مبارك الدويلة

نظرتنا للحريات

يثير الليبراليون دائما موضوع الحريات العامة والخاصة لانتقاد التيار الاسلامي وتبيان قصوره في مجاراة تطور الحياة وصلاحيته للواقع الذي يعيشه الناس اليوم! ويكررون مقولتهم ان تطبيق الشريعة الاسلامية أو أسلمة القوانين هما ردة وتخلف ورجعية! وهذا الطرح عند الليبراليين نتيجة قصور في فهم معنى الحرية وحدودها في الاسلام، لان معظمهم يفهم الحرية بانها ان يشرب الانسان ما يشاء ويلبس ما يشاء ويعمل ما يشاء! بينما نحن في التيار الاسلامي نفهم الحرية بانها ان تلبس وتشرب وتعمل ما تشاء شريطة الا تسبب ضررا للمجتمع الذي تعيش فيه نتيجة هذه الممارسة! فشرب الخمر حرام في الاسلام لكننا لن نعاقب من يشربها في بيته من دون ان يراه احد لان الذي سيحاسبه في الآخرة هو الله وليس الحاكم! ومن اراد ان يتعرى فليتعر في بيته كما يشاء لان المجتمع سيكون في منأى من انعكاس سلوكه عليه مادام انه في هذه الخصوصية! مشكلة الليبراليين انهم لايرون من الحرية الا هذه السلوكيات الشاذة ويطالبون بتعميمها وتدمير اخلاق الناس بها حتى يُعتبر المجتمع ديموقراطيا وحضاريا! بينما نحن نرى ان تحجيم آثار المسكرات والمخدرات على المجتمع هي التي تهيئ مجتمعاتنا للتقدم والتطور. التيار الاسلامي يفهم الحرية بشكلها الواسع، وهذا الفهم نتيجة ممارسة الصدر الاول من الاسلام لها وترسيخه لمعاني حرية النقد والتعبير، وهي مفاهيم تجاوزتنا مئات السنين لاننا نعيش اليوم زمن احالة نصف الشعب الى النيابة بسبب حرية التعبير والمساس بالذوات! نحن نفهم الحرية من قول الاعرابي للحاكم: والله لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناه بحدّ سيوفنا، ورد الحاكم عليه: لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها! نحن نفهم العدالة والمساواة من حادثة المرأة المخزومية – بنت الاكابر- التي لم تسرق ناقلات او استثمارات او مزارع بل سرقت حفنة من الدراهم، واراد البعض ان يتوسط لها لمكانة اهلها من المجتمع، فقال الحاكم قولته المشهورة: والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها! هكذا نفهم الاسلام وهذه مرجعيتنا وندرك ان حالات شاذة من الحكام مرت على الامة على مرّ العصور لايمكن ان يقاس عليها، بينما يقتصر مفهوم العلمانيين والليبراليين للحرية بان تختار البنت لها boyfriend تعيش معه فترة من الزمن قبل الزواج، او ان يسمح للنوادي الليلية واندية القمار لتنشيط السياحة بينما بدأت بعض منظمات حقوق الانسان بالغرب تطالب مجتمعاتها بالسماح بزواج الشواذ والمثليين، واعتبار ذلك من الحقوق المكتسبة! وهكذا ضيع الليبراليون الحقوق الشرعية للامة نتيجة نظرتهم السطحية لمعنى الحرية والعدالة وانشغالهم بها، وانضمت اليهم مؤخرا مجموعة – من لا مذهب له ولا و.جهةـ عندما طالبوا بالغاء قانون فصل الطلاب عن الطالبات في التعليم الجامعي، بينما هم انفسهم من طالب بتكميم افواه المغردين وسحب جنسية من شارك بالمسيرات وانهاء خدمات مدير العلاج في الخارج فقط لانه شارك في ساحة الارادة! هكذا يفهمون الحريات الشخصية وهكذا ينظرون للحريات العامة!
***
• امس اتفاقية امنية للمحافظة على بعض الانظمة الخليجية! واليوم اتفاقية تسريع تبادل المعلومات! والله يستر من القادم من الايام! بينما اتفاقيات الوحدة الخليجية ووحدة النقد مازالت حبيسة الادراج.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *