحيل عليه ان يكون ضمن قائمة يُشك في ولائها للوطن! اما الدكتور عبدالرحمن السميط فالزج باسمه اكبر دليل على زيف هذه القائمة وبطلانها، وعندما قيل لها لعلك اخطأت باسم الدكتور السميط، ردت وقالت بل هو الذي اقصد! ناهيك عن اتهام يوسف عبدالرحيم بانه ضمن الفريق القانوني للدفاع عن التنظيم، بينما هو من كبار المهندسين الكويتيين في الكويت، ويكفيه فخرا انه هو الذي يعتمد شهادات الهندسة للمهندسين الاستشاريين، فكيف يكون قانونيا وهو مهندس؟ اما فهد البذال فلا اعرف كيف ورد اسمه ضمن القائمة، وهو الذي لا يمت لبقية الاسماء بصلة لا تنظيمية ولا غيرها؟! وهل يتهم عاقل الدكتور محمد الثويني المربي الفاضل، الذي يعرفه كل اهل الكويت بحديثه الممتع والشيق في التلفزيون، ووسطيته ودماثة خلقه؟! وما هو الدور الاعلامي للشيخ محمد العوضي في دعم خلية الامارات؟! كلنا يعرف هذا الرجل واحاديثه المفيدة وحججه الواضحة وبساطته وعفويته التي طغت على تحركاته! اما البقية من الاسماء فهم نواب ومربون افاضل، اعمالهم وافعالهم خير دليل على سلامة سريرتهم ومقاصدهم، ولا يشكك فيهم! وللعلم فهذه القائمة الرابعة خلال شهرين، التي تنشر اسماء شخصيات كويتية متهمة بتورطها بدعم خلية الامارات! وكل قائمة تختلف عن الاخرى! اما الاخيرة فهي بالفعل تستحق ان نطلق عليها قائمة الشرف لطبيعة الاسماء الواردة فيها، واقول لمن نشر هذه القوائم او سربها للنشر، بعد ان عجز عن نشرها، وقام بالنشر بدلاً عنه من اخفى اسمه الحقيقي، ان اهل الكويت لا يمكن ان يصدقوا من لا خلاق له، عندما يطعن في دعاة الدين والخلق! اما الطرف الاخر المشارك بجريمة التشويه المفبرك والافتراء المفضوح، فاقول انه مهما عملت من محاولات اشغالنا بأنفسنا، فلن ننشغل عن متابعة طهران في التدخل بزعزعة الامن في دول الخليج العربي! وها هي الخلايا التخريبية الحقيقية تتكشف يوما بعد يوم في دول مجلس التعاون، وتتم محاكمتها بشكل واضح، وتتم ادانتها في محاكمات عادلة بخلاف ما يتم الان من تلفيق تهم ومحاكمات صورية، بينما التهم معلبة وجاهزة!
• • •
• يبدو ان مقالتي السابقة عن ازمة التعليم في الكويت اصابت مواجع عند بعض الزملاء، خاصة عندما بينت ان التيار العلماني هو الذي كان ولا زال مسيطرا على وزارة التربية وجامعة الكويت منذ اكثر من نصف قرن! وقد بدأت الردود على هذه المقالة تنشر، حتى ان الزميلة القبس بدأت بنشر تحقيق على عدة حلقات يوحي بخلاف ما نقول، وبإذن الله سيكون لي تعليق على كل هذه الردود قريبا.
• • •
• اللهم ارحم زميلنا غسان العتيبي واغفر له، واسكنه فسيح جناتك، واجعل قلمه شاهدا له يوم يلقاك لا شاهدا عليه.